وضع داكن
16-04-2024
Logo
الخطبة : 0244 - يا أيها الذين آمنوا لا تكونو كالذين نسوا الله - أثر التدخين في القلب والشرايين.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:
 الحمد لله ثم الحمد لله ، الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما توفيقي ولا اعتصامي ولا توكّلي إلا على الله . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر . وأشهد أنَّ سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلَّم ، رسول الله سيِّد الخلق والبشر ، ما اتصلت عينٌ بنظرٍ أو سمعت أذنٌ بخبر . اللهمَّ صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وعلى ذريَّته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

من نسي الله أنساه الله نفسه :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ في سورة الحشر يقول الله سبحانه وتعالى :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 أيها الأخوة الأكارم ؛ كان من الممكن أن يقول الله سبحانه وتعالى : ولا تنسوا ربكم فينسيكم أنفسكم . ولكن الله سبحانه وتعالى ساق هذه الحقيقة على شكل سُنَّةٍ ثابتة ، على شكل قانون :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 يقول بعض علماء التفسير : إن نسيان الله ، هو الذي أنساهم أنفسهم ، إن نسيان الله :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 هؤلاء الذين نسوا الله من خلال غفلتهم عن آيات الكون ، غفلوا عن الآيات التي بثَّها الله في السموات والأرض ، ما نظروا في طعامهم ، ما نظروا في شرابهم ، ما نظروا فيما حولهم ، ما نظروا فيمَن حولهم ، ما نظروا إلى السماء كيف رفعت ، ولا إلى الأرض كيف سُطِحَت ، ما نظروا في أنفسهم . حينما غفلوا عن النظر في آيات الله التي بثّها في السموات والأرض ، ما عرفوا أن هذا الكون مسخرٌ لهم ، ما عرفوا أنهم مكرّمون عند الله ، ما عرفوا أن الإنسان هو المخلوق الأول ، ما عرفوا أن الله سبحانه وتعالى سَخَّر ما في السموات والأرض لهذا الإنسان . حينما نسوا الله من خلال غفلتهم عن الآيات الكونية ، التي جعلها الله دليلاً عليه وجعلها دليلاً على إكرامه لهم ، حينما غفلوا عن التفكر في السموات والأرض ، غفلوا عن قيمة أنفسهم ، غفلوا عن أنهم مكرّمون ، غفلوا عن أن الإنسان هو المخلوق الأول ، غفلوا عن إكرام الله لهم ، غفلوا عن أن الكون كلّه مسخرٌ لهم .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

من نسي الله حرم حظوظ نفسه مِن ربّ السموات والأرض :

 شيءٌ آخر . . يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ حينما نسي هؤلاء ربهم مِن خلال غفلتهم عن أمره ، مِن خلال نسيانهم أمره ؛ أمرهم بالصلاة فلم يصلوا ، حرموا أنفسهم هذه السعادة الكُبرى ، حرموا نفسهم هذا الإقبال على الله عز وجل ، حرموا أنفسهم هذا النور الذي يقذف في قلوبهم من خلال الصلاة ، حرموا أنفسهم أن يستنيروا بنور الله . نسوا الله من خلال غفلتهم عن أمره ، فنسوا أنفسهم من الخيرات ، حرموها من الخيرات ، حرموها مِن الإقبال على الله رب الأرض والسموات . .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 نسوا أمره ؛ لم يطبقوا أمره ، لم يتصلوا به ، لم يقفوا عند الحلال والحرام ، لم يغضوا أبصارهم عن الحرام ، عندئذٍ حرموا أنفسهم تلك السعادة التي يُحِسّها المؤمن إذا أطاع الله سبحانه وتعالى ، نسوا الله فأنساهم حظوظ أنفسهم منه ، نسوا الله فأنساهم حظوظ أنفسهم مِن ربّ السموات والأرض .

 

من غفل عن نهي الله دمّر و شقي في الدنيا و الآخرة :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ وقد نسوا الله أيضاً من خلال غفلتهم عن نهيه ؛ وقعوا في المحرمات ، وقعوا في المخالفات ، وقعوا في المعاصي ، أكلوا مالاً حراماً ، اعتدوا على بعضهم بعضاً ، اعتدوا على أموال بعضهم ، أكلوا أموالهم بينهم بالباطل ، اعتدوا على أعراض أنفسهم ، فماذا حَلَّ بهم ؟ حلّ بهم الهلاك ، دمَّر الله أموالهم ، جعلهم في شقاءٍ ما بعده شقاء . .

﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾

[ سورة مريم : 59]

 غَفَلْتَ عن التفكّر في آيات الكون ؛ فما عرفت قيمتك ، ولا عرفت مَن أنت ، ولا عرفت أنك المكرّم ، ولا عرفت أنك المخلوق الأول ، ولا عرفت أن الكون كله مسخرٌ لك . غفلت عن تنفيذ أمره ، فحرمت نفسك السعادة التي كانت تنتظرك فيما لو أطعت ربك . غفلت عن نهيه؛ نهاك عن أكل أموال الناس بالباطل ، نهاك عن العدوان ، بأوسع ما في هذه الكلمة من المعاني ، فأهلكت نفسك مِن حيث لا تدري ، نسيت حظها مِن السلامة حينما نسيت نهي الله عز وجل ، نسيت حظها مِن السعادة حينما نسيت أمر الله عز وجل ، نسيت حظها مِن التكريم حينما غفلت عن آيات الكون . .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 نسيانهم لله أنفسهم .

 

من نسي الله فلم يعتمد عليه يريه الله ضَعْفَهُ وضَعْفَ مَن حوله :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ نسوا الله فلم يعتمدوا عليه ، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكَّل على الله ، إذا أردت أن تكون أغنى الناس ، فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله ، نسوا الله فلم يَتَّكِلوا عليه ، فلم يعتمدوا عليه ، اعتمدوا على المال ، اعتمدوا على القوة ، اعتمدوا على مخلوقٍ مثلهم .

(( ما من عبد يعتصم بي دون خلقي أعرف ذلك من نيته ، فتكيده السموات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً ، وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السموات بين يديه ))

[ رواه ابن عساكر عن كعب بن مالك ]

 نسوا الله ؛ فلم يتكلوا عليه ، لم يلجؤوا إليه ، لم يحتموا بحماه .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 اعتمدوا على نفسهم وهي ضعيفة ، اعتمدوا عليها وهي لا تقوى على أن تصون نفسها مِن الأخطار ، من اتكل على نفسه أوكله الله إيّاها ، نسي أنها ضعيفة ، نسي أنها مفتقرة، نسي أنها لا تقوى على الاستمرار لحظةً مِن دون معونة الله عز وجل .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 فلم يعتمدوا عليه . .

﴿ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 ظنوا أنهم بإمكانهم أن يفعلوا شيئاً ، وهم أَضْعَف خلق الله سبحانه وتعالى .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ هذا هو المعنى الرابع : نسي الله فلم يعتمد عليه ؛ اعتمد على ماله ، اعتمد على قوته ، اعتمد على صحته ، اعتمد على شبابه ، اعتمد على أهله ، اعتمد على أولاده ، فأراه الله سبحانه وتعالى ضَعْفَهُ وضَعْفَ مَن حوله . .

 

من نسي حق الله أنساه الله حق نفسه :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ والمعنى الخامس :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 نسوا حق الله عز وجل ، فأنساهم حق أنفسهم مِنْه ، نسي أن له عند الله مكانةً كُبرى ، نسي أن الله خلقه ليُسعده ، نسي أن الله خلقه ليعرفه . . " ابن آدم خلقت لك ما في السموات والأرض ، فلا تتعب ، وخلقتك من أجلي فلا تلعب ، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمنته لك ، عما افترضته عليك" . .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 نسي أنه مُكرَّم ، نسي حظّه من الله عز وجل ، لماذا خُلِقْتَ في هذه الدنيا ؟ من أجل أن تعرفه ، من أجل أن تعبده ، من أجل أن تسعد بقربه ، من أجل أن تدخل جنةً عرضها السموات والأرض ، خالداً مُخَلَّداً في نَعيم الله عز وجل ، نسيت حق الله ، فنسيت حق نفسك ..

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

من نسي الله عند الذنوب أنساه الله نفسه عند التوبة :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ وهناك معنىً سادس : نسوا الله عند الذنوب ، فنسوا أنفسهم عند التوبة . حينما ما عرفوا مغفرته ، وما عرفوا رحمته ، وما عرفوا أن بابه مفتوحٌ لكل عاصٍ ، إذا رجع العبد العاصي إلى الله نادى مُناد في السموات والأرض أن هنئوا فلاناً فقد اصطلح مع الله ، لله أفرح بتوبة عبده من الضال الواجد ، والعقيم الوالد ، والظمآن الوارد .

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾

[ سورة الزمر : 53 ]

 نسوا الله عند الذنوب ، فنسوا أنفسهم عند التوبة ، ما عرفوا أن الباب مفتوح ، وأن الإنسان لو جاء ربه بملء السموات والأرض ذنوباً غفرها الله له ولا يبالي ، هذا ما عرفوه .

 

من نسي الله في الرّخاء نسيه الله في الشّدة :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ والمعنى السابع لهذه الآية : أنهم نسوا ربَّهم عند الرخاء ، فنسيهم عند الشدة . ابن آدم اعرفني عند الرخاء أعرفك حين الشدة ؛ حينما كان في بحبوحة ، حينما كان شاباً ، حينما كان قوياً ، حينما كان غنياً ، حينما كان مُتَفَرِّغاً ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام :

(( اغتنم خمساً قبل خمس ؛ شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك ))

[ أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عباس ]

 هلك المسوّفون ؛ هؤلاء الذين يسوّفون التوبة ، يقولون : غداً وبعد غدٍ ، وهل الدهر كله إلا غداً أو بعد غدٍ ؟
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ نسوا الله في الرخاء فنسيهم في الشدة ، اعرفه في الرخاء، اعرفه وأنت معافى ، اعرف حقه ، اعرف أمره ، اعرف نهيه ، اسع إلى مرضاته وأنت صحيحٌ معافى ، تعمل كل أجهزتك على ما يرام ، حتى يعرفك عند الشدة .

 

من نسي الله بالشهوات المادية حُجب عن جوهر نفسه و حقيقتها النورانية :

 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ قال بعض علماء التفسير في تفسير هذه الآية :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 نسوا الله باحتجابهم عنه بالشهوات ، الشهوات حجاب ، تعلُّقهم بالدنيا ، انغماسهم في ملذّاتها ، هذه الشهوات كانت حجاباً بينهم وبين الله ، نسوا الله باحتجابهم عنه بالشهوات المادية ، والاشتغال باللذات النفسية ، فأنساهم أنفسهم ، فَذَهِلوا عن جَوْهَرها المقدس ، وفطرتها النورانية ، حجبوا أنفسهم عن ربهم بالشهوات ، فحجبهم عن جوهرها المُقدس ، وعن حقيقتها النورانية .

 

من ترك أداء حق الله الذي أوجبه عليه حرم نفسه من الخيرات :

 أيها الأخوة الأكارم ؛ والمعنى التاسع لهذه الآية : نسوا الله فتركوا أداء حقه الذي أوجبه عليهم ، فأنساهم حظوظ أنفسهم مِن الخيرات . كما جاء في بعض التفاسير الأخرى . .
 يا أيها الأخوة المؤمنون ؛ ينبغي أن تكون هذه الآية ماثلةً في أذهانكم :

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ﴾

[ سورة الحشر : 19]

تعليل سبب نسيان الإنسان ربه :

 لماذا نسوا ربَّهم ؟ جاء التعليل :

﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

[ سورة الحشر : 19]

 حينما فسقوا ، حينما عصوا ، حينما خرجوا عن الحدود التي رسمها الله ، كان الفِسْقُ سبباً لنسيان ربهم ، وكان نسيانهم ربهم سبباً لنسيان أنفسهم ، وكان نسيان أنفسهم سبباً لشقائهم في الدنيا والآخرة ، لذلك :

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾

[ سورة الذاريات: 56]

الموازنة بين المؤمن و الفاسق :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ وتأتي بعدها الآيات فتقول :

﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ﴾

[ سورة الحشر : 20 ]

 لا يستويان ، هذا في النعيم المُقيم ، وهذا في النار التي تَشوي القلوب ، وتشوي الجلود . .

﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾

[ سورة الحشر : 20 ]

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ﴾

[ سورة القصص : 61 ]

﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً﴾

[ سورة النساء : 87]

﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾

[ سورة التوبة : 111 ]

﴿كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾

[ سورة القصص : 61 ]

 أعطاه الله مِن الدنيا ما يشاء ؛ أعطاه مالها ، ولذاتها ، ووجاهتها .

﴿ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾

[ سورة القصص : 61 ]

 هل يستويان ؟ هل يستوي إنسان مُتِّعَ سنوات معدودة متعةً غير كاملة ، لأن الدنيا مُرَكَّبَةٌ على النقص ، وضيّع مِن أجل هذه المُتَع الرخيصة سعادةً أبدية ؟!

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾

[ سورة القصص : 61 ]

 مجموعة الآيات تبيّن هذه التوازن ، وهذه الموازنة . .

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة : 18]

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾

[ سورة القلم : 35-36]

﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

[ سورة الزمر : 9]

 ربنا سبحانه وتعالى ، ربُّ السموات والأرض ، مَن بيده ملكوت كل شيء ، يقول لك: لا يستوي مَن يعلم ومَن لا يعلم ، فاسعَ إلى العلم ، اطلب العِلم ، طلب العلم فريضة ، طلب العلم فرض عين على كل مسلم ، مِن أجل أن تعرف الحلال من الحرام ، وما ينبغي وما لا ينبغي ، وما يجوز وما لا يجوز ، لماذا أنت على وجه الأرض ؟ لماذا أنت هنا ؟ وأين كنت؟ وإلى أين المصير ؟ وما الشيء الذي إذا فعلته كنت فالحاً ، أو كنت فائزاً ، أو كنت ناجحاً ؟ ما الذي يرفعك عند الله ؟

﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

[ سورة الزمر : 9]

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة القلم : 35]

 هؤلاء الذين انصاعوا إلى ربهم ، وطبّقوا أمره في كل شؤون حياتهم . .

﴿ كَالْمُجْرِمِينَ﴾

[ سورة القلم : 35]

 في حق أنفسهم ؟

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً﴾

[ سورة السجدة : 18 ]

 انظر إليه ؛ انظر إلى أخلاقه ، انظر إلى سَمْتِه ، انظر إلى صفاته ، انظر إلى إتقان عمله ، انظر إلى صدقه ، انظر إلى أمانته ، انظر إلى حيائه ، انظر إلى ورعه . .

﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً﴾

[ سورة السجدة : 18 ]

 كما ينبغي طبعاً . .

﴿كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً﴾

[ سورة السجدة : 18 ]

 متفلتاً مِن كل قيمَة ، من كل مبدأ ، من كل نظام . .

﴿لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة : 18 ]

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَات﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 فعلوا ما يشتهون ، اعتدوا على من يشاؤون ، أكلوا ما ليس لهم .

﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

 حياة المؤمن كحياة غير المؤمن ؟ سعادته في بيته كسعادة غير المؤمن ؟ توفيقه في عمله كعمل غير المؤمن ؟

﴿سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ﴾

[ سورة الجاثية : 21]

﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾

[ سورة القصص : 61 ]

﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾

[ سورة الحشر : 20]

 ألا تحب الفوز ؟ ألا تحب النجاح ؟ ألا تحب الفلاح ؟ ألا تحب سلامة الدنيا والآخرة ؟ ألا تحب أن تكون ناجياً والناس هلكى يوم القيامة؟ ألا تحب أن تكون مقرباً إلى الله عز وجل ؟ ألا تحب أن تكون في مقعد صدقٍ عند مَليكٍ مقتدر ؟ ألا تحب أن تنظر إلى وجه الله يوم القيامة ؟ ألا تحب أن تكون مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ؟ ألا تحب أن تكون مع هؤلاء ؟ أم تحب أن تكون مع أهل الدنيا ؛ من الكفرة الفجرة ، الذين باؤوا بغضبٍ من الله وسخط ؟

 

أبواب رحمة الله مُفَتَّحة و طريق السعادة بيِّن واضح :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ أبواب رحمة الله مُفَتَّحة ، باب التوبة مفتوح ، طريق الحق واضح ، طريق السعادة بيِّن ، فما عليك إلا أن تشمّر ، شمروا فإن الأمر جد ، وتأهبوا فإن السفر قريب ، وتزوّدوا فإن السفر بعيد ، وخففوا أثقالكم فإن في الطريق عقبةً كؤوداً لا يجتازها إلا المخفون ، أخلصوا النية فإن الناقد بصير ، يا أبا ذر جدد السفينة فإن البحر عميق ، هذا الأمر خطير ، هذا الأمر مصيريّ ، هذا الأمر يتعلّق بسعادتكم في الدنيا والآخرة ، ليس هذا الأمر من باب موضوعٌ سمعناه وانتهى ، لا ، هذا الأمر يتعلّق بسعادتكم في الدنيا والآخر . .

﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾

[ سورة الحشر : 19-20]

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ كلّ مخلوقٍ يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، الليل مهما طال فلابد مِن طلوع الفجر ، والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر ، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ، واعلموا أن مَلَك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطَّى غيرنا إلينا فلنتخذ حذرنا ، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني .

* * *

الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أثر التدخين في القلب و الشرايين :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ تحدثتُّ في الأسبوعِ الماضي عن أنَّ الدّخان أكبرّ وباءٍ عالمي ، وبيَّنتُّ أخطاره من خلالِ بعض التقارير التي أصدرتها منظمة الصحة الدولية . واليوم أتابع هذا الموضوع ، فأبيِّن إن شاء الله تعالى أثر التدخين في القلب والشرايين - موضوع محدد- وقبل أن أوضح أثر التدخين في القلب والشرايين ، لابدَّ من تمهيدٍ قصير .
 ربنا سبحانه وتعالى إكراماً لهذا الإنسان ، جعل له مجموعةَ أجهزة ، هذه الأجهزة تُعينه على مواجهة الأخطار ، فلو أن إنساناً كان يمشي في مكانٍ ما ، ورأى أفعى ، ما الذي يحدث ؟ يحدث ما يلي : إن منظر الأفعى يرتسم على شبكية العَين ، وهذا هو الإحساس ، الإحساس البصري ، ومنظر الأفعى الذي على شبكية العين ينتقل إلى مركز الإدراك في المخ ، والمخ - أي الدماغ - لما فيه من مفهومات ، جاءت من خلال التجربة والتعليم ، يعرف أن هذه الأفعى خطرة على حياته ، إذاً هو يواجه خطراً ، يعطي الدماغ أمراً لمَلِكَة الجهاز الهرموني - الغدة النخامية - أنَّ هناك خطراً ، فعليكِ أن تتصرفي ، تأمر الغدة النخامية الكَظَر ، وهما غدتان فوق الكليتين ، ويعطي الكظر الأوامر الخمسة التالية ؛ الأمر الأول يكون إلى كافَّة الأوعية بتضييق لَمْعَتِها ، توفيراً للدم ، الدم يجب أن يبذلَّ في العَضلات ، لأن الأمر خطير ، لذلك تضيق لمعة الشرايين كلِّها حينما يأتي أمرٌ مِن الكظر إلى جميع الأوردة والشرايين ، أو إلى جميع الأوعية ، فالخائف يصفرُّ لونه ، وما اصفرار لونه إلا إشارة إلى ضيق الأوعية الدموية في الجسم . ويأتي أمرٌ آخر إلى القلب فيزيد من ضرباته ، والقلب ينبض في الأحوال الاعتيادية ثمانين نبضة ، قد يرتفع النَبض إلى مئةٍ وثمانين نبضة ليواجه الخطر ويرسل الدم سريعاً إلى العضلات. ويأتي أمرٌ ثالث إلى الرئتين بأن تزيد من وجيبهما ، فالخائف يلهث . وأمرٌ رابع إلى الكبد بإطلاق كميةٍ من السكر في الدم ، كي تواجه الخطر . وأمرٌ آخر إلى الصُفَيْحات الدموية ، التي خلقها الله لتسدَّ أيّ خللٍ أو خَرق في الشرايين إذا أصيب الإنسان بجرح فيزداد عددها في الدم . هذا أمرٌ طبيعي ، إذا واجه الإنسان خطراً ينبض قلبه بسرعةٍ أكبر ، ورئتاه تخفقان بسرعةٍ أكبر ، ويصفرُّ لونه لضيق لمعة الأوردة والشرايين ، وتزداد نسبة السكر في الدم، وتزداد الصُفيحات الدموية المجهَّزة لإغلاق كل فتحةٍ طارئة .
 ماذا يفعل الدخان في الإنسان ؟ في الدخان مادةٌ سامة ، اسمها النيكوتين ، تزيد هذه المادة مِن إفراز الأدرينالين ، والأدرينالين هو الذي يزيد ضربات القلب ويضيِّق الشرايين ، فشرايين المُدَخِّن ضيِّقة اللمعة دائماً ، لذلك يغلب اللون الأصفر على المدخنين ، ودائماً ضربات قلبه مرتفعة ، وقلبه مجهود . لأن هذه المادة السّامة تزيد مِن إفراز هذا الهرمون الذي يحثُّ على رفع ضربات القلب ، وعلى تضييق الشرايين . أين الخطر ؟ الخطر أن هذا الضيق الدائمَّ في الشرايين قد يسبب انسداداً في شرايين القلب ، فتكونُ الذبحة الصدرية ، أو تكون الجلطة ، أو يسبب انسداداً في شرايين المخ ، فتكون السَكتة الدماغية ، أو يسبب انسداداً في شرايين الساقَيْن، فتكون الغرغرين ، ولابدَّ من قطع الساق يومئذٍ . هذا الخطر - خطر التدخين - كامنٌ في أنه يبقي الأوعيةَ الدموية بحالةٍ من التوتُّر والضيق ، ماذا يفعل ضيق الأوردة والشرايين ؟ يرفع الضغط ، هذه أشياء أصبحت مقطوعاً بها ، لذلك كل الشركات التي تصنع الدخان في كل أنحاء العالم ملزمةٌ أن تكتب عليه : " إنه يسبب أضراراً كبيرة في القلب ، والأوعيةَ الدموية " .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ شيءٌ آخر : جهَّز ربنا سبحانه وتعالى العضوية بالدورة الدموية ، والكرياتُ الحمراء وفيها خضاب الدم . الذي يحمل الأوكسجين من الرئتين ويطرحه في الخلايا ، كي تحترق المواد السكرية ، فتنشأ الطاقة في الإنسان ، إن خضاب الدم يتَّحد مع أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين ، فخمسة عشر بالمئة مِن خضاب الدم تعَطَّل في الإنسان ، فإذا رفع نسبة التدخين ، تُصبح ثُلُث الكريات الدم ، أو ثلث ما فيها مِن خضاب معطَّلة عن نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الخلايا ، هذا هو الأثر الثاني من آثار التدخين في القلب ، والأوردة، والشرايين .
 أيها الأخوة المؤمنون ؛ كان من النادر في الخمسينات أن يصاب الإنسان بمرضٍ في أوعيته الدموية ، قبل سِنِّ الخمسين ، وفي الستينات ، والسبعينات ، أصبح أُناسٌ كثيرون يُصابون في سن الأربعين ، وأحدثُّ تقريرٍ يتعلَّق بهذا الموضوع أن هناك حالاتٍ كثيرة يُصاب فيها الإنسان بأمراض القلب ، والأوعية ، في سن الخامسة والعشرين بسبب التدخين .
 ليس هناك مبالغة في هذه الكلمات ، واللهِ الذي لا إله إلا هو ، لو يعلم الإنسان ما في الدخان من أخطار لأقلع عنه من تَوِّه ، وهأنذا أُعلمكم ، ولا أريد أن أدخل في متاهة أنه حرامٌ أو مكروهٌ ، هذه الحقائق العلمية أضعها بين أيديكم . حينما لم يكن خطر الدخان معلوماً ، اختلف الفُقهاء بين مُحَرِّمٍ ومكرِّهٍ له ، أما اليوم فهذه الحقائق بين أيديكم .
 أيها الأخوة الأكارم ؛ من علامة المؤمن أنه يعرف قدر نفسه ، يعرف قيمة الحياة ، يعرف قيمة الصحة ، هذه الحياة زاده إلى الآخرة ، هذه الحياة الدنيا وما فيها جسرٌ له إلى الجنة، لذلك يجب أن يسعى سَعْياً حثيثاً إلى الحفاظ على صحته ، لأنها رأس ماله ، والله سبحانه وتعالى يقول :

﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾

[ سورة البقرة : 195]

 آخر كلمة في هذا الموضوع : يساعد أول أكسيد الكربون الناتج عن التدخين على ترسيب الكوليسترول في جدران الشرايين والأوردة ، وترسيب الكوليسترول في الأوردة والشرايين يضيِّق لمعتها ، ويرفع الضغط ، ويصيب القلب بالإجهاد .
 شيءٌ آخر : إنَّ احتمال إصابة المدخنين بأمراض القلب والشرايين يزيد خمسة عشر ضعفاً عن غير المدخنين ، قد يقول قائل : ألا يصاب غير المدخنين ؟ نعم يصابون ، ولكن احتمال الإصابة عند المدخنين تزيدُّ خمسة عشر ضعفاً عن غير المدخنين . هذه الحقائق أضعها بين أيديكم ، كي تضعوها بين أيدي من حولكم ممن يدخن ، عافانا الله وإياكم من هذا الوباء الخطير .

 

الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولَنا فيمن تولَيت ، وبارك اللهم لنا فيما أعطيت ، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا اللهم بأسماعنا ، وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا ، وآمنا في أوطاننا ، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، ولا تهلكنا بالسنين ، ولا تعاملنا بفعل المسيئين يا رب العالمين ، اللهم بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى ، إنك على ما تشاء قدير ، وبالإجابة جدير .

 

تحميل النص

إخفاء الصور