وضع داكن
28-03-2024
Logo
العقيدة من مفهوم القرآن والسنة - الدرس : 30 - مستلزمات التوحيد -10- الأدب
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

ما ينبغي أن تتمثل به :

أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الثلاثين من دروس العقيدة، ولا زلنا في حقيقة أن الاعتقاد ليس ما ينبغي أن تعتقد فحسب، ولكن ما ينبغي أن تتخلق به، فشطر العقيدة حقائق يجب أن تؤمن بها بعد البحث والتدقيق، وشطرها الآخر أخلاق وأحوال ومقامات ينبغي أن تتمثل فيك, من أجل أن تكون سبباً لسعادتك في الدنيا وفي الآخرة، تلك السعادة التي خلقت من أجلها:

﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾

[سورة هود الآية: 119]

ما يتميز به المؤمن :

أيها الأخوة الكرام، إذا ذكرت كلمة مؤمن, فينبغي أن يقفز إلى ذهنك أنه أديب، يا رسول الله ما هذا الأدب؟ قال:

((أدبني ربي فأحسن تأديبي))

لا يمكن أن تقع عينك على مؤمن غير مؤدب، فظ غليظ، وقح متطاول، مستحيل، لا مع الله ، ولا مع أنبيائه، ولا مع كبار المؤمنين، ولا مع عامة الناس .إذا قلت: مؤمن، أي أنه مؤدب، لطيف، يعرف حقه ويعرف حق غيره، يعرف حدوده و يعرف حدود غيره .

 

أنواع الأدب :

1-الأدب مع الله :

أيها الأخوة, موضوع الأدب ينشعب إلى ثلاثة فروع:
أولها: الأدب مع الله، فالأدب مع الله جل جلاله أن تصف الله فيما وصف به نفسه من غير تمثيل ولا تعطيل، فهو الله سبحانه وتعالى فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته، هو معهم بسمعه وبصره وعلمه، له وجه تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام:

﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾

[سورة الرحمن الآية: 27]

وله نفس:

﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ﴾

وله يد:

﴿يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾

[سورة الفتح الآية: 10]

وله ساق، وله قدم، وله عين، وله سمع، وكل شي ليس كمثله شيء .
أوصاف الله عز وجل هكذا وردت في كتابه، نقر بها من دون تمثيل ولا تعطيل، لا نمثل أي ولا نعطل, أي بل نفوض إلى الله المعنى الذي يليق بكماله، أن تصف الله بما وصف به نفسه، وأن تفوض المعاني لهذه الأوصاف إلى الله عز وجل, بحيث تليق بكماله من دون تمثيل ولا تعطيل، من دون زيادة ولا نقصان ولا نفي، هذا نوع من الأدب مع الله عز وجل.

 

ما ينبغي أن تعتقد :

يقول عليه الصلاة و السلام:

((ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة))

أيها الأخوة, يقول الله عز وجل عن ذاته العلية:

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾

[سورة الصافات الآية: 180-182]

الأدب مع ذات الله، الأدب مع صفات الله، الأدب مع أسماء الله، أن تصف الله بما وصف به نفسه من دون تعطيل ولا تمثيل، من دون زيادة ولا نقصان، وأن تفوض إلى الله تأويل هذه الصفات بما يليق بكماله، والقضية قضية عدة آيات لا تزيد على أصابع اليد, لا يوجد داع أن أقحم نفسي، وأن أُعمل عقلي في شيء نهيت عن البحث فيه .
رُوي عن النبي عليه الصلاة والسلام:

((تفكروا في مخلوقات الله، ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا))

من فروع الأدب مع الله :

1-الأدب في التوجه إلى الله :

الآن الأدب في التوجه إلى الله: فرع آخر من فروع الأدب مع الله، سيدنا عيسى سئل:

﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾

[سورة المائدة الآية: 116]

قد يخطر في بالنا أن هذا النبي الكريم ينفي عن نفسه هذا القول، يقول: والله يا رب ما قلت هذا، قال:

﴿إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾

[سورة المائدة الآية: 116]

أرأيت إلى هذا الأدب الجم مع الله عز وجل؟ ثم يقول:

﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾

[سورة المائدة الآية: 117-118]

قد تجد إنساناً تافهاً جداً يقول لك: فلان في النار قطعاً، من أنت؟ أنت ربه؟ لا يمكن أن تحكم على المستقبل بحكم قطعي، هذا يتناقض مع عبوديتك لله عز وجل .

تقييم الأشخاص جملة وتفصيلاً ليس من شأن الإنسان :

إنسان جاهد مع رسول الله، دخل عليه النبي، وقد مات، سمع امرأة تقول: هنيئاً لك أبا السائب، لقد أكرمك الله، انظر إلى أدب النبي مع الله, قال: ومن أدراك أن الله أكرمه؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبي مرسل, لا أدري ما يفعل بي ولا بكم؟ .
الحكم على المستقبل القطعي ليس من شأن الإنسان، تعلموا هذه القاعدة، تقييم الأشخاص جملة وتفصيلاً ليس من شأن الإنسان، لا توزع الألقاب والتهم على الناس، إن رأيت إنساناً جيداً ومحسناً قل: أحسبه صالحاً، ولا أزكي على الله حداً، إن رأيته مسيئاً قل: أسأل الله أن يغفر له، وأن يتوب عليه، هذا الذي تراه مسيئاً, لو أنه تاب وصدق في توبته, لسبق من انتقده.

انظر إلى هذا الأدب الجم من خطاب الأنبياء لله عز وجل :

سيدنا موسى حينما فعل خيراً، وسقى المرأتين، الإنسان أحياناً يعمل عملاً بسيطاً, يقول لك : أنا فعلت كذا، وفعلت كذا، ولحم كتف فلان من خيري، وفلان أنا عملته رجلاً، أما سيدنا موسى حينما أجرى الله على يديه هذا الخير، قال:

﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾

[سورة القصص الآية: 24]

حتى قال بعض علماء القلوب: إن رؤية العمل نوع من الشرك، سيدنا أيوب يقول:

﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾

[سورة الأنبياء الآية: 83]

سيدنا آدم:

﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾

[سورة الأعراف الآية: 23]

الجن:

﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً﴾

[سورة الجن الآية: 10]

هل تلاحظون هذا الأدب الجم من خطاب الأنبياء لله عز وجل؟ .

 

ماذا تعني كلمة مؤمن؟ :

إذا قلت: مؤمن أي مؤدّب، مؤدب مع الله، ومؤدب مع أنبيائه، ومؤدب مع كبار العلماء، و مؤدب مع عامة الناس، ماذا أقول لكم؟ إنسانة تقم المسجد، تكنسه، تنظفه، في السلم الاجتماعي لا أعتقد أن إنساناً يقع في مرتبة أدنى من هذه المرتبة، توفيت امرأة، والصحابة الكرام اجتهدوا, أن هذه المرأة من قلة الشأن وضعفه, لا ينبغي أن يبلغ النبي بموتها، من هي؟ فلما سأل عنها قيل له: ماتت، قال: هلا أعلمتموني؟ ذهب إلى قبرها، صلى عليها استثناءً، حكم خاص، من خصوصيات النبي، صلى عليها، وهي في قبرها .سيد الخلق متأدب مع أقل إنسان مرتبة في الأرض، إذا قلت: مؤمن، أي مؤدب مع الله، و مع أنبيائه، ومع الذين ينقلون العلم للناس، ومع المؤمنين، ومع عامة الخلق .

من أقوال العلماء حول موضوع الأدب مع الله :

قال بعض العلماء: من تأدب بأدب الله, صار من أهل محبة الله، وقال بعضهم: الأدب للعارف كالتوبة للمستأنف، العارف بالله يتأدب مع الله أشد الأدب .
وقد ورد في الأثر, أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم: مثل بهم هؤلاء الذين مثلوا بعمك، قال: لا أمثل بهم فيمثل الله بي، ولو كنت رسولا .
إنسان متطاول جلس عند عالم, فقال له العالم: يا بني, نحن إلى أدبك أحوج منا إلى علمك.

ماذا يعلمنا النبي في هذا الدعاء؟ :

انظر إلى هذا الدعاء النبوي الذي يعلمنا الأدب، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ, عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((إِنَّ سَيِّدَ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، وَأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ, فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي مُوقِنًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ))

2- الأدب مع أحكام الله وشرعه :

الآن الأدب مع أحكام الله وشرعه، قال تعالى:

﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾

[سورة الحج الآية: 32]

تعظيم شعائر الله، تعظيم مناسك الحج، تعظيم أحكام الصيام، تعظيم أحكام الصدقة، تعظيم أحكام الصدقة:

﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾

[سورة الحج الآية: 32]

﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾

[سورة الحج الآية: 30]

ملخص ما يجري في العالم الإسلامي اليوم :

وربما لخصت لكم ما يجري في العالم الإسلامي الآن: هان أمر الله عليهم فهانوا على الله، لم يعظموا حرمات الله .
قال بعض السلف: من تهاون بالأدب مع الله عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة، يبدأ الحرمان من سوء الأدب .
وقال بعضهم: الزم الأدب ظاهراً وباطناً، فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهراً ، وما أساء أحد الأدب باطناً إلا عوقب باطناً .

2-الأدب مع أنبيائه صلوات الله عليهم :

البند الثاني في هذا الدرس: الأدب مع أنبيائه صلوات الله عليهم:

﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا﴾

[سورة آل عمران الآية: 146]

أي كانوا في قمة الأدب مع رسول الله، ما تململوا، ولا تبرموا، ولا حوقلوا، بل صبروا، و نصروا، وتواضعوا، وتحملوا:

﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾

[سورة آل عمران الآية: 146]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾

[سورة الحجرات الآية: 1]

معنى لا تقدموا لا تقترحوا، لا تقترح في حياته وأمام حضرته اقتراحات تخالف منهجه، أي إنسان يقول لك: أنا أرى أن هذا لا يصلح لهذا العصر، فهو مشرع، وغاب عن النبي أن هذا الشيء الذي يأمر به لا يصلح لهذا العصر .
يقولون هذا عندنا غير جائز ومن أنتم حتى يكون لكم عند؟
لذلك ورد في بعض الأحاديث الصحيحة: إذا رأيت شحاً مطاعاً، مادية مقيتة، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل .

واقعة :

حدثني أخ التقى مع محامٍ, له اهتمام كبير بالجرائم الكبيرة التي تقع، قال هذا المحامي: مرة قضية إرث، وقضية حجمها بعشرات الملايين تقترب من ستين مليونًا، ويوجد في القضية شاهد إذا شهد، وأقسم بالله أنه رأى وسمع, عدت شهادته حاسمة، وتغير الوضع كلياً، والشاهد شاهد زور، وهو كاذب، لكن القاضي يعلم الحقيقة، إلا أنه مقيد بالقوانين، هذا الشاهد استدعي ليشهد، فإن وضع يده على كتاب الله, وأقسم بالله العظيم أن يقول الحق، وتكلم بشهادة معينة, فالستين مليونًا تنتقل من الورثة إلى واحد، هذا المحامي رأى ذلك رأي العين، وضع يده على المصحف، ونطق بالقسم، وقال الرواية التي قبض ثمنها مبالغ طائلة، ثم رفع يده عن المصحف، وبقيت يده مرفوعة، قال له القاضي: أنزل يدك، فإذا به قد وقع، بقيت مرفوعة، وافته المنية فجأة، اختل توازنه فوقع، يقول هذا القاضي: رأيت هذا رأي العين:

﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾

[سورة الأنعام الآية: 11]

الفاء للترتيب على التعقيب، ويوجد آية:

﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا﴾

[سورة الأنعام الآية: 11]

وقد يشهد الشاهد شهادة زور، ويحلف يمين غموسًا، ويُغمس بهذه اليمين في النار، ولا يأتي العقاب سريعاً، هذا أدب مع رسول الله، أن تأخذ سنته بكل إكبار، لا أن تنتقض هذه السنة، لماذا الطواف سبعة أشواط؟ يتفلسف، لماذا السعي بين الصفا والمروة؟ ما الفائدة؟ لماذا الصلاة؟ لماذا السنن؟ هذا الذي يسخر من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ليس متأدباً مع رسول الله .

علام تحضنا هذه الآيات؟ :

قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾

[سورة الحجرات الآية: 2]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾

[سورة الحجرات الآية:2-3]

يقول الله عز وجل:

﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً﴾

[سورة النور الآية: 63]

لذلك: أقرب الصحابة إلى الله أشدهم أدباً مع رسول الله، وأقرب الناس إلى الله الآن أشدهم أدباً مع رسول الله، وكما أنه يمكن أن تكون مؤدباً مع رسول الله في حياته, يمكن أن تكون مؤدباً مع رسول الله بعد مماته:

﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾

[سورة النساء الآية: 65]

ما محور هذا الحديث؟ :

أيها الأخوة، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ:

((صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَتْ لَهَا الْأَعْيُنُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: أَوْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَأَوْصِنَا، قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا ...))

من روائع سيرة النبي عليه الصلاة والسلام :

يوجد شيء في السيرة يفوق حد الخيال، شاب في الثامنة عشرة من عمره, يعيّنه النبي قائدًا لجيشه، من جنوده؛ أبو بكر, وعمر, وعثمان, وعلي، سيدنا أسامة بن زيد يمشي أبو بكر، و هو خليفة المسلمين، وسيدنا أسامة راكب على الجمل، وسيدنا أسامة كتلة من الأدب، قال: يا خليفة رسول الله! لتركبن أو لأمشين، قال: والله لا ركبت، ولا نزلت، وما علي أن تغبرّ قدماي ساعة في سبيل الله .
سيدنا الصديق حينما دخل المدينة، كان يمشي قبل رسول الله، كان يمشي قبله ليكون دريئة له، وكان يمشي وراءه إذا شعر أن الطلب من ورائه، وكان يمشي عن يمينه إذا خاف القتل من على يمينه، وكان يمشي عن يساره، لما دخل المدينة كان يمشي قبله، وكان أهل المدينة لا يعرفون رسول الله، فظنوا أبا بكر رسول الله، فأقبلوا عليه معظمين، ماذا يقول؟ أمسك رداءه، وظلل به النبي عليه الصلاة والسلام، فعرف الناس أن هذا هو رسول الله .

ما الذي يقرب العبد من الله؟ :

أحياناً إنسان يتمتع بثقافة عالية جداً، لكن له تصرفات -والعياذ بالله- كإنسان أحمق، أو كإنسان أرعن، أو كإنسان جلف كما يقال، وتجد إنساناً عنده أدب، هذا الأدب هو الذي يجعلك قريباً من الله عز وجل .
أيكما أكبر أنت أم رسول الله؟ قال: هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله .
وما لم نتحلَ بالأدب فيما بيننا، إنسان أكبر منك، إنسان أقدم منك في المسجد، إنسان أكثر منك علماً، تأدب معه، استمع منه، أحياناً يجلس إنسان لا يسمح لإنسان أن يقول كلمة في المجلس، هو وحده يتكلم، والباقون يسكتون، نوع من الأدب، لكن تكلم قليلاً واستمع كثيراً، تكلم وافسح لغيرك أن يتكلم، بقدر ما الصحابة الكرام كانوا يعظمون رسول الله, بقدر ما كان النبي عليه الصلاة والسلام متواضعاً .
كان مع أصحابه في سفر، فقال أحدهم:

((علي ذبح الشاة، وقال الثاني: علي سلخها، وقال الثالث: علي طبخها، قال عليه الصلاة والسلام: وعلي جمع الحطب، قالوا: يا رسول الله! نكفيك ذلك، قال: أعلم أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه))

بقدر ما الصحابة عظموا رسول الله، بقدر ما كان النبي عليه الصلاة والسلام متواضعاً .

 

ماذا نستنبط من هذين الحديثين؟ :

أنا أقول لكم: يمكن أن تستنبطوا من هذين الحديثين مئات النتائج .
إن أعرابياً دخل على رسول الله مع أصحابه، قال:

((أيكم محمد؟ -فقط، هل فهمتم كل شيء؟ ليس له كرسي ضخم، ولا هيئة معينة، ولا ثياب معينة، ولا مقام، ولا طراريح- فقال عليه الصلاة والسلام: أنا))

ومرة دخل أعرابي قال:

((أيكم محمد؟ فقال له أحد الصحابة: ذاك الوضيء))

كان يخسف نعله، كان يحلب شاته، كان يضع الإناء للهرة، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكا ، كان إذا دخل بيته واحداً من أهل البيت، كان يمشي على أربع ليركب الحسن والحسين على ظهره، وهو سيد الخلق، وحبيب الحق، كان إذا رأى صبية قال: السلام عليكم يا صبية، وإذا كانوا يتسابقون جرى معهم، وتسابق معهم، شيء لا يصدق .

وأحْسَنُ مِنْكَ لم تَرَ قَطُّ عَيْني وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خُلِقْتَ مُبَرَّأَ مِنْ كُلّ عَيْــبٍ كَأنّكَ قَدْ خُلِقْتَ كمَا تَشاءُ

3-الأدب مع حملة ميراث النبوة :

بقي: الأدب مع حملة ميراث النبوة .
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ))

[أخرجه الطبراني في المعجم الكبير, والإمام أحمد في مسنده]

بالمناسبة: ليس من أمتي هذا وعيد خطير جداً، أنت لا تنتمي لهذه الأمة، من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه .

سائل يسأل :

عَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ:

((سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا, سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ))

ما تفسير: حتى الحيتان في الماء تستغفر للعالم؟ سألني مرة أحدهم عن هذا الحديث، قلت له : المؤمن إذا اشترى سمكاً، واصطيد أمامه, لا يسمح بتنظيفه مباشرةً حتى تموت، السمك لا تزال حية, يشق بطنها، وتنزع أحشاءها، وقد عذبت مرتين, فالمؤمن يرحم، يرحم حتى السمكة إذا اشتراها، ولم تمت بعد .

 

انظر إلى هذا الفرق بين العالم والعابد :

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ:

((ذُكِرَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ؛ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ عَالِمٌ، ثم قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ, وَمَلَائِكَتَهُ, وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، والحيتان في البحر, لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ))

[أخرجه الترمذي في سننه]

من سمات المؤمن :

إنسان من الدعاة إلى الله، أنا والله أظنه صالحاً، ولا أزكي على الله أحداً، رجل صالح مستقيم، في أثناء قيادة مركبته رجع قليلاً إلى الوراء، فصدم سيارة, وتأثرت تأثراً طفيفاً جداً، فكتب ورقة باسمه وهاتفه, كي يتولى إصلاح المركبة التي آذاها، ثم جاء صاحبها فتكلم كلاماً بذيئاً، تكلم كلاماً وقحاً، تكلم كلاماً لا يسمع مع هذا الإنسان الصالح، ماذا يفعل هذا الإنسان؟ في اليوم الثاني كان هذا الرجل البذيء في مزرعته في ضواحي دمشق، ودعا أصدقاءه، وأحد الأصدقاء لم يعرف طريق المزرعة، فاتصل به على الهاتف المحمول، أن كن في المكان الفلاني، وسآتي إليك، وصل إليه، وسار أمامه، فإذا بمركبة تصدمه، والآن هو مشلول شللا نصفيًا، وهو في مقتبل حياته، الله كبير، لا تتطاول على إنسان ينتفع الناس منه، لا تتواقح عليه ، لذلك الأدب مع الله، ومع رسوله، ومع تشريعه، ومع أهل العلم من سمات المؤمن، حتى الأدب مع طلاب العلم، تواضعوا لمن تعلمون، يجب أن تتواضع لمن تعلم، يجب أن تتواضع لمن تتعلم منه، ويجب أن تتواضع لمن تعلمه، الأدب مع كبار السن .
يقول عليه الصلاة والسلام:

((البركة مع أكابركم، وليس منا من لم يرحم صغيرنا, ويعرف حق كبيرنا))

دقق في هذا الحديث :

الآن دققوا في هذا الحديث: عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ, أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قال:

((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ, إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))

[أخرجه أبو داود في سننه]

ليس عالماً فقط، بل متقدم في السن، مسلم، صائم، مصلٍّ، مستقيم، محمود السيرة .

((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ, إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))

واجب في عنقك :

مدير ناحية ما سمعنا عنه إلا خيراً، مستقيم، منصف، متواضع, يحترم الناس، يحل مشكلاتهم، دخل الغرفة، لا أقف له، هذا إنسان له منصف، ومستقيم، وما فعل شيئاً يخالف منهج الله عز وجل، ينبغي أن تحترمه، لا مانع أن تحترم إنساناً الله ولاه عليك احترامًا مؤدبًا من دون نفاق، من دون مبالغة، من دون جفاء أيضاً .

((إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ, إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ، وَلا الْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ))

4-الأدب مع عامة الناس :

الآن: الأدب مع عامة الناس: نكتفي بأدب سيدنا يوسف مع أخوته، قال تعالى:

﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾

[سورة يوسف الآية: 100]

أيهما أخطر الجب أم السجن؟ السجن حياته مضمونة، لكن الجب مظنة موت وهلاك، لم يذكر الجب لئلا يذكر أخوته بجريمتهم، ثم قال تعالى:

﴿وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ﴾

[سورة يوسف الآية: 100]

لم يقل: أنتم فقراء، تموتون من الجوع، فجئتم إلي فأطعمتكم، لا، قال: جاء بكم من البدو، ولم يقل: إن أخوته ظلموا، بل قال: من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي، ما جعلهم مسيئين، قال: من بعد أن نزغ الشيطان، تعلموا الأدب من الأنبياء، قال تعالى:

﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾

[سورة يوسف الآية: 100]

إذا كنت في قوم من عشرين رجلاً، أو أقلّ أو أكثر، فتصفحت وجوههم، فلم تر فيهم رجلاً يهاب في الله عز وجل, فاعلم أن الأمر قد رق، هناك إنسان له هيبة، كل إنسان موصول بالله له هيبة، عشرون رجلاً، ولا إنسان يهاب، فاعلم أن الأمر قد رق، لذلك في آخر الزمان ألف كأف، ومع أصحاب رسول الله واحد كألف .

خاتمة القول :

أختم هذا الدرس: أن سيدنا الصديق جاءته رسالة من سيدنا خالد, يطلب خمسين ألفاً نجدة لمعركة ذات السلاسل، يبدو أنهم كانوا ثلاثين ألفاً، وواجهوا ثلاثمئة ألف، فطلب خمسين ألفاً، بعث له الصديق بواحد اسمه القعقاع، قال له: أين النجدة؟ قال: أنا، قال له: أنت؟ معه كتاب، فتح الكتاب، يقول سيدنا الصديق: يا خالد، والذي بعث محمداً بالحق, إن جيشًا فيه القعقاع لا يهزم بإذن الله، وانتصر الجيش بواحد .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور