- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى:(الكريم):
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم "الكريم".
ورود اسم الكريم في القرآن الكريم:
سمّى الله جلّ جلاله ذاته العلية باسم "الكريم"، حيث ورد هذا الاسم في كثير من نصوص القرآن الكريم، ومن نصوص السنة النبوية الصحيحة، كما في قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
عدم نجاح الخطاب الديني إلا إذا اتجه إلى قلب الإنسان وعقله معاً:
من أدق هذه الآيات أن الله في آية واحدة خاطب قلب الإنسان وعقله، ولا ينجح الخطاب الديني إلا إذا اتجه إلى قلب الإنسان وإلى عقله معاً، فالإنسان عقل يدرك، وقلب يحب، وجسم يتحرك، غذاء العقل العلم، وغذاء القلب الحب، وغذاء الجسم الطعام والشراب، فإذا لُبيت حاجات الإنسان كلها تفوق، أما إذا لبى حاجة ولم يلبِ الأخرى تطرف وفرق كبير بين التفوق وبين التطرف.
﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ﴾
يتجه إلى قلبه
﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ﴾
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾
﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾
اقتران اسم الكريم باسم الغني:
أيها الأخوة، اقترن اسم "الكريم" باسم الغني، في قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾
في عالم البشر قد تجد الغني شحيحاً، الغني بخيلاً، يمسك، الآية الكريمة:
﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً ﴾
لا ينفق، لكن الله جل جلاله غني كريم، قد تجد إنساناً كريماً لكنه فقير، وقد تجد إنساناً غنياً لكنه بخيل، فأن يجتمع الغنى مع الكرم هذا من أرقى الصفات
﴿ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾
ورود اسم الكريم في السنة النبوية الشريفة:
هذا في القرآن فماذا في السنة ؟ من حديث علي رضي الله عنه أنه قال:
(( قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر الله لك، قال قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله سبحان الله رب العرش العظيم ))
و:
(( إن ربكم تبارك وتعالى حييّ كريم يستحي أن يرفع العبد يديه فيردهما صفراً ))
الدعاء مخ العبادة:
لذلك قال تعالى:
﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً ﴾
الدعاء هو العبادة، الدعاء مخ العبادة، لأن الذي يدعو الله عز وجل مؤمن بوجوه، ومؤمن بأنه يسمعه، ومؤمن بأنه قدير على إجابته، ومؤمن بأنه يحبه، فإذا آمنت أن الله موجود، وسميع عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه أرحم الراحمين، فهذا أعلى درجات الإيمان.
لذلك إن الله يحب الملحين بالدعاء، إن الله يحب من عبده أن يسأله شسع نعله إذا انقطع، إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه، إن الله يحب من عبده أن يسأله حاجته كلها.
الدعاء هو العبادة، وإذا قال الله عز وجل:
﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾
﴿ دَائِمُونَ ﴾
بالدعاء، فالدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة أن تدعو به ليلة القدر:
(( اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي يا كَريّم ))
من أكثر الأدعية التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو بها.
(( اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي يا كَريّم ))
هذه النصوص التي وردت في القرآن والسنة، وقد جاء بها اسم "الكريم".
الكريم في اللغة:
أيها الأخوة، على المستوى اللغوي، "الكريم" صفة مشبهة باسم الفاعل، لمن اتصف بالكرم، من اتصف بالكرم يسمى كريماً، والكرم نقيض اللؤم، لعل فضائل كثيرة جمعت في الكرم، ولعل نقائص كثيرة جمعت في اللؤم، الكرم نقيض اللؤم، في اللغة يكون الكرم في الرجل، ويكون الكرم في الخيل، وفي الإبل، وفي الشجر، وغيرها.
الفعل كرُم الرجل كرماً وكرامة، كرُم، كرماً، وكرامة، فهو كريم، والمرأة كريمة، كريمة فلان ابنته وجمع الكريم كرماء.
والكريم في اللغة هو الشيء الحسن، أحجار كريمة، الشيء النفيس، الشيء الواسع، الإنسان السخي، والفرق بين الكريم وبين السخي أن الكريم كثير الإحسان من دون سؤال، وأن السخي كثير الإحسان عند السؤال، السخي إذا سُئل، أما الكريم أرقى من السخي، يعطي قبل أن يسأل.
والكرم السعة، والعظمة، والشرف، والعزة، والسخاء عند العطاء.
الناس رجلان:
الناس رجلان:
(( الْمؤمِنُ غِرّ كريم، والفاجر خَبّ لئيم ))
المؤمن على الفطرة، نفسه طاهرة، يصدق ما يقال له، يحسن الظن بالآخرين، غرّ، كريم هذه صفة مدح، والفاجر خَبٌ، وهناك ضبط آخر خِبٌ لئيم.
(( الْمؤمِنُ غِرّ كريم، والفاجر خَبّ لئيم ))
لكن أروع ما قال سيدنا عمر عن نفسه قال:
" لست بالخِب ولا الخُِب يخدعني ".
يعني لست من السذاجة بحيث أُخدع، ولا من الخبث بحيث أًخدع، لا أُخدع ولا أًخدع، كلام دقيق.
شخص وجد لوزة في موسم الحج أثناء الطواف، فملأ من حوله صياحاً، من صاحب هذه اللوزة، فكان سيدنا عمر أمامه، غضب وقال: كلها يا صاحب الورع الكاذب كلها وخلصنا.
إنسان سأل سيدنا علي، قال له: بمَ انصاع الناس بأبي بكر وعمر، ولم ينصاعوا لك ؟ يريد أن يقلل من شأنه، قال له: لأن أصحابهم أمثالي، وأصحابي أمثالك.
" لست بالخِب ولا الخِبُ يخدعني ".
لست من الخبث بحيث أَخدع، ولا من السذاجة بحيث أُخدع، هذا الموقف الكامل هذا في اللغة.
من معاني الكريم:
1 – الله عز وجل واسع بذاته و صفاته و أفعاله:
أما إذا قلنا الله كريم موضوع آخر، الله سبحانه وتعالى هو "الكريم" الواسع بذاته، وصفاته، وأفعاله.
لأنكم كما تعلمون هناك أسماء ذات، وأسماء صفات، وأسماء أفعال، من سعته أنه:
﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾
والسماوات والأرض مصطلح قرآني يعني الكون، والكون ما سوى الله، قال تعالى:
﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾
2 ـ الذي له المجد والعزة، والرفعة والعظمة، والعلو والكمال:
وصف عرشه بأنه كريم، فقال تعالى:
﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ﴾
وهو "الكريم" الذي له المجد والعزة، "الكريم" عزيز الذي له المجد والعزة، والرفعة والعظمة، والعلو والكمال، فلا سميّ له، معنى سميّ: مثلاً فلان سميّ فلان، أي اسم فلان كاسم فلان، أو السميّ هو الند، المثيل، الله عز وجل لا سميّ له، لا ند له، لا شريك له، لا مثيل له، كما قال رب السماوات والأرض:
﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾
هل تعلم له مثيلاً، مشابهاً ؟
مفهومات العبادة:
﴿ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾
والعبادة كما تعلمون هي طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية، بل إن العبادة علة وجودنا قوله تعالى:
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
1 – عبادةُ الهوية:
هناك عبادة الهوية، من أنت ؟ أنت غني ؟ عبادتك الأولى إنفاق المال، من أنت ؟ أنت قوي ؟ عبادتك الأولى إحقاق الحق، وإنصاف المظلوم، من أنت ؟ أنت عالم ؟ عبادتك الأولى تعليم العلم.
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ ﴾
من أنتِ ؟ أنتِ امرأة ؟ العبادة الأولى رعاية الزوج والأولاد.
(( انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ـ أي يعدل الجهاد في سبيل الله ))
هذه عبادة الهوية.
2 ـ عبادة الظرف:
وهناك عبادة الظرف، عندك أب مريض ؟ العبادة الأولى رعايته، عندك ضيف ؟ العبادة الأولى إكرامه، عندك ابن عنده امتحان ؟ العبادة الأولى تهيئة جو مناسب لدراسته.
3 – عبادةُ الوقت:
عناد عبادة الوقت، وقت الفجر وقت عبادة، وقت صلاة، وقت قرآن، وقت طاعة، في النهار وقت عمل.
رأى النبي الكريم شاباً يتعبد الله في وقت العمل، سأله من يطعمك ؟ قال: أخي قال: أخوك أعبد منك، إن لله عملاً في الليل لا يقبله في النهار، وإن لله عملاً في النهار لا يقبله في الليل.
فلذلك:
(( ولو علموا ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ))
(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))
3 ـ الذي كرم الإنسان عندما حمل الأمانة:
"الكريم" هو الذي كرّم الإنسان عندما حمل الأمانة، "الكريم" الذي كرمه وشرفه، واستخلفه في الأرض، واستأمنه في ملكه، وفضله على كثير من خلقه، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾
لأنه قَبِل حمل الأمانة:
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾
الإنسان هو المخلوق الأول رتبة:
بالمناسبة أيها الأخوة، الإنسان هو المخلوق الأول رتبة، لقوله تعالى:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ﴾
والإنسان هو المخلوق المكرم
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾
والإنسان هو المخلوق المكلف
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
مخلوق أول، ومخلوق مكلف، ومخلوق مكرم، ومن عرف نفسه عرف ربه.
4 ـ الذي بشر عباده المؤمنين بالأجر الكريم الواسع و المغفرة الواسعة:
و "الكريم" هو الذي بشر عباده المؤمنين بالأجر الكريم الواسع، والمغفرة الواسعة.
﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾
الرزق الواسع:
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾
﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ﴾
لذلك قد يحرم المرء بعض الرزق بالمعصية، وأنا أقول كلما قلّ ماء الحياء قلّ ماء السماء، وكلما رخص لحم النساء غلى لحم الضأن.
إذاً "الكريم" هو الذي بشر عباده المؤمنين بالأجر الكريم الواسع، والمغفرة الواسعة والرزق الواسع، قال تعالى:
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
في رزق حلال، تكسب المال وأنت مطمئن، وتنفقه وأنت مطمئن.
5 ـ الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه ولا ينقطع سخاؤه:
و "الكريم" هو الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، ولا ينقطع سخاؤه، الذي يعطي ما يشاء لمن يشاء، إذا أعطى أدهش، وكيف يشاء، بسؤال وبغير سؤال، هو الذي لا يمنّ إذا أعطى، فيكبر العطية بالمن.
لذلك الإنسان أحياناً يتمنى العطاء من الله مباشرة، الإنسان أحياناً إذا أعطاك من حين لآخر يذكرك، إن شاء الله هذا البيت مرتاح فيه ؟ إذا قدم لك هدية، على الاستعمال جيدة إن شاء الله ؟ دائماً الإنسان يمن، الله عز وجل كريم من دون أن يمن على المعطي.
هو سبحانه يعفو عن الذنوب، لأنه كريم، ويستر العيوب، ويجازي المؤمنين بفضله، ويجازي المعرضين بعدله.
6 ـ الكريم الذي يكرم:
و "الكريم" هو الذي يكرم، كريم أي يكرم، فعند البخاري من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن أم العلاء رضي الله عنها قالت عند موت عثمان بن مظعون قالت:
(( رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك: لقد أكرمك الله ـ هذا كلام قالته لزوجها بحضرة النبي، فلو سكت النبي لكان كلامها صحيحاً، لأن سنة النبي الكريم أقواله، وأفعاله، وإقراره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمَهُ ؟ ـ هذا سماه العلماء تألٍ على الله، ـ فقلت: بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله، فمن يكرمه الله ؟ فقال: أمّا هو فقد جاءه اليقين ـ كلام علمي ـ أمّا هو فقد جاءه اليقين والله إِني لأرجو له الخير ))
كل إنسان من الأدب مع الله عز وجل ألا يحكم حكماً جازماً :
قل أرجو، لا تقل لقد أكرمك الله، من أنت حتى تحكم حكماً جازماً على المستقبل.
(( والله ما أدري - وأنا رسول الله - ما يُفعَلُ بي ولا بكم ))
هذا الأدب، نحن على الرجاء نرجو رحمة الله، لكن قطعاً فلان من أهل الجنة من أنت ؟ فقالت بعد كلام النبي:
(( فوالله لا أُزَكِّي أحداً بعده أبداً ))
سيدنا الصديق لما استخلف سيدنا عمر لامه بعض أصحابه أنه شديد قال: أتخوفونني بالله ؟ لو أن الله سألني يوم القيامة لمَ وليته ؟ أقول يا رب وليت عليهم أرحمهم، هذا علمي به، فإن بدل وغير فلا علم لي بالغيب، في أدب، قل والله أعلم، قل أظنه صالحاً ولا أزكي على الله أحداً، هذا كلام المؤمن.
من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يدعو به إذا دخل المسجد يقول:
(( أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسُلطَانِهِ القديم، من الشيطان الرجيم قال: قد قلتَ ؟ قال: نعم، قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حُفِظَ مني سائرَ اليوم ))
وسمع أحد الصحابة الكرام النبي الكريم يدعو لأحد أصحابه الذي توفاه الله قال:
(( اللهم اغفِر له وارْحَمْه، وعافِهِ واعفُ عنه، وأكْرِم نُزُلَهُ، ووسِّعْ مَدْخَلَه ))
أحد علماء دمشق قبل حين أين توفي ؟ وهو في المسجد يستمع إلى خطبة الجمعة.
(( وعافِهِ واعفُ عنه، وأكْرِم نُزُلَهُ، ووسِّعْ مَدْخَلَه، واغسله بالماء والثلج والبَرَد، ونَقِّه من الخَطَايا كما يُنَقَّي الثَّوبُ الأبْيَضُ من الدَّنَس ))
أي عمل صالح تجاه أي مخلوق يعد قرضاً لله عز وجل:
الآن أي عمل صالح تجاه أي مخلوق، بشر أو غير بشر، تجاه أي حيوان، تجاه النبات، أي عمل صالح تجاه أي مخلوق يعد قرضاً لله عز وجل، الله عز وجل يقول:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾
لذلك ننتهي من القسم الأول من اسم "الكريم" بأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
(( إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ ))