وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات إسلامية - متفرقة : 019 - المرض 1 - حقيقة المرض
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً، و أرنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

المرض :

 أيها الأخوة الكرام: موضوع غريب وقل من يطرحه في درس ديني، إنه موضوع المرض.
 الإنسان أيها الأخوة بادئ ذي بدء حريص حرصاً لا حدود له على وجوده، فإذا ضمن وجوده حريص على سلامته والمرض يتناقض مع سلامته، أحب أيها الأخوة أن يعلم كل منكم أن للمرض فلسفةً في الإسلام لو عرفها المريض لذابت نفسه شكراً لله تعالى على هذا المرض، الأمور بخواتيمها، الأمور بنتائجها لا بمقدماتها.
 أول نقطة في هذا الدرس: الله عز وجل واجب الوجود، لكن ما سوى الله ممكن الوجود، معنى ممكن أي ممكن أن يكون هذا الوجود أو لا يكون، ومعنى ممكن إذا كان ممكن أن يكون على نحو غير هذا النحو، نحن ممكن لكن الله واجب، الله عز وجل واجب الوجود، لكن من سواه والخلق جميعاً وجودهم ممكن، ممكن أن يوجدوا ومن الممكن ألا يوجدوا، الآن وجدوا ممكن أن يوجدوا على ما هم عليه الآن ويمكن أن يوجدوا على خلاف ما هم عليه الآن، السؤال الآن: هل من الممكن أن يخلق الله بشراً يعيشون أعمارهم بلا أي مرض؟ ممكن إن الله على كل شيء قدير، تعلقت حكمته بكل ممكن، تعلقت قدرته بكل ممكن.
 شيء سهل فهمه، هذه الطاولة التي أمامكم من أجل أن يوضع عليها كتاب ومسجلة وكأس ماء، لو وقف خمسة أشخاص على هذه الطاولة وكل شخص ثمانون كيلو- المجموع أربعمئة كيلو - تتحمل واستعمالها لكيلو واحد؟ استعمال كيلو تتحمل أربعمئة كيلو؟ بعلم الميكانيك معها احتياطي.
 فربنا عز وجل جعل لكل عضو احتياطي كبير، لا يوجد مرض، هذه تعيش آلاف السنين وكما هي، لأن استعمالها كيلو واحتياطها أربعمئة كيلو، انتهى المرض، كل شيء الله خلقه لو أعطاه احتياطياً عالياً جداً التغى المرض، لكن يبدو أن المرض مقصود من قبل الله عز وجل وهو أحد أشد الأدوات التربوية فعالية، الله ثبت وحرك، ثبت نظام الكون، ثبت نظام الدوران، ثبت خصائص الأشياء، الشمس تشرق كل يوم لا يوجد مشكلة أبداً، الحديد حديد، اشتريت سبيكة ذهب سبيكة ذهب، مستحيل أن تستيقظ تراها حديداً ثمن الكيلو خمسمئة ألف، كيلو الحديد ثمنه ثلاثون ليرة، البذور بذور، والمعادن معادن، كل شيء ثابت، حركة الأكوان ثابتة، نظام الكون ثابت. أما الأمطار فمتحركة، تأتي أمطار وقد لا تأتي، الصحة متحركة الله ثبت وحرك، الذي ثبته لاستقرار النظام، والذي حركه لتربية الإنسان، المرض أحد أكبر الوسائل الفعالة لتربية الإنسان، لأن الإنسان حريص حرصاً لا حدود له على سلامته، فإذا لاح له شبح مرض اندفع إلى باب الله تائباً، منيباً، اندفع معتذراً، اندفع معاهداً، اندفع مقبلاً، لولا هذا الدافع لما ركض الإنسان إلى باب الله، أعتى الكفار عند المرض العضال صار إنساناً آخر.
 حدثني شخص وقال لي: أنا أعمل مع إنسان له منصب رفيع، ما رأيت في الأرض جباراً مثله، ليس في قلبه ذرة رحمة، مرض مرضاً شديداً ففوجئت بنفسية لم أكن أتوقعها إطلاقاً، صار وديعاً، كيف صحتك يا بني، ما قالها بحياته. أحد أكبر وسائل التأديب التي بيد الله قضية المرض، المرض سنة من سنن الله عز وجل في الكون يصيب الإنسان كما يصيب غير الإنسان من المخلوقات، المرض خروج الجسم عن مجراه الطبيعي، إذا كان مؤقتاً سمي مرضاً حاداً، وإذا كان مرضاً مديداً سمي مرضاً مزمناً، وإذا انتهى هذا المرض بالموت سمي هذا المرض مرض الموت.

لكل داء دواء :

 بالمناسبة كل منا يمرض وكل مرض له دواء:

(( مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً ))

[البخاري عن أبي هريرة ]

 بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[ مسلم عن جابر ]

 والله يا أخوان هذه الفقرة من الحديث فيها من دلائل النبوة الشيء الكثير، لأن لو سمع المريض هذا الحديث، ماذا يحدث له؟ يمتلئ قلبه أملاً، لكل داء دواء، هذا كلام رسول الله لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ومن عند الله، يسمع هذا الحديث الطبيب يشعر أنه مقصر، هذا الداء له دواء، فإذا عرفنا هذا الدواء الأمر جيد، وإن لم نعرف هذا الداء فنحن مقصرون، أكبر باعث للطبيب للبحث عن دواء هذا المرض هذا الحديث: لكل داء دواء، قال عليه الصلاة والسلام:

(( ... فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[ مسلم عن جابر ]

 أي إذا وفق الطبيب إلى تشخيص المرض ثم وفق الطبيب إلى وصف الدواء هناك توفيقان كشف المرض، ووصف الدواء، فإذا أصيب دواء الداء، أي أصيب في معرفة الداء وأصيب في معرفة دواء الداء وهذه من براعة الطبيب، قال: برأ ولكن بإذن الله، لا يسمح الله للدواء أن يفعل فعله كما لا يسمح للداء أن يتراجع إلا إذا أذن الله، فهذا الحديث على إيجازه جامع مانع، أول حقيقة لكل داء دواء، يا أيها المرضى اطمئنوا ما من مرض خلقه الله إلا له دواء، ويا أيها الأطباء ابحثوا واجتهدوا، فما من داء خلقه الله إلا وله دواء، ويا أيها المرضى اطمئنوا، ويا أيها الأطباء اسألوا الله عز وجل أن توفقوا في تشخيص الداء وكشف الدواء، ويا أيها المرضى ادعوا الله أن يشفيكم لأن الدواء لا يفعل فعله، كما أن الداء لا ينحسر إلا بإذن الله.
 النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

((داووا مرضاكم بالصدقة))

[الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

 هذا الحديث جامع مانع.

 

الحكمة من المرض :

 إذاً المرض من سنة الله في خلقه، أداة فعالة للتربية لأن الإنسان حريص على وجوده، وحريص على سلامة وجوده، والمرض ينغص عليه وجوده، ومركب بأعماق الإنسان أن المرض بيد الله وإن شاء تركه، فلذلك المرض أحد أسباب التوبة إلى الله.
 سمعت عن امرأة كل من حولها يؤكد أن هذه المرأة لا يمكن أن تتوب، لشدة تفلتها وانحرافها، واعتزازها بجمالها، وشدة شعورها بنشوة حينما تتكشف أمام الأجانب، وكانت ترفض أشد الرفض أن تتحجب بل كانت ترفض أشد الرفض أن تحتشم في لباسها، مرضت مرضاً شديداً، قالت كلاماً والله أستحي أن أقوله لكم، قالت: لو طلب منها أن تضع على رأسها وعلى ظهرها، ما يوضع على الدابة على أن يشفيها الله عز وجل لفعلت من شدة ضيقها، الله عز وجل مربٍّ يعرف نقطة الضعف بالإنسان، يعرف موضع الألم في الإنسان يسوق له شيئاً يرده إليه، فشفاها الله وتابت وتحجبت.
 أعرف رجلاً من سابع المستحيلات أن يتوب إلى الله هو وزوجته، رزق بابنة بارعة الجمال أصيبت بمرض عضال، هذا المرض اشتد وتفاقم ولم يدع أبوها ولا أمها طبيباً إلا و وكلوه أن يعالج ابنتهم، إلا أن صمم الأب والأم على أن يتوبوا إلى الله فتابا إلى الله وشفيت ابنتهما وزوجت وكانا في أحسن حال.
 هذا المرض مزعج، مكروه، لكن أحياناً ضيف يأتي ويذهب، فإذا أنت مؤمن يأتي ويذهب، فإذا أنت مستقيم يأتي ويذهب، فإذا أنت تائب، قال: مالك يا بنية؟ قالت: حمى لعنها الله، قال: يا بنيتي لا تلعنيها فو الذي نفس محمد بيده لا تدع المؤمن وعليه من ذنب.
 المرض للعاصي يحمله على التوبة، والمرض للمؤمن يكفر عنه سيئاته، والمرض للمؤمن رفع درجات له عند الله، حينما تفهم حكمة المرض لا أقول تتمنى المرض، لا، هذا الشيء غير مقبول، النبي عليه الصلاة والسلام أدبنا أدباً راقياً، قال:

((لكن عافيتك أوسع لي ))

[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر ]

 أن أكون معافى هذا أسهل، أن أكون في بحبوحة، اللهم صن وجوهنا باليسار ولا تبذلها بالإقتار، فنسأل شر خلقك، ونبتلى بحمد من أعطى، وذم من منع، وأنت من فوقهم ولي العطاء، وبيدك وحدك خزائن الأرض والسماء، الإنسان أحياناً حينما يجوع يضطر إلى أن ينقب في الحاوية.
 ابن المبارك عارف بالله كبير جداً، توجه إلى الحج، في طريقة رأى كوماً من القمامة ورأى بنتاً صغيرة تنقب فيها إلا أن وجدت فيها طائراً ميتاً فحملته وانصرفت إلى بيتها، تبعها فإذا أسرة فقيرة جداً تعيش على هذه القمامة، الذي يرميه الناس بالقمامة يأكلونه، فوجدت طائراً ميتاً فأخذت هذا الطائر، ابن المبارك رأى أن الحكمة تقتضي أن يدفع كل ما يملك لهذه الأسرة، وأن يعود دون أن يحج بيت الله الحرام، وهذا الذي فعله، المرض والفقر يدفعان الإنسان إلى باب الله.

 

سنة الله في كونه لا عبث فيها :

 سنة الله في كونه لا عبث فيها، والله أيها الأخوة يوجد حقائق أرجو أن تكون واضحةً عندكم، أفعال الله كلها حكيمة، عرفت أم لم تعرف، رأيتها أم لم ترها، أفعال الله كلها حكيمة، الأرض فيها أمراض، فيها فيضانات، فيها زلازل، فيها براكين، فيها حروب أهلية، هذا الذي تراه عينك وراءه حكم لا يعلمها إلا الله، قد تبدو لك وقد لا تبدو، وإن لم تبدو لك ليس معنى هذا أنها غير موجودة.
 كل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادته متعلقة بالحكمة المطلقة وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق، والمرض أراده الله، يوجد أمراض في الجلد، أمراض بالأمعاء، أمراض بالقلب، أمراض بالأوعية، أمراض بالعظام، أمراض مخيفة، أمراض مؤلمة، أمراض مشوهة، هذه الأمراض يسوقها الله جلّ جلاله لحكم لا يعلمها إلا هو، هذا هو الإيمان، ليس في الكون عبث، بالمناسبة الشر المطلق لا وجود له في الكون وإلا الكون عبث، إما أن تؤمن بالله حكيماً وإما أن تؤمن بالعبث، أي بلا أهداف.

الصحة أكبر رأس مال للإنسان :

 أحد حكم المرض، لا تعرف نعمة الصحة إلا إذا مرضت، أقل مرض الأمراض الشائعة، كريب، ترى جسمك مكسراً لا يوجد قوة لتتكلم كلمة، لا تقوى على أن تقف، آلام في العضلات مع أنه مرض بسيط، لا تعرف قيمة الصحة إلا إذا مرضت، والأولى أن نعرف نعم الله بدوامها لا بفقدها، لذلك عرف قيمة الصحة من مرض، المريض يجب أن يتعظ، أن يعتني بجسمه لأن الصحة رأس ماله، أكبر رأس مال تملكه لا المال بل الصحة.
 أعرف رجلاً سهر عند شخص سهرة، دخن خمس علب من الدخان، كل شرايينه مسدودة، ومعه أموال لا تأكلها النيران، ما قيمة هذا المال؟ أنا أعتقد أن الصحة أغلى من المال، وعاء العمل، وعاء أعمالك الصالحة، وعاء سعادتك، المرض يأتي لتعرف قيمة الصحة، الأمراض الخفيفة لها فائدة طبية عالية جداً، الأمراض الخفيفة تعطي الجسم مناعة أكيدة، أي الجسم دخل إليه جرثوم، صنع مضادات قضى على الجرثوم، هذا المصل المضاد سجل في ذاكرة هذا الجهاز، هذا الجهاز هو جهاز المناعة المكتسبة وله ذاكرة عجيبة، دخل جرثوم وصنع الجسم مصلاً مضاداً لهذا الجرثوم وغاب هذا الجرثوم سبعين عاماً ثم عاد، جهاز المناعة المكتسب تعرف هذا الجرثوم والمصل المضاد له، لولا ذاكرة هذا الجهاز العجيب لما كان هناك من فائدة من التلقيح بتاتاً، فالأمراض الخفيفة تكسب الجسم مناعة، أما مرض الموت فهذا منتهٍ، إذا الإنسان دخل في مرض الموت مهما دعوت له في الشفاء الله عز وجل أراد إنهاء حياة هذا الإنسان، الله جعل أسباب نظام للكون، فتنتهي حياته بمرض في الدماغ، أو بتجمد في الدم، أو بمرض في الكبد، أو بمرض في الكلية، ما دام جاء الأجل وللأجل مسببات، فهذا المرض الذي يسبق الموت مرض الموت لا برء منه.

من صبر على مرضه فله أجر الصابرين :

 أيها الأخوة: المريض إذا صبر على مرضه له أجر الصابرين، قال تعالى:

﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾

[ سورة الزمر : 10]

 العبرة أن تعتقد أن لهذا المرض حكمة، طبعاً الشعراء لا يعرفون الحقيقة، المتنبي قال:

وزائـــرتي كأن بها حيــــــــــــاء  فليس تزور إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا  فعافتها وباتت في عظامي

***

 يخاطبها ويقول:

أبنت الدهر عندي كل بنت  فكيف وصلت أنت من الزحام
***

 كل بناته عندي، وبنت الدهر هي المرض، ولكن الحديث الصحيح أن كل الأمراض التي يسوقها الله عز وجل للمؤمن تكفير له عن الذنوب التي اقترفها.

ما يفعله المؤمن عند المرض :

 المرض قضاء من الله والدواء يجب أن تتداوى، نحن نمرض بقضاء الله ونشفى عن طريق الدواء بقضاء الله، فكل مؤمن يقول لك: أنا لا أتداوى، أنا مسَلِّم أمري إلى الله، هذا إنسان جاهل، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ))

[ مسلم عن جابر ]

 تختار أفضل طبيب وتستعمل أفضل دواء وتدعو الله أن يشفيك، ويسمح للدواء أن يفعل فعله، وبعدئذ تتصدق لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((داووا مرضاكم بالصدقة))

[الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

 دعاء، صدقة، معالجة عند أفضل طبيب، وتناول أفضل دواء، هذا سلوك المؤمن والأدلة، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ﴾

[ سورة النساء : 71]

 من أخذ الحذر – التداوي- قال تعالى:

﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 195]

 أخذ الدواء عدم إلقاء النفس إلى التهلكة، قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء : 29]

 جاءتني قصة من سنة تقريباً، إنسان يعمل في الحقل الديني، زوجته أصيبت بمرض في أمعائها الغليظة، فقال له الطبيب: لابد من التنظير والتنظير يكلف خمسة آلاف، فقال لي: لا يوجد معي نقود فألغينا المعالجة كلياً، بعد حين آلام لا تحتمل، فحصنا سرطان منتشر في كل الأمعاء، بحسب العلم مضى أشهر عديدة لو كان هناك تنظير بالوقت المناسب كان من الممكن أن يستأصل القسم المصاب دون أن ينتقل المرض، السرطان شيء مخيف جداً، لو عولج في المراحل الأولى يستأصل القسم المصاب، أما إذا لم يعالج فينتشر إلى بقية الجسم.
 هذه القصة بين أيديكم، قصة واقعية وأعرف زوجها، هذا الزوج لو طلب مساعدة خمسة آلاف لإجراء هذا التنظير بحسب قواعد العلم يكون قد أنقذ زوجته، هو آثم لأنه ألقى بيد زوجته إلى التهلكة، لا يسمى هذا عزة نفس، لا، أن تطلب خمسة آلاف ليرة من إنسان مؤمن لمعالجة الزوجة هذا واجب عليك شئت أم أبيت، لذلك قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء : 29]

 وقال:

﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 195]

التقصير في المعالجة سبب لكثير من الأمراض المزمنة :

 بالمناسبة، يوجد أمراض مزمنة وعضالة سببها التقصير في المعالجة، أو طبيب ناشئ لا يفقه شيئاً هذا الطبيب جارنا، وأجرته بسيطة، الطبيب لا يفاتش، هذا الطبيب الذي لم يتمرس بالطب لا يقدم لك شيئاً بالعكس قد يصرفك عن الطريق الصحيح، فلذلك أيها الأخوة أول آية قال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً ﴾

[ سورة النساء : 71]

﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾

[ سورة البقرة : 195]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ﴾

[ سورة النساء : 29]

 ليس كل إنسان ينصب حبلاً ويشنق نفسه يكون قد قتل نفسه، ليس كل إنسان يطلق على نفسه النار قتل نفسه، إذا كان عنده مرض ولم يعالج نفسه وله مضاعفات كثيرة، المعالجة ممكنة والدواء موجود ولم يستعملها في حكم أنه قتل نفسه، حياتك ملك لك؟ ملك أسرتك، إذا كان لك عمل صالح فهي ملك المسلمين، فحينما تهمل حياتك، تهمل صحتك، فقد حرمت أهلك ومن حولك من أعمالك الصالحة.
 أيها الأخوة: ورد في صحيح مسلم، أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَدَاوَى قَالَ: نَعَمْ يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إِلا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ: الْهَرَمُ ))

[ مسلم عن أسامة بن شريك]

 تركته لله، سلمته لله، هذه زعبرة، الله عز وجل خلق الدنيا وفق الأسباب، ومكن الناس من علم الطب، وخلق دواء لكل مرض، فحينما تدّعي أنك أوكلت ابنك إلى الله، هذا كلام غير إيماني، سيدنا عمر سأل جماعة فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون، قال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبةً في الأرض ثم توكل على الله.
 أنت متوكل في شفاء ابنك، عالجه عند أفضل طبيب، وأعطه أكبر دواء، وتصدق وادع الله عز وجل، وتوكل على الله، أنت أب كامل وأب مثالي لأنك تأدبت مع الله، الله له قوانين حينما أخذت بالقوانين فأنت عبد لله.

 

الأخذ بالأسباب و التوكل على الله :

 أيها الأخوة: يمكن أن نلخص ما حدثتكم به حتى الآن على الشكل التالي: لكل داء دواء أيها المرضى اطمئنوا، أيها الأطباء اجتهدوا، أيها الأطباء دققوا في تشخيص الداء، ودققوا في وصف الدواء، ويا أيها المرضى تصدقوا وادعوا الله عز وجل لكم بالشفاء، معالجة، أخذ دواء يقول له: خذ حبتين قبل الطعام، يأخذهم بعد الطعام صار هناك خطأ، يقول له: كل ست ساعات حبة يأخذهم كل عشر ساعات، ويقول: لا تدقق، هذا جاهل، العلم الطبي دقيق جداً، أحياناً الحبة من دون طعام تفعل قرحة في المعدة، أحياناً مع الطعام ليس لها مفعول إطلاقاً، قال لك: قبل الطعام إذاً قبل الطعام، قال لك: بعد الطعام إذاً بعد الطعام، كل ست ساعات، اربط منبهاً، هذا هو الإنسان المؤمن إنسان علمي، الدعاء والتوكل بعد أن تأخذ بالأسباب توكل على رب الأرباب، بعد أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء توكل على الله وكأنها ليست بشيء هذا المؤمن.

اختيار الطبيب المؤمن المتفوق :

 بالمناسبة مع احترامي لكل الأطباء لكن في موضوع الصحة لا ينبغي أن يكون اختيارك للطبيب عشوائياً، يجب أن تختار طبيباً متفوقاً وطبيباً مؤمناً يخشى الله عز وجل، لابد من أن يكون قوياً أميناً، قوياً باختصاصه، أميناً بولائه للدين، يخاف الله قال تعالى:

﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾

[ سورة القصص : 26]

الحجر الصّحي :

 يوجد شيء ثان اسمه الحجر الصحي، بالحقيقة هناك أكثر من دليل على نبوة النبي عليه الصلاة والسلام، يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري ومسلم:

(( أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا ))

[ متفق عليه عن أسامة بن زيد]

 معنى ذلك النبي قرر العدوى، هناك أمراض معدية، أرض فيها طاعون ينبغي ألا تدخلوها، ولا تخرجوا منها بأمر النبي، هذا الآن كشف حامل المرض، إنسان ليس مريضاً ولكنه يحمل المرض، يبدو له أنه صحيح ولكنه حامل هذا الجرثوم، إذا خرج نقل هذا المرض إلى مناطق أخرى، هذا ليس من علم النبي صلى الله عليه وسلم، وليس من خبرة النبي، وليس من ثقافة النبي، وليس من ثقافة عصر النبي، هذا وحي من الله، وحي من عند الخبير.
 يقاس على الطاعون كل مرض معد خطير، أنا أعرف قبل أعوام عدة ظهر مرض خطير في إفريقيا، السعودية رفضت حج هؤلاء ومعهم الحق، موقفهم شرعي لأنه لو جاء هؤلاء الحجاج إلى الحج لانتشر المرض في كل الحجاج، هذا من توجيه النبي، أنتم في أرض فيها مرض معد ينبغي ألا تخرجوا منها، أنا ذاهب إلى بلد فيه مرض ينبغي ألا أدخل إليه، امرأة معها إيدز نقلت المرض إلى سبعة عشر رجلاً، بفضل الله أي إنسان يقدم إلى بلدنا من بلاد الغرب يجب أن يقدم فحصاً بمرض الإيدز، الإنسان لا يتأفف للضمانة هذا إجراء لابد منه.
 قال العلماء: يقاس على الطاعون كل مرض خطير، النبي ذكر مرضاً معروفاً وقتها، أما مرض الإيدز، مرض الكوليرا، أي مرض خطير فينسحب على الطاعون.
 بل إن النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نفر من المجذومين كما نفر من أي خطر محقق، فقال عليه الصلاة والسلام:

((لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ ولا هَامَةَ وَلا صَفَرَ وَفِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأسَدِ ))

[أحمد عن أبي هريرة]

 يجب أن تفر من المجذوم.

الحكمة من عدم تقديم أي ضيافة للعائد :

 ما الذي يحصل في البيوت؟ يكون إنسان معه حمى مالطية معدية، التهاب سحايا معد، مرض كبدي، يريدون أن يضيفوا، لا يرضى أنا جئت أعيد مريضكم، لذلك النبي منعنا أن نقدم للعائد ضيافةً، لحكم لا يعلمها إلا الله، لعل هذا المريض يشتهي هذا الطعام، لعل أهل المريض مشغولون، لعل الزائر يخشى العدوى، لا تقدم لمن يعود مريضك ضيافة، لا قهوة ولا شاي ولا فواكه، ولا شيء، هذه سنة النبي والنبي حكيم حكمة لا حدود لها، أحياناً ينتقل المرض عن طريق الضيافة، دون أن يشعر الإنسان، شيء محير، ثم يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه أحمد وأبو داود:

((لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا غُولَ ))

[مسلم عن جابر بن عبد الله ]

 هو يوجد عدوى، والدليل:

((...إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا ))

[البخاري عن أسامة بن زيد]

على الإنسان ألا يحقد على المريض الذي نقل له المرض :

 ثم يقول: لا عدوى، أي إذا إنسان انتقل إليه المرض من إنسان لا ينبغي أن يحقد على المريض الذي نقل منه المرض، يجب أن يعتقد أن الله شاء له هذا المرض، والله سمح له أن يمرض، يجب ألا تحقد، ألا تعزو هذا المرض إلى المريض الذي عداك، هذا المرض قدره الله عليك، والدليل بقية الحديث:

((...لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا غُولَ ))

[مسلم عن جابر بن عبد الله ]

الإسلام علمي :

 العرب كان عندهم حالات مضحكة، يكفي أن يطير طائر عن يمينهم يتفاءلون، لو أن هذا الطائر طار عن شمالهم يتشاءمون، هذه الطيرة، يتفاءل بلا سبب ويتشاءم بلا سبب، الهامة أعلى الشيء وكان العرب يعتقدون في جاهليتهم أن روح القتيل تتحول إلى فراشة تطير وتحوم فوق قبره وتنادي: اسقوني اسقوني، أي من دم القاتل ولا تهدؤوا حتى يقتل القاتل، هذه دعوة إلى الأخذ بالثأر وهي دعوة جاهلية.
 الصفر، يوجد أشخاص يتشاءمون من شهر صفر، أو من يوم الأربعاء، أو من رقم ثلاثة عشر، غرفته رقم ثلاث عشر يخاف، ترتيبه في الصف ثلاثة عشر يخاف، أو الاجتماع يوم الأربعاء، شيء ليس له أي صحة.

((...لا عَدْوَى ولا صَفَرَ ولا غُولَ ))

[مسلم عن جابر بن عبد الله ]

 ولا غول، كان يوجد اعتقاد أنه يوجد حيوان مخيف هو الغول، وجوده في الأساطير، أولاً: لا تشرك، يقول: ألقوا لي ماء وملحاً، فتشاجرت مع زوجتي، أنتم مرتكبون خطأ تشاجرتم لا بسبب الماء بسبب معصية ارتكبها أحد الطرفين، فحينما تعزو الخلاف إلى أسباب خرافية فأنت لست علمياً أبداً.
 في عهد سيدنا عمر كان هناك خرافة أن نهر النيل - و هذا تقليد من آلاف السنين- لن يجري ماءه حتى يختاروا أجمل فتاة حسناء بكر أبويها، يرضون أبويها ويأخذونها، يضعون عليها أجمل الثياب والحلي ويقذفونها في النيل من أجل أن يجري ماءه غزيراً، تقليد مضى عليه آلاف السنين من عهد الفراعنة إلى عهد عمرو بن العاص، فلما أرادوا أن يفعلوا هذا في عهد عمر بن العاص أمير مصر في عهد عمر بن الخطاب، قال: هذا لا يكون في الإسلام إطلاقاً، هذا خرافة، سكتوا أعطى أمراً ممنوعاً، أما الحكمة البالغة قلّ ماء النيل إلى درجة همّ الناس بالهجرة، وعندما وجد سيدنا عمرو بن العاص أن القضية محرجة أرسل كتاباً إلى سيدنا عمر، سيدنا عمر كتب رسالة، من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر، وأعطى أمراً إلى الوالي اجمع الناس على ضفتي النيل واقرأ الرسالة، وألقها في النيل، هكذا كان توجيه سيدنا عمر، فقال له: يا نيل إن كنت تجري من قبلك فلا تجري وإن كان الله يجريك أسأل الله أن يجريك، وأمره أن يلقها في النيل، وما إن ألقاها في النيل حتى جرى النيل، وأصبحت مياه النيل غزيرةً، وانتهت هذه العادة التي يزيد عمرها عن ستة آلاف عام، فتاة في عمر الزهور بكر أبويها نلقيها في الماء لتموت هذه خرافة، الله الرزاق لا يوجد سواه.
 الإسلام علمي يوجد خالق ولا يوجد هذه الخزعبلات، لا يوجد عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول.

(( أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ سَعْدًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فلا تَدْخُلُوهَا وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلا تَخْرُجُوا مِنْهَا ))

[ متفق عليه عن أسامة بن زيد]

 لكن لا تشرك بالله وتقول: فلان أمرضني.

 

أصل المرض مخالفة منهج الله :

 قال تعالى:

﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾

[ سورة الشعراء : 78-82]

 لكن بالمناسبة هذه الآية عجيبة، دققوا: الذي خلقني فهو يشفين، والذي يطعمني ويسقيني، ما قال: والذي أمرضني ويشفين، قال: إذا مرضت عزي المرض إلى الإنسان بمعنى أن أصل المرض مخالفة منهج الله، أنت بالأصل مصمم ألا تمرض، أي مثلاً أعقد آلة صنعها الإنسان، أرقى سيارة لو أخذتها على الصفر، بعد عشرة آلاف تغير الزيت، بعد أربعين ألف متر تغير زيت علبة السرعة، بعد ثمانية آلاف تغير المكابح، بعد كذا تغير زيت الدفرانس، هناك برنامج، لا يوجد سيارة تقتنيها يخدمك زيتها وزيت المحرك وزيت البواط وزيت الدفرانس، والكواشيك والكوليات والمكابح لآخر عمرها إلا الإنسان مصمم هكذا، هل عندك تبديل زيت مفاصل؟ مشينا خمسة عشر ألف نغير زيت المفاصل للإنسان؟ لا يوجد هذا، مخلوق يعيش ثمانين سنة بمفاصله، بغضاريفه، أما سوء الاستعمال فيسبب بعض الأمراض.
 فالمرض بالأساس مخالفة لمنهج الله، سوء استعمال، أو خطأ في العصر، يوجد تلوث عام، أكثر طعامنا معلبات، تعليب الطعام له مشكلة، كل خضارنا في الفريزر، الآن يوجد أبحاث أن هناك عفونات تصير، لحومنا من شهر في الفريزر، كل شيء معلب تقريباً، يوجد عندنا فريزر فيها كل شيء، ولكن كل شيء غير صالح، أكثر شرابنا أصبغة كيميائية، تراه فرح لأنه أحضر علبة كلها بودرة، هذه على أناناس، وهذه على برتقال، لا يوجد شيء طبيعي، مواد كيميائية حصراً، حياتنا كلها كيميائية، أدويتنا كيميائية، حتى الخضار في بيوت بلاستيكية، نمو الخضار بسبب الهرمونات، يوجد خطأ في طعامنا كلها مهدرجة، التفاعل الذي يتم بين النايلون والمواد الحارة مسرطن، المواد الحامضية مع النايلون مسرطن، الحوامض مع كل شيء من البلاستيك مسرطن، تأخذ طنجرة تيفال تفرح بها بعد سنتين تصبح طنجرة لا يوجد تيفال أين ذهب هذا البلاستيك؟ في الطعام، هذه مشكلة كبيرة جداً، يوجد خطأ في عصرنا، خطأ في تخزيننا للطعام، خطأ في إنبات الطعام، الهرمون محرم دولياً، يأتي الفلاح ويشتريه تهريباً، يبخ البندورة شيء جميل لا تستكبر البندورة خذها أصغر قياس، أكبر قياس مهرمن، يوجد خطأ كبير، حتى مياه المجاري تسقى بها المزروعات، الفقهاء نهوا عن أكل لحم الدجاجة الجلالة التي تأكل النجس، أكثر الدجاج البلدي ماذا يأكل؟ يأكل كل شيء، منهي عن أكلها لأنه يوجد مشكلة، أنا أعطي أمثلة، إذا كان هناك أمراض كثيرة جداً، يوجد خطأ في حياتنا، خطأ في بيوتنا وفي تخزين الطعام، المعلبات لا يوجد شركة معلبات إلا تضع بنزوات الصوديوم لتحفظ الطعام، مسموح بالألف واحد يضعون في الألف ثلاثة حتى يضمنون استمرار صلاحية العلبة، الدجاجة لا يدعونها تنام لمدة أربعين يوماً، فأعصابها متوترة، الدجاجة يجب أن تنام من وقت ولادتها وحتى ذبحها، لا تنام ولا دقيقة، إضاءة شديدة، وأكل باستمرار، ومواد مهرمنة في طعامها، يوجد مشكلة.
 أنا أقول: وإذا مرضت، أي انتشار الأمراض سببه الخطأ بالعصر، أكثر الذي يشربونه أجدادنا عرق سوس، ليمون، توت شامي، أما الآن فمواد غازية لا تعرف ماذا تحتوي، تأتي مواد مركزة من أوربا، هذه مشكلة، وأنا أتمنى على الأخوان الكرام أن يعودوا إلى الشيء الطبيعي، كأس لبن أفضل من ألف كأس آخر، ارجع إلى العسل، إلى اللبن، إلى الخبز الصحيح، هذا معنى وإذا مرضت فهو يشفين، المرض معزو إلى الإنسان لا إلى الله.
 أيها الأخوة لهذا الموضوع تتمة إن شاء الله نتابع هذا في درس قادم.

 

تحميل النص

إخفاء الصور