وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 162 - الأوعية الدموية وما يجري فيها.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

محتويات الدم في جسم الإنسان :

أيها الأخوة المؤمنون، يحوي جسم الرجل الذي يزن ستين كيلو غراماً خمسة ألتارٍ من الدم، تجري هذه الخمسة ألتار في شبكةٍ مغلقة من الأوعية، طولها مئةٌ وخمسون كيلو متراً من شرايين وأوردة في جسم الإنسان .

غزارة الدم خمسة ألتارٍ في الدقيقة، أي يجري كل دقيقة في هذه الأوعية خمسة لترات من الدم, فإذا بذلت جهداً عالياً، يتدفَّق في هذه الأوعية ثمانية ألتار، ويحوي كل ميليمتر مكعب من هذا الدم خمسة ملايين كرية حمراء، وتلد معامل الكريات في كل ثانية مليونين ونصف كرية، ويموت في كل ثانية مليونان ونصف .
ويحوي كل ميليمتر مكعب من هذا الدم سبعة آلاف كرية بيضاء، مشكلاً بمجموعه جيشاً زوَّدك الله به كي يدافع عنك، هذا الجيش هو قِوى المناعة, فالكريات البيضاء؛ بعضها يستطلع ويعرف طبيعة الجرثوم، وبعضها يصنع المصل، وبعضها يحمل هذا المصل ليهاجم به الجرثوم، وأنت لا تدري, وما مرض الإيدز إلا خللٌ في هذا الجهاز .

إذا جرح الإنسان يلتئم جرحه، وهو لا يدري, لماذا التأم الجرح؟ بسبب وجود في كل ميليمتر مكعب من هذا الدم ثلاثمئة ألف صفيحةٍ دموية تأتي وتسدُّ الجرح، ولو أن هذه الصفيحات تعطَّلت، أو توقف نموها، أو توقف توالدها، أو قلت كميتها، لمات الإنسان من جرح يسير، لأن هذا الدم يجري ويجري حتى ينتهي دم الإنسان، يقول ربنا عزَّ وجل:

﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾

[سورة الذاريات الآية: 21]

تحميل النص

إخفاء الصور