وضع داكن
28-03-2024
Logo
الخطبة : 0700 - مظاهر تكريم الله للإنسان - التطبيق.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى :

الحمد لله نحمده ، ونستعين به ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين .
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علمنا ، وأرِنا الحــق حقاً ، وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً ، وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

مظاهر و دلائل تكريم الإنسان :


أيها الإخوة الكرام ، لا يستطيع الإنسان أن يسلخ نفسه عما يجري في العالم ، عما يجري لانتهاك لحقوق الإنسان ، عما يجري من ظلم ومن جور ، والإسلام أيها الإخوة دين الله عز وجل .
أبرز شيء في هذا الدين العظيم أنه إنساني الطابع ، وأن الإنسان في هذا الدين مكرم أعظم تكريم ، فالإنسان يا أيها الإخوة الكرام ؛ في نظر الإسلام مخلوق متميز ، مكرم ميزه الله وكرمه ، وفضله على كثير من خلقه .
من مظاهر هذا التكريم :
- استخلافه في الأرض .
قال تعالى :

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة البقرة ]

من مظاهر تكريم هذا الإنسان أن الله جل جلاله استخلفه في الأرض , وخلق آدم على صورته ، منحه حرية الاختيار ، منحه الفردية ، فالإنسان فرد لا مثيل له ، سمح له أن يشرع من نصوص ظنية الدلالة ، سمح له أن يبدع من نظام خلق الكون .
أيها الإخوة الكرام ، الإنسان هو المخلوق الأول .
من مظاهر هذا التكريم :
- أن الله خلقه في أحسن تقويم ، وصوره فأحسن تصويره .
وكان عليه الصلاة والسلام إذا سجد لله عز وجل يدعو ويقول :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( سجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ))

[ أخرجه النسائي ]

﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾

[ سورة التين ]

انظر إلى عينيك ، انظر إلى حواسك الخمس ، انظر إلى أعضائك انظر إلى كمال خلقك ، هذا من تكريم الله لك .
أيها الإخوة الكرام ؛ ومن مظاهر تكريم الإنسان :
- أن الله جل جلاله سخر له ما في السماوات وما في الأرض .
تسخير تعريف ، وتسخير تكريم ، هذا الكون مسخر لك من أجل أن تعرف الله من خلاله ، وهذا الكون مسخر لك من أجل أن تنتفع به ، الإنسان استطاع لا بما عنده من قدرات ، ولكن بتسخير الله لما في الأرض والسماوات للإنسان ، فاستطاع أن يصل إلى أعماق الأرض ، وأن يستخرج المعادن ، وأن يصل إلى الفضاء ، وأن ينتفع بكل ما في الأرض لأن الله سخر هذا للإنسان ، بل إن أصنافاً عديدةً من الحيوان مذلل للإنسان فالبقرة مذللة ، ولما جنت البقرة اضطر الإنسان أن يحرق ثلاثة عشر مليون بقرة ، لأنها أصبحت متوحشة .
أنواع منوعة من الكائنات مسخرة للإنسان تسخير تعريف وتسخير تكريم ، رد فعل التعريف أن تؤمن ، ورد فعل التكريم أن تشكر ، فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك ، قال تعالى :

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ﴾

[ سورة النساء ]

أيها الإخوة الكرام ؛ من معاني هذا التسخير :
- أن الطاقات الكونية كلها مهيأة ، ومبذولة للإنسان لا يستعصي منها شيء عليه .
وأن الإنسان هو واسطة العقد في هذا العالم , وإن صغر حجمه بالنسبة للمكان ، وإن قصر عمره بالنسبة إلى الزمان ، فلا يجوز لهذا الإنسان أن يؤله شيئاً في هذا العالم , أو أن يتعبد لشيء رغباً أو رهباً والذين عبدوا بعض ما في الكون قلبوا الحقائق ، فحولوا الإنسان من سيد سخر الله له الكون إلى عبد ذليل يسجد لنجم أو لشجرةٍ ، أو لبقرةٍ ، أو لحجر ، أو لغير ذلك .

أيها الإخوة الكرام ؛ من دلائل هذا التكريم :
- أن الله جل جلاله فتح للإنسان باب التقرب إليه .
ألف طريق وطريق إلى الله سالك ، الله جل جلاله تودد إلينا بنعم لا تعد ولا تحصى وتودد إلينا بعلاقات ودية بين عباده ، بين الزوج وزوجته ، بين الأخ وأخيه ، بين الأب وأولاده وتودد لنا بأن جعل آلاف الطرق إليه سالكةً كي نتودد إليه .
قال تعالى :

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

[ سورة البقرة ]

أيها الإخوة الكرام ؛ ليس هذا وقفاً على الطائعين ، بل إن الطرق سالكةٌ حتى أمام المذنبين ، قال عز وجل :

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾

[ سورة البقرة ]

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

[ سورة الزمر ]

أيها الإخوة الكرام ؛ من تكريم الله للإنسان :
- أن الله عز وجل شرع له ما يصلحه في دنياه وأخراه .

بل إن الإسلام اعترف بكيان الإنسان كله جسماً ، ونفساً , وعقلاً ، وقلباً ووجداناً ، وإرادةً ، لهذا أمره بالسعي في الأرض والمشي في مناكبها ، والأكل من طيباتها والاستمتاع بزينة الله التي أخرج لعباده ، وحثه على النظافة ، والتجمل ، والاعتدال ، ونهاه عن المسكرات ، وعن كل ما يضره وفاءً بحق جسده ، هذا الجسد له حق ، يقول عليه الصلاة والسلام :

(( وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْجَتِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِصَدِيقِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ))

[ أخرجه البخاري و مسلم ]

المسلم قوي في بنيته لأن العناية بالجسم جزء من دينه ، إن جسمه ملك المسلمين ، ملك أسرته ، فالعناية بالجسد جزء من الدين .
أيها الإخوة الكرام ؛ لأنه جسد أمره أن يسعى لكسب رزقه ، ولينفق على أهل بيته وأولاده ، وليعيش حياةً كريمةً تليق بإنسانيته ، ولأنه نفس لا تطمئن إلا بذكر الله .
قال تعالى :

﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾

[ سورة الرعد ]

أمره بعبادة الله وحده ، والتقرب إليه بأنواع الطاعات ، من صلاة وصيام ، وصدقة وزكاة ، وحج ، وعمرة ، وذكر ، ودعاء ، وإنابة , وتوكل ، وخوف ، ورجاء ، وبر ، وإحسان ، وغير ذلك من أنواع العبادات البدنية ، القولية ، والمالية ، وفاءً بحق نفسه ، النفس لها حاجات ، في النفس فراغ لا يملأه المال ، ولا يملأه الجاه ، ولا تملأه ملذات الأرض ، ولا تملأه أموال قارون ، لا يملأ هذا الفراغ إلا الاتصال بالله عز وجل فوفاءً بحق نفسه أمره أن يعبده .
أيها الإخوة الكرام ، وللإنسان عقل ، ولهذا العقل غذاء ، ألا وهو العلم ، لذلك أمره بالنظر والتفكر في ملكوت السماوات والأرض ، وما خلق الله من شيء ، ومن سنن الله في المجتمعات ، ومصير الأمم ، كما أمره بطلب العلم والتماس الحكمة ، وأنكر عليه الجمود وتقليد الآباء والكبراء ، كل ذلك وفاءً بحق عقله أنت جسم يحتاج إلى طعام وشراب أمرك أن تعمل لتكسب قوت يومك ، وأن تكون يدك هي العليا ، وأنت نفس تفتقر إلى الله عز وجل أمرك أن تتصل به من خلال العبادات الشعائرية والتعاملية ، وأنت عقل أمرك أن تطلب العلم لأن مرتبة العلم مرتبة عالية في الإسلام ، قال تعالى :

﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾

[ سورة الزمر ]

﴿ مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

[ سورة المجادلة ]

ولأن حاجة الإنسان إلى الجمال حاجة فطرية ، فلذلك لفته إلى جمال الكون بأرضه وسمائه ، ونباته ، وحيوانه ، وما زانه الله به من الحسن ، والبهجة ، ليشبع حاسته الجمالية وفق منهج الله عز وجل في نفسه ، وليشعره في أعماقه بعظمة الله عز وجل الذي أحسن كل شيء خلقه وذلك رعايةً لجانبه العاطفي والوجداني .
أيها الإخوة الكرام ؛ عظمة الإسلام أنه واقعي ، أنه دين الفطرة اعترف بالإنسان جسماً ونفساً ، وعقلاً ، وعاطفةً .

الإسلام وما حققه من مساواة :

أيها الإخوة الكرام ؛ الإسلام إنساني النزعة ، إنساني وليس إقليمي ، إنساني ، وليس عنصريًا ، الإسلام لا يفرق بين إنسان وإنسان ، كلكم من آدم وآدم من تراب .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( الخلق كلهم عيال الله ، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ))

[ أخرجه أبو يعلى والبزار في مسنده ]

فذلك قبل أن تسمع الدنيا بحقوق الإنسان ، قبل أن تسمع الدنيا بهذه الحقوق التي تنتهك كل يوم ، حقوق مكتوبة على ورق لا يرعاها أحد .

قبل أن تسمع الدنيا بحقوق الإنسان الإسلام قدس في الإنسان حق الحياة وحماه بالتربية ، والتوجيه ، وبالتشريع ، وبالقضاء ، قدس حق الحياة وحمى هذا الحق بالتربية ، والتوجيه ، وبالتشريع ، وبالقضاء وبكل المؤيدات النفسية ، والفكرية ، والاجتماعية ، وعد الحياة هبة من الله عز وجل لا يجوز لأحد كائن من كان أن يسلبها منه فالإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله .
وكم تسمعون ما يجري في شتى بقاع الأرض من قتل بلا سبب من قتل لانتماء عرقي ، ويسمونه بالتطهير العرقي ، موت كعقاص الغنم لا يدري المقتول فيما قتل ولا القاتل فيما يقتل ، هذه وحشية الغرب .
أيها الإخوة الكرام ، الإسلام قدس حق الحياة ، بل أنكر على أهل الجاهلية قتلهم أولادهم سفهاً بغير علم ، قال تعالى :

﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾

[ سورة التكوير ]

أيها الإخوة الكرام ، من عظمة هذا الدين أن الإسلام لم يفرق في حق الحياة بين أبيض وأسود ، ولا بين شريف ووضيع ، ولا بين حر وعبد ، ولا بين رجل وامرأة ، ولا بين كبير وصغير ، حتى الجنين في بطن أمه له حرمته لا يجوز المساس بها ، من هنا جاء تحريم الإجهاض ، حتى الجنين الذي ينشأ من طريق حرام لا يجوز لأمه ولا لغيرها أن تسقطه ، لأنه نفس بريئة لا يجوز الاعتداء عليها .

﴿ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾

[ سورة النجم الآية : 38 ]

لذلك شرع القصاص صوناً لحياة كل الأطراف ، وشرعت الدية والكفارة في القتل الخطأ ، هذا حق حياة الإنسان ، وقد حمى الإسلام أيضاً حياة الحيوان ، إن لم يكن منه أذى وفي الحديث الصحيح :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ قَالَ : فَقَالَ : وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ ))

[ أخرجه البخاري ، ومسلم ]

فما قولكم في ما فوق الهرة ، امرأة استحقت دخول النار بهرة ، فما القول بما فوق الهرة من الأمم والشعوب الذين يشردون من أوطانهم وينزحون من مساكنهم ، ويقتلون ، ويموتون جوعاً وبرداً وتغتصب نساؤهم ، هذه وحشية الغرب .

 

حرمة العرض والكرامة :

يا أيها الإخوة الكرام ؛ أما حق الكرامة ، وحق حماية العرض , فقد أكد الإسلام حرمة العرض والكرامة للإنسان مع حرمة الدماء والأموال حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلن في حجة الوداع أمام الحشود المجتمعة في البلد الحرام ، والشهر الحرام ، واليوم الحرام ، قَالَ :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( شَهْرٌ حَرَامٌ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ))

[ أخرجه البخاري ومسلم ]

يظل المسلم بخير ما لم يسفك دماً .

(( فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ ))

فالمؤمن الذي حصن نفسه بتوفيق الله من أن يأكل مالاً حراماً أو أن يعتدي على عرض لا يحل له أو أن يقتل نفساً ذكية بغير نفس , هذا المسلم في بحبوحة من دينه .
يا أيها الإخوة الكرام ؛ من لوازم حق الكرامة ألاّ يؤذى إنسان في حضرته ، وألاّ يهان في غيبته ، سواء أكان هذا الإيذاء بالجسم ، أم بالقول فربما كان جرح القلب بالكلام أشد من جرح الأبدان بالسياط وبالسنان ، لقد حرم الإسلام أشد التحريم أن يضرب الإنسان بغير حق ، وأن يجلد ظهره بغير حد وأنذر باللعنة من ضرب إنساناً ظلماً ومن شهده يضرب ولن يدفع عنه كما حرم الإسلام الإيذاء الأدبي للإنسان حرم الهمز ، وحرم اللمز ، والتنابز بالألقاب ، والسخرية ، والغيبة ، وسوء الظن بالناس وكفل الإسلام صون كرامة الإنسان بعد مماته ومن هنا جاء الأمر بتغسيل الميت ، وتكفينه ، و دفنه ، والنهي عن كسر عظمه أو الاعتداء عليه , أو على جثته فقد جاء في الحديث النبوي .

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا ))

[ أخرجه أبو داود وابن ماجه ]

وكما حمى الإسلام جسم الميت حمى عرضه بعد الموت وسمعته لئلا تلوكها الأفواه .
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :

(( ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَالِكٌ بِسُوءٍ فَقَالَ : لا تَذْكُرُوا هَلْكَاكُمْ إِلا بِخَيْرٍ ))

[ أخرجه البخاري ]

والشيء الذي لا يصدق أن عكرمة بن أبي جهل عدو الإسلام الأول الذي ناصب النبي العداء عشرين عاماً أو أقل ، والذي نكل بأصحاب النبي ، والذي ائتمر على قتل النبي وإخراج النبي ، فلما جاء عكرمة مسلماً قال عليه الصلاة والسلام :
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال : قال عليه الصلاة والسلام :

(( إياكم أن تذكروا أباه بشر فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت ))

[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا ، تَعْنِي قَصِيرَةً ، فَقَالَ : لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ ، قَالَتْ : وَحَكَيْتُ لَهُ إِنْسَانًا فَقَالَ : مَا أُحِبُّ أَنِّي حَكَيْتُ إِنْسَانًا ، وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا ))

[ أبو داود ـ أحمد ـ الترمذي ]

لأنها قالت كلمة قصيرة ، كم الإنسان مصون في الإسلام ؟

الكفاية التامة حقٌ للإنسان :


يا أيها الإخوة الكرام ؛ للإنسان حق ثالث هو حق الكفاية التامة ، فمن حق كل إنسان أن تهيئ له كفايته التامة من العيش بحيث تتوافر له الحاجات الأساسية من مأكل ، وملبس ، ومسكن ، وعلاج ، هذا حق لكل إنسان , والإنسان بنيان الله وملعون من هدم بنيان الله ، ملعون من ابتز مال أخيه المسلم وغير المسلم ، ممنوع من ضيق على إنسان ، ملعون من ألقى الرعب في قلب الإنسان ، إنه بنيان الله وملعون من هدم بنيان الله .
أيها الإخوة الكرام ، الأصل أن يكون للإنسان دخل كاف يحقق كفايته منه عن طريق مشروع من زراعة ، أو تجارة ، أو صناعة ، أو وظيفة ، أو حرفة فإن لم يكن للإنسان دخل يكفيه كان على أقاربه المسرين أن يحملوه لأنه جزء منهم ، قال تعالى :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

[ سورة الأنفال ]

فإن لم يكن له أقارب ميسورين يستطيعون حمله وجبت كفايته من الزكاة التي فرضها الله على المسلمين ، تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ، والزكاة في الأصل فرضت لتحقيق تمام الكفاية للإنسان وذكر الفقهاء , ودققوا أيها الإخوة : أن الزواج لمن لا زوجة له من تمام الكفاية ، وهذه الكفاية التامة تجب للإنسان ، وأن آلات الحرفة من تمام الكفاية ، وأن كتب العلم من تمام الكفاية ، وهذه الكفاية تجب للإنسان الفقير تجب له ولأسرته مدة عام بأكمله على مذهب ، ومدة العمر كله على مذهب آخر ، والأكمل في الزكاة أن ينقلب آخذ الزكاة إلى دافع للزكاة ، هذه الزكاة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم ليغدو الفقير دافعاً للزكاة ، يجب أن نغنيه عاماً بأكمله أو يجب أن نغنيه طول عمره ، فكتب العلم وآلات الحرفة والزوجة ، والمأوى من تمام الكفاية .

أَحب لأخيك ما تحبه لنفسك :


يا أيها الإخوة الكرام ؛ ومن ثمرات الإنسانية في الإسلام مبدأ الإخاء البشري الذي نادى به الإسلام ، وأساس هذا المبدأ أن البشر جميعاً أبناء رجل واحد وامرأة واحدة ، ضمتهم هذه البنوة الواحدة المشتركة والرحم الواصلة ، قال تعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾

[ سورة النساء ]

يا أيها الإخوة الكرام ؛ ربما فهمت كلمة الأرحام في هذه الآية بالمعنى الإنساني الواسع لتتسق مع بداية هذه الخطبة .
وقد روى الإمام أحمد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ :

(( اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : مَرَّتَيْنِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ذَا الْجِلالِ وَالإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبِ ، اللَّهُ الأَكْبَرُ الأَكْبَرُ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، اللَّهُ الأَكْبَرُ الأكْبَرُ ، حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، اللَّهُ الأَكْبَرُ الأَكْبَرُ ))

[ أبو داود ـ أحمد ]

أيها الإخوة الكرام ؛ يزداد هذا الإخاء توثقاً إذا أضيف له عنصر الإيمان لقوله تعالى :

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾

[ سورة الحجرات ]

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ))

[ البخاري ـ مسلم ـ أحمد ـ الترمذي ـ أبو داود ]

عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ))

[ البخاري ـ مسلم ـ الترمذي ـ النسائي ـ ابن ماجة ـ أحمد ـ الدارمي ]

لقد غسل الإسلام أرجاس الجاهلية وطهرها من الغل ، والحسد ونقاها من الأنانية ، والشح ، والبخل ، محا منها فوارق الجنس واللون والقبيلة والطبقة .
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ ما أشد حاجة العالم اليوم إلى هذه المعاني الإنسانية ، لقد انتهكت حقوق الإنسان وداس عليها الإنسان بحوافره .

المساواة :


أيها الإخوة المؤمنون ؛ من ثمرات هذه الإنسانية في الإسلام مبدأ المساواة ، أساس هذا المبدأ أن يحترم الإنسان ، ويكرم من حيث هو إنسان ، ليس غير الإنسان من أية سلالة ، من أي لون ، من غير تفرقة بين عنصر وعنصر ، وقوم وقوم ، ولون ولون ، يقول الله تبارك وتعالى :

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾

[ سورة الحجرات ]

صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى حينما فتح القدس جاءته امرأة من الفرنجة قد فقدت ابنها فوقف ولم يجلس حتى أعيد ابنها إليها هذه رحمة الإسلام ، بينما الفرنجة حينما فتحوا القدس ذبحوا سبعين ألف إنسان في ليلة واحدة ، الإسلام إنساني النزعة ، المسلم يعرف حق أخيه في الإنسانية .
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ ينبغي أن نتمثل هذه المعاني وينبغي أن ننشرها كي يكون الإسلام هو ملاذ البشرية اليوم مما يتخبطون فيه من ظلم وجور .
أيها الإخوة الكرام ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا ، وسيتخطى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني .

والحمد لله رب العالمين

الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .

تطبيق ما أمرنا به الله عز وجل :

أيها الإخوة الكرام ؛ تعامل الصحابة الكرام مع نصوص القرآن والسنة تعامل عجيب ، أيّ شيء يسمعوه من القرآن أو من كلام النبي عليه الصلاة والسلام يبادرون إلى تطبيقه ، لذلك تألقوا ، وكان الواحد منهم كألف ، والألف من الذين جاؤوا من بعدهم من الذين تزينوا بالإسلام ، وطبقوا تعاليمه الشعائرية ، ولم يكونوا في مستوى منهجه ولم يعملوا به كأفٍّ .
صحابي جليل سمع آية قرآنية ماذا فعل ؟
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِي اللَّه عَنْه يَقُولُ :

(( كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الْأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ ـ هذا البستان مقابل مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ـ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ ، قَالَ أَنَسٌ : فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ))

[ البخاري ـ مسلم ـ الترمذي ـ النسائي ـ أبو داود ـ أحمد ـ مالك ـ الدارمي ]

المسلمون اليوم لا يطالبون أن يقدموا أحب أموالهم إليهم ، يطالبون أن يطبقوا منهج الله فقط ، يطالبون أن يقفوا عند الحلال والحرام مطالبون أن يرعوا حرمة هذا الدين ، أن يطبقوا الإسلام في بيوتهم أن يطبقوه في تجارتهم ، في معاملاتهم ، هذا الذي فعله الصحابي الجليل ولكن المسلم حتى في أدنى تطبيقاته للدين مقصر جداً فقال عليه الصلاة والسلام :

(( ... بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ ))

هؤلاء الصحابة الكرام بذلوا الغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ولكن المسلمين اليوم مطالبون بتطبيق أحكام الدين ، بأن يكون بيتهم إسلامياً ، عملهم إسلامياً ، أن لا يأكلوا المال الحرام ، أن لا يعتدوا على أعراض بعضهم بعضاً ، أن لا يأخذوا أموال بعضهم بعضاً إلا بحق ، لو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم .
أيها الإخوة الكرام ؛ الله جل جلاله هو وحده الفعال في الأرض ، ما من إله إلا الله والله عز وجل يعامل كلاً بما يستحق ، فإذا أردت ما عند الله ، إذا أردت رحمة الله ، إذا أردت إكرام الله لك فكن عند الأمر والنهي ، وليس الولي الذي يطير في الهواء ، ولا الذي يمشي على وجه الماء ، الولي كل الولي الذي تجده عند الحلال والحرام ، أن تجده حيث أمرك ، وأن يفقدك حيث نهاك .
يا أيها الإخوة الكرام ؛ لابد من الصلح مع الله ، لابد من جرد لكل ما في حياة المسلم من مخالفات ، لابد من توبة منها ، لابد من أن نفكر تفكيراً جدياً كيف يلقى الله عز وجل وقد تعلقت برقبته الحقوق ؟ كيف يؤدي ما عليه كيف يلقى الله عز وجل وقد أكل مالاً حراماً ؟ كيف يلقى الله عز وجل ، وقد غش المسلمين ؟ كيف يلقى الله عز وجل وقد أطلق لبناته العنان ؟ يخرجن كما يشأن بزينة فاضحة ، بثياب فاضحة ، هؤلاء المسلمون ينبغي أن يكونوا على غير ما هم عليه .

الدعاء :

اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي بالحق ، ولا يُقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، لك الحمد على ما قضيت ، نستغفرك ونتوب إليك اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك .
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، ودنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك .
اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين .
اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام والمسلمين ، وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور