- ٠4كتاب مقومات التكليف
- /
- ٠8المقوم السابع - الزمن
حينما يتفكر الإنسان في خلق السماوات والأرض، يحكم من خلال مبادئ عقله أن لهذا الكون خالقاً عظيماً، ومربياً رحيماً ومسيّراً حكيماً . وأن هذا الخالق عظيم في خلقه، كامل في أفعاله، ومن لوازم كماله ألا يدع عباده بلا تعريف، ولا تبيين، ولا منهج من أمر، ونهي، وإعذار، وإنذار، ووعد، ووعيد، ولهذا بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه
ففي الكتب المنزلة تعريف للإنسان بخالقه ومربيه، تعريف بحقيقة الحياة الدنيا، ومهمة الإنسان فيها .
ولهذا منح الله تعالى عباده في الحياة الإعدادية مقومات التكليف، كون، وعقل، وفطرة، ومنهج، وشهوة، واختيار، كل هذا على مسرح مكاني هو الأرض، وفي ظرف زماني هو العمر، فالعمر رأس مال الإنسان في حياته الدنيا، إذا أنفقه الإنسان في تزكية نفسه كان ثمناً لجنة ربه، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ، كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾
وقال تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ، كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