وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 188 - علم الوراثة والسنة النبوية المطهرة.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

مقدمة عامة :

أيها الأخوة الأكارم, موضوعٌ طويل لا حاجة لنا بتفصيلاته، قوانين الوراثة، قانون مندل في الوراثة، لكن الشيء لا أقول لا يصدق، ينبغي أن يصدق، لأن النبي عليه الصلاة والسلام، لا ينطق عن الهوى، ينطق عن وحيٍ يوحى، لأن النبي عليه الصلاة والسلام في بضعٍ من الأحاديث الشريفة، قرر النتائج العملية لقوانين الوراثة .

فكلكم يعلم أن الحوين والبويضة خليةٌ لها نوية، عليها مورِّثات، وقد ذكرت لكم من قبل، أن عدد هذه المعلومات التي تحتويها المورِّثات، يزيد عن خمسة آلاف مليون معلومة حتى الآن، عُرف من هذه المورثات ثمانمئة مورث فقط، من خمسة آلاف مليون عرفت ثمانمئة، هذه المورثات في الحوين، تتفاعل مع المورثات في البويضة، وتنشأ البويضة الملقحة من مورثات الحوين، ومورثان البويضة، وهذا ما عناه ربنا سبحانه وتعالى، حينما قال:

﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً﴾

[سورة الإنسان الآية: 2]

ما هي النتائج التي نحصل عليها من زواج الأقارب ؟

يقول علماء الوراثة: إن التزاوج بين الأقارب من الدرجة الأولى، الأخطاء في المورِّثات، أو الضعف، أو الأمراض، أو العاهات، تنتقل إلى الأجيال بنسبة خمسين في المئة من الدرجة الثانية، بنسبة اثنا عشر بالمئة، من الدرجة الثالثة ستة بالمئة، هذا التفسير العلمي وراء قوله تعالى :

﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ﴾

[سورة النساء الآية: 23]

أما القرابة من الدرجة الثالثة التي يمكن أن ينحدر من خلالها العاهات والأمراض, فقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، بأن: 

((اغتربوا لا تضووا))

كلما ابتعدت في اختيار الزوجة جاء النسل قوياً، ويقول عمر رضي الله عنه:

((لا تنكحوا القرابة القريبة، فإن الولد يخلق ضاوياً))

أي ضعيفاً، هذه ستة بالمئة، ويقول عليه الصلاة والسلام:

((تخيروا لنطفكم, فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن))

ويقول عليه الصلاة والسلام:

((اطلبوا مواضع الأكفاء لنطفكم ، فإن الرجل ربما أشبه أخواله))

ويقول عليه الصلاة والسلام:

((تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ, وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ, وانكحوا إِلَيْهِمْ))

وهذا الذي يعدُّ الآن من أرقى علوم الوراثة، تحسين النسل، أي أن يأتي جيلٌ يتمتع بقدرات عقلية عالية، وببنية جسمية فائقة، وبنفسية متفتحة، غير متشائمة، غير مريضة, هذا الذي عناه النبي عليه الصلاة والسلام .

 

كيف تختار زوجتك ؟

لذلك: ابنك لك عليه واجبات كثيرة جداً، وله عليك واجب، له عليك حق، هذا الحق أن تحسن اختيار أمه، أن تحسن اختيار أمه، هذا أول حقٍ من حقوق أولادك عليك قبل أن يأتوا إلى الدنيا، ويستطيع الأب الذي اختار زوجته اختيارا, أساسه التقوى, والصلاح, والعفة, والذكاء، والخلق، أن يقول لأبنائه: يا أبنائي, لقد أحسنت إليكم قبل أن تأتوا إلى الدنيا، حينما اخترت لكم أما صالحة. فالإنسان قبل أن يختار شريكة حياته، يجب أن يقف عند هذا الاختيار طويلاً، ليطبق السنة النبوية:

((من تزوج المرأة لجمالها أذله الله، ومن تزوجها لمالها أفقره الله، ومن تزوجها لحسبها زاده الله دناءة، فعليك بذات الدين تربت يداك))

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور