وضع داكن
24-12-2024
Logo
العقيدة من مفهوم القرآن والسنة - الدرس : 14 - نواقض شهادة أن محمد رسول الله
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

عنوان درسنا اليوم :

 أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الرابع عشر من دروس العقيدة, تذكرون أنه في درس سابق, تحدثت عن مقتضيات الإيمان بلا إله إلا الله, ثم تحدثت عن نواقض لا إله إلا الله, فالخسارة كبيرة جداً أن تتوهم أنك مؤمن بلا إله إلا الله, ثم إنك تقع في نقائضها .
 أيها الأخوة الكرام, تعلمون أن الشيئين المتعاكسين غير الشيئين المتناقضين, فقد يجتمع المتعاكسان أبيض وأسود, ولا سيما في أحجار هذا المسجد, خط أبيض وخط أسود, ولونان متعاكسان, ولكن الشيئين المتناقضين لا يجتمعان, فالضوء ينقض وجود الظلام, والظلام ينقض وجود الضوء .
 قد تتوهم أنك مؤمن بلا إله إلا الله, وهي كلمة التوحيد الأولى, ثم لا تدري أنك تعتقد أو تفعل ما ينقضها, وكأنك لست مؤمناً بها, وقد تتوهم أنك مؤمن بمحمد رسول الله, وقد لا تدري أنك تعتقد أو تفعل ما ينقضها .
 فالحديث عن نواقض محمد صلى الله عليه وسلم, لا يقل عن الحديث عن مقتضيات الإيمان برسول الله، المقتضيات أن تؤمن أنه رسول, وليس عبقرياً, وليس ذكياً, وليس مصلحاً, رسول الله يوحى إليه وأن تتبعه, إلى آخر فقرات الدرس السابق .
 اليوم ننتقل إلى درس جديد: نواقض شهادة أن محمداً رسول الله، هذه الشهادة التي هي نصف الإسلام, شهادة التوحيد: أن تعتقد أنه لا معبود بحق إلا الله, وشهادة الرسالة: أن تعتقد أن هذا الإنسان محمد بن عبد الله يأتيه الوحي, وقد جاءك الوحي متواتراً, وأنه يبين بحديثه مراد الله منك .

من نواقض شهادة أن محمد رسول الله :

1-إنكار رسالته :

 أول ما ينقض هذه الشهادة: إنكار رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, أنت حينما تصر على رسالة أخرى, ولا تعبأ بهذه الرسالة, فهذا الاعتقاد ينقض ما تدعيه بلسانك, في مناسبات, وفي مواقف, وفي كتابات, وفي تقارب، اعتقادك أنه ليس رسول الله, لكنه إنسان عظيم, يقع على رأس المئة الأوائل في العالم كله, إن لم تعتقد أنه رسول الله, فأنت لست مؤمناً, إنه رسول الله .
 الدليل: ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء, طالبوني بالدليل, لا يجرؤ إنسان في الأرض أن يتكلم بأخطر شيء في حياة الإنسان, وهو الدين برأيه, من أنت حتى تقول في الدين برأيك؟ لولا الدليل لقال من شاء ما شاء, قال الله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾

[سورة محمد الآية: 32-33]

 إذاً: إن لم تؤمن برسالة النبي, وإن لم تعززه وتنصره, فلست مؤمناً, وقد فعلت ما ينقض إيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم .

احذر أن تقع في هذا الخطر :

 لعلكم تدركون معي, أن هذا البند الأول بعيد جداً عن المؤمنين, أن يقول لك مؤمن: لست مؤمناً برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, لكن البند الثاني: أن تطعن في رسول الله, أن تطعن في أحقية رسالته, أن تظن أن الرسالة إلى جهة أخرى, لكن هناك خطأ, فكانت إلى رسول الله, هذا أيضاً طعن برسول الله, أو أن تطعن في صدقه, أو أن تطعن في أمانته, أو أن تطعن في عفته, إذا حدثك فهو صادق, إذا عاملك فهو أمين, إذا استثيرت شهوته فهو عفيف .
 كنا قوماً أهل جاهلية, نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, حتى بعث الله فينا رجلاً, نعرف أمانته, وصدقه, وعفافه .
 إذا عاملك فهو أمين, إذا استثيرت شهوته فهو عفيف, فضلاً إن طعنت في رسالته, أو في صدقه, أو في أمانته, أو في عفافه .
 اعدل يا محمد, فقال عليه الصلاة والسلام:

((ويحك من يعدل إن لم أعدل))

 لأن الله سبحانه وتعالى عصمه من أن يخطئ في أفعاله, وأقواله, وإقراره, وأمرنا أن نأخذ عنه كل شيء, وإن لم يكن معصوماً, لكان الأمر أن نأخذ عنه كل شيء أمراً بمعصية, وهذا مستحيل .

 

2-الاستهزاء أو الاستخفاف أو السباب :

 الآن: الاستهزاء, أو الاستخفاف, أو السباب, هذه كلها تنقض إيمانك برسول الله, الدليل:

﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾

[ سورة التوبة الآية: 65-66]

 هل هناك أنصع من هذا الدليل؟ قال بعض العلماء: من سب الله ورسوله طوعاً بغير إكراه، بل من تكلم بكلمات الكفر طائعاً غير مكره, ومن استهزأ بالله, وآياته, ورسوله, فهو كافر ظاهراً وباطناً .

أمر مستبعد عن المؤمن :

 المؤمن لا يخطر ولا لثانية في حياته: أن يتكلم كلاماً يشم منه عدم ثقة بكلام رسول الله, أو في شيء من التهكم, أو السخرية, أو التندر, أو ترداد حديث من باب إضحاك الناس, والحمد لله رب العالمين, لا تجد مؤمناً فيه الحد الأدنى من الإيمان, يفكر للحظة واحدة أن يطعن, أو أن يستهزئ, أو أن يستخف بقول قاله النبي صلى الله عليه وسلم, إلا إذا كان هذا القول موضوعاً ليس لرسول الله, لك أن تستهزئ بهذا القول, مبيناً أنه حديث موضوع, ولا صلة له برسول الله إطلاقاً .
 أجمع العلماء: أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر, والوعيد جار عليه بعذاب الله .
 إنكار الرسالة كلياً أو إنكارها جزئياً, كالطعن برسول الله, كانت لغيره فأصبحت له خطأً, أو في صدقه, أو في أمانته, أو في عفته, أو سبه, أو الاستهزاء به, أو الاستخفاف به, أو الطعن في تصرفاته الثابتة .

ما مقصد هذا الشاهد؟ :

 سقت على هذا شاهداً ذكرته مراراً: أن أحدهم لما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

((لا تقتلوا عمي العباس -فكر, وجد أن أصحاب النبي حينما تنشب المعارك مع المشركين, قد يقتلون آبائهم وأبناءهم- فقال: أحدنا يقتل أباه وأخاه, وينهانا عن قتل عمه -تصورها عصبيةً- وكان سيدنا العباس في مكة قد أسلم, وكان عين النبي صلى الله عليه وسلم في مكة, وكان يرسل له الأخبار تباعاً عن كل ما يجري في قريش -له مهمة, والنبي عليه الصلاة والسلام قيادته ذكية جداً في موطن القرار في قريش, يأتيه الخبر, لو أن النبي سكت لقتلوه, لو أنه بين لهم أنه مسلم لانتهت مهمته, كشف, لو أن سيدنا العباس لم يشاركهم في القتال لكشف أيضاً, ينبغي أن يشارك, وينبغي أن لا يذكر النبي حال إسلامه, وينبغي أن يتكلم لكي لا يقتل, قال: لا تقتلوا عمي العباس- .
يقول هذا الرجل: -الذي وقع في نفسه شيء من فعل النبي عليه الصلاة والسلام- والله ظللت أتصدق عشر سنين رجاء أن يغفر الله لي سوء ظني برسول الله .

