وضع داكن
08-05-2024
Logo
رحلة أمريكا 2 - المحاضرة : 02 - المائدة المستديرة - العلم والدين - إذاعة واشنطن
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 المائدة المستديرة من إذاعة الشبكة العربية في واشنطن نتحاور مع الأستاذ شاكر السيد أمين عام الجمعية الإسلامية الأمريكية في واشنطن، والدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق وذلك حول قضايا العلم والدين.
 كثيراً ما يقف المرء حائراً أمام قضايا العلم عندما يقارن بين الحلال والحرام، ومعظم الاختراعات والاكتشافات العلمية لا تجد القبول إلا بعد جدل بين رجال الدين مثل قضايا نقل الدم ونقل الأعضاء والاستنساخ واستبدال الأنسجة، لقد جاءت الأديان لتنظم حياة الكائنات من أجل الحفاظ عليها، واستخدم الإنسان العلم وتوصل به إلى ما ينفع الكائنات وإلى ما هو مدمر مثل القنابل النووية، والأسلحة الجرثومية، وغير الجرثومية، لهذا العالم الغير مستقر بما فيه من متغيرات صالحة وطالحة، يبقى العلم هاماً لكل كائن، الدين منظماً ومرشدا، و نتساءل الخلافات التي تحدث في أنحاء العالم مرجعها التضارب، وأما التقارب بين العلم والدين، ثم إذا تمكن الإنسان من تسخير العلم لحاجاته المادية ما هي طرق إشباع الجانب الروحي ؟ ثم هل هناك تعارض أو توافق بين العقل والنقل ؟ أسئلة تطرحها المائدة المستديرة على الدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق، والأستاذ شاكر السيد أمين عام الجمعية الإسلامية الأمريكية في واشنطن، ونرحب بمشاركتكم مع رقم الهاتف...
 معكم المائدة المستديرة من إذاعة الشبكة العربية في واشنطن وسنحاول الاتصال بالدكتور النابلسي وإن شاء الله سيكون معنا عما قريب.
 س: أستاذ شاكر قضايا العلم والدين كلها ترتكز على العقل، حتى ولو كان مصدر الدين سابق للعقل، فهل هناك إشكالية بين العقل والدين ؟
 ج: الحمد لله والصلاة على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: الدين هو مصدر الهداية للعقل والعقل مناط التلقي والتكليف فالعقل له مهمة والدين له مهمة، العقل يتلقى الدين ويتعلم ويحاول أن يفهم وقد حث الدين الإسلامي على وجه التحديد أن يستعلم الناس عقولهم في فهم الدين، قال تعالى:

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191)﴾

[ سورة آل عمران ]

 فالقرآن يحث العقل على التفكر والتدبر في آيات الله الكونية وآيات الله الخلقية، وآيات الله في الإنسان، هذا التدبر ينتج عنه الإيمان، قال تعالى:

 

﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 وهو محاولة من الإنسان أن يستلهم هداية الدين بالاعتماد على آيات الله في الكون للإيمان ثم للعمل الصالح، فليس هناك تعارض بين الدين والعقل.
 س: أحياناً يقف العقل أو يقف الإنسان حيال بعض ما أتى به الدين ربما من آيات وربما من تفسيرات فسرها السابقون، فهل هناك اختلاف بين نظرة السابقين إلى هذه الآية أو هذا الوضع الذي أنزل أو أن هناك إشكالية في الزمن ؟
 ج: الحقيقة أن قراءة العقل لنصوص الوحي في القرآن والسنة قد تختلف من عصر إلى عصر فلذلك كان من فضل الله علينا أن أثبت لنا نصوص القرآن في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه فثبوت هذه النصوص وجمعها في مكان واحد يوحد المرجعية ويوحد الفهم، ولكن تبقى قدرة الإنسان على الكشف، وتبقى مسألة أن الله سن هذا الأمر فقال تعالى في كتابه:

 

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

 

[ سورة فصلت ]

 فجعل الآيات الكونية سبيلاً لرؤية الحق، وذكر ذلك بصيغة المستقبل، قال سنريهم أي سيريهم في القرن الأول من الإسلام كما سيريهم في القرن الخامس عشر من الإسلام.
 س: دكتور النابلسي قضايا العلم والدين كلها ترتكز على العقل حتى ولو كان مصدر الدين سابق للعقل، فهل هناك إشكالية بين العقل والدين؟
 ج: هناك نقل وهناك عقل، النقل ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة وفق التأويل الصحيح، والعقل مقياس أودعه الله فينا، لا يمكن أن يتناقض العقل مع النقل إلا في حالات هي كما يلي:
 حينما نتوهم أن هذه حقيقة علمية وهي ليست كذلك إنما هي نظرية هذه النظرية التي لم تثبت بعد ربما تناقضت مع نص من الوحيين الكتاب والسنة، أو حينما يكون النص موضوعاً أو ضعيفاً أو لا أصل له هذا قد يتناقض مع العلم، أما حينما يكون النص قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وحينما يكون العلم حقيقةً وليست نظرية العقل الصريح والنص الصحيح لا يمكن أن يتناقضا لأن العلم قوانين مستنبطة من خلق الله والوحي كلام الله والمصدر هو الله فلابد من توافق العلم مع الدين، لابد من توافق النقل مع العقل، وإذا كان هناك دور للعقل فهو مكلف أن يتحقق من ثبوت النقل، هذا من مهمة العقل ؛ وبعد النقل مكلف أن يفهمه ؛ أما أن يكون العقل حكماً على النقل فهذا لا يمكن أن يكون لأن العقل قد يكون قاصراً عن فهم أبعاد النقل، مهمته أن يتحقق من ثبوت النقل قبل النقل، ومهمته أن يحاول فهم النقل بعد النقل، لا يمكن أن يكون العقل حكماً على النقل، بل النقل حكم على العقل.
 ويأتي قبل هذا أن يعترف العقل بالنقل أولاً.
 لابد أن يعترف به وأن يتحقق من ثبوته، لأن النقل كلمةٌ واسعة فنحن نعلم أن القرآن قطعي الثبوت آياته بعضها قطعية الدلالة وبعضها ظنية الدلالة.
 س: قلتم أستاذ النابلسي عند التوهم بحقيقة علمية إذا اعترفتم أنها حقيقة علمية من أين يأتي التوهم ؟
 ج: حينما تكون نظرية وليست حقيقة، التوهم غير صحيح، هي نظرية لم تثبت بعد إلا أننا توهمنا أنها حقيقة، ربما هذه النظرية التي لم تقم عليها أدلة كافية هذه ربما تناقضت مع النقل وهناك مناسبة دقيقة جداً وهي أن النقل منه ما هو قطعي الدلالة ومنه ما هو ظني الدلالة، لو قلت مثلاً لأوضح الحقيقة أعطي فلان ألفاً وخمسة مائة درهم، هذا نص قطعي الدلالة لا يختلف فيه اثنان ولا يحتاج إلى مجتهدين ولا إلى مفسرين ولا إلى مؤولين نص قطعي الدلالة، الأشياء الثابتة في الإنسان في أي مكان وزمان غطتها نصوص قطعية الدلالة، الثوابت في الإنسان مغطاة بنصوص قطعية الدلالة ولا تحتاج إلى تفسير ولا إلى تأويل ولا إلى اختلاف ولا إلى اجتهاد.
 أما نصوص ظنية الدلالة أضرب لك مثلاً عليها، لو قلت أعطي فلان ألف درهم ونصفه، فهذه الهاء تعود على الألف أم على الدرهم إن عادت على الألف فهي ألف وخمس مائة درهم، وإن عادت على الدرهم فهي ألف ونصف درهم، هذا النص اسمه ظني الدلالة، هذا النص يحتاج إلى تفسير وإلى تأويل وإلى اجتهادات وإلى علة لغوية وإلى علة بيئية وإلى العرف وإلى ما هنالك.
 ولكن أستاذ نابلسي التلاعب في الألفاظ ليس يعطي دلالة لحقيقة ما نعني، فإذا قلنا درهم ونصف أو نصفه فأعتقد أنه مجرد لفظ، فعند التحقق من ثبوت المصدر لأن ما يعنيه المصدر هناك تكون الحقيقة.
 دقيقة واحدة أنا فهمت عليك، القرآن الكريم حينما يأتي بنص ظني الدلالة غير إذا تكلم إنسان نصاً ظني الدلالة، هناك فرق كبير القرآن الكريم حينما يأتي فيه نص ظني الدلالة الله عز وجل جعل هذه الظنية في النص من أجل أن تغطي كل الحاجات التي تتبدل في الحياة الإنسانية، فالإنسان ثوابته مغطاة بنص قطعي الدلالة ومغيراته البيئة، والعادات، والتقاليد، والتقدم، والتأخر، والغنى، هذه الأشياء التي تتغير في حياة الإنسان يغطيها نص ظني الدلالة، والله عز وجل حينما يكون في كلامه نص ظني الدلالة يريد كل الحالات التي يحتملها النص رحمة بالعباد، هذا من علم الله عز وجل، وكان من الممكن أن لا يكون في القرآن أي نص ظني الدلالة ولكن الظني الدلالة هذا من عمل المجتهدين وعندئذٍ نرى أن كل الحالات التي تطرأ في المستقبل، أضرب لك مثلاً: المرأة تأتيها الدورة وهي في الحج قبل طواف الإفاضة، هناك اجتهاد أن عليها بدنة أن تذبح ناقة تطعمها للفقراء ولها ثمن باهظ جداً، وهناك اجتهاد أن قومها ينتظرونها سبعة أيام، وهناك اجتهاد ثالث أنها تطوف البيت ولا شيء عليها، فإن كانت امرأة ميسرةً ذبحت بدنةً وأطعمتها للفقراء، وإن كانت ليست مقيدة بنظام معين في الحج ولا بفوج معين تنتظر سبعة أيام، وإن كانت لا تستطيع الانتظار ولا تملك ثمن البدنة تطوف البيت ولا شيء عليها، هذه الاجتهادات غطت كل الحالات، وهذه قاعة لو فرضنا دفع الزكاة قد ندفعها في المدينة نقداً، وقد ندفعها في الريف عيناً، أعطي الإنسان الريفي كيس من القمح يأكله طوال العام وأعطي الإنسان الذي يسكن في المدينة ماذا يفعل به؟ حينما تأتي النصوص ظنية الدلالة أراد الله منها أن تغطي كل الحالات الطارئة في المستقبل، إذاً في الإنسان ثوابت تغطيها النصوص قطعية الدلالة وفي الإنسان متغيرات تغطيها نصوص ظنية الدلالة والله أعلم.
 دكتور شاكر.
 الحقيقة أن حديث الدكتور النابلسي وتقسيمه أعطى المجال الواضح، ثوابت الدين الأصلية أتت بنصوص ثابتة واضحة الدلالة قطعية الدلالة، أما متغيرات الدين التي تأتي لتتجاوب مع متغيرات الحياة فهي تأتي بنصوص ظنية الدلالة، وظنية الدلالة معناها أنها قد تدل على أكثر من احتمال كقوله تعالى:

 

﴿وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)﴾

 

[ سورة النور ]

 علة وجه العموم، ثم يأتي التفصيل في السنة ليبين لنا، أو استعمال لفظ القرء، قال تعالى:

 

﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 فالقرء قد يعني الحيض وقد يعني الطهر، المرأة تستطيع أن تستعمل هذا المعنى وهذا المعنى على حسب ما فصل الفقهاء في ذلك فالهدف من النصوص هو نقل أوامر وتوجيهات إلهية والإنسان يتلقى النص الثابت التي أجمعت الأمة على دلالته بدلالة معينة فيتلقاه بالقبول ولذلك قال العلماء: ما دخل إليه الاحتمال بطل به الاستدلال، أي إذا كان هناك نص له أكثر من احتمال فلا يصح أن يحمل واحد فهمه لهذا النص على محمل معين وأن يفرض هذا المحمل على غيره من الناس، مادام هذا النص يحتمل أكثر من فهم فلا يعيب فاهم على فاهم آخر.
 انطلاقاً من ذلك الدكتور النابلسي يقول البعض أن المشكلات التي تواجه العقل العربي ناتجة عن التمسك بأقوال السلف وأن هذا التمسك قد أدى إلى الجمود ما صحة ذلك ولماذا ؟
 أولاً باب الاجتهاد مفتوح على مصرعيه ولا يحق لأحد أن يغلق باب الاجتهاد، والله جل جلاله قبل أن نعبده باجتهاد المجتهدين ولكن الآن حينما يستحيل على إنسان أن يتقن سبعة عشر علماً جعلها بعض العلماء شرطاً للمجتهد، هناك حالة جديدة طارئة ورائعة أن نجمع سبعة عشر عالماً في اختصاصات مختلفة وأن نعرض عليهم قضيةً معاصرة هم يعدون بحوثاً حولها، وحينما يلتقون مع بعضهم بعضاً تتولد أفكار جديدة وقد تأتي الأدلة من بعض النصوص الظنية وقد تحمل على محمل يتناسب مع روح العصر، على كلٍ يقول الله عز وجل:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)﴾

 

[ سورة النساء ]

 لا يعقل أن يقول الله كلاماً لا معنى له، أية قضية تتجدد أو تظهر في مستقبل الأيام لابد من أن نجد لها أصلاً في الكتاب والسنة ولو عن طريق القياس، فالخمرة مثلاً محرمة في القرآن الكريم تحريماً قطعياً، لكن حينما تظهر مواد مخدرات بأسماء جديدة هذه لم ترد في القرآن ولكن علة تحريم الخمر هي السكر، وأية مادةٍ أو أي مشروب في المستقبل التقى مع الخمر في الإسكار فهذا حرام، وهذا هو القياس فلذلك نحن نعتقد أنه ما من قضية تطرأ في المستقبل إلا ولها أصل في الكتاب والسنة والدليل أن الله عز وجل يقول:

 

﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)﴾

 

[ سورة المائدة ]

 العلماء قالوا: الإتمام عددي والإكمال نوعي، أي أن عدد القضايا التي عالجها الإسلام تام العدد وأن طريقة المعالجة كاملة، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم....
 شيء آخر كل شيء مهما بدا دقيقاً يقربنا إلى الله عز وجل قد أمرنا به، وأي شيء يبعدنا عن الله عز وجل قد نهينا عنه، إلا أن هناك أشياء كثيرة سكت عنها الشرع، لا عن نسيان ولا عن تقصير ولا عن تفريط ولكن هناك حكمة بالغة من السكوت عنها، هذه الأشياء حيادية لا علاقة لها لا سلبية ولا إيجابية بالله عز وجل كألوان الثياب وأنواع الأثاث وأنواع البيوت هذه تركت لاجتهادات الناس ولاختياراتهم، فنحن هناك شيء أمرنا به وشيء نهينا عنه، وشيء سكت عنه الشرع لا عن نسيان ولا عن تقصير ولا عن تفريط ولكن سكت عنه رحمة بنا لأن هذه الأشياء حيادية، الشيء الذي أغفله الشرع هناك حكمة بالغة، بالغة، بالغة من إغفاله لا يقرب ولا يبعد.
 المائدة المستديرة من إذاعة الشبكة العربية في واشنطن نتحاور مع الأستاذ شاكر السيد أمين عام الجمعية الإسلامية الأمريكية في واشنطن والدكتور محمد راتب النابلسي المحاضر في كلية التربية بجامعة دمشق وذلك حول قضايا العلم والدين.
 نأخذ بعض المستمعين:
 س: دكتور علي حافظ: أرحب بالضيوف الأكارم علمائنا العظماء سؤالي باختصار شديد للدكتور النابلسي هناك مقولة للإمام الشيخ الشعراوي تقول لا عصرنة في الدين فأرجو أن أسمع رأيك ؟
 س: الأستاذ عزت محمد، جزاك الله كل خير عن هذا البرنامج وأراحك الله كما أرحتنا من شد أعصاب السؤال هو الفرق في التقدم والتأخر بين الفقه الشيعي، والفقه السني، لأن بعض الأخوة الكثيرين وقعوا في حيرة من هذه النقطة والتعليق هو لو سمحت لي حبذا لو اخترنا من هذه البرامج إذا كان لي أن أنصح والنصيحة لله، الدعاة يلتزموا بقدر الإمكان بالمفهوم القريب لعقول الناس مثقفين أو غير مثقفين ونركز كما علما الرسول صلى الله عليه وسلم على قضية التوحيد، والفقه، وآداب دخول المسجد والخروج من المسجد وأن يكون الإنسان رائحته جميلة.
 ج: جوابي عن هذا السؤال لا عصرنة في الدين، يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:... شَرُّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ... ))

 

[ مسلم ـ أبي داود ـ ابن ماجة ـ أحمد ـ الدارمي ]

 أي شيء في العقيدة أو في العبادة يعد بدعة، أي إحداث عبادة لم تشرع في الدين فهي بدعة، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، هذا في أمور العقيدة والعبادات فقط، أما يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ لا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا ))

 

[ مسلم ـ الترمزي ـ النسائي ـ أحمد ـ الدارمي ]

 هذه البدعة في اللغة وليست في الدين بمعنى أن كل شيء جديد لابد من أن يقاس بأمور الدين فإن كان لا يتعارض مع نص شرعي أهلاً به ومرحباً، لو أنا أحدثنا في المسجد تدفئةً مركزية أو تكييفاً أو تكبير صوت، أو أحدثنا نظاماً للتعاون أو لتزويج الشباب أو لتحسين أمورنا هذه بدعة في اللغة لا علاقة لها في العقيدة ولا في العبادة، وأنا مع الشيخ الشعراوي وهو أستاذ الجميع بهذا، لا عصرنة في الدين، الدين انتهى، توقيفي في عقيدته وفي عباداته أما الدنيا تحتيمية وتطويرية ويمكن أن يكون الابتداع في الدنيا في تحسين حياتنا واستغلال ثرواتنا وتنظيم أمورنا وتعليم أبناءنا وتصنيع ثرواتنا وتحقيق رفاهية المجتمع، هذا كله مطلوب لأن الله عز وجل يقول:

 

﴿الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2)﴾

 

[ سورة المائدة ]

 قال المفسرون: البر صلاح الدنيا، والتقوى صلاح الآخرة، فقول النبي عليه الصلاة والسلام:

((مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً ))

 العلماء فسروا هذه السنة فيما لا يتعلق بالعقيدة والعبادة في أمور الدنيا، حتى مهر المرأة مثلاً جعل مقدماً ومؤخراً هذا تيسير على المتزوجين، هذا لا يتعارض مع العقيدة والعبادة، بل إن الأصل في العبادات الحظر ولا تشرع عبادة إلا بالدليل، أما الأصل في الأشياء الإباحة فلا يحرم شيء إلا بالدليل، هناك فرق كبير بين الأشياء وبين العقيدة والعبادة، العبادات الأصل فيها الحظر ولا تشرع عبادة إلا بالدليل، أما في المباحات الأصل فيها أنها مباحة ولا يحرم منها شيء إلا بالدليل، وأنا مع الشيخ الشعراوي وهذا هو الدليل.
 نستمع إلى رأي الأستاذ شاكر:
 العقل عبد والشرع هادي، الشرع سيد، وبالتالي إذا أحدث العقل أمراً فلابد من أن يخضع لسيادة هذا السيد وهو الشرع، وبالتالي لا يصح لمبتدع أن يأتي بأمر في الدين في عقيدته أو عبادته لكن إذا أنشأ شيء على أصل من أصول الدين فلا بأس به، فالفقه على سبيل المثال هو إنزال الناس وأحوالهم وأوضاعهم وأمورهم على حكم ومقاصد الشارع سبحانه وتعالى، فالفقه فيه تجديد وهو أمر من أمور الدين، ولكن تسديده أن تنزل الأمور الحياتية على أحكام الشريعة وهذا تجديد، فإذا كان مقصد الشيخ الشعراوي وأظنه كذلك أنه لا عصرنة في أصول الدين، أو في عقيدته، أو في أمور عبادته هذا قول مجمع عليه ولكن أريد أن أنبه أن الأمور الفقهية وهي إنزال أحكام الله على أحوال العباد وتوفيق أحوال العباد طبقاً لأحكام الله هذا أمر يتجدد كل يوم ولذلك أجمع الفقهاء على تغير الفقه والفتوى من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان، أما أصول الدين وثوابته.
 أريد أن أنبه بمناسبة الأيام القليلة القادمة أن مثلاً على سبيل المثال عيد الشكر الذي يحتفل به الأمريكان الأيام القليلة القادمة، هذا عيد يمس وإن لم يكن عيداً دينياً عندهم في أصل دين معين، وإنما يمس أمراً عندنا تعبدي، أن الشكر لله هو عبادة، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى كيف نشكره وأين نشكره، وكيف نحمده ونسبحه إلى آخره، فشكر الله أمر من أمور العبادة وتوجيه هذا الشكر وإن كان لله.
 مقاطعة علمنا الله كيف نشكره لكن أين نشكره في أي مكان ؟
 ذكر الله لا يجوز في مواضع معينة، كمرابط الخيل، والأماكن غير الطاهرة، إذاً هناك أماكن معينة، وأماكن أحب من أماكن أخرى، وهناك أماكن أفضل من أماكن أخرى، وأوقات أفضل من أوقات شرع الله سبحانه وتعالى هذا، لكن الشكر على كل حال.
 إذا كان في مرابض الخيل الموجود السايس مع الخيل ليل نهار فأين يشكر الله ؟
 المعنى المقصود هنا أنه لا تقام الصلاة في مرابض الإبل على سبيل المثال، في أماكن غير طاهرة نجسة، لكن إذا أراد أن يشكر الله في نفسه، إذا أراد أن يقرأ القرآن الذي يحفظه ويسمع لنفسه لابأس من ذلك لكن قصدت أن هناك أشكال معينة من الشكر أمرنا الله سبحانه وتعالى بها وهي تدخل في مناط العبادة التي لا يجوز الابتداع بها والله أعلم.
 الأستاذ عزت محمد قال عن موضوع التأخر والتقدم ؟
 ج: الأستاذ شاكر: موضوع التقدم والتأخر، ودور الإنسان والمسلم في حياته، الدين دائماً يدعو الإنسان إلى التقدم، قال تعالى:

 

﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36)﴾

 

[ سورة النحل ]

 حتى نستفيد من تاريخ الأمم السابقة، قال تعالى:

 

﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 إذاً التفكر والانطلاق والتقدم، والبحث العلمي، والبحث الإنساني والميداني، والبيئي أمر من أمور الدين بل ويتعبد به، لأن الله استعمرنا في الأرض فالبحث في استعمار الأرض وإنشائها وتقدم الإنسان شيء مأمور به ديناً، أما الادعاء بأن أقوال الناس السابقين قد تكون تؤدي إلى التأخر والجمود عليها تأخر، فنقول كل قائل يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
 إذاً مهما ترك العلماء من تراث فهذا التراث يرد إلى القرآن وإلى السنة فإذا كان فيه أصل فيهما فبه ونعمة، وإن كان مخالفاً فإنه يرد على قائله مهما كان.
 الدكتور النابلسي قال تعالى:
 ويخلق ما لا تعلمون، ولم يقل خلقت ما لا تعلمون وذلك لإفساح المجال رحباً أمام العلم وإذا علمنا أن لكل شيء سبب، إذاً أي اختراع أو ما يتوصل إليه الإنسان له السببية ما لا يجعله يتعارض مع إرادة الخالق السؤال لماذا يتردد البعض بالاعتراف بما هو جديد مثل نقل الأعضاء أو الأنسجة، أو الاستنساخ إلى آخره ؟
 ج: أريد أن أدلي برأيي قبل أن أصل لهذه النقطة في القرآن الكريم ألف وثلاث مائة آية تتحدث عن الكون، وعن خلق الإنسان، وعن خلق الحيوان، وعن النبات، والنبي عليه الصلاة والسلام كما عودنا أن كل آية تكليفية أفاض بالحديث عنها إفاضات كثيرة، فهناك أكثر من مئتا حديث حول قضية البيوع ولكن الشيء الذي يلفت النظر إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام أحجم عن شرح الآيات الكونية في القرآن لحكمة بالغة بالغة بالغة، وهي أن هذه الآيات لو شرحها النبي شرحاً مبسطاً يفهمه من حوله بمعطيات متواضعة لأنكرنا عليه هذا الشرح، ولو شرحها شرحاً عميقاً وقد أوتي العلم الكبير لأنكر عليه أصحابه، لذلك كانت حكمة الله عز وجل من أن النبي أحجم عن شرح هذه الآيات وترك لكل المنجزات العلمية في العصر أن تكشف جانباً من آيات الله الكونية في القرآن، بل إن الأنبياء جميعاً معجزاتهم كانت معجزات حسية، بمعنى أنها كعود الثقاب تألقت مرةً واحدة وانطفأت وأصبحت خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه، إلا أن معجزة النبي عليه الصلاة والسلام مستمرة إلى يوم القيامة وكلما تقدم العلم كشف جانباً من معاني الآيات الكونية في القرآن الكريم، مثلاً يقول الله عز وجل في الحديث عن مرج البحرين:

 

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 بعد اختراع المركبات الفضائية وصورت البحار في الأرض فإذا خط بين كل بحرين، خط تباين الألوان، والمفسرون حيال هذه الآية في حيرة بالغة أين هذه البرزخ الذي بين البحرين، فلما صورت البحار من الفضاء تبين أن كل بحر له مكوناته وكثافته وملوحته ومواده وخصائصه وأن كل بحر لا ينمزج ببحر آخر قال تعالى:

 

﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)﴾

 

[ سورة الرحمن ]

 وقال أيضاً:

 

﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46)﴾

 

[ سورة النجم ]

 والعلم الحديث يؤكد أن الذي يحدد نوع الجنين ذكراً كان أو أنثى هو الحوين وليست البويضة، وأنه خلق الزوجين والذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى، وأن العلم حينما اكتشف أن في الكون إلى الآن مائة ألف بليون مجرة وفي كل مجرة مائة ألف مليون كوكب وأن كل كواكب الكون تدور في مسارات مغلقة أي أنها ترجع إلى مكان انطلاقها النسبي قال تعالى:

 

﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11)﴾

 

[ سورة الطارق ]

﴿غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)﴾

[ سورة الروم ]

 وبعد اختراع الأشعة الليزرية اكتشف أن غور فلسطين أعمق نقطة في الأرض، القرآن الكريم فيه إشارات إلى كل العلوم ولكن الشيء الذي أتمنى أن يكون واضحاً إلى الأخوة المستمعين هو أنه لا يجوز أن نجر آية كي تعطي حقيقةً علمية جراً، أي أن نلوي أعناق النصوص، كما أنه لا يجوز أن نجر حقيقة علمية كي توافق آيةً، أما إذا كان هناك توافق طبيعي عفوي تام واضح بين حقيقة علمية وبين آية، مثلاً قبل سنة ونصف أذاعت السي إن إن خبراً عن وجود مجرة تبعد عنا ثلاث مائة ألف بليون سنة ضوئية، مع أن أقرب نجم ملتهب إلى الأرض يبعد عنا أربع سنوات ضوئية، إذا أردنا أن نصل إلى هذا النجم بمركبة أرضية نحتاج إلى خمسين مليون عام فكيف نصل إلى مجرة تبعد عنا ثلاث مائة ألف بليون، قال تعالى:

 

﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)﴾

 

[ سورة الواقعة ]

﴿وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)﴾

[ سورة فاطر ]

﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

[ سورة فصلت ]

 العصب الشمي ينتهي بعشرين مليون عصب وكل عصب ينتهي بسبعة أهداب وكل هدب مغمس بمادة تتفاعل مع الرائحة كي يتشكل من تفاعلها شكل هندسي ينتقل إلى الدماغ ويعرض على ملف الذاكرة الشمية في هذه الذاكرة عشرة آلاف رائحة فحيثما توافق هذا الشكل مع شكل في الذاكرة عرفت أن هذه رائحة الياسمين، ففي جسم الإنسان، في دماغه مائة وأربعين مليار خلية لم تعرف وظيفته بعد، قلبه يضخ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة من الدم وفي عمر متوسط يضخ ما يملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم.
 دكتور نابلسي عندما نقول إنما يخشى الله من عباده العلماء، أن العلماء الذين يخشون الله.
 نعم وحدهم هم الذين يخشون الله.
 نأخذ بعض المستمعين:
 الأستاذ عامر المدني، أشكرك على هذا البرنامج الجميل جداً وإن شاء الله يستمر، يوجد تعليقين، الأول ياليت أن تأتي برامج تمس حياتنا بالذات في الولايات المتحدة، الحياة اليومية والمعاملات التجارية، والدين تعليقي الثاني أني ما فهمت من الأخ عن قضية عيد الشكر، هل مثلاً الإنسان إذا راح اشترى ـ تركي ـ طعام وطبخه ودعا أصحابه وأهله وأقاربه ليس من باب التقليد الأعمى إلا أنه هذا اليوم لا يوجد فيه دوام ونحن في عطلة.
 يا أخ عامر أن تشتري تركي وتأكله هذه ليست ناحية دينية، لما جاء الأوربيين إلى أمريكا وجدوا النيتد أمريكان الموجودين هنا فاستقبلوهم وأعطوهم الكورن والدرة وذبحوا لهم الديك الرومي، فما فيها ناحية دينية.
 هل يوجد بها بدعة ؟ منا أننا نعمل هذا الشيء ؟
 س: نأخذ الأخ عبد الوهاب حسن، الحقيقة أن حديث الشيخ النابلسي لا يشبع منه وهو حديث شيق لا يشبع منه، والأستاذ شاكر دائماً نحب أن نسمع منه أنا أريد أن أتعرض إلى موضوع الإمامة ياليت أنتم تفيدوني بها، الإسلام ذكر خطوط عريضة لاختيار للرئاسة أو الخليفة، أو مجلس الشورى، والعدل، لكن العقل الإسلامي، عقل المسلمين لم يتطور ليستوعب هذه الخطوط العريضة ويقدمها إلى نظام واضح مثلاً هل الخليفة نستمر نعتقد يتولى إلى ما لا نهاية، هل للأمة دور في اختيار الخليفة، كيفية وضع النظام يضمن للأمة أن يقودها أكفأها ونحن حالنا غير ذلك.
 لكن أستاذ عبد الوهاب حسن سنفرض موضوع العملية الديمقراطية والشورى في الإسلام.
 أتمنى أن أعرف ما هو حكم الشرع في هذه القضية ؟
 أستاذ سوف تأخذ وقت طويل إذا تحدثنا عن الشورى وعن نظام الحكم في الإسلام فأعتقد أن لو تركناه لموضوع آخر.
 س: يوجد مستمع أرسل رسالة قال: هل صحيح أن الفقه عند أهل السنة متفلت بعض الشيء عن أهل المذهب الشيعي ؟ دكتور النابلسي.
 ج: الفقه أساسه اجتهادي وحينما نواجه مشكلة نجتهد في حلها فإذا ممكن أن مجتهد يسبق مجتهد لكن الشيء الثابت في الإسلام إذا أصاب له أجران وإذا أخطأ فله أجر يثاب على اجتهاده مادامت نيته سليمة في البحث عن الحقيقة، والله عز وجل تعبدنا في اجتهاد المجتهدين، هذا حكم عام يصعب أن نطلقه لأن التعميم كما يقال من العمى، لابد من موازنة موضوعية في موضوع واحد، أما أن نقول أن الفقه الحنفي أو الشافعي أو الفقه السني يختلف عن الشيعي هذا كلام يحتاج إلى دراسات وإلى موازنات وأنا أبعد الناس عن إطلاق الأحكام والنقد الحديث نقد وصفي وليس نقداً تفضيلياً.
 الأستاذ شاكر، نعود إلى موضوع عيد الشكر لأنه أثاره أحد المستمعين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:

 

(( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ: فَمَنْ))

 

[ مسلم ـ أحمد ]

 وحذّر وقال: خالفوا اليهود والنصارى، فنبه المسلمين أن لهم شرع يستمدون منه، ولهم هداية لابد أن يتبعوها، وما حذر أيضاً قائلاً:

 

(( عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ))

 

[ أبو داود ]

 فنبه على أن التشبه بالقوم في الأشياء التي تتعلق بالأعمال التي وصفها لنا الدين بطريقة لا نقلد بها فيها غير المسلمين، وأيضاً قال صلى الله عليه وسلم:

 

(( من أحب قوماً حشره الله معهم ))

 موضوع المشاركة في عيد الشكر أو صبغ البيت المسلم بمثل ما يصبغ به البيوت غير المسلم في مسألة الاحتفال بعيد الشكر، واجتماع العائلة نحن عندنا يومان قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دخل المدينة وحدثه الناس عن احتفالات يحتفل بها الناس قال:

 

 

(( لقد أبدلكما الله خيراً منهما يوم الفطر ويوم الأضحى ))

 إذاً نحن كمسلمين في جالية أقلية مسلمة نريد أن نعمق هوية أبناءنا ونريد أن نصبغ بيوتنا بصبغة الإسلام الذي قال الله عز وجل:

 

 

﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 هذه الصبغة جزء منها الاحتفالات، وإن لم نحتفل بأعيادنا وقصرنا فيها فهذا ليس مدعاة بأن نشارك غيرنا في الاحتفال بأعياده والله أعلم.
 س: إذا كان الإسلام جاء، وجعلناك للعالمين كافة، إذا الإنسان وجد في الجزيرة العربية أو في أمريكا، هذا الأمريكي الذي يحتفل بعيد سان سكيفن وهو ليس ديني إطلاقاً، ويحتفل بعيد الاستقلال، فإذا تجنس العربي بالجنسية الأمريكية والمسلم بالجنسية الأمريكية فهو يحتفل بعيد الاستقلال أو لا يحتفل ؟ لأنه موجود على الأرض الأمريكية.
 ج: أما المسائل الوطنية التي تمس قيام الدولة وقيام الوطن فالاحتفال بها مرده بالأصل أن يكون فيه خدمةً لدين الله فإذا قامت دولة على سبيل المثال على القهر أو على الظلم أي احتفال هذا ؟ أما إذا قامت على العدل وعلى الرحمة وعلى المساواة فهذه قيم يستحق للمسلم أن يشارك غيره بالاحتفال بها، أما مسألة عيد الشكر.
 نحن لا نريد أن نتوسع بهذا ولكن الأمريكان لا يحتفلوا بقتلهم للهنود ولكن يحتفلون في الفوج الأول الذي أتى وأكرمهم الهنود، نأخذ بعض المستمعين.
 س: المدام منى، شكراً لهذا البرنامج وشكراً للضيوف الكرام أريد أن أسأل باب الاجتهاد بالدين الأزهر مغلقة الآن، ما إمكانية فتح الاجتهاد بالدين وإغلاقه، هل نستمر في إغلاقه أو إمكانية فتحه ؟
 ج: السؤال للمستمعة ماذا تقصدين بغلق الأزهر لباب الاجتهاد ؟ كيف أغلق الأزهر باب الاجتهاد هل الاجتهاد باب مادي ليدخل منه الناس الأزهر يومياً يصدر مجموعة من الفتاوي ليس لها سابقة، وعنده مجمع اسمه مجمع البحوث الإسلامية جهاز متخصص من علماء في فروع شتى، وبحوث المجمع تنشر سنوياً أكثر من اثني عشر مجلد كلها قضايا فقهية حديثة، كيف نقول أغلق باب الاجتهاد وهو محل وموضع الاجتهاد، باب الاجتهاد وهي تابعة للأزهر أيضاً تقوم في مسائل جديدة يومياً، فكيف ندعي أن هذه الجامعة العريقة و المؤسسة الإسلامية العريقة أغلقت باب هي قائمة على فتحه، ولكن الاجتهاد له أصوله وله ضوابطه وله أهله.
 أنا أريد أن ترد على الأسئلة التي أثارها الدكتور أحمد نقل الأعضاء، أو عملية الاستنساخ؟
 مدام أمل خليفة، بالنسبة إلى موضوع.... تكلم في هذا الموضوع من قبل، وأعتقد في الإذاعة العربية من قبل قال: الأمريكان يحتفلوا بالعيد الذي اسمه عيد الشكر، وكمسلمين نحن أولى به منهم على نعمة الإسلام ونشكر ربنا، سواء طبخنا التركي أو ما طبخنا، نحن أولى به منهم بشكر ربنا بالذات عن هذا الموضوع لأنني سمعت الكلام قبل قليل قال أن لا نحتفل بهذا العيد ولا نحتفل به أريد توضيح لو سمحت ؟
 س: نأخذ المستمع محمد الشقراوي، عندي سؤال بسيط هو في بكتب التفسير عند ابن كثير تفسير بعض الآيات لا يوجد تفسير واضح وعميق مثلاً سورة العنكبوت التفسير في العلم الحديث اكتشفوا على أن الآية وضيحة وصريحة، والقرآن اتفق مع العلم لأن الله سبحانه وتعالى قال العنكبوت بصيغة المؤنث وليس بصيغة الذكر وشكراً.
 س: الأستاذ سليم، عندي سؤال بسيط لضيفيك، متى يكون التعارض بين العقل والنقل وشكراً.
 نأخذ السؤال الأخير أولاً:
 ج: التعارض مستحيل على وجه الحقيقة بين العقل والنقل لاتحاد المصدر، مصدر الوحي هو الله، وخالق العقل هو سبحانه وتعالى، ولكن إذا استعمل الإنسان عقله من دون علم في تقييم نص أو النظر في ما يدعى أنه حقيقة علمية فهذا قد يؤدي إلى شبهة تعارض ولكن ليس حقيقة متعارض بين الاثنين، فالحقائق المادية، والكونية، والطبيعية تخضع لسنن الله، والعقل الأصل فيه أن يسير وفق سنة الله وبالتالي يجب أن يتلقى العقل هذا النقل وهو الوحي ويربط بين ـ هذه وظيفة العقل   أن يربط بين الواقع الطبيعي المشاهد والكوني، وبين الوحي الإلهي ليوجد هذا التوافق، هذه وظيفة من وظائف العقل.
 ولكن بالنسبة إلى عيد الشكر كثير من الناس اشتبه عليهم أن عيد الشكر ليس عيداً دينياً لأنه ليس متبنى من كنيسة معينة، وأنا أقول شكر الله على وجه التحديد عبادة، والعبادة كما ذكر الأستاذ الشيخ النابلسي توقيفية يعني لا يصح الإنسان أن يبتدع عبادة، وبالتالي ابتداع عيد لشكر الله غير موجود في دين الإسلام يعتبر بدعة، فالذي اشتبه عليه الأمر اشتبه عليه من كون هذا العيد ليس مسجل في دين معين، ولكن الشكر لله عمل تعبدي، والعمل التعبدي لا يكون إلا وفقاً لما شرع المعبود سبحانه وتعالى.
 الدكتور النابلسي لو تفضلت أن تجيب على بعض الأسئلة التي طرحت
 ج: أنا ذكرت في بداية هذا اللقاء أنه إذا هذا الشيء حقيقة وليست كذلك إنما هي نظرية هذه ممكن أن تتعارض مع النقل الصحيح أو حينما تكون هناك حقيقة علمية ثابتة هذه يمكن أن تتعارض مع نص غير صحيح، أو مع نص صحيح أول تأويلاً غير صحيح، أما كما تفضل الأستاذ الجليل مادام المصدر واحداً، بل إني أقول وأضيف الحق دائرة تتقاطع فيها أربعة خطوط، خط النقل الصحيح وأعني به الكتاب وما صح من السنة وفق التأويل الصحيح، وخط العقل الصريح وليس العقل التبريري وخط الفطرة السليمة وليست الفطرة المزورة، وخط الواقع الموضوعي فإذا تقاطعت هذه الخطوط مصدرها كلها واحد، الكون خلقه والقرآن كلامه والفطرة مقياس خلقه فينا، والعقل مقياس خلقه فينا والحق هو ما توافقت هذه الخطوط جميعاً.
 س: إذا أتى العلم بشيء جديد مثل نقل الأعضاء أو الأنسجة أو الاستنساخ فهل ننتظر الفتوى إلى أن نأخذ بها أو نأخذ ما أتى به العلم ؟
 ج: حينما يحقق العلم حلاً لمشكلة هي مصلحة ثابتة في الدين لأن المقولة الرائعة الشريعة عدل كلها، مصلحة كلها، رحمة كلها، حكمة كلها، فأي قضية خرجت من الرحمة إلى القسوة، ومن العدل إلى الظلم، ومن المصلحة إلى المفسدة، من الحكمة إلى خلافها ليست من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل، حينما يأتي العلم بحل هي مصلحة أساسية في الدين، والمصالح في الدين خمسة الدين والحياة والعقل والمال والعرض، هذه مصالح خمسة فحينما يأتي العلم بحل لمشكلة إنسان فرضاً احترق جلده كله واستطعنا عن طريق الاستنساخ أن نستنسخ جلداً فقط لإنسان يحل هذه المشكلة أما حينما نريد من خلال الاستنساخ أن نتحدى خالق الكون وأن نغير خلقه عندئذ لا نقبل ذلك ليس هناك حاجة ولا مبرر إنما هو التحدي وتأليه الإنسان الغربي هذا مرفوض، أما حينما يأتي العلم ولو عن طريق الاستنساخ بتأمين جلد جديد لجلد محروق هذه مصلحة.
 س: يوجد سؤال ملح الشباب واكب التطورات في دنيا التكنولوجيا وتخلف في النواحي الدينية، هل القصور من الشباب أم من القائمين على أمر الدين ولماذا ؟
 ج: والله من كليهما لأن هذا الدين هو منهج الله للأرض، ومنهج الله للإنسان وهو منهج موضوعي لو طبقه أعداء الدين لقطفوا ثماره في الدنيا منهج موضوعي إذا طبقه المسلمون قطفوا ثماره في الدنيا وفي الآخرة لأنهم يعبدون الله بهذا.
 لدينا ثلاث مكالمات وأنا آسف لأننا لن نتمكن من أخذ هذه المكالمات:
 س: أستاذ عبد الله حسن، أنا أعتقد قصور مني فهم الخطأ تفسير أحد الشيخين إذا صدقتني الذاكرة في قوله والسماء ذات الرجع، بأن الرجع هي المجرات ولا أعتقد ذلك شكراً ؟
 ج: هناك تفسير بأن الرجع هو المطر.
 س: ما رأيك في عملية الشباب.
 ج: الشباب هم أمانة بين يدي الشيوخ والآباء والأمهات والمؤسسات التعليمة، لابد أن تكون المراكز الإسلامية محاضن للشباب، وتكون المساجد محاضن للشباب، وغيبت الشباب عن صلوات الجمعة، وعن صلوات الجماعة خاصة العشاء والفجر، تؤثر في هويتهم وانتمائهم وفهمهم لدينهم ومع غوايات وشهوات المجتمع فإنهم يبتعدون عن الدين شيئاً فشيئاً ونخشى أن يذوب لو استمر الوضع كذلك، فلذلك ندعو الآباء أن يتحملوا هذه المسؤولية كما قال الله تعالى:

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)﴾

 

[ سورة التحريم ]

 وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:

 

(( عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالإمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلاءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ))

 

[ مسلم ـ الترمزي ت أبي داود ـ أحمد ]

 فالشباب أمانة بين البيت، والمدرسة، والمسجد، والمجتمع ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين كل من وكل إليه شيئاً أن يهتم بهم وأن يربيهم على الوجه المطلوب.
 نتقدم بخالص الشكر للأستاذ شاكر السيد، والأستاذ محمد راتب النابلسي وإلى كل من شارك بالرأي، وإن الآراء التي وردت في هذه الحلقة ل

تحميل النص

إخفاء الصور