- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (004)سورة النساء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الإنسان خليفة الله في أرضه :
أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الخامس والثلاثين من دروس سورة النساء، ومع الآية الواحدة والسبعين، والتي تليها:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ﴾
الله جل جلاله جعلنا خلفاء في الأرض، قال تعالى:
﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾
أوكل إلى المؤمن عمارة الأرض، وأوكل إلى المؤمن إحقاق الحق، ومحاربة الباطل، وإقامة العدل، هذا معنى أن الإنسان خليفة الله في أرضه.
﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾
من لوازم خليفة الله في أرضه أن يكون حذراً لأن الإنسان مخير، وقد أودعت فيه الشهوات، فبعض الناس سوف يتحركون وفق منهج الله، وهم أهل الحق، وبعض الناس سوف يتحركون من دون منهج الله عز وجل وفق أهوائهم وشهواتهم، ولا بد من أن تنشأ بين الفريقين معركة من آدم إلى يوم القيامة، معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية، وكل الصراعات التي تسمعون عنها الآن تندرج تحت هذه المعركة معركة الحق والباطل.
نموذج من النماذج البشرية التي أشار إليها القرآن الكريم :
المؤمن ينبغي أن يأخذ حذره ويكتشف الخطر قبل أن يظهر، ويكتشف العداوة قبل أن تُعلم، وينبغي أن يكتشف عدوه قبل أن يكون أمامه صارخاً، وهذا معنى قول الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ﴾
معنى كلمة ثبات جمع ثبة، وهي الطائفة الصغيرة، فلو أن مناوشة من جهة محدودة كافرة ينبغي أن يرسل إليها سرية محدودة، أما إذا كان الخطر داهماً ينبغي أن ننفر جميعاً، كل حالة تعالج بمقتضاها، وكل عدوان يعالج بما يكافئه فإذا كان العدوان محدوداً سيرنا له قوة محدودة تغطي عدوانه، أما إذا كان العدوان شمولياً فلا بد من أن ننفر جميعاً.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ﴾
الآن هناك نموذج بشري، وهذا في كل مكان وزمان، والحقيقة الصارخة أن في القرآن الكريم نماذج بشرية، وإذا قرأ الإنسان في هذه الآيات يجد نموذجاً يعيشه الناس، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ ﴾
ما قال الله عز وجل:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ﴾
ملتم إلى الراحة والقعود، هذا النموذج أميل إلى الراحة، لا يبذل شيئاً، يتابع كل الأخبار، ويصنف كل الناس، ويوزع التهم والاستحسانات للناس، أما هو فلا يتحرك، مؤمن سكوني طوبائي، طوبى لفلان، طوبى لفلان، أما هو فلا يفعل شيئاً، هذا النموذج نموذج الإنسان الذي لا يعمل، ليس هنا في موضع المدح، بل هو في موضع الذم.
﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ﴾
لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة :
يقول الله عز وجل:
﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً ﴾
حينما نتخلف عن رسول الله، وعن أصحابه الكرام، وينجو من مصيبة ألمت بالمؤمنين يرى نجاته من هذه المصيبة نعمة كبيرة، وحينما يُمتحن المؤمن فيبتلى بماله، أو بنفسه، أو بأولاده، أو بحريته، أو بدخله وقف موقفاً صحيحاً فخسر موقفه، أو خسر من يعينه، فلما يكون الإنسان مبدئياً قد يدفع الثمن باهظاً، فهذا الإنسان النموذج إذا تخلف عن رسول الله وأصحابه، وأصاب النبي وأصحابه مصيبة يرى نجاته من هذه المصيبة نعمة، وأية نعمة! نعمة كبيرة، لكن لا يستوي عند الله من نجا من مصيبة، لأنه تخاذل، وقعد عن نصرة الحق، لا يستوي مع من بذل وقته وجهده وماله وحياته ودفع حياته ثمناً لجهاده، فلا يعقل أن يستوي هذا مع هذا، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة.
﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لَّا يَسْتَوُونَ ﴾
﴿ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً ﴾
﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾
﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾
﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً﴾
من سنة الله في خلقه أن يُبتلى المؤمن :
لو أن إنساناً في بلاد عديدة لزم درس علم، وعملاً صالحاً، ودعوة، فابتلاه الله بشيء من ابتلائه الذي يرفع به الله درجات المؤمن، الذي لم يعمل، ولم يبذل، ولم يبتلى يشمت به، ألم أقل لك: هذا عمل فيه مخاطر؟ كيف يرقى الإنسان إلى الله عز وجل حينما يسأل الله سلامته دائماً؟ حتى إنه ورد في بعض الآثار أن هذا الذي ينجو من كل مصيبة، ولا يقع في ورطة سمي العفريت النفريت، بل إن بعض الصحابيات الجليلات رأت زوجها لم يُبتلَ أبداً، فذهبت تشكوه لرسول الله، وفي الطريق وقع فتعثر، فقالت: ارجع لقد حلت المشكلة، الإمام الشافعي سئل: أندعو الله بالتمكين؟ قال: لن تمكن قبل أن تبتلى! من سنة الله في خلقه أن يبتلى المؤمن. الخطاب موجه للمؤمنين:
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾
أخواننا الكرام، تماماً الوضع كطبيب جاءته حالة مرضية، ورم خبيث منتشر في كل الأمعاء والأحشاء، هذا المريض سأل الطبيب: ماذا آكل؟ قال: كُلْ كُلَّ شيء، لا شيء عليك محظور إطلاقاً، أما المريض الثاني فمعه التهاب حاد في المعدة، والحمية وحدها كافية لشفائه، فالطبيب يشدد على الثاني تشديداً غير معقول، لأنه قابل للشفاء، فحينما تكون في العناية المشددة، وتحاسب حساباً دقيقاً، ويسوق الله لك لكل غفلة، أو سهوة، أو كل انحراف، أو خطأ، أو مصيبة يردع الله بها، فاشكر الله عز وجل، لأنك في العناية المشددة، أما حينما يكون المرض عضالاً، ولا شفاء منه، ولا أمل في الخلاص منه تنطبق على المريض الثاني أن الطبيب يقول له: كُل ما شئت.
يسوق الله للمؤمن من المصائب ما يرقى به وينقيه من الآثام على عكس الكافر :
قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾
لذلك قد يتساءل الإنسان: إن هؤلاء غارقون في كل أنواع المعاصي والموبقات، الزنى، الشذوذ، زنى المحارم، الخمور، المخدرات، الإباحية، والظلم، والعدوان، ومع ذلك فهم أقوياء، وبلادهم جميلة جداً، وأموالهم غزيرة، وقوتهم كبيرة، وهم يولون إرادتهم على كل الشعوب، هناك آية في القرآن الكريم تنطبق على هؤلاء، قال تعالى.
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾
﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾
ظن أهلها أنهم يرصدون أي مكان في العالم بالأقمار الصناعية، وبإمكانهم أن يقصفوا أي مكان في العالم.
العبرة من يضحك آخراً :
قال تعالى:
﴿ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً ﴾
وقد يكون هذا الأمر عاماً لكل القارات، فجاء ليلاً أو نهاراً، ليلاً على أناس ونهاراً على أناس.
﴿ فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ﴾
هذا نموذج مؤمن مبتلى، لأنه قابل للشفاء، مبتلى لأن الله سبحانه وتعالى وضعه في العناية المشددة، يسوق له من المصائب ما يرقى به، وينقيه من الآثام.
السيدة فاطمة سألها النبي عليه الصلاة والسلام: ما بك يا فاطمة؟ قالت: حمى لعنها الله، قال: لا تلعنيها، فو الذي نفس محمد بيده لا تدع المؤمن وعليه من ذنب، فهذا النموذج يحب مصالحه، ولا يأبه لمبادئه، يعتني بمصالحه وشهواته، ولا يعبأ بقيمه ولا بمبادئه، فإذا نجا من مصيبة وقع بها المسلمون بسبب دعوتهم وجهادهم وغيرتهم وحبهم للعمل الصالح يشمت بهم، ويرى نجاته من هذه المصيبة نعمة كبيرة أنعم الله بها عليه.
﴿ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً﴾
هو نجا من هذه المصيبة لكنه لم ينج من عذاب النار، ولا ينجو من هلاك الآخرة، ونجا من الفقر، الذي ينافق لا يفتقر، والذي يضحي بمبادئه من أجل دنياه ربما لا يفتقر، فهذا الذي لا يفتقر، وينجو من بعض المتاعب التي يتحملها المؤمنون الصادقون يظن نفسه متفوقاً عليهم، ويظن أنه قد فاز في حين أنهم قد وقعوا، هو الذي وقع وهم الذين فازوا، فالعبرة من يضحك آخراً، هناك من يضحك أولاً يبكي كثيراً، ومن بكى أولاً يضحك آخراً.
هناك نموذج تحركه مصالحه فهو لا يعبد إله المؤمنين ولا إله الكفار :
قال تعالى:
﴿ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً* وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ ﴾
انتصرتم في المعركة، وحققتم العزة للمؤمنين، ونلتم مغانم كثيرة، يسيل لعابه لا على النصر بالحق بل على المغانم.
﴿ ِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
أرأيت إلى هذا النموذج تحركه مصالحه، فإن كانت مصالحه مع المؤمنين ادعى أنه مؤمن، لا من أجل الإيمان، بل من أجل مصالحه، وإذا كانت مصالحه مع الكفار انضم إليهم، فهو لا يعبد إله المؤمنين، ولا إله الكفار، ولكن يعبد ذاته، يعبد شهواته ومصالحه. يقول الله عز وجل:
﴿ ِ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾
أقصد بإله الكفار شهواتهم ومصالحهم.
﴿ ِ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
البطولة أن تكون جريئاً في مواجهة الحقيقة :
الله عز وجل يعطينا نماذج بشرية في هذا القرآن، لذلك بعض الصالحين قرأ القرآن ليرى نفسه أين هو؟ في أي نموذج، قرأ نماذج من الكفار فقال: لا، أنا لست من هؤلاء، قرأ نماذج من المؤمنين الصادقين أيضاً فقال: لا، أنا أيضاً لست من هؤلاء، قرأ من الذي يخطئ ويصيب وله عمل صالح وآخر سيئ فقال: أنا من هؤلاء، فأنت حينما تقرأ القرآن ينبغي أن تعلم أنت مع من؟ أي نموذج ينطبق عليك أنت وتنتمي إليه؟ فليكن الإنسان مع نفسه صادقاً وواقعياً وجريئاً في الحكم على نفسه، فهو بالعادة يمالئ على نفسه، ويحابيها، ويصفها بصفات ليست فيها، لكن البطولة أن تكون جريئاً في مواجهة الحقيقة. يقول الله عز وجل:
﴿ ِ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ﴾
ما دامت الآخرة ليست داخلة في حساباتنا فمشكلتنا كبيرة جداً، وما دامت الدنيا هي كل شيء، هي مبلغ علمنا، ومنتهى آمالنا، ومحط رحالنا، وميزاننا فلنا مشكلة كبيرة، لأن الدنيا تحتاج إلى مال، وقد تنزلق إلى كسب المال غير المشروع، والدنيا تحتاج إلى شهوات، وقد تقع في إرواء شهوات لا ترضي الله عز وجل، لكن حينما تؤمن بالآخرة تضحي بالدنيا من أجل الآخرة، وقد يشاء الله أن يهبك الدنيا والآخرة.
﴿ ِ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾
بعضهم قال: جنة في الدنيا، وجنة في الآخرة، لكن جنة الدنيا للمؤمن هي جنة القرب، لقول بعض العلماء العاملين: في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، إنها جنة القرب، ويؤكد هذا المعنى أن الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿ ِ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾
ذاقوا طعمها في الدنيا، إنما هي جنة القرب.
المؤمن باع نفسه في سبيل الله وهو راض عن أفعال الله :
قال تعالى:
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ﴾
باع الدنيا من أجل الآخرة، (يشرون) بمعنى يبيعون، شرى بمعنى باع واشترى، بدليل قول الله عز وجل:
﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ ﴾
أي باعوه، والله عز وجل يقول:
﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾
أنت حينما تبيع بيتاً، وتقبض ثمنه بالتمام والكمال عداً ونقداً، والثمن مرتفع بعد أن بعت البيت، هل لك أن تسأل الذي اشتراه: لماذا دمجت الغرفتين ببعضهما؟ هو حر، اشترى منك البيت، ونقدك ثمنه، ثم يفعل بالبيت ما يشاء، هذا المعنى يريحنا، أنت حينما تبيع نفسك في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى اشتراها منك، إذاً ينبغي أن تصبر، قد يجعل دخلك غير محدود وقد يجعل دخلك محدوداً، قد يهبك إناثاً فقط أو يهبك ذكوراً، أو يهبك إناثاً وذكوراً، أو يجعلك عقيماً، أنت بعت نفسك في سبيل الله، قد تكون غنياً أو فقيراً، قد تكون في مكانة مرموقة أو في مكانة قليلة، أنت بعت، فالمؤمن باع نفسه في سبيل الله، وهو راض عن أفعال الله، وراض عنه في السراء والضراء، في إقبال الدنيا وإدبارها، بايعنا رسول الله في المنشط والمكره.
﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ﴾
آيات قرآنية تبين أهمية الفرض الجهادي في الإسلام :
قال تعالى:
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾
هذه الفريضة التي غفل عنها المسلمون من أربعمئة عام يدفعون الآن ثمن هذا التفريط باهظاً، وما ترون وما تسمعون هو نتيجة تعطيل هذا الفرض الجهادي في الإسلام.
﴿ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾
﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ﴾
﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾
﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾
﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
هذه وعود الله للمؤمنين، وزوال الكون أهون على الله من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين.
لا يحل مشكلات المسلمين اليوم إلا أن نعدَّ لأعدائنا ما أمرنا الله به :
قال تعالى:
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ﴾
لا تقل: لا يوجد تكافؤ، الله عز وجل ما كلفك أن تعد للأعداء ما لا تستطيع، كلفك بأن تعد القوة المتاحة لك، مع التفوق المذهل الذي عند الأعداء، قال أحدهم قبل يومين: ماذا نفعل بهذه الطائرات العملاقة، والبوارج الحربية، والصواريخ العابرة للقارات، ماذا نفعل بها، وقد أصبح العدو شخصاً لا دولة؟ واحد أقلق مجتمعاً بأكمله عشرين يوماً، جاءت الطائرات، وجاء الاستنفار دون جدوى، فالله عز وجل قال:
﴿ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ﴾
مئتا ألف طالب عطلت مدارسهم عشرين يوماً بسبب إنسان واحد أقلق مضاجعهم، فلا تقل: ليس هناك مساواة بين الكيانين، عليك أن تعد لهم القوة المتاحة، ولا يحل مشكلات المسلمين اليوم إلا أن نعدَّ لهم ما أمرنا الله به.
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ﴾
يشرون، أي يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة، الحياة الدنيا سماها الله دنيا، والآخرة هي الحياة الحقيقية، ليس في الآخرة همٌّ، ولا حزن، ولا شيخوخة، ولا كبر، ولا زوجة سيئة، ولا ابن عاق، ولا قلق نفسي، ولا خوف من الفقر، ولا خوف من مرض عضال، لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد، فهي ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ما من ركنين من أركان الإيمان جاءا متلازمين في القرآن كالإيمان بالله واليوم الآخر:
أنا أؤكد لكم أن قلة من المؤمنين يدخلون الآخرة في حساباتهم اليومية، أما معظم الناس يعيشون الدنيا فقط، ومقاييسهم كمقاييس الطرف الآخر، مقاييس مادية، هؤلاء المؤمنون المسلمون رواد المساجد، أما الآخرة كشيء مهم في حياتهم، كعامل خطير في حساباتهم، هذا هم بعيدون عنه، لذلك ما من ركنين من أركان الإيمان جاءا متلازمين في القرآن كالإيمان بالله واليوم الآخر. حاول حينما توازن بين شخصين وبين بلدين، أو بين أمتين أن تضيف الآخرة إلى الدنيا، أتيت بمثل صارخ: مطعم متواضع جداً في أطراف المدينة، ودخله محدود جداً، لكن صاحب هذا المطعم إنسان مؤمن، وعقيدته سليمة ومستقيم، وقائم بعباداته، ومطعم خمسة نجوم، دخله اليومي مليون، ويبيع الخمور، ويأتي بالمغنين، طبعاً ليس هناك من أساس للموازنة بين هذين المطعمين، لكن المطعم الثاني، لأنه يبني دخله على الحرام، وعلى بيع المحرمات وانتهاك الحرمات، أضف الآخرة إلى كل طرف من هو الرابح؟ الأول، لولا أن هناك يوماً آخر تسوى فيه الحسابات لحقّ للمؤمنين أن ييئسوا، لكن هناك يوم آخر تسوى فيه الحسابات.
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾
﴿ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴾
﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ*مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾
أنواع الجهاد :
أيها الأخوة:
﴿ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ﴾
طبعاً عندنا جهاد النفس والهوى، هذا هو الأصل، المهزوم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة، وبعد جهاد النفس والهوى يأتي الجهاد الدعوي، إذا كان متاحاً للمسلم أن يدخل في الجهاد القتالي فلا بأس، لكن هناك جهادان مقدمان على الجهاد القتالي؛ جهاد النفس والهوى، ثم الجهاد الدعوي.
﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ﴾
أحد مشروعية الجهاد أن تقيم الأجواء المناسبة لمن حولك كي يعبدوا الله عز وجل، فإذا حال حائل بين الناس وبين عبادة الله ينبغي أن نجاهد فيه، كما يفعلون في الأراضي المحتلة، يهدمون المساجد، يقتلون الناس وهم يصلون، كما فعلوا من قبل.
المؤمنون يعبدون الله سبحانه وتعالى والكافرون يعبدون الطواغيت :
قال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
هذا هو القتال الذي جزاؤه الجنة.
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ﴾
في سبيل المصالح، الطاغوت هنا من الطغيان، والطاغوت جمع طاغ، والطاغي هو الظالم، لكن الطاغي يفترق عن الظالم بأنك كلما أطعته يزداد ظلماً، لذلك المؤمنون يعبدون الله سبحانه وتعالى، والكافرون يعبدون الطواغيت.
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾
إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان الله عليك فمن معك.
﴿ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ﴾
لأنك إذا كنت مع الله فمعك القوة المطلقة، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد.
فضل الجهاد في سبيل الله :
أيها الأخوة، أرى أن كل مؤمن عليه أن يبدأ بمجاهدة نفسه حتى ينتصر على شهواته ومصالحه غير المشروعة، فربما أعانه الله على أن ينتصر على عدوه، لكن بين الجهادين؛ بين جهاد النفس والهوى جهاد الأعداء الجهاد الدعوي، فإذا أمكنك أن تنشر هذا الدين بالطرق السلمية فهذا شيء جيد جداً، لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾
حينما تبين هذا الكتاب الكريم، تبين أحكامه، وتبين أوامر الله عز وجل، وتبين ما عند الله من خير إذا أطعته، وما عنده من عقاب إذا عصيته، هذا أيضاً جهاد كبير، بنص القرآن الكريم. فلنبدأ بجهاد النفس والهوى، ثم لنثنِّ بالجهاد الدعوي:
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
حينما يتاح للمسلمين إن شاء الله تعالى أن تكون لهم الشوكة، وينتصرون على عدوهم ينبغي ألاّ يقصر أحد منا في هذا العمل الذي سماه النبي ذروة سنام الإسلام:
من لم يجاهد، ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق.
أحياناً ندعو لمن يجاهد كما ندعو لأخوتنا في الأرض المحتلة، أحياناً تمدهم بالغذاء والمال، وهذا أيضاً نوع من الجهاد:
(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا ))
(( وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا ))
من دعا لغاز تقبل الله دعائه، فحسب الوضع؛ إما أن ندعو لهم بالنصر، أو نمدهم بالمال والمساعدات، أو نجهزهم بالمعدات، ثم ينبغي أن نجاهد أنفسنا وأهواءنا، لأن الأعداء يراهنون على علاقتنا بربنا، هم يحاربون بالفساد، وجدوا أن الفساد أهون من السلاح، بالقوة الناعمة، أي المرأة يحملوننا على أن نريد ما يريدون، كانوا من قبل بالقوة المسلحة يجبروننا على أن نفعل ما يريدون، الآن لا داعي، اصعد إلى جبل قاسيون، وألقِ نظرة على دمشق، ماذا يشغل الناس؟ تعرف الجواب.
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها :
أيها الأخوة، ينبغي أن نعود إلى الله عز وجل، أقول لكم كلاماً من القلب إلى القلب: إذا كنت مهزوماً أمام شهواتك وأمام مصالحك فلا يمكن أن تقابل نملة، أما إذا كنت منتصراً على مصالحك وشهواتك، وكنت وربانياً عندئذ تستحق أن يتنزل عليك نصر الله عز وجل، فأنت بين الجهاد جهاد النفس والهوى وبين الجهاد الدعوي وبين الجهاد القتالي، أما حينما يجتاح العدو أرضنا فلا خيار لنا أبداً في الجهاد القتالي. فلنجهز أنفسنا بأن نجاهد أنفسنا وأهواءنا، ونجاهد الجهاد الكبير في نشر الحق بين الناس، يوجد أزمة علم، وأخلاق، وإيمان، أنت حينما تعزز قيم الإيمان، وقيم العلم، وقيم الأخلاق في المجتمع تكون قد أعنتهم على أنفسهم، وأنا حينما أدعو أقول: اللهم انصرنا على أنفسنا حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا.
أيها الأخوة، هذا الإسلام دين عظيم، إذا حذفنا منه شيئاً ضعفنا، وإذا أضفنا عليه أشياء تفرقنا، فإن أضفت عليه أصبح الإسلام طوائف وشيعاً، وإن حذفت منه أصبحنا ضعافاً، فلا بد أن نأخذه كما جاء في أول الأمر، فلا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.
(( إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ))
كنت أقول سابقاً: هناك عقبات كبيرة جداً أمام الناس منها الشاشة، والمناهج العلمانية، في الجامعة يدرسون أن الإنسان جاء من القرد، وهذا خلاف الكتب السماوية، فالمناهج عقبة، والشاشة عقبة، والأسرة أحياناً عقبة، لأنها ألفت المعاصي والآثام، فإذا أراد الشاب أن يتوب إلى الله كانت العقبة من أهله أحياناً، فلا بد من إصلاح ذات البين، فاتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم.