وضع داكن
26-04-2024
Logo
الخطبة : 1093 - الإسلام هو منهج المسلمين ودستورهم الحكيم - الاستقامة أساس الدين .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخــطــبـة الأولــى :

     الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

الأمن العقدي حالة يتمتع بها المسلمون :

     أيها الأخوة الكرام، أعيد وأكرر أن المسلمين يتمتعون بحالة نفسية قلّ مثيلها، هذه الحالة هي الأمن العقدي، يعني مبادئ دينهم، قيمهم، مهما تطورت الأحداث، مهما استجدت المستجدات، مهما ظهرت الانعطافات، كل هذا الذي يجري يؤكد عظمة دينهم لماذا ؟ قال: لأن الدين أعطى المسلمين تصوراً دقيقاً، عميقاً، صحيحاً، متناسقاً، شمولياً، عن الكون والحياة والإنسان، فهذا الكون بحسب نصوص القرآن الكريم مسخر للإنسان تسخير تعريف وتسخير تكريم الدليل:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾

( سورة الجاثية الآية: 13 )

     والسماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون والكون ما سوى الله:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ﴾

( سورة الجاثية الآية: 13 )

     منة وكرم، مسخر تسخير تعريف لابدّ من أن تعرف الله من خلال الكون.

 

الكون بكل جزئياته ينطق بوجود الله ووحدانيته وكماله :

     الكون بكل جزئياته التي لا تعد ولا تحصى ينطق أو يكاد ينطق بوجود الله، ووحدانيته، وكماله، بل ينطق بأسمائه الحسنى، هذا الكون فيه رحمة، البطريق طائر يعيش في القطب الجنوبي، حينما تلد أنثاه بيضة يضعها على قدميه، ويغطيها بريشه، ويبقى واقفاً لا يتحرك، ولا يأكل، ولا يشرب أربعة أشهر، رحمة بهذه البيضة، يوجد بالكون رحمة، يوجد حكمة، لو وضع في شعرك أعصاب حس تحتاج إلى عملية جراحية كل أسبوع في المستشفى، تخدير عام ثم حلاقة، بالشعر لا يوجد أعصاب حس، بالأظافر لا يوجد أعصاب حس، لو جعل لك عين واحدة لا ترى البعد الثالث، لو جعل لك أذن واحدة لا تعرف جهة الصوت، الحديث عن جسم الإنسان يحتاج إلى سنوات، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد:

﴿ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ﴾

( سورة الجاثية الآية: 13 )

     تسخير تعريف:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾

( سورة آل عمران )

     تسخير تعريف وتسخير تكريم.

 

من آمن بالله و شكره حقق الغاية من وجوده :

     الله عز وجل منحك نعمة الإيجاد:

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ﴾

( سورة الإنسان )

     منحك نعمة الإمداد، أمدك بالماء، والهواء، و الطعام، والشراب، والمعادن، وأشباه المعادن، والخضار، والفواكه، والنباتات، والزوجة، والأولاد، والمسكن، والمأوى، منحك نعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، ونعمة الهدى والرشاد، إذاً كرمك ؛ موقفك من هذا التكريم أن تشكر، فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك، قال تعالى:

﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ﴾

( سورة النساء الآية: 147 )

     هذا التصور صحيح، أنت مع الكون، مع كل مظاهره، مع كل آياته، الكون قرآن صامت.

 

تسوية الحساب الكامل يوم القيامة :

     أيها الأخوة، أسماء الله الحسنى كلها محققة في الدنيا إلا اسم العدل، هذا الاسم محقق جزئياً، فالله عز وجل يكافئ بعض المحسنين تشجيعاً للباقين، ويعاقب بعض المسيئين ردعاً للباقين، أما توفية الحساب الكامل:

﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 185 )

     فلذلك:

﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (27) ﴾

( سورة الروم )

﴿ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) ﴾

( سورة طه )

تسخير الكون للإنسان تسخير تعريف و تكريم :

     أعطيكم ملخصاً سريعاً، هذا الكون في القرآن الكريم مسخر للإنسان تسخير تعريف وتكريم، وأنت أيها الإنسان ينبغي أن تؤمن استجابة للتعريف، وينبغي أن تشكر استجابة للتكريم، فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك، وعندئذ تتوقف معالجات الله عز وجل:

﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ﴾

( سورة النساء الآية: 147 )

الحياة الدنيا دار تكليف وليست دار تشريف :

     الآن الحياة الدنيا مشكلة أهل الأرض:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

( سورة الكهف )

     لحياة الدنيا تعرفها من اسمها حياة دنيا، لأنه سيليها حياة عليا فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لا يوجد فيها مرض، ولا قلق، ولا خوف، ولا اجتياح، ولا منع مساعدات، ولا طغاة، ولا يوجد شيء من هذا القبيل، ولا زوجة سيئة، ولا ابن عاق، ولا تقدم بالسن، ولا أمراض، أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، الحياة الدنيا ممر وليست مقراً، دار تكليف وليست دار تشريف، دار عمل وليست دار أمل، الحياة الدنيا الأصل فيها أن تعرف الله فيها:

﴿ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) ﴾

( سورة محمد)

     عرفها لهم يوم القيامة، أذاقهم نعيمها، في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الله عز وجل.

 

الدنيا دار التواء لا دار استواء :

     أيها الأخوة، الحياة الدنيا في حقيقتها تقسم البشر قسمين، لكن هذين القسمين ليسا متساويين، قلة قليلة عرفت حقيقة الحياة الدنيا:
     إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، لا تستقيم لإنسان قد يكون غنياً وليس عنده أولاد، وقد يكون له ذرية كثيرة وهو ليس بغني، وقد يكون غنياً وله ذرية صحته ليست كما ينبغي.

(( إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي ))

[ من كنز العمال عن ابن عمر ]

 

الناس عند الله عز وجل نموذجان :

1 ـ نموذج عرف الله فانضبط بمنهجه وأحسن إلى خلقه فسلم وسعد في الدنيا والآخرة:

     الناس كما تعلمون على اختلاف مللهم، ونحلهم، وانتماءاتهم، وأعراقهم، وأنسابهم، وطوائفهم هم عند الله نموذجان:

﴿ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

( سورة الليل )

     صدق بالحسنى وهي الجنة، اتقى أن يعصي الله، وبنى حياته على العطاء.

2 ـ ونموذج غفل عن الله وتفلت من منهجه وأساء إلى خلقه فشقي في الدنيا والآخرة:

     الطرف الآخر:

﴿ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾

( سورة الليل )

     كفر بالآخرة وآمن بالدنيا، فاستغنى عن طاعة الله، بنى حياته على الأخذ، رد الإله على الأول:

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

( سورة الليل )

     هذا التيسير.
     رد الإله على الثاني:

﴿ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾

( سورة الليل )

     إحباطات، إخفاق، عدم نجاح، دمار.

 

أسعد الناس في الدنيا أرغبهم عنها وأشقاهم فيها أرغبهم فيها :      أيها الأخوة الكرام حينما نفقه حقيقة الحياة الدنيا نسعد بها، إن أسعد الناس في الدنيا أرغبهم عنها، وأشقاهم فيها أرغبهم فيها:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾

( سورة الكهف )

     أعطاك القرآن تصور إن الكون مسخر لك، الإنسان ليس عدواً للطبيعة، الطبيعة في خدمته، هو صديق الطبيعة مسخرة له، الإنسان جزء من هذه الطبيعة، لو أن من قوانين هذا الجسم أن النسيج إذا جرح لا يلتئم التغت الجراحات كلها في الأرض، التغى الطب الجراحي أصلاً، لو أن القلب إذا بردته فسكن وأنهيت العمل الجراحي فصعقته فلا يعمل انتهى العمل القلبي كله، انتهت عمليات القلب المفتوح في الأرض، لو وجد في الجسم نماذج، نموذج صيني، نموذج شرقي، ما في طب، أما الطبيب يدرس في أمريكا يعين في الخليج يأتيه مريض صيني الدواء صنع اليابان، درس في بلد، وأقام في بلد، وعالج ببلد، واستعمل دواء من بلد، لأن البينة التشريحية للإنسان واحدة في الأرض، النظم الفيزيولوجية واحدة، لولا هذا التوحد في التشريح وفي الفيزيولوجية لا يوجد طب أساساً، لكن لأن الله واسع لا يوجد إنسان وله شبيه، أنت واحد من ستة آلاف مليون بقزحية العين، بالنطفة أيضاً، بنبرة الصوت، برائحة الجلد، بالبصمة، بالبنية النسيجية، بالزمرة النسيجية، أنت واحد لا شبيه لك، الله عز وجل لكرامة الإنسان منحه بعض صفاته وهو الفرد وأنت فرد أيضاً لأنك مكرم عند الله.

 

الإنسان في التصور الإسلامي هو المخلوق الأول رتبة :

     إذاً أيها الأخوة، هذه الدنيا فيها حقائق دقيقة جداً ينبغي أن تعرفها، الإنسان، الإنسان في التصور الإسلامي هو المخلوق الأول رتبة:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ﴾

( سورة الأحزاب الآية: 72 )

     الإنسان المخلوق المكرم:

﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70) ﴾

( سورة الإسراء )

     مكرم بالعقل، مكرم بالنطق علمه البيان، مكرم بالخيار، مكرم بالمحاكمة، مكرم بالذاكرة، ذاكرتك حجمها كحجم حبة العدس، فيها سبعون مليار صورة، فالإنسان مخلوق أول ومكرم ومكلف، مكلف أن يعبد الله:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

( سورة الذاريات )

     والعبادة كما تعرفون طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.

 

الإنسان مخلوق أول مكرم مكلف ومتحرك :

     الإنسان مخلوق متحرك، هذه الطاولة لو تركتها آلاف السنين تبقى في مكانها، الإنسان متحرك ما الذي يحركه ؟ حاجته إلى الطعام، بحاجته على الطعام يتحرك ليأكل، فيبقى حياً حفاظاً على وجوده، وحاجته إلى الجنس يتحرك المؤمن ليتزوج فيبقى هذا النوع مستمراً، والإنسان يتحرك ليؤكد ذاته فيبقى ذكره مستمراً، هناك حاجات ثلاث ؛ حاجة إلى الطعام حفاظاً على الوجود، وحاجة إلى الجنس حفاظاً على بقاء النوع، وحاجة إلى تأكيد الذات حفاظاً على الذكر، فهو مخلوق أول ومكرم ومكلف ومتحرك، لولا هذه الحاجات لما وجدت شيئاً على وجه الأرض، لا تجد جامعات، ولا معامل، ولا طرق، ولا جسور، ولا زراعة، ولا صناعة، ولا تجارة إطلاقاً، هذه الطاولة لا تحتاج إلى شيء إذاً لا تتحرك، لولا هذه الحاجات لما وجدت شيئاً.

الإنسان خُلق ضعيفاً ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره :

     لحكمة بالغة بالغة الإنسان ضعيف:

﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾

( سورة النساء )

     ليفتقر في ضعفه فيسعد بافتقاره، ولو خلقه قوياً لاستغنى بقوته فشقي باستغنائه:

﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إلاّ الُمُصَلّيِنَ ﴾

( سورة المعارج )

     والله أيها الأخوة، يمكن أن يقوم علم عملاق اسمه علم النفس الإسلامي من خلال آيات القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.
     الآن الإنسان متحرك إن صحت حركته في الدنيا سلم وسعد في الدنيا والآخرة، وإن لم تصح حركته في الدنيا شقي وهلك في الدنيا والآخرة، السؤال متى تصح حركته ؟ إذا عرف سرّ وجوده، أنت في الدنيا من أجل أن تعبد الله، من أجل أن تطيعه وأن تقبل عليه حتى تسعد بقربه وتسلم في الدنيا والآخرة.

 

من صحت حركته في الدنيا سلم و سعد في الدنيا و الآخرة :

     أيها الأخوة، لكن العبادة في قسم منها شمولي ؛ صوم، وصلاة، وحج، وزكاة، وفي قسم خاص فالغني العبادة الأولى إنفاق المال، والقوي العبادة الأولى إحقاق الحق وإبطال الباطل بتوقيع، والعالم العبادة الأولى إلقاء العلم لا تأخذك بالله لومة لائم، والمرأة العبادة الأولى رعاية الزوج والأولاد، هذه عبادة الهوية، أما عبادة العصر ونحن في عصر صعب جداً، إذا أراد الطرف الآخر إفقارنا، فالعبادة الأولى بعد العبادات الأساسية كسب الأموال الحلال وإنفاقها لحلّ مشكلات المسلمين، أي بلد عربي إسلامي عنده اثنان ونصف مليون كيلو متر مربع من الأراضي الصالحة للزراعة وعنده نهر أربع أخماسه يصب في البحر، السودان، هذا القطر يمكن أن يطعم العالم الإسلامي كله، لو توجهت إليه بعض المليارات التي استقرت في بلاد الغرب ولم يأخذوا منها شيئاً، هذا التعاون.
     أيها الأخوة، إذا أراد الطرف الآخر إفقارنا ينبغي أن نستصلح الأراضي، وإقامة السدود، أن نستخرج الثروات، أن نطور الصناعات، هذا من العبادة أن تبني أمتك، وإذا أرادوا إضلالنا ينبغي أن توضح الحقائق، وأن تدعم المبادئ والقيم، وأن ترد على كل الشبهات، وإن أرادوا إفسادنا ينبغي أن نحصن شبابنا من الزيغ والانحلال، إن أرادوا إذلالنا ينبغي أن نضحي بالغالي والرخيص والنفس والنفيس.
     أيها الأخوة، هذا المفهوم الأوسع للعبادة، فإذاً تسعد وتسلم إذا صحت حركتك، أو تسعد وتسلم إذا جاءت حركتك موافقة لهدفك.

الإسلام هو الحياة :

     الآن ننتقل إلى موضوع هذا اللقاء وهذه الخطبة، أيها الأخوة الأكارم، الإسلام هو الحياة، هو الحياة، دين الحياة، أَلِف بعض المسلمين أن يقرؤوا القرآن على الموتى، قال تعالى:

﴿ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا (70) ﴾

( سورة يس )

     هذا القرآن يقرأ على الأحياء، هو منهج لهم، طريق مستقيم، دستور حكيم، فلذلك الإسلام هو الحياة، فإن لم تكن حياة المسلمين كما ينبغي فهناك خلل كبير في فهمهم للدين ولو صلوا، وصاموا، وحجوا، وزكوا، لا يكفي هذه عبادات شعائرية، هناك خلل في دينهم خطير لأن الإسلام يجعل حياة المسلمين في أعلى المراتب، حياة تعاون، حياة انضباط، حياة قيم، حياة مبادئ، حياة عطاء، حياة عفة، حياة أمانة، حياة صدق، الإسلام هو الحياة.

 

مشكلات المسلمين أعراض لمرض واحد هو البعد عن الله :

     الآن أيها الأخوة، مشكلات المسلمين والله لا تعد ولا تحصى، ولكن يخطئ خطأً فاحشاً من يتوهم أن هذه المشكلات أمراض، وينبغي أن نعالج كل مرض على حدة، وهذا خطأ جسيم، كل هذه المشكلات مهما كثرت هي ليست أمراضاً، ولكنها أعراض لمرض واحد هو البعد عن الله، إنسان دخل إلى البيت الثلاجة لا تبرد، والغسالة لا تدور، والمذياع لا ينطق، والمكيف لا يقدم الهواء البارد، كله معطل، غاب عنه أن التيار الكهربائي في البيت مقطوع بدل أن يعالج هذه الأجهزة ويفكها، دعها كما هي، انتبه إلى التيار الكهربائي، فإذا دخل التيار إلى البيت كل هذا يعمل، أقسم لكم بالله أن حياتنا لن تستقيم إلا إذا عرفنا الله عز وجل.
     مثل قد لا يكون مستساغاً ؛ لو بائع وجد في وعاء الزيت فأرة المؤمن هل يستطيع أن يبيع هذا الزيت ؟ مستحيل، الرقيب هو الله، سيدنا ابن عمر رأى راعياً قال له: بعني هذه الشاة، وخذ ثمنها، قال له: ليست لي، قال: قل لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب، قال له: والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها: ماتت، أو أكلها الذئب لصدقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله ؟ المسلم وضع يده على جوهر الدين.

الاستقامة على أمر الله جوهر الدين :

     جوهر الدين أن تستقيم على أمر الله، والله لو عرف الإنسان ربه التغى الغش، التغى الكذب، التغى النفاق، التغى الاحتيال، كل أمراضنا أعراض لمرض واحد هو البعد عن الله عز وجل، الآن توثق وبعقود وتنشأ مشكلات لا تنتهي وبالقضاء عدد من السنوات، لا يوجد خوف من الله:

(( إِنَّ الْإِيمَانَ قَيْدُ الْفَتْكِ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ ))

[ مسند أحمد عن ابن الزبير ]

     مثلاً أنت أب، أم، معلم، معلمة، مدير مؤسسة، مدير جامعة، مدير معمل، مدير مؤسسة، أي إنسان يحتل منصباً قيادياً كيف ينجح ؟ هناك من يتوهم أنه ينجح بذكائه، أو ينجح بأنه يحمل شهادة إدارة أعمال من بلد بعيد، ممكن، هو ينجح إذا كان مؤمناً لأن الله عز وجل يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

     لأنه يا محمد من خلال اتصالك بنا استقرت في قلبك رحمة، رحمة بمن حولك، هذه الرحمة انعكست ليناً، هذا اللين جذب من حولك إليك فالتفوا حولك، أصبحوا أعواناً لك، أصبحوا حراساً لك، أصبحوا جنوداً لك، لأنك رحمتهم، لأنك كنت ليناً لهم، بدافع من رحمة استقرت في قلبك.

 

الخوف من الله عز وجل أساس المحبة و التآلف و الرحمة بين الناس :

     الآن بالعالم ماذا يحصل ؟ القوي يأكل الضعيف، والله مظاهر البذخ في العالم الغربي العقل لا يصدقها، مظاهر الجوع والفقر في غزة الأطفال يموتون جوعاً، المستشفيات توقفت، الأفران توقفت، الكهرباء انقطعت، والعالم يتفرج، القوي يأكل الضعيف والغني يأكل الفقير، لا يوجد روادع، لا يوجد قيم، لا يوجد مبادئ، لا يوجد خوف من الله عز وجل، هذا منهج لكل إنسان يحتل منصباً قيادياً:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

     أنت معلم، اكتب الدرس عشرين مرة، يموت الطفل في الليل لا يرحمه، حقد عليه، يكلفه بجزاء فوق طاقته، لا يوجد رحمة:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

من طبق الدين بشكل صحيح قطف ثماره اليانعة :

     هذا الدرس يحتاجه المعلم، والمعلمة، والأب، والأم، وأي إنسان ولاه الله على عشرة إذا رحمهم التفوا حوله، والله كنت في زيارة معمل أخبرني مدير المعمل أن الحد الأدنى من الرواتب عشرون ألفاً، يعني الذين في المعمل يتفانون في خدمته، أعطاهم ما يستحقونه، أعطاهم حاجتهم:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

     هذا من يحتل منصباً قيادياً، بدءاًً من المعلم، الآن هذا الإنسان الذي له رئيس يحكمه، يعني موظف في دائرة، طبيب بمستشفى، ممرض بمستشفى، خادم بجامعة، هذا كيف يؤدي واجبه أداءً مثالياً ؟ إذا عرف الله يتعامل مع الله، لا يقصر في واجبه خوفاً من الله، لو ساءت علاقته مع من يأمره، سوء علاقته لا تؤثر في إخلاصه وخدمته، تجد المؤمن مستقيماً، لا يأكل المال الحرام، يسهل حاجات المواطنين، إذا شخص دخل إلى دائرة ووجد الموظف تعاون معه تعاوناً شديداً يستغرب كأن في مشكلة، الأصل أن يخلق لك عقبات، هذا خطأ كبير، حياتنا لا تستقيم، إلا بمعرفة الله عز وجل، الدين هو الحياة، قال تعالى:

﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ (31) ﴾

( سورة النور )

     لا أحد ينتبه إلى كلمة جميعاً، لا أحد يقطف ثمار الدين إلا إذا طبقناه جميعاً، هناك راحة نفسية، هناك صدق، هناك أمانة، هناك احترام، هناك أدب، هناك تسامح.

 

الإخلاص لله عز وجل أساس النجاح و التوفيق :

     أيها الأخوة، إذا كنت تأمر منهجك هذه الآية:

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾

( سورة آل عمران الآية: 159 )

     وإذا كنت تأتمر منهجك الإخلاص لله عز وجل، لو أن إنساناً (معلم) والدخل قليل لا يدرس، يقول لك: أنا أشتغل على قدر المعاش، لأنه ما عرف الله عز وجل، لو عرف الله لا ينتقم من الطلاب، لمن جعل له الدخل أقل مما ينبغي، لا تستقيم حياتنا إلا إذا عرفنا الله عز وجل.

 

على كل مسلم أن يحمل همّ المسلمين ويبتعد عن مصالحه الشخصية ليرقى عند الله :

     أيها الأخوة، قد يقول قائل أين خطة المسلمين المستقبلية ؟ يوجد بالإسلام ملامح دقيقة جداً، سيدنا عمر رضي الله عنه دخل إلى قرية فرأى معظم الفعاليات فيها من غير المسلمين فعنفهم تعنيفاً شديداً، فقالوا كما يقول بعض من آتاهم الله ثروات طبيعية واستغنوا عن أن ينشئوا أي معمل، قالوا: قد سخرهم الله لنا، فقال سيدنا عمر: ـ بعضهم يسميه عملاق الإسلام ـ كيف بكم إذا أصبحتم عبيداً عندهم ؟ هذا الخليفة العملاق أدرك قبل ألف و أربعمئة عام أن المنتج قوي والمستهلك ضعيف، ومشكلة الدول النامية أنها تقع على رأس قائمة المستوردين وفي أسفل قائمة المصدرين.
     زرت بلداً إسلامياً صغيراً في آسيا، تعداده ثلاثة وعشرون مليوناً، وكانوا في الغابات قبل خمسة وعشرين عاماً قال لنا السفير هناك: صادرات هذا البلد إلى العالم تفوق صادرات العالم العربي كله بما فيه النفط، أمة تعمل، فيا أيها الأخوة، أنت حينما تعرف الله صار للعمل معنى لك، تعمل لبناء الأمة، تعمل للتخفيف من واقع المسلمين، تعمل لنصح المسلمين، كنت في الصين قلت لكم رأينا جامعاً في بكين أنشئ قبل ألف ومئتي عام والذي أنشأه أدخل الإسلام إلى الصين، الآن في ثمانين مليوناً، ثلاثة عشر تاجراً مسلماً نشروا الإسلام في إندونيسيا أكبر بلد إسلامي، تحتاج إلى عمل صالح، إلى عمل يرفعك عند الله، اسأل نفسك يومياً ماذا قدمت من أجل المسلمين ؟ احمل هم المسلمين، اخرج من ذاتك، حاول أن تكون شيئاً مذكوراً، لكن كل إنسان همه مصالحه فقط، هذا الهم لا يرقى بك، يجب أن تحمل همّ المسلمين.

التوكل و التواكل :

     فيا أيها الأخوة، نفهم الإسلام فهماً خاطئاً، نفهم التوكل قعوداً، سيدنا عمر رأى أناساً يتكففون الناس في الحج، سألهم: من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض، ثم توكل على الله.
     مرَّ سيدنا عمر برجل معه جمل أجرب، قال له: يا أخا العرب، ما تفعل به ؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، قال له: هلا جعلت مع الدعاء قطراناً ؟
     نحن نفهم التوكل تواكلاً، نفهم التوكل قعوداً، نفهم التوكل انسحاباً من الحياة، نفهم التوكل تقوقعاً، نفهم التوكل لا دخل لنا، يباعوا بالعزاء، فخار يكسر بعضه، هذا انسحاب من الحياة أيها الأخوة، يجب أن تثبت أنك مؤمن، تحمل همّ أمتك، تقدم لها شيئاً، إذا أتقنت عملك عملاً جيداً، إذا رحمت الناس في الأسعار قدمت شيئاً، والله هناك طرق لخدمة البشر لا تعد ولا تحصى، ولا يوجد إنسان لا يملك إمكانية ليقدم شيئاً، أحد هذه الأشياء أن يتقن عمله وأن يكون فيه مخلصاً لخدمة الناس.
     أيها الأخوة الكرام، يفوتنا أن نفهم التوكل على أنه أخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم توكل على الله وكأنها ليست بشيء، قضية ليست بسهلة، هناك من أخذ بالأسباب، واعتمد عليها، وألهها وقع في وادي الشرك، وهناك من لم يأخذ بها كالمسلمين وقعوا في وادي المعصية، البطولة أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء.
     أيها الأخوة الكرام، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني، والحمد لله رب العالمين.

* * *

الخــطــبـة الثانية :

     الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، و على آل بيته الطيبين الطاهرين.

من اصطلح مع الله وأقبل عليه شعر بسعادة لا توصف :

     أيها الأخوة الكرام، ورد في بعض الأحاديث:

((ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له، من أصبح وأكبر همّه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة ))

[الترمذي عن أنس]

     حديث يكمل هذا الحديث:

(( ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماوات بين يديه ))

[ رواه ابن عساكر عن كعب بن مالك ]

     فلذلك أيها الأخوة، الإنسان حينما يصطلح مع الله، ويقبل عليه، ويطيعه في كل منهجه، يشعر بسعادة لا توصف لقوله تعالى:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾

( سورة فصلت )

الاستقامة أساس الدين :

     أيها الأخوة الكرام:

(( استقيموا ولن تحصوا ))

[ ابن ماجه عن ثوبان ]

     وحينما يحذف المفعول به يطلق الفعل، أي لن تحصوا الخيرات، كل الخيرات، سمعة طيبة، على راحة نفسية، على زواج ناجح، على أولاد أبرار، على دخل معقول:

(( استقيموا ولن تحصوا ))

[ ابن ماجه عن ثوبان ]

     ويمكن أن يجمع الدين كله في الاستقامة، ولن نقطف من الدين أية ثمرة إلا إذا استقمنا على أمر الله، والاستقامة على أمر الله لا تعني أداء الصلوات، والصيام، والحج، والزكاة، في منهج تفصيلي قد يقترب من خمسمئة ألف بند، في طريقة كسبك للمال، وإنفاقك للمال، علاقتك بزوجتك، بأولادك، بجيرانك، بمن حولك، بمن فوقك، مع من تحتك، علاقتك بالقضايا الكبرى في العالم:

(( استقيموا ولن تحصوا ))

[ ابن ماجه عن ثوبان ]

الدعاء :

     اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق، ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم اهدنا لصالح الأعمال لا يهدي لصالحها إلا أنت، اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، انصر المسلمين في كل مكان، وفي شتى بقاع الأرض يا رب العالمين، اللهم أرنا قدرتك بأعدائك يا أكرم الأكرمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور