وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 283 - الثوابت والمتغيرات للقلب والعين وغدد التعرق والدماغ.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

إليكم نظام الثوابت في جسم الإنسان:

1- القلب:

أيها الأخوة, من الآيات الدالة على إعجاز الله في خلقه، أن الله سبحانه وتعالى خلق قلب الإنسان، وجعله متبدِّل الاستطاعة، وهذا ما كان ولم يكن، ولن يكون ممكن التحقيق في المحركات التي يصنعها الإنسان, يعني المحرك له استطاعة، وهو يتحايل على استطاعته بعلبة التروس كما يقولون، لكن المحرك له استطاعة واحدة، أما القلب البشري فتتبدَّل استطاعته بحسب الظروف.

يدق القلب ثمانين دقةً في الدقيقة، وهذا هو الحد الأدنى الثابت، ولكنه حينما يواجه ظروفاً صعبة كصعود جبالٍ، أو صعود درجٍ، أو حينما يواجه مشكلةً نفسية، أو حينما يخاف الإنسان, ترتفع دقاته إلى مئةٍ وثمانين ضربة, إن هناك عدداً ثابتاً, وإن هناك عدداً متبدلاً.
 

2- العين:


ترى العين كل شيءٍ بوضوحٍ تام بعد ستين متراً، أما قبل الستين لا بدَّ من عمليةٍ هي غاية في الإعجاز، هي عملية المطابقة, فإذا أردت أن تنظر إلى كرةٍ، كأن جهةً ثالثة تقيس المسافة بين العين وبين الكرة، وتضغط على الجسم البلوري، ضغطاً بمعشار الميكرون، بحيث يبقى خيال هذا الجسم على شبكية العين، وتفسيرات هذه المطابقة حتى هذه الساعة غير مقنعة, إنها عناية الله عزَّ وجل، بإمكانك أن ترى طريقاً مزدحماً بالمارة، كلما نظرت إلى إنسانٍ تبدل احتداب العدسة تبدلاً بحيث يجعل خياله على المحرق، أي على الشبكية، هذا لا يتم إلا بعضلاتٍ هدبيةٍ بالغة الدقة تضغط على الجسم البلوري، تزيد احتدابه، أو تخفف احتدابه بحسب بعد الجسم عن العين، هذه مطابقة.

 

3- غدد التعرق:


أيها الأخوة, الإنسان من الكائنات ثابتة الحرارة، لكن كيف يواجه الإنسان الجو الحار ؟ يواجه الجو الحار بملايين الغدد العرقية, والغدد العرقية هي جهازٌ بالغ الدقة في تكييف الجسم، فحينما تفرز هذه الغدد العرق، وحينما يتم التبادل الحراري بين هذا الماء، وبين حرارة الجلد، يكسب الماء من الجلد حرارته، وتخف بذلك حرارة الجلد.إذن: التعرق وسيلةٌ بالغة الدقة والتعقيد، يتلافى بها الجسم ارتفاع الحرارة، فإذا انخفضت الحرارة عن الحد المعقول يأتي الرجفان ليحرك العضلات، وليولِّد حرارةً، ويقف شعر الجسم ليخزن كميةً من الهواء الساخن، تعينه على تلافي الجو البارد, إذن القشعريرة والتعرُّق، بهاتين الطريقتين يتلافى الجسم مواجهة الجو الحار، والجو البارد.

 

4- الدماغ:


الدماغ إذا أصاب الأعصاب الحسية مؤثرٌ خارجي؛ كالحر، أو البرد, أو الألم، أو الأثر الكيميائي، لا شك أن الإنسان يشعر بالألم، ولكن إذا بلغ الألم حداً لا يطاق, يفرز الدماغ مادةً تخدِّره، وهي من أرقى المواد المخدرة، حتى يغيب عن الألم، وهذا هو الإغماء, يحدث الإغماء حين يفرز مادةً تخدِّره، وتبعده عن الإحساس بالألم.

الخلاصة:

أيها الأخوة, أرأيتم إلى هذا الإنسان المعجز في خلقه، تارةً لديه ثوابت، ضربات القلب ثابتة، ولكن تصل عند الضرورة إلى مئة وثمانين، ورؤية العين ثابتة، ولكن دون الستين متر، تجري مطابقةٌ من أدق العمليات في العين، وحرارة الجسم ثابتة، لكن القشعريرة والتعرُّق وسيلتان يتكيَّف بهما الجسم مع الجو الحار، والجو البارد، والدماغ يشعر بالألم بشكلٍ ثابت، لكن حينما يزداد الألم يتدخل الدماغ فيفرز مادةً تخدره، وهذا هي حالة الإغماء التي يعاني منها الإنسان أحياناً.

تحميل النص

إخفاء الصور