3- الطعن في أحاديث الرسول الصحيحة أو تكذيبها :

 الآن الطعن في أحاديث الرسول الصحيحة أو تكذيبها, ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حديث صحيح, وأنت لم تقبله أو رددته, فهذا نقض لإيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم .
 هناك رجل يستمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس معقول هذا الحديث, لا يتناسب مع العصر, هو مرجع, فكر قليلاً, تأمل قليلاً, فرأى أن هذا ليس حديث رسول الله, لم يعبئ بسنده, ولا بسلسلته الذهبية, ولا بسنده المتصل, ولا بتواتره, أحياناً لمجرد أن ترد حديثاً متواتراً, أو صحيحاً, أو حسناً ترده, وتظن أن النبي عليه الصلاة والسلام ما قاله, لا لسبب وجيه, إلا لأنه ما راق لك, فهذا التصرف, وهذا الرد, يعد نقضاً لشهادة أن محمداً رسول الله .

ما أخبر به النبي عن آخر الزمان :

 وفي صحيح ابن ماجه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ, يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ, أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ, فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

 كأن الله أخبره أنه سيكون في آخر الزمان: أناس يردون السنة بأكملها, ويقول: حسبنا القرآن، القرآن فقط, كيف عرفت أن الزكاة نصابها كذا؟ كيف عرفت أن صلاة الفجر ركعتان؟ عدد الركعات, ونصاب الزكاة, ومئات الأحكام, وآلاف القضايا, جاءت من النبي عليه الصلاة والسلام, فإذا أردت أن لا تأخذ عن النبي عليه الصلاة والسلام شيئاً, انتهى دينك, والله عز وجل يقول:

﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾

[سورة الحشر الآية: 7]

 فأنت إن لم تأخذ كل ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام, إنك ترد القرآن, أنت إذاً لست قرآنياً, لأن القرآن يأمرك أن تأخذ ما آتاك الرسول, وأن تنتهي عما نهاك الرسول .

ينبغي أن تعلم :

 وفي صحيح ابن ماجه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

((لَا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ, يَأْتِيهِ الْأَمْرُ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ, أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ, فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ))

[أخرجه أبو داود والترمذي في سننهما]

 كتاب الله فيه كليات, بينما التفاصيل جاءت في السنة, وأنت ينبغي أن تطيع الله استقلالاً, وأن تطيع النبي استقلالاً, لا أن تربط طاعة النبي عليه الصلاة والسلام بالكتاب, لكن ما سوى النبي عليه الصلاة والسلام تعلق طاعته على موافقته لما قاله النبي, فإن جاء الذي قاله مخالفاً لحديث رسول الله, ليس لك أن تطيعه, أما النبي عليه الصلاة والسلام هو مشرع. قال تعالى:

﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾

[سورة المائدة الآية: 92]

 لماذا أعاد كلمة أطيعوا؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يطاع استقلالاً, لكن بقية الناس لا يطاعون إلا تبعاً لطاعة رسول الله, لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, جميع الناس عدا رسول الله, طاعتهم مشروطة بموافقة أمرهم لما في القرآن والسنة, إلا أن طاعة النبي وحدها واجبة لذاتها, من دون أن تربط بالقرآن, لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: أوتيت القرآن ومثله معه .
 هي السنة, وقد أجمع علماء العقيدة على أن القرآن وحي متلو, وعلى أن السنة وحي غير متلو, بدليل أن الله عز وجل يقول:

﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾

[سورة النجم الآية: 3-4]

4- أن تجحد أحد الرسل الذين أرسلهم الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم :

 رابعاً: ينقض إيمانك بأن محمداً رسول الله: أن تجحد أحد الرسل الذين أرسلهم الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم, هذا الدين دين موحد, الدين واحد, والشرائع مختلفة, الدين أن تسلم وجهك لله, هذا هو الدين, لكن الشرائع متبدلة ومختلفة وآخرها ينسخ ما سبقه, فيكفي أن تنكر رسالة سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام, إذا أنكرت هذه الرسالة فلست مؤمناً, إذا أنكرت رسالة سيدنا موسى فلست مؤمناً, إذا أنكرت رسالة سيدنا موسى لست مؤمناً, سيدنا إبراهيم لست مؤمناً, قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً﴾

[سورة النساء الآية: 150-151]

 أنبياء الله, رسل الله, الذين ذكرهم الله في القرآن, لمجرد أن تكفر بواحد منهم, فأنت لست مؤمناً .
 إذاً: من نواقض إيمانك برسول الله صلى الله عليه وسلم: أن تنكر أصل رسالته, أو أن تطعن بها جزئياً, أو أن تطعن بصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, أو أمانته, أو عفته, أو أن تستهزئ, أو أن تستخف بهذه الدعوة, أو أن تطعن بأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة, أو أن تكذبها, أو أن تنفي الأخبار الثابتة التي أخبر عنها كظهور الدجال, وظهور سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام, وعذاب القبر, الشيء الذي أخبر به إذا أنكرته فأنت لست مؤمناً بهذه الرسالة, أو أن تجحد نبياً من أنبياء الله السابقين, أو رسولاً من رسل الله السابقين .

5- ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم :

 ومما ينقض شهادة الرسالة, أي أن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله: ادعاء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم, لأن الله جل جلاله يقول:

﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾

[سورة الأحزاب الآية: 40]

 لذلك في شرقي آسيا, هناك من يدعي أنه نبياً جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم, وهي فرقة ضالة اصطنعها الاستعمار كي يلغي الجهاد .
 وفي بعض الأحاديث الصحيحة التي وردت في صحيح مسلم: عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُول:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ, يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ, فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ, لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

 إذاً: هناك من ادعى النبوة, أول واحد مسيلمة الكذاب, وكثيرون ادعوا النبوة .

6- أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله :

 أخواننا الكرام, ولكن الذي ألح عليه: أن الذي ينقض إيمانك برسول الله: أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله, وهذا الشطط وقع به مسلمون كثير, أحد الشعراء يقول:
 يا علام الغيوب قد لجأنا إليك
 ويقصد رسول الله :

﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾

[سورة النمل الآية: 65]

 يقول الله عز وجل:

﴿قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾

[سورة النمل الآية: 65]

 أن تظن أنه يعلم الغيب .

 

 مرة وقف خطيب أمام النبي يخطب, فقال:

((ما شاء الله وشئت، فقال عليه الصلاة والسلام: بئس الخطيب أنت، جعلتني لله نداً، قل: ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن))

 إذاً: من نقائض شهادة أن محمداً رسول الله: أن تصفه بما لا يوصف به إلا الله .

 

إليكم هذه الآيات التي تبطل هذا الاعتقاد الفاسد, بأن تصفه بما يوصف به الله :

 ماذا قال الله عز وجل؟:

﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾

[ سورة الأعراف الآية: 188]

﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾

[سورة الأعراف الآية: 188]

 مرة ثانية:

﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾

[سورة الأعراف الآية: 188]

 فلأن لا أملك لكم من باب أولى، لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً:

﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾

[سورة الأنعام الآية: 15]

 هذه خصائص النبي، فمن وصف النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص ليست إلا لله, فهذا نقض لشهادة أن محمداً رسول الله .

هذا التوحيد عند أبي بكر وعمر :

 في صحيح البخاري: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, سَمِعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ:

((سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ, فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ, فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))

[أخرجه البخاري في الصحيح]

 أخواننا الكرام, أنا أعتقد: أنه ما من إنسان على وجه الأرض يحب رسول الله كسيدنا الصديق .

((ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة إلا أخي أبا بكر))

((ما طلعت شمس على رجل بعد نبي أفضل من أبي بكر))

 أي يوجد أحاديث عن سيدنا الصديق لا تعد ولا تحصى، كيف يقول هذا الصديق يوم مات النبي الكريم: من كان يعبد محمداً, فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله, فإن الله حي لا يموت؟ .
 انتبهتم إلى هذه الملاحظة, أي يكاد قلبه يتفطر من شدة الألم, وما من إنسان فيما أعتقد أحب إنساناً على سطح الأرض من آدم إلى يوم القيامة, كما أحب الصديق رسول الله، ومع ذلك إنقاذاً للتوحيد، لئلا يعبد من دون الله، لئلا يؤله .
 قال: من كان يعبد محمداً فقط, لم يقل: رسول الله، لم يقل: من كان يعبد حبيبي، هو حبيبه، من كان يعبد محمداً, فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله, فإن الله حي لا يموت .
 سيدنا عمر سار على هذا المنهج, عزل سيدنا خالد، قال له: لم عزلتني؟ قال: والله إني أحبك، قال له: لم عزلتني؟ قال له: والله إني أحبك، فلما ألح عليه، قال: والله ما عزلتك يا بن الوليد إلا مخافة أن يفتتن الناس بك, لكثرة ما أبليت في سبيل الله، لئلا يظن الناس أنك أنت الذي تنصر، الله هو الناصر, عزله والنصر مستمر, إنقاذاً للتوحيد .

((لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ, فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ, فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))

 إذاً: أن تصفه بما لا يليق إلا لله, هذا نقض لشهادة رسول الله .

 

7- أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يقدر عليه إلا الله :

 أن تطلب من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما لا يقدر عليه إلا الله، أي أن تسأله أن ينصرنا، هذا بيد الله النصر:

 

﴿وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾

[سورة آل عمران الآية: 126]

 الآية واضحة، فإذا قلت: يا رسول الله انصر المسلمين, رسول الله على العين والرأس, لكن نصر المسلمين بيد الله، لا تسأل رسول الله ما لا يقدر عليه إلا الله .

وقفة متأنية :

 يروى أن أحد الخلفاء, كان بالحرم المكي, فالتقى بعالم جليل قال: سلني حاجتك؟ قال: والله أستحيي أن أسأل في بيت الله إلا الله، فالتقى به خارج الحرم, قال: سلني حاجتك؟ قال: و الله ما سألتها من يملكها, أفأسألها من لا يملكها؟ فلما ألح عليه قال: أدخلني الجنة، قال له: هذه ليس لي، قال له: إذاً ليس لي عندك حاجة .

دقق :

 دققوا في هذا الحديث الصحيح: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

((كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا غُلَامُ, إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ, احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ, إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ, وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ....))

[أخرجه الترمذي في سننه]

 يا شيخ فلان أريد ولداً، هبط المستوى، هناك من يسأل شيوخاً في قبورهم, أن يقدموا فرجاً للأمة .

 

8-الاعتقادات الباطلة :

 الآن: مما ينقض هذه الشهادة اعتقادات باطلة، مثلاً: بعضهم يقول: أن الله سبحانه وتعالى خلق الدنيا كلها من أجل محمد، هذا غير صحيح، لكن اسمحوا لي أن أدافع عن هؤلاء، هناك قاعدة: ما كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه .
 الدليل: النبي عليه الصلاة و السلام روى لنا قصة قال: أعرابي امتطى ناقته, عليها طعامه وشرابه، جلس ليستريح, فاستيقظ فلم يجد الناقة، أيقن بالهلاك, فجلس يبكي, ثم يبكي, ثم يبكي, إلى أن أدركته سنة من النوم، نام قليلاً فاستيقظ, فرأى الناقة، من شدة فرحته, اختل توازنه، وقال: يا رب أنا ربك وأنت عبدي، هذا كلام كفر، هل وقع الكفر عليه؟ من المحبة تكلم كلمات ليست صحيحة, لكن لا نكفره نحن أيضاً، تكلم كلمات ليست صحيحة، نقول له: ما كل من قال هذا, خرج من هذه الشهادة, أما هذه الفكرة غير صحيحة، إذا كان معنا آية كريمة يقول الله فيها:

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾

[سورة الذاريات الآية: 56]

 وعندنا حديث موضوع: لولاك ما خلقت الدنيا .
 أيهما أصح؛ آية قرآنية نحن مخلوقون لعبادة الله، أما أننا مخلوقون من أجل محمد؟ هو سيد الخلق, وحبيب الحق, هذا كلام غير صحيح, لا دليل له إلا هذا الحديث الموضوع، الذي يزعمون أن الدنيا خلقت له, يقول له ربه:

﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾

[سورة الحجر الآية: 99]

 إذاً: كلنا والنبي محمد صلى الله عليه وسلم على رأس الخلائق كلها, مأمورون أن نعبد الله:

﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾

[سورة النحل الآية: 36]

 إذاً: مخلوقون لعبادة الله .

 

اعتقاد لم يرد عن النبي :

 هناك اعتقاد آخر: أن أول شيء خلقه الله هو نور سيدنا محمد، ثم خلقت الأشياء من بعده.
 يقول عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:

((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ, وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ, وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ))

[أخرجه مسلم في الصحيح]

 هي مبالغات أراد أصحابها أن يرفعوا قدر النبي, لكنهم غاب عنهم أن رفع قدره في أن يكون في الوصف الذي وصفه الله له :

﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾

[سورة النجم الآية: 8-10]

﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً﴾

 

[سورة الجن الآية: 19]

 

 هو عبد لله عز وجل، هو سيد الخلق, وحبيب الحق، وسيد ولد آدم ولا فخر, كما قال عليه الصلاة والسلام .
 ويقول عليه الصلاة والسلام:

((كلكم بنو آدم, وآدم خلق من تراب))

 كلام واضح كالشمس .

 

ما شاع بين المسلمين في العصور المتأخرة :

 أيها الأخوة, هذا الموضوع دقته: بأن عقائد كثيرة زائغة شاعت بين المسلمين في العصور المتأخرة، ولعل بعض الذين أشاعوها أرادوا رفع قدر النبي لكنهم أخطؤوا، لكن أن نقف عند حدود القرآن والسنة, وأن نصف النبي بما وصفه الله عز وجل، وأن نصف النبي بما وصف به نفسه، هذا من باب أولى، وهذا الأصح والأصوب، وهذا الذي يبعد عن الإسلام الشطط والمبالغات، ويبعده عن أن يكون كما هو منهج الله عز وجل، المبالغات تسيء ولا تحسن، والحمد لله رب العالمين .

من أسئلة السائلين :

 يوجد سؤال ولكن والله وجيه جداً، يقول: في حديثك عن شهادة الرسالة, قدمت أدلة على أن سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام هو رسول الله, ولكن إذا جاءك رجل على غير دين الهدى, وطلب الدليل على أن سيدنا محمداً رسول الله من غير القرآن, فماذا تجيبه؟ .
 إنسان جاء وليس مسلماً, ولا يؤمن بالقرآن, قال لك: هذا الإنسان الذي تدعي أنه رسول ليس رسولاً، إنسان ذكي جداً وعبقري، ماذا تقول له؟ .
 نحن عندنا أولويات، الإنسان غير المسلم الذي لا يؤمن بالقرآن, لا يوجد داع أبداً أن تقول له: هذا الإنسان رسول الله، اجعله يؤمن بالله، نحن عندنا شيء ثابت هو الكون، هذا الشيء يخضع له كل البشر، إذا آمن من خلال الكون, أن لهذا الكون خالقاً, ومربياً, ومسيراً بالدليل القاطع، الآن تقول له: من كمال الخلق كمال التصرف، هذا الإله العظيم, القوي, الغني, العليم, العدل, خلق الخلق, لا بد من أن يبين لهم لماذا خلقهم؟ قل له: أنا أزعم أن هذا القرآن هو كلام الله، يقول لك: ما الدليل؟ بعد أن يؤمن بالله موجوداً, وواحداً, وكاملاً، وبعد أن يؤمن بأسمائه الحسنى من خلال الكون والعقل فقط، مليار دليل على أن لهذا الكون خالقاً, و مربياً, ومسيراً، بالعقل فقط, وبالآيات الكونية فقط, إذا آمن بالله, من لوازم كمال الإله: أن يبين لعباده لماذا خلقكم؟ .
 أنا أقول له: أنا أزعم أن هذا القرآن كلام الله, ثم ائته بألف دليل من إعجاز القرآن العلمي على أنه كلام الله, إذا آمن أن هذا القرآن من خلال الإعجاز العلمي أنه كلام الله الذي جاء به رسول الله، عندما سيدنا موسى أمسك عصاه, فأصبحت ثعباناً مبيناً, هذه معجزة, ما معناها؟ أن هذا الذي فعل هذا ليس إنساناً عادياً, هو رسول الله، فنحن نؤمن بالله موجوداً, و واحداً, وكاملاً من الكون بالدليل العقلي، ثم نؤمن بأن هذا القرآن كلام الله من خلال إعجازه بالدليل العقلي، ثم نؤمن بأن الذي جاء به هو رسول الله من خلال الإعجاز، انتهى دور العقل ، جاء دور التلقي، آمن بالله, وآمن بكتابه, وآمن برسوله, لهنا العقل فقط .
 الآن: ما دمت آمنت بمليون دليل على أن هذا القرآن كلام الله، القرآن يقول: هناك ملائكة, هذا إيمان تصديقي، يوجد جن، يوجد رسل سابقون، البشرية بدأت بآدم، يوجد آخرة، يوجد جنة، يوجد نار، هذا كله إيمان تصديقي، اعتقاد إخباري، عقيدة سمعية .
 يوجد عندنا عقيدة حسية, وعقلية, وسمعية، فالإيمان بالله من خلال الكون، والإيمان بالقرآن من خلال الإعجاز، والإيمان برسول الله من خلال القرآن، دور العقل انتهى, جاء دور التلقي، الله عز وجل لأنك آمنت به من خلال الكون, وآمنت بقرآنه من خلال الإعجاز, وآمنت برسوله من خلال القرآن, قال لك: البشرية بدأت بآدم، إيمان تصديقي، قال لك: بعد الموت حساب، يوجد جنة ونار، يوجد ملائكة يكتبون ما تفعلون، هذا كله إيمان تصديقي، ليس له دليل علمي, ما دليله؟ إخباري .
 أي أنت عاشرت إنساناً خمسين سنة, ما جربت عليه ولا كلمة كذب، دخلت بيته، وضعك في غرفة الضيوف, ويوجد غرفة إلى جانبها, قلت له: هنا ماذا يوجد؟ قال: هنا غرفة نوم, هل تصدقه؟ دليل ما معك وما شاهدتها, لكن لأن القائل صادق, فإيمانك أن هذه الغرفة غرفة نوم, هذا دليل تصديقي, دليل إخباري .
 أنت عندما تفرق بين الإيمان الحسي والعقلي والإخباري، الإيمان هذه العين, هذا كرسي, هذه سجادة, هذا إيمان حسي, أما الإيمان بالله إيمان عقلي, لأن ذات الله غابت عنك بقي آثارها, لا تدركه الأبصار إيمان عقلي, والإيمان بالله إيمان عقلي, الإيمان بالقرآن إيمان عقلي, الإيمان بالرسل إيمان عقلي, بالملائكة إيمان إخباري, بالجن إخباري, بالجنة إخباري, بالحوض, بالعرش, بالكرسي, بالأنبياء السابقين, ببدء الخليقة, كل هذه إخباريات .
 أنت حينما تناقش إنساناً غير مسلم, إياك ثم إياك أن تدخل معه في قضايا إخبارية, لأنها ليس لها دليل إلا أنك صدقتها عن الله, إياك ثم إياك ثم إياك أن تدخل في نقاش مع إنسان غير مسلم في قضايا أخبر عنها القرآن, لما يؤمن بالقرآن نقول له: هذه إخباريات .
 الإيمان بالله أولاً, وبكتابه ثانياً, وبرسوله ثالثاً, أخبرك عن الجنة والنار, وبدأ الخليقة, والحوض, والكرسي, والعرش, والأنبياء السابقين, كل هذا إيمان إخباري, هذا بين المسلمين متداول فقط .
 ما الدليل على أن هذا الإنسان رسول الله؟ لأنه جاء بكتاب معجز, ما الدليل على إعجازه؟ في مليون دليل بالقرآن حقائق ما أحد يعرفها في الأرض, معنى ذلك: أنها من عند الله, هذا نظام الإيمان .
 أنا شاكر جداً للأخ الذي سأل هذا السؤال, لأنه سؤال قيم, لكن نحن بين المؤمنين نقول: إذا لم تؤمن بكذا, فقد نقضت إيمانك برسول الله, أما على مستوى التسلسل, هذا هو التسلسل .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور