وضع داكن
29-03-2024
Logo
الدرس : 11 - سورة الفرقان - تفسير الآية 77 الدعاء سلاح المؤمن.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة الكرام، الآية السابعة والسَّبعون مِن سورة الفرقان، وهي الآية الأخيرة، قال تعالى:

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77) ﴾

[ سورة الفرقان ]

 الإنسان إذا دعا الله حقيقةً، ماذا يعْني دُعاؤُهُ ؟ يعني أنَّهُ يعرفُهُ ويعرف أنَّه سميعًا بصيرًا وقريبٌ، وعَدْلٌ ورحيم، إنَّكَ لن تَدْعُوَ إنسانًا لا تُؤمِنُ بِوُجودِهِ، ولن تَدْعُوَ إنسانًا لا يسْمَعُكَ، ولن تَدْعُوَ إنسانًا لا يستطيع أن يُجيبُكَ، فَبِمُجَرَّد أن تَدْعُوَ الله تعالى فأنت مؤمنٌ بِوُجودِهِ، وبأنَّهُ يسْمَع وأنَّهُ يُحِبُّك، وبأنَّهُ قادِرٌ على أن يُجيبَكَ إلى طلبِكَ، وُجود وسماع ومحبَّة وقُدْرة، فإذا دَعَوْتُم الله عز وجل يَعْبأُ بكم، ويُحِبُّكم ويرْعاكم، ويتولاَّكم، ويأخذ بِكُم إليه، ويَدُلُّكم إليه فالدُّعاء مُؤَشِّر خطير، أنت لا يُمْكِن أن تَدْعُوَ إنسانًا لا تؤمِنُ بِوُجودِهِ ولا يُمْكِنُ أن تَدْعُوَ إنسانًا لا يسْمَعُكَ، ولو آمنْتَ بِوُجودِهِ، ولا يُمْكِنُ أن تَدْعُوَ إنسانًا لا يُحِبُّك، ولا يمكن أن تدْعُوَ إنسانًا يسْمَعُكَ ويُحِبُّك ولكنَّه ضعيف، فأنت لاحِظ نفْسك حينما تدْعو فهذا يعني أنَّك مؤمن بِوُجودِه، وبأنَّه سميع قريب، وبأنَّه رحيم ودود، وأنَّه على كل شيء قدير، فالدُّعاء يعني أنَّك تعرف الله عز وجل.
 الشيء الآخر أنَّ الدعاء سِلاح المؤمن، فإذا أردْت أن تكون أقْوى الناس فادْعو الله تعالى، وقد ورد في الحديث القدسي:

((أنا ملِكُ الملوك ومالك الملوك، قلوب العباد بِيَدي فإن هم أطاعوني حوَّلت عليهم قلوب ملوك بالرَّحمة والرأفة، وإن هم عَصَوني حوَّلتُ عليهم قلوب مُلوكهم عليهم بالسُّخطة والنِّقْمة، فلا تشْغلوا أنفسكم بِسَبِّ الملوك وادْعو لهم بالصَّلاح فإنَّ صلاحكم بِصَلاحهم !))

 أنت حينما تدْعو الله تغْدو أقوى إنسانٍ على وَجْه الأرض، لأنَّ مَن بِيَدِهِ كلّ شيءٍ يسْتَجيبُ لك، قال تعالى:

 

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(139)﴾

 

[ سورة آل عمران ]

 سيِّدنا موسى مع شِرذِمَة يتْبَعُهُ قليل ووراءه جيش عرمرَم، قال تعالى:

 

﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ(61)﴾

 

[ سورة الشعراء ]

 وهذا النبي عليه الصلاة والسلام في غار ثور قال له الصِّديق رضي الله عنه، فقال عليه الصلاة والسلام: يا أبا بكر ألم تقرأ قوله تعالى:

 

﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ(198)﴾

 

[ سورة الأعراف ]

 وفي معركة الخندق قال أحد أتباع النبي: أيَعِدُنا صاحبكم أن تُفتَحَ علينا بلاد قيْصر وكِسْرى، وأحَدُنا لا يأمَن أن يقْضِيَ حاجتهُ ! مُعَين ابن مَسْعود فرَّق شَمل اليهود مع قُريش، وجاءَت رِياحٌ عاتِيَة قلَّبت قدورهم، وأطْفأتْ نيرانهم، وخرَّبَت خِيامهم وولُّوا مُدْبِرين، فإذا أردْتَ أن تكون أقْوى الناس فادْعو الله تعالى، قال تعالى:

 

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77) ﴾

 

[ سورة الفرقان ]

 إن دَعَوْتُموه فإنَّكم تعرِفونه، وما عليك إلا أن تُجَرِّب وسلْهُ بِصِدْق تجِدُ أنَّ الشيء الذي كان سَيَقَعُ لن يَقَع، ولا يمكن أن يكون له أن يقَع السُّؤال الثالث ؛ كيف يسْتجيب لك ؟ قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 ثلاثة شُروط للدُّعاء ؛ أوَّلاً أن تؤْمِنَ به مَوجودًا وقريبًا وسميعًا ومُجيبًا ورحيمًا وفعَّالاًّ، وسميعًا مُجيبًا ورحيمًا وقادِرًا، ثمَّ أن تُطيعَهُ لأنَّك إن آمنْتَ به ولك تُطِعْهُ تستحي أن تسأله، قال تعالى:

 

﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ(55)﴾

 

[ سورة الأعراف ]

 أي يا عبادي إن اعْتَدَيْتُم على بعضِكم فلن أُحِبَّكم، وبالتالي لا أسْتجيب لكم، إن اعْتَدَيْتَ على أخيك المسلم ؛ على مالهِ أو عِرْضِهِ أو سُمْعَتِهِ أو أخَذْتَ ما ليس لك، ولو كنت أفْصَحَ الناس في الدُّعاء لن يسْتجيب لك، قال تعالى:

 

﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)﴾

 

[ سورة البقرة ]

 عليك أن تؤْمِنَ به إيمانًا وُجودِيًّا، وسميعًا بصيرًا، وعليمًا حكيمًا وقديرًا فعَّالاً.
 وقوله تعالى دَعاني، أي دعاني حقيقَةً ومُخْلصًا، فالإنسان قد يدْعو تَقْليدًا، لذا يجب أن تؤمن به وأن تطيعَهُ وتخْلِصَ له، وعندئِذٍ لله رِجال إذا أرادوا أراد، قال عليه الصلاة والسلام عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( إِنَّ اللَّهَ قالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))

 

[ رواه البخاري ]

 النقطة الرابعة إذا كان الدُّعاء بين العَبْد وربِّه هناك حال المَدْعو وهناك حال الدَّاعي، فقي الأحوال الطبيعيَّة لا يُسْتَجاب الدُّعاء إلا إذا كان الداعِي مؤْمِنًا مُسْتجيبًا ومُخْلِصًا، إلا في حالتين لا يُنْظَر إلى حال الدَّاعي، ولكن يُنْظَر إلى المَدْعوّ وهو الله تعالى، قال تعالى:

 

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ(62)﴾

 

[ سورة النمل ]

 المُضْطرّ والمَظْلوم يُسْتَجابُ دُعاؤُهما ولولا كان كافِرَين، اتَّقوا دَعْوة المَظلوم فإنَّه ليس بينها وبين الله حِجاب، واتَّقوا دَعوة المَظلوم ولو كان كافرًا، والظُّلْم ظُلمات يوم القيامة، فلا تقل هذا ليس مُسْلمًا وهذا لا يعرف الله تعالى، اسْمعوا هذه الآية:

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(8)﴾

 

[ سورة المائدة ]

 يجْرِمَنَّكم أي يَحْمِلَنَّكم، والشَّنآنُ هو البُغْض، مَن هم القوم الذي يُبْغِضُهم المؤمن ؟‍ الكفار، فالعدُوّ الأساسي هو الكافر، فهذا الكافر ولو كان كافرًا فلا يحْمِلكَ بُغضَكَ إيَّاه أن تظْلِمَهُ، فإنَّك إن ظَلَمْتَهُ لن يرْضى عنك، فالله تعالى كأنَّه يقول: يا عبادي إن توهَّمْتُم أنَّكم إن ظَلَمْتُم الكفَّار أرْضى عنكم فأنتم واهِمون إلا إن أنْصَفْتُموهم، لأنَّكم إن أنْصَفْتُموهم قرَّبْتُموهم إليكم، وتقرَّبتُم إليَّ فلو أنَّ مَجوسِيًّا جاء لِيَشْتري مِن عنْدِكَ، وغلِطَ بالحِساب ؛ يجب أن تُنْصِفَهُ، فأنت لو أسأتَ إلى مسلِمٍ لقال: فلان فعل معي كذا، ولكنَّكَ لو أسأت إلى كافرٍ فإنّه يتَّهِمَ جنس المسلمين ‍! لذلك أنت على ثُغرةٍ مِن ثُغَرِ الإسلام فلا يُؤتينَّ مِن قِبَلِكَ، وكلّ واحِد يُمَثِّل حارسًا مِن حُرَّاس الإسلام، فإذا الإنسان أساء لِغَير المُسْلِم فهذا قد أساء لِدِينِهِ، وأصْبَحَ مُمَثِّلاً أحْمَقًا لِهذا الدِّين، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

(( مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي ))

 

[ رواه مسلم ]

 وفي حديث آخر:

((من غشَّنا فليس مِنَّا ))

 وهو في الترمذي، وهذا أبْلَغ لأنَّه مُطلق، فالذي يغشّ لا ينتمي لِهذه الأمَّة، ويُمكن أن تكون أكبر داعِيَة باسْتِقامَتِكَ وأمانتِكَ ووفائِكَ وحِفاظَكَ على الوَعد والعَهد.
 الفِكرة الرابِعَة يسْتجيب دُعاء المُضْطَرّ كائِنًا مَن كان، فالمُضْطرّ لا يُنْظَر إلى حالِهِ، وإنَّما إلى اللخ عز وجل لأنَّ الله تعالى يُجيبُ دُعاء المُضْطَرّ، وقال عليه الصلاة والسلام:
 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ:

 

(( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ))

 

[ رواه البخاري ]

(( اتَّقوا دَعوة المَظلوم فإنَّه ليس بينها وبين الله حِجاب !))

 درسُنا أربعة فقراتٍ، فأنت إن دَعَوتَ الله فإنَّك تعلمُ أنَّه مَوجود، وأنَّه سميع عليم ورحيم وَدود، وأنًّه على كل شيء قدير لأنَّك لن تَدْعُو إنسانًا لا يسْمَعُك ولا يُحبُّك، أو لا يَقْدِر على أن لا يُجيبَك، فَدُعاء الله عز وجل نَوْعٌ مِن معرفة الله تعالى، لذلك الدُّعاء مُخّ العبادة، ومن لا يدْعُني أغضب عليه، وإنَّ الله يُحبّ المُلِحِّين في الدُّعاء، وإنَّ الله يُحبّ من العبْد أن يسْأله مِلْحَ طعامِهِ وشِعْثَ نَعْلِهِ إذا انْقَطَع، وأن يسْأله حاجتَهُ كلَّها، وإنَّ الله حيِيّ كريم، ويسْتحي من عبْدِهِ إذا رفع يَدَيْه أن يَرُدَّهما خائِبَتَين، ولا تَرُدُّوا القضَاء إلى الدُّعاء، ولا ينْفَعُ حذَرٌ من قَدَر ولكن يرْفع الدُّعاء، ديننا كلُّه دُعاء، ولكن دُعاءٌ بِعَقْل وليس بِالجُنون ! مُقيمٌ على المعاصي ويقول: يا رب، يا رب !! يا سَعْدُ أطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُن مُسْتجاب الدَّعوة.
 آخر آية من الفرقان قوله تعالى:

﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً (77) ﴾

[ سورة الفرقان ]

 إن دَعَوْتُموه يسْتَجيب لكم، ويُربِّيكم ويرْعاكُم، ويأخذ بكم إليه والدُّعاء معرفة، ويحتاج إلى شُروط ؛ أن تؤمِنَ به وتسْتجيب له وأن تُخْلِصَ في الدُّعاء.
 والمَظلوم والمُضْطَرّ مُسْتثنى من شُروط الدُّعاء، ولو كانا كافرين.

 

تحميل النص

إخفاء الصور