وضع داكن
28-03-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 167 - ألم نجعل الأرض مهادا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم هذه الأسئلة التي طرحت في القرآن الكريم لمعرفة كيفية التدبر في آيات الله :

إذا أمركم الله عزَّ وجل أن تتدبروا آياته، كيف التدبر؟ قوله تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً﴾

[سورة النبأ الآية: 6]

يوقظ الله سبحانه وتعالى أفكارنا، ينبِّه عقولنا، يلفت أنظارنا, قال تعالى:

﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً﴾

[سورة النبأ الآية: 6]

أي هذه الأرض جهِّزت لكم أيها الناس، هُيِّئَت لاستقبالكم، هل فكرتم في ذلك؟ هل فكرتم أن الله جعل هذه الأرض مستقرة، تقطع في كل ثانيةٍ ثلاثين كيلو متر؟ وهذه الخطبة منذ أولها وحتى الآن قطعت مئات الآلاف، هل تحرك شيء؟ هل اهتز جدار؟ هل تشقق سقف؟ قال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾

[سورة فاطر الآية: 41]

من جعلها مستقرة، وهي متحركة، تبني البناء، لو أنها تهتز قليلاً، لانهار البناء، وتهدم البنيان، وتقطعت الجسور، ولردمت الترع، من جعلها مستقرة, ولئلا تبقى في غفلة، أعطاك الزلازل نموذجاً؟ .
زلزالٌ يجعل الأرض عاليها سافلها في ثلاث ثوانٍ، ثلاثمئة ألفٍ بلا مأوى, في ثوانٍ معدودة تصبح مدينةٌ بأكملها تحت أطباق الثرى, قال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾

[سورة فاطر الآية: 41]

هلا فكرتم في هذه الآية, قال تعالى:

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً﴾

[سورة فاطر الآية: 41]

من جعلها مستقرة, وهي متحركة, وحركتها متبدلة، لأن مسارها حول الشمس، مسارٌ إهليلجي، ولهذا الشكل البيضوي، نصف قطرٍ صغير وآخر كبير، فإذا وصلت الأرض إلى نصف القطر الصغير، جذبتها الشمس، لئلا تنجذب تزيد من سرعتها زيادةً تدريجيةً، ينشأ عن هذه الزيادة، قوةٌ نابذةٌ تكافئ القوة الجاذبة, أإله مع الله؟, من يستطيع في الكون كله أن يبقي الأرض على مسارها؟ قال تعالى:

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

[سورة فاطر الآية: 28]

من جعل الأرض على مسارها؟ من جعلها تزيد من سرعتها إذا اقتربت من القطر الأدنى؟ يد من؟ يد الله سبحانه وتعالى .

ما هي النتائج التي تحصل لو أن الهواء انفصل عن الأرض ؟

أيها الأخوة, من وفر في الأرض الهواء, ولو كان منفصلاً عنها لنشأت عواصف، سرعتها ألفٌ وستمئة كيلو متر في الساعة، وأشد أنواع الأعاصير المدمرة لكل شيءٍ على الأرض، لا تزيد سرعتها عن ثمانمئة كيلو متر، الرياح المدمرة بالمئتي كيلو متر، بالثمانمئة كيلو متر لا تبقي ولا تذر، لا تبقي بيتاً فوق الأرضلو أن الهواء شيء, والأرض شيء، والأرض تدور، لنشأت أعاصير سرعتها ألف وستمئة كيلو متر في الساعة, أم من جعل الأرض قرارا؟ ألم نجعل الأرض مهادا؟ هواءٌ مع الأرض، ومتحرك، هناك رياحٌ لطيفة، رياحٌ معقولة، تبدِّل الأجواء، تنقي الأجواء، وهكذا .

آيات عدة في نظامنا الكوني تدعونا إلى التفكير بعظمة الله جل جلاله :

من وفر لهذه الأرض أشعة الشمس الدافئة المنيرة، المعقمة؟ من وفر الطعام والشراب؟ من خلق النبات؟ آية النبات أيةٌ عظمى، من أعطى الأرض الحرارة المناسبة، لو أنها توقفت عن الدوران، لأصبحت حرارتها ثلاثمئة وخمسين درجة في النهار، ومئتان وخمسون درجة تحت الصفر في الليل، من جعلها بدرجات معتدلة، تتوافق مع أجسامنا؟ من جعل الليل والنهار بطولٍ يساوي حاجتنا إلى النوم والعمل؟ .
أيها الأخوة, الأرض هيَّأها لك، وجعل لك قدمين تسعى بهما، ويدان تعمل بهما، وعينين تبصر بهما، وعقلٌ تدرك به الحقائق .

ما هو الهدف من التفكير في صنعة الخالق ؟

يا أيها الأخوة الأكارم, إذا قرأتم القرآن الكريم، لا تقرؤوه هكذا، توقفوا عند آياته، تأملوا فيه, ألم نجعل الأرض مهادا؟ كيف هيأها لك؟ كيف جعلها بحجمٍ، وبسرعةٍ، وباستقرارٍ مع الماء، والهواء، والشمس، والنبات، والحيوان، والتضاريس، والليل، والنهار، والحركة، والجاذبية، بشكل يوافق حاجاتك؟ وجعل لك قدمين، ويدين، وعينين، ورئتين، وأذنين، وقوة مدركة، وقوة عاقلة، ولساناً طليقاً يتحدَّث ويبيِّن .
يا أيها الأخوة الأكارم, القرآن كونٌ ناطق، والكون قرآنٌ صامت، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآنٌ يمشي، تأمَّل في صنع الله عزَّ وجل من أجل أن تعرف الله عز وجل, قال تعالى:

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

[سورة فاطر الآية: 28]

تحميل النص

إخفاء الصور