وضع داكن
26-04-2024
Logo
الدرس : 3 - سورة الذاريات - تفسير الآية 25 ، آداب الضيافة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

إكرام الضيف :

أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الرابعة والعشرون من سورة الذاريات و هي قوله تعالى :

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 24 ]

هل تصدقون أن آداب الضيافة كلها وردت في آية واحدة ، في سطر واحد .

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 24-25 ]

يعني لا أعرفكم .

﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 26 ]

راغ إلى أهله ، قال علماء التفسير ، إنسله خفية ، يعني راغ إلى أهله ليعد لهم طعاماً دون أن يسألهم ، الضيف لا يسأل ، نعملك عشى ، بقلك لا والله شكراً ، بتحب تتغذى لا والله ، قهوة لا شكراً محمي عنها ، كل ما سأله بيرفض ، يعني علمنا ربنا في هذه الآية أن الضيف لا يسأل إن أردته أن تكرمه لا تسأله .

﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾

[ سورة الذاريات الآية : 26 ]

الفاء تفيد الترتيب على التعقيب ثم بعد ساعة ، ذهب إلى أهله وعاد بالطعام ، معنى ذلك أنه مستعد مما يزعج الضيف ، أن تأخر إطعام الطعام ، أن تأخر الطعام ، أجمل شيء بالضيافة أن يأتي الطعام سريعاً ، حتى في المطاعم ، هناك مطاعم تستقطب زبائن كثيراً ، بسبب سرعة إنجاز الطعام ، أما الانتظار ساعات ، بعطيك المقبلات تأكلها كلها ، الأكل ما أجي ‍‍‍‍‍.
فما لبث أن جاء بعجل حنيذ ،

﴿ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾

[ سورة هود الآية : 69 ]

هي آية ثانية . هنا ..

﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾

المؤمن كالنحلة ، لا يأكل إلا طيباً ولا يطعم إلا طيباً ، لا يأكل إلا طيباً ولا يطعم إلا طيباً

﴿ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾

إذاً :
أولاً : ينبغي ألا تسأل الضيف .
ثانياً : ينبغي أن تعد الطعام سريعاً .
أحياناً تضع طبق من الطعام الطيب في طرف المائدة ، والضيف في الطرف الآخر ، يستحي أن يقول لك أعطني من هذا الطبق ، يسكت يجب أن تقرب له أطباق الطعام ، يجب أن تقرب أنت له أطباق الطعام .
أحياناً تضع الفاكهة للضيف وأنت مسترسل في حديث ، تبقى الفاكهة ساعة وساعتين وثلاث ، دون أن تقول له تفضل ، ما راح يأكل لحاله هو ، إلا لم تقل له تفضل لا يأكل .
الآية الكريمة :

﴿ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾

أولاً : الضيف لا يسأل .
ثانياً : ينبغي أن يعد الطعام سريعاً .
ثلاثاً : ينبغي أن تقرب له أطباق الطعام .
رابعاً : ينبغي أن تدعوه للطعام .
خامساً : ينبغي أن يكون الطعام طيباً .
لأن المؤمن كالنحلة ، خمسة آداب للضيافة . 

﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَاماً قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

ما أكلوا

﴿ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ﴾

[ سورة الذاريات ]

الله جل جلاله لا يعجز شيئاً في السماء ولا في الأرض .

القضاء والقدر :

الآن هذه الآية ، قل ما ينتبه إليها أحد ، هذه الآية تلقي الطمأنينة في قلب المؤمن .

﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

قوم لوط

﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

على كل حجر أسم الذي سيقتله ، إذاً شيء أسم قذيفة طائشة ما في عنا ، بعقيدتنا ، لو ما ذهب ما مات .
لكل شيء حقيقة وما بلغ عبداً حقيقة الإيمان حتى يعلم ، أنما ما أصابه لم يكن ليخطئه وأنما ما أخطئه لم يكن ليصيبه ، وليس في قاموس المسلم كلمة لو أبداً لا تقل لو أن فعلت كذا وكذا ، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن كلمة لو تفتح عمل الشيطان .
إلا أن العلماء أستسنوا من لو ، لو الإجابية ، واحد استثمر ماله بالربا فصودر المال ، أو محق المال ، أو تلف المال ، لو قال لو لم أستثمره في الربا لما تلف ، صح هذا الكلام صح .
إنسان سهر سهرات مختلطة ، فا شعر أن زوجته ليست على ما يرام مالت لغيره ، وأصبح في هواتف وعلاقات ، لو قال لو أنني ما سمحت بالاختلاط لما كان من شئن زوجتي هذا ، كلامك صح .
لا تقل لو إني فعلت كذا ، و كذا ، في القضاء والقدر ، أما في محاسبة النفس قل لو لم يكن كسبي حرام لما تلف مالي ، لو لم أطلق بصري لما شقيت في بيتي ، لولا لم أفعل كذا لما شعرت بهذه المصيبة .

﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

لم تأتي البشارة بعد .

﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من واجب المسلم :

في بقى كلام أسمه البلاء بعم والرحمة خاصة ، لا البلاء خاص والرحمة خاصة ، عند الله فوضى ما في خطأ ما في ، الله كماله مطلق ، ماذا نفعل بقوله تعالى :

﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾

[ سورة الأنفال : 25 ]

هذه الآية معناها ، أنك إذا رأيت منكراً ولم تنهِ عنه وصل إليك ، سكوتك عن هذا المنكر معصيةٌ كبيره .
ورد بالأثر :
يا ملائكتي أهلكوا هذه القرية ، قالوا يا رب أن فيها عابداً ، قال به فبدؤوا قالوا ، ولما قال لأن وجهه كان لا يتمعر إذا رأى منكراً ، إذا رأى منكراً لا يتمعر وجهه .
معنى ذلك أن البلاء خاص ، والرحمة خاصة ، أما إذا عما البلاء المؤمن ، فبذنبٍ اقترفه وهو تقصيره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
كمثل واضح لو أن حريقاً نشب في آخر الشارع ، إذا قلت أنا مالي علاقة ولم تساعد في إطفاء الحريق وصل إليك ، هذا المعنى ، إن لم تساهم في إطفاء الحريق وصل إليك .

﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾

[ سورة الذاريات ]

يجب أن تعتقد أنك إذا كنت في طاعة الله فلك معاملةٌ خاصة ، وعدل الله أعظم من أن يأخذ الطائع بالعاصي ، هذا كلام العوام راح الطائع بين رجلين العاصي ، كل واحد له حساب خاص ، البلاء خاص والرحمة خاصة ، أما إذا الإنسان لم يأمر بالمعروف ، ولم ينهى عن المنكر وقع في معصية .

﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾

[ سورة هود : 117 ]

ما قال صالحون ، لو أنهم صالحون لأهلكهم ، صالحون في أنفسهم ، أما الآية مصلحون ، إذا كانوا مصلحين لن يهلكهم الله عز وجل ، يعني في عنا فريضة سادسة ، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى :

﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾

[ سورة آل عمران : 104 ]

يعني آلاف القصص ، قال لي واحد : أنا سبب هدايتي سائق تكسي حامل خمر قام وطردني من السيارة ، سبب هدايته ، فإذا واحد شاف أهله ، أقربائه بنات أخوه ، بنات أخته ، متفلتات ، كاسيات عاريات وقال أنا مالي علاقة يسطفلوا تنطبق عليه هذه الآية .

﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ﴾

[ سورة الأنفال : 25 ]

هذا التفلت سينتقل إلى بيتك ، هذه المعصية سوف تنتهي إلى بيتك هذه الفتنة سوف تستعر في بيتك .
فنحن الفريضة السادسة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، وأكرمنا ولا تهنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وأرض عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم ..

تحميل النص

إخفاء الصور