وضع داكن
16-04-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 165 - الفرق بين الذكر والأنثى.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين , اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم , اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه , واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه , وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين , أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .

 

قال تعالى : فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى .............

أيها الأخوة المؤمنون ؛ حينما قال ربنا سبحانه وتعالى في قصةِ السيدةِ مريم :

﴿فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾

[سورة آل عمران الآية: 36]

الفرق بين المرأة والرجل .


وقفت عند هذه الآية ، يؤكد علم النفس ولاسيما علماء نفس الطفولة والمراهقة :
أن الأنثى لها خصائص غير الخصائص البيولوجية والمادية للرجل , أي فضلاً عن أن جسم الأنثى وجسم الرجل يختلفان اختلافاً بيناً ، ولكن الحديث اليوم لا عن هذه الاختلافات الظاهرة بين بنية المرأة وبنية الرجل ، بين بنية الذكر وبنية الأنثى ، الموضوع حول الخصائص النفسية ، والخصائص الاجتماعية ، والخصائص الإدراكية , التي ميَّز الله بها كلاً من الذكر والأنثى .

أيها الأخوة المؤمنون ؛ يتفق علماء الدين على أن المرأة كالرجل تماماً في التكليف والتشريف , ولكن المرأة ليست كالرجل ، لها خصائص في بنيتها الجسمية ، ولها خصائص في بنيتها النفسية ، ولها خصائص في بنيتها الاجتماعية ، ولها خصائص في قوة إدراكها ، وفي طبيعة إدراكها لو تتبع أحدنا حركات أولاد ذكوراً وإناثاً ، وتتبَّع ألعابهم ، وأنماط تعلُّقاتهم , البنت الصغيرة ، وهي في سنٍ مبكِّر , لها اهتمامات وميول وتطلعات ليست كأخيها الصغير ، مع أن علائم الذكورة والأنوثة لم تظهر بعد .
إذن هذا يؤكِّد لنا : أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الذكر خلقه على نحوٍ خاص في تفكيره ، وفي علاقاته ، وفي نفسيته ، وفي اجتماعياته ، وفي كل شؤون حياته , وحينما خلق الأنثى خلقها على نحو خاص ، على نحوٍ يؤهِّلها أن تكون أماً في أعلى مستوى .
لذلك حينما قالت هذه المرأة يا رسول الله : إن فلاناً تزوجني وأنا شابة ذات أهلٍ ومالٍ وجمال ، فلما نثر بطني _ أنجبت له أولاداً _ وذهب مالي ، وتفرَّق أهلي ، قال : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، ولي منه أولاد , إن تركتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا .
بيَّنت هذه المرأة بشكلٍ عفوي للنبي عليه الصلاة والسلام , أنها إذا ضمَّت أولادها إليها جاعوا ، لأنها لا تكسب الرزق ، وإذا ضمَّتهم إلى أبيهم ضاعوا , لأنه لا يحسن تربيتهم .

إذن متى ننجح ؟ إذا عرفنا أن تصميم الله عز وجل للذكر غير تصميمه للأنثى ، التصميمان مختلفان ، لكن التشريف والتكليف واحد , المرأة مشرفةٌ كالرجل :

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ﴾

[سورة الأحزاب الآية: 35]

والآية عندكم معروفة , قال تعالى :

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾

[سورة النحل الآية: 97]

﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾

[سورة آل عمران الآية: 195]

المرأة مساويةٌ للرجل تماماً من حيث التشريف ، ومساويةٌ له تماماً من حيث التكليف , مكلفةٌ بالإسلام ، مكلفةٌ بالإيمان ، مكلفةٌ أن تعرف حقوق الزوج ، مكلفةٌ أن تعرف ربها ، أن تعرف أمره ، ولكن التصميم مختلف .
فأي عمل يدخل هذا المخلوق الذي صمم على نحوٍ خاص في مجال آخر ، أو العكس ، هذا التغيير يؤدِّي إلى الفساد في الأرض , هذا من خلق الله عزَّ وجل .

 

علاقة الليل والنهار مع خلق الذكر والأنثى .


أيها الأخوة ؛ إن بعض العلماء يقول في قوله تعالى:

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى﴾

[سورة الليل الآية: 1-3]

قد يسأل سائل : ما علاقة الليل إذا يغشى , والنهار إذا تجلى بخلق الذكر والأنثى ؟ قال : لأن الليل والنهار متكاملان مع البون الشاسع بينهما ، هذا للسكن , قال تعالى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾

[سورة الروم الآية: 21]

وهذا للعمل, المرأة سيدة البيت، كي تربي الأولاد، وليسكن الزوج إليها، والرجل للعمل:

﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾

[سورة الليل الآية: 1-4]

الليل والنهار مفترقان لكنهما متكاملان ، وكذلك الذكر والأنثى مفترقان لكنهما متكاملان .

 

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور