- الخطب
- /
- ٠1خطب الجمعة
الخطبة الأولى :
الحمد لله ثمّ الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لِنَهْتَدِيَ لولا أن هدانا الله ، وما توفيقي ، ولا اعتصامي ، ولا توكّلي إلا على الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقرارًا برُبوبيَّته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أنّ سيّدنا محمّدًا صلى الله عليه وسلّم رسول الله سيّد الخلق والبشر ما اتَّصَلَت عين بنظر ، وما سمعت أذنٌ بِخَبر .
اللَّهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدّين ، اللَّهمّ ارْحمنا فإنّك بنا راحِم ولا تعذّبنا فإنّك علينا قادر ، والْطُف بنا فيما جرَتْ به المقادير ، إنَّك على كلّ شيءٍ قدير .
الهدى .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ آية العيد في آيات الصّيام قال تعالى :
﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
فالصِّيام من أجل الهدى ، فما هو الهدى ؟
الخطبة اليوم عن الهدى ، أربع مئة آية أو يزيد وردت في القرآن الكريم عن الهدى .
فما تعريف الهدى ؟
قبل كلّ شيء ؛ الهدى أن تعرف الحقيقة في الكون ، حقيقة إذا عرفْتها فأنت مهتد ، والضَّلال أن تجهلها ، وقد يسأل سائلٌ وإذا لم أعرفها ماذا يحصل ؟؟؟!!!
لو أنَّك تعرف الحقيقة أو لا تعرفها ولا يحصل شيء لا جدْوى من معرفتها .
ولكنَّ معرفة الحقيقة مرتبطة بِسَعادتك في الدنيا والآخرة ، وجهل الحقيقة يؤدِّي إلى الشقاء ، كيف هذا ؟ أضربُ لكم مثلاً :
لو أنَّ طيَّارًا يقود طائرةً ، إذا عرف قوانين الهواء ، قوانين السقوط ، قوانين التسارع ، التيارات الهوائيّة العليا ، تَخَلْخُل الهواء ، بخار الماء في الهواء ، السُّحب في الهواء ، الصواعق والعواصف ، إذا عرف هذه الظاهرات ، وعرف قوانينها ، وعرف علاقاتها بعضها ببعض ، وواجهها مواجهةً عِلْمِيَّة فإنَّه يطير في الهواء بِسَلامة ، فإذا تجاهلها ، أو جهلها ، ولم يُواجِهها مواجهةً عِلْميَّة يسقط ويهْلك .
فهناك علاقة أساسيَّة ترابطيَّة بين معرفة الحقيقة وبين ما ينتج عنها من سلامة وسعادة ، ومن شقاءٍ وهلاك .
لو تجاهل مُصَمِّمو الطائرة بخار الماء في الهواء ، وتجاهلوا أنَّ بخار الماء في الهواء ، وفي الطَّبقات العليا إذا لامسَ أجنحتها سوف يتجمَّدُ على أجنحتها ، وسوف يغيِّر ارتياب أجنحتها ، وسوف تسقط الطائرة ، إن تجاهلوا هذه الظاهرة أوْدَتْ بهم إلى كارثة .
فلو أنَّ الأمر بِمَعنى أنَّك إذا عرفت الحقيقة أو لم تعرفها ؛ ماذا يحصل ؟
إن لم يحصل شيء فلا جدوى من معرفتها ، ولكن إن ترتَّب على معرفة الحقيقة سلامتك وسعادتك في الدنيا والآخرة ، فمعرفة الحقيقة فرْضٌ عليك ، وإن ترتّب على جهل الحقيقة أو تجاهلها شقاءٌ وهلاك في الدنيا والآخرة فأصبح الجهْل مُهلكًا ، وقديمًا قالوا : أعْدى أعداء الإنسان الجهل .
تعريف الهدى .
فيا أيها الإخوة المؤمنين ؛ الهدى أن تعرف الحقيقة التي لا غيرها ، ولا سِواها في الكون ، لذلك أربع مئة آية في كتاب الله وردَت في موضوع الهدى ، فما تعريف الهدى ؟
هناك تعريفات جامعة مانعة ، وهناك تعريفات اسـتنباطيَّة ، فالله سـبحانه وتعالى يقول :
﴿فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
فالهدى هو الاستقامة ، ومن كان فاسقًا ليس مهْتَدِيًا ، هذا أحد تعريفات الهدى ، قال تعالى :
﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
من كان قلبه مهْبطًا لِتَجَلِّيات الله عز وجل ، ولِصَلوات الله عز وجل فهو مهْتَدٍ ، وهذا تعريف آخر للهُدى ، قال تعالى :
﴿ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
من كان قلبه مُطمئنًّا بِذِكْر الله ، لا تأخذه في الله لومةُ لائم ، لا يخشى إلا الله ، لا يرجو إلا الله فهو مهْتدٍ ، قال تعالى :
﴿ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾
الهـدى تجارة رأس مالها يسـير ، وربحها كثـير ، وهذا من تعـريفـات الهــدى قال تعالى :
﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
الهدى يتناقض مع الهوى ، الهدى لا يقبل الهوى ، قال تعالى :
﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
من تعريفات الهدى أيضًا :
﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾
هذا الذي يحسب للآخرة حسابها ، ولا يدخلها في حساباته اليوميّة ، ولا يرجِّحها على ما سواها ، ولا يهتمّ لها ، هذا من الضالين .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ يجب أن تعلموا علم يقين من الله وحده ، ولا هدًى من سواه ، ليس في الأرض هدى إلا هدى الله ، وإليكم الأدلّة ، قال تعالى
﴿ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾
الله وحده ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾
وقال تعالى :
﴿وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾
قال تعالى
﴿ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
الإنسان ضالّ إلا أن يهدِيَهُ الله عز وجل هذا الضالّ هل هو مُؤهَّلٌ أن تهتديَ به ، قال تعالى :
﴿ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾
قال تعالى :
﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
قال تعالى :
﴿وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً﴾
قال تعالى :
﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾
الهدى في الحق واحد ، فإذا كان هناك شخصان متخاصمان ، أحدهما على الحق والثاني على الباطل قطعًا ، قال تعالى :
﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾
قال تعالى :
﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾
إذًا لا هدى إلا من الله ، الله من أسمائه الحقّ ، هو الحق المبين ، من الْتمسَ الهدى من غير طريق الدِّين فهو ضالّ ضال ضالّ .
من أراد الهدى فقد أهداه الله
شيءٌ آخر ، الهدى يا إخوة الإيمان ، لا كما يتوهَّم بعض الجَهَلَة أنَّه يأتي من الله من دون سبب من العباد ، هكذا لا ندري لماذا ؟! الله سبحانه وتعالى قدَّر على فلانٍ أن يهتدي ، وقدَّر على فلان لا يهتدي ! هذا عَين الضلالة ، قال تعالى :
﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾
هو ، هو مخيَّر ؛ إما أن يأخذ بالهُدى ، أو أن يتعامى عنه ، إن أخذ بالهدى فلِنَفسِهِ ، وإن تعامى عنه فعليها ، قال تعالى :
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾
قال تعالى :
﴿ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
من عباده ، من شاء الهداية هداه الله إلى صراط مستقيم ، أيّ مخلوق ، وأيّ إنسان شاء الهداية فالله سبحانه وتعالى يهديه ، قال تعالى
﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾
من شاء منكم يا عبادي الهدى أهديه ، كلّكم ضالّ إلا من هديته فاسْتهدوني أهْدِكم ، اُطلبوا الهداية منِّي أهْدِكُم ، لكنّ الإنسان يا إخوة المؤمنين إذا اختار الهدى زاده الله هُدًى ، إذا اختار الهدى أخذ الله بيده إلى الهدى ، وأوْصلَه إلى هدفه ، قال تعالى :
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾
قال تعالى :
﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً﴾
قال تعالى :
﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾
قال تعالى :
﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ﴾
فإذا أبى الإنسان أن يهتدي قال تعالى :
﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾
قد تهتدي عن طريق كلمة حقّ تسمعها ، وهذا أرقى أنواع الهدى ، وقد يهتدي الإنسان إثْر مرضٍ عُضال يسْحقهُ ، وهذا هُدًى أيضًا ، وقد يهتدي الإنسان في أجواء الخوف ، وقد يهتدي الإنسان في أجواء الفقر ، ولكلّ قوم هاد ، ولكنَّ أرقى أنواع الهدى أنْ تهْتَدِيَ بأُذنك ، أن تستمع إلى الحق فتسْتجيب له .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ إيَّاكم أن تتوهَّموا أنَّ الهدى بيد أحد ، وهل من أحدٍ أعظم من النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال تعالى :
﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
من يشاء الهداية .
الهُدى اختيار بيَد الإنسان ، من اختار الهدى يهده الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾
ليس عليك يا محمّد ، الأولى إنَّك لا تهدي ينفي عنه أن يملك هدى الإنسان وفي الآية الثانية ينفي عنه المسؤوليّة ، ليس عليك هداهم ، ولكنّ الله يهدي من يشاء .
هذا الذي يقول : حتَّى يهْدِيني الله ، هذا كلامٌ فيه ضلال ، لقد هداك الله وانتهى الأمر ، وبقي عليك أن تستجيب .
أثمان الهدى
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ هل للهدى ثمن ؟ لكل شيءٍ في الأرض ثمن ، فهل إذا دفعْت الثَّمن نِلْت الهدى ؟ نعم ، قال تعالى :
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
إن جاهدْت نفسك وهواك ، وإن خالفْت مُيولك الدنيئة فهذا أحد أنواع الهدى ، قال تعالى :
﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾
قال تعالى :
﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾
من اتَّبع رضوان الله ، يرضي الله أن تكون محْسِنًا ، ويرضى الله عنك إذا كنت صادقًا ، يرضى الله عنك إذا كنتَ متصدِّقًا ، يرضى الله عنك إذا كنت عفيفًا ، يرضى الله عنك إذا كنت محسنًا ، يرضى الله عنك إذا كنت متواضعًا ، يرضى الله عنك إذا كنت سخيًّا قال تعالى :
﴿ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾
قال تعالى :
﴿ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً﴾
أحد أثمان الهدى أن تجلس مجالس العلم لتَتَعلَّم الحق من الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ ﴾
قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ﴾
فإيمانك بآيات الله الكونيّة ثمَنٌ آخر من أثمان الهدى ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
ما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي أعرف ذلك من نيّته ، فتكيده أهل السماوات والأرض إلا جعلتُ له من بين ذلك مخرجًا ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
قال تعالى :
﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾
طاعة النبي عليه الصلاة والسلام ثمنٌ من أثمان الهدى ، واتِّباع سنَّته المطهّرة في كلّ صغيرة وكبيرة ، قال تعالى :
﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
من ثمن الهدى أيضًا أن لا تخشى إلا الله ، أن لا تخشى الناس ، ولْتخشَ الله وحده الذي بيده الناس جميعًا ، قال تعالى :
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾
قال تعالى :
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
الإيمان بالآيات الكونيّة ثمن للهدى ، قال تعالى :
﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾
إذًا ما بثَّه الله من آيات عظمى في الأرض ثمن من أثمان الهدى ، قال تعالى :
﴿طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ﴾
آيات الكون ، وآيات القرآن وطاعة النبي ، وخشية الله ، والاعتصام بالله والإيمان بالله ، وسماع الحق ، واتِّباع رضوان الله ، ومجاهدة النفس والهوى ؛ هذه كلّها أثمان للهدى الذي وعدنا الله به .
موانع الهدى
يا أيها الإخوة الأكارم ؛ ما الذي يمنع من الهدى ؟ ما هي العقبات الكؤود التي تحول بيننا وبين الهدى ؟ استمعوا ، وعُوا ، ودقِّقوا ، وقال تعالى :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾
إن ظلمْت نفسك لا يهديك الله عز وجل ، وإن ظلمْت زوجتك لا يهديك الله عز وجل ، إن ظلمت موظَّفًا في دكّانك لا يهديك الله عز وجل ، والله لا يهدي القوم الظالمين ، والله لا يهدي القوم الكافرين ، والله لا يهدي القوم الفاسقين ، إن خرجْت عن أوامر الله لا يهديك الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾
إن دبَّرْت تدبيرًا مبنيًّا على خيانة لإنسان ما ، الله لا يهديك ، قال تعالى :
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾
المسرفون المبذخون ، المستعلون المترفون الكذَّابون في طلب الآخرة لا يهديهم الله عز وجل ، إنّ الذين لا يؤمنون بآيات الله عز وجل لا يهديهم الله عز وجل ، الذي ينْكِرُ عظمة الشمس والقمر ، وعظمة الخلق ، وعظمة النبات ، وعظمة كأس الماء الذي تشربهُ ، وعظمة كأس الحليب الذي تشربه سائغًا طيّبًا ، إنّ الذي ينكِرُ عظمة البيضة التي تنْتجُها الدجاجة ، قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
قال تعالى :
﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً﴾
إن استصْغرْتَ شأن الذي يهديك لن تهتدي ، من فلان ؟ متى أصبح عالمًا ؟ ما حجمهُ في البلد حتى يهدي الناس ؟ إن اسْتصْغرتَ شأنه لن تهتدي إلى الله عز وجل ، قال تعالى :
﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾
إذا توهَّمْت أنَّك إذا اهْتَدَيْت خطفوك ، وقيَّدوا حريَّتك ، إن توهَّمت ذلك فلن تهتدي لأنَّك أشْركت مع الله عز وجل ، أشركتَ معه إلهًا آخر ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾
إذا شاققْت أهل الحق ، وناصبْتهم العِداء لن تهتدي .
وأكبر مانِعٍ أن ترى معظم الناس ضالِّين ، وهل أهْتدي وحدي ؟! قال تعالى :
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾
قال تعالى :
﴿وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ﴾
قال تعالى
﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ﴾
ما يمنعك أن تهتدي وحدك رغم أنَّ عامَّة الناس ضالّين ؟ هذه موانع الهدى شيءٌ آخر .
ثمرات الهدى
يا إخوة الإيمان ؛ ما هي آثار الهدى ؟ هذا الهدى النفيس ، وهذا الهدى الذي قال الله عز وجل :
﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾
قال تعالى :
﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
قال تعالى :
﴿فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾
كلّ البنود التي تبذلها من أجل الهدى تعود عليك أضعافًا مضاعفة ، قال تعالى :
﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾
ألا تكفيك هذه الآية ؟ لا خوف عليك في الدنيا من أيّ مكروه ، من أيّ قلق ، ولا هم يحزنون على فراقها ، من نتائج الهدى ، قال تعالى :
﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى﴾
حياتك سلامٌ بِسَلام ، لا نكْبة فيها ، لا مصيبة كبيرة فيها ، لا مشكلة تذهل العقول فيها ، لا ذلّ فيها ، لا نصَب ، لا فقْر ، ولا ضيق ، قال تعالى :
﴿وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى﴾
ومن ثمار الهدى كما قال تعالى
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
لا يضلّ في الأرض ولا بعد الأرض ، لا في الدنيا والآخرة ، والمطلق على إطلاقه ، ما قال تعالى :
﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾
قال تعالى :
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴾
اُنظر إلى عمله ، انظر إلى سلوكه ودناءته ، وشهوانيَّته ، وعلاقاته الاجتماعيَّة ، أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ؛ انظر إلى تواضعه ، وكرمه ، وعِفَّته ، ووعْده ، وإحسانه ، قال تعالى :
﴿ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴾
هذه من آثار الهدى ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
هذا الذي يخبط في الحياة خبْط عَشواء لا يعرف لما خُلق ، ولا لأجل ماذا خُلق ؟! ولا لماذا يعمل ؟! ولا ما هو المفيد ؟ ولا ما هو الضارّ ؟ ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
يا أيها الإخوة المؤمنون ؛ يجب أن تعلموا علم اليقين أنَّ الهدى فضْلٌ من الله تعالى ، قال تعالى :
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ﴾
عن أبو إدريس الخولاني رحمه الله ، عن أبي ذَرّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال : - فيما روى عن الله تبارك وتعالى - أنه قال :
((كلّكم ضال إلا من هديته فاسْتهدوني أهْدِكم ))
أيها الإخوة المؤمنون ؛ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزِنوا أعمالكم قبل أن توزَنَ عليكم ، واعلموا أنّ ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا ، فلْنتَّخِذ حذرنا ، الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنَّى على الله الأماني .
والحمد لله رب العالمين
***
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وليّ الصالحين ، وأشهد أنَّ سيّدنا محمّد صاحب الخلق العظيم .
تقويم الهدى عند الله
أيها الإخوة المؤمنون ؛ من هو المهْتدي ؟ لا أحد في الأرض مُؤهَّل أن يقيِّم أحدًا ، لماذا ؟ لأنّ الله تعالى يقول :
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
ليسَت هذه وظيفتك ، فلان ضالّ وفلان مهتد ، هذا فضول منك :
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
فربّكم هو أعلم بمن هو أهدى سبيلاً ، قال تعالى :
﴿ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً﴾
فهذه العادة الذميمة ؛ أنا أُقيِّم فلان !! من أنت ؟! هل شققْت على قلبه ، لكنّك إن رأيْتهُ مُتَلَبِّسًا بمعْصِيَة حرَّمَها الله عز وجل ، قلْ هذا عاصي ، ورأيتهُ قال خلاف القرآن فقلْ : هذا ضلال ، إن لم يخرج عن كتاب الله ، ولم تبْد منه معصيَة ، من أنت كي تقيِّمهُ ؟ قال تعالى:
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾
وقال تعالى :
﴿فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً﴾
يا إخوة الإيمان ؛ موضوع دقيق لا تتَّسع هذه الدقائق القليلة لِمُعالجته ، علاقة الهدى بالشهوات ، في آية واحدة :
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
إنْ أوْدَعَ الله فينا حبّ النساء ، هذا مَيْل أوْدعهُ الله فينا ، إن اتَّبَعنا هذا الميل وفق الهدى نسعد في الدنيا والآخرة ، وذلك بنظام الزواج ، وإن اتَّبعنا هذا الميل بغير هدى فهناك الدمار النفسي ، ودمار الحياة الإنسانيّة ، كما يحصل في الغرب ، أمراض لا يعلمها إلا الله ، لم تكن في أسلافهم ، إنَّما جاءتهم لأنَّهم اتَّبعوا أهواءهم بغير هدى من الله ، هذه الشهوات التي أودعها الله فينا كالنّفط الذي في السيارة إن وُضِع في مكانه الصحيح ، وسار في المسار الصحيح إلى غرف الاحتراق في المحرّك ، ولَّدَ حركةً نفعتْك نفعًا كبيرًا ، وإن صببْتهُ على السيارة ، وأعْطيتهُ عود ثقاب أحرق السيارة ، الشهوات قوَّة محرّكة أو مدمِّرة ، قال تعالى :
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
الله تعالى حبّب إلينا المال ، فإن اتَّبعنا هذا الميل وفق الهدى الذي جاء في كتاب الله بيعًا وشراءً ، وهبةً ، أما إذا أخذنا المال اغتصابًا وسرقةً ، ورشوةً ، قال تعالى :
﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
معنى ذلك القيم الأخلاقيّة سياج الأهواء ، الأهواء قيَم محرّكة إن كان لها سياج من الأخلاق والهدى ، فإن لم يكن هذا الهدى أصبحت الأهواء قوَّةً مدمِّرة .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ كيف يستطيع الإنسان أن يصل إلى مقام الهداية ؟ هل أيّ إنسان قرأ كتابًا مؤهَّلٌ أن يهدي الناس ؟ لا ، قد ينال منصبًا عند أهل الأرض ، ولكنَّه غير مؤهَّل أن يهدي أحدًا عند الله ، ما هي الآيات في هذا الموضوع ، قال تعالى :
﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾
قال تعالى :
﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾
امتحنه ونجح في الامتحان ، قال تعالى :
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
من أطاع الله ، وصبر على بلوى الله عز وجل ومن جاهد نفسه ، وكان عمله صالحًا ، عندئذٍ يسمح الله له أن يهدي الناس ، قال تعالى :
﴿وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً﴾
اتَّبعوا من لا يسألكم أجرًا وهم مهتدون ، يبتغي الهدى عند الله عز وجل ، لا يرجو على هداه حمْدًا ولا شكورًا ، لا جزاءً ولا شكورًا ، لا مقابلة ، ولا تلميحًا ، ولا تصريحًا ، وأمرًا ماديًّا ولا معنويًّا ، قال تعالى :
﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾
قال تعالى :
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
يدعو على بصيرة ، ولا يرجو لقاء دعوته أجرًا من أيّ أنواع الأجر ، لا عاجلا ولا آجلاً ، ودعا إلى الله عمل صالحًا ، الذي يقوله بلسانه يطبّقه في سلوكه ولْتطمئنُّوا أيها الإخوة المؤمنون .