وضع داكن
20-04-2024
Logo
الندوة : 4 - الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين المؤيد والمعارض.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

في هذه الآونة الأخيرة استعر حوار الجدل حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، فهذه القضية بين مؤيد ومعارض ، هناك من العلماء من يؤيد قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إلى حدِّ المبالغة والشطط ، وهناك من العلماء من يعارض فكرة قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إلى حدِّ العداء ، ومن العلماء صنف ثالث آثر أن يكون بين هؤلاء وأولئك قواما ، يعني فضّل أن يكون في المنطقة المتزنة في النصف فيأخذ الإيجابية ويترك السلبية ما أمكنه ذلك .
ولكن نحن فكرنا أن نناقش هذه القضية ونظراً لخطورتها هدانا الله عز وجل أن يكون ضيف هذه الحلقة قامة من قامات الدعوة والفكر الإسلامي وهامة من هامات العطاء لهذا الدين ونحسبه على خير ولا نزكي على الله أحداً ، ولكن الجميع بالفعل لمس فيه الإخلاص والتفاني منذ نعومة أظافره وليس هذا بجديد عليه ، فهو ابن أسرة ملتزمة فيها من العلم والعطاء الكثير ، وهكذا عرفنا عن علمائنا في دولة سوريا الشقيقة ، إذاً معنا للحوار حول هذه القضية فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في كليات الشريعة وأصول الدين في دمشق .
أهلاً وسهلاً سيدي الكريم .
بكم أستاذ جزاكم الله خيراً .
الأستاذ أيمن :
نحن سعداء بفضيلتك والله ، ما شاء الله ما هذه الأناقة ؟ ألا تخشى أن يقولوا عليك مستغرباً .
الدكتور راتب :

(( أصلحوا رحالكم ، وحسنوا لباسكم ، حتى تكونوا شامة بين الناس ))

[ أحمد ]

هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام .
الأستاذ أيمن :
هذا ديننا ، يعني الجمال والروعة والأناقة في كل شيء ، طبعاً تشرفت إمارة الشارقة بوجود فضيلتك وأنت دائماً في دولة الإمارات العربية والشارقة بالإضافة إلى الدول العربية والإسلامية جميعاً ، لكن اللقاء اليوم في جامعة الشارقة وكان معك أساتذتنا ، ففيما تحدثتم ؟

 

الدكتور راتب :
جلست مع رؤساء الأقسام في كلية الشريعة ومع سعادة مدير الجامعة ففي هذين اللقاءين تحدثت عن موضوعات حيوية ومهمة .

الدعوة إلى الله دعوتان : دعوة إلى الله خالصة ودعوة إلى الذات :


من هذه الموضوعات كنت أقول ينبغي ألا نقلق على هذا الدين لأنه دين الله بل ينبغي أن نقلق ما إذا سمح الله لنا أو لم يسمح أن نكون جنوداً له ، والباطل قديم قدم البشرية ولكن المشكلة ألا ينفرد الباطل في الساحة ، وكنت أقول الدعوة إلى الله دعوتان ؛ دعوة إلى الله خالصة ودعوة إلى الذات ، الدعوة إلى الله الخالصة من خصائصها الاتباع أما الدعوة إلى الذات من خصائصها الابتداع ، الدعوة إلى الله الخالصة من خصائصها التعاون ، والدعوة إلى الذات من خصائصها التنافس ، الدعوة إلى الله الخالصة من خصائصها قبول الآخر ، أما الدعوة إلى الذات من خصائصها إلغاء الآخر .

 

توضيح معنى التجديد في الخطاب الديني :


قلت دائماً : هذا الدين توقيفي ليس منتجاً أرضياً ، ليس منتجاً أرضياً يخضع للتبديل والتطوير والتحديث والحذف والإضافة ، إنه دين الله :

 

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) ﴾

[سورة المائدة ]

قال العلماء : الإكمال نوعي و الإتمام عددي ، أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تامة عدداً ، وأن طريقة المعالجة كاملة نوعاً ، لكن حينما فرغ الدين من مضمونه وحينما لعب بمبادئه شعر الناس إلى تجديد لا الدين بل الخطاب الديني ، لذلك أنا ذكرت أمام سماحة رئيس الجامعة أن التجديد في الخطاب الديني يعني حصراً أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه .
الأستاذ أيمن :
هذا مفهوم التجديد .

 

خلاص العالم بالإسلام الصحيح :

الدكتور راتب :
ذكرت أيضاً أن أحد كبار العلماء الغربيين هداه الله إلى الإسلام من أمريكا والتقى بالجالية الإسلامية في بريطانيا ، وقال كلمة أرددها كثيراً قال : أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اليوم اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور لاتساع الهوة بينهما ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين ؛ لا لأنهم أقوياء ولكن لأن خلاص العالم في الإسلام بشرط أن يحسن المسلمون فهم دينهم ، أن يحسنوا تطبيقه ، أن يحسنوا عرضه على الطرف الآخر .
الأستاذ أيمن :
معهم الباطل ويتقنوا توصيله .
الدكتور راتب :
يعملون في الظلام ، ونحن نائمون في ضوء الشمس .
الأستاذ أيمن :
كان هذا مدخلاً رائعاً للحديث عن قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، هل لهذا العلم من نشأة منذ القدم أم أنه علم حديث طرأ ؟
الدكتور راتب :
لا بد من وقفة قصيرة حول الإعجاز .

أصل الإعجاز :

أصل الإعجاز ، كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، فهذا الكون يدل على كمال مطلق من قبل خالقه ، حتى أنه قيل : الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي . كمال الخلق يدل على كمال التصرف ، فهذا الإله الكامل العظيم لا بد من أن يرسل لخلقه أناساً يدلونهم على طريقة سلامتهم وسعادتهم فالبشر جميعاً ، الستة آلاف مليون فطروا على حبّ وجودهم وعلى حبّ سلامة وجودهم وعلى حبّ كمال وجودهم وعلى حبّ استمرار وجودهم ، فلا بد من أن يرسل الله عز وجل إنساناً من بني البشر هو رسوله ومعه منهج افعل ولا تفعل ، معه تعليمات الصانع ، الإنسان أعقد آلة في الكون تعقيد إعجاز لا تعقيد عجز ، ولهذه الآلة البالغة الدقة صانع حكيم ، ولهذا الصانع الحكيم تعليمات التشغيل والصيانة ، فانطلاقاً من حبنا لذواتنا ومن حرصنا على سلامتنا وسعادتنا نتبع منهج ربنا ، هذا هو الأصل ، أما الذين ألفوا أن يتحركوا وفق شهواتهم بلا ضوابط حينما يأتيهم رسول يقول أنا رسول الله ردّ الفعل الطبيعي أن يكذبوه :

﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً ﴾

[ سورة الرعد الآية : 43 ]

استمرار معجزة النبي عليه الصلاة والسلام لأنها معجزة عقلية لا حسية :

كيف يشهد الله لرسوله أنه رسول ؟ هنا المشكلة ، كيف يشهد الله لهؤلاء الذين أرسل لهم هذا الرسول أنه رسول ؟ الله عز وجل لا تدركه الأبصار إذاً يمنح هذا الإنسان معجزة هي خرق للنواميس لا يستطيعها إلا خالق السماوات والأرض ؛ هذه المعجزة شهادة الله للبشر أن هذا الإنسان رسول الله ، هذا الكلام ينطبق على الأنبياء السابقين لأن كل نبي كان لقومه حصري فالمعجزة حسية ، يعني سيدنا إبراهيم النار لم تحرقه ، سيدنا موسى :

﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ ﴾

[ سورة الأعراف ]

سيدنا عيسى أحيا الميت ، معجزات حسية ، هذه المعجزات الحسية كتألق عود الثقاب تتألق وتنطفئ وتصبح خبراً يصدقه من يصدقه ويكذبه من يكذبه إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام ، هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، هو لكل الخلق أجمعين وكتابه خاتم الكتب فلابد من أن تكون معجزته مستمرة ، ولن تكون مستمرة إذا كانت حسية لا تستمر إلا إذا كانت عقلية .

 

معرفة الله عز وجل أرقى عبادة في الإسلام :

لذلك في القرآن الكريم ألف و ثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ، بالمناسبة المؤمن إذا قرأ آية فيها أمر يقتضي أن يأتمر ، فإذا قرأ آية فيها نهي تقتضي هذه الآية أن ينتهي عما عنه نهى ، وإذا قرأ آية فيها وصف لأهل الجنة تقتضي هذه الآية أن يسعى لبلوغ الجنة ، وإذا قرأ آية فيها وصف لأهل النار أن يفرّ منها ولو بشق تمرة ، وإذا قرأ قصة أقوام أهلكهم الله ينبغي أن يتعظ ، الآن حينما يقرأ ألف و ثلاثمئة آية تتحدث عن الكون ماذا يقتضي منه ذلك ؟ أن يتفكر في خلق السماوات والأرض ، قال تعالى :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾

[ سورة آل عمران ]

يتفكرون الفعل المضارع يفيد الاستمرار ، وهذه أرقى عبادة في الإسلام أن تعرف الله ، لأن أصل الدين معرفته ، مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تعرفه ثم لا تحبه و مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تحبه ثم لا تطيعه ، فأصل الدين أن تعرف الله ، الإنسان إذا عرف الآمر ثم عرف الأمر تفانى في طاعة الآمر ، أما إذا عرف الأمر ولم يعرف الآمر تفنن في التفلت من الأمر ، وهذا حال المسلمين .

 

الإعجاز هو شهادة الله للعباد جميعاً أن هذا القرآن الكريم كلامه:

لذلك الإعجاز هو شهادة الله للعباد جميعاً أن هذا القرآن الكريم كلامه ، الإعجاز يضغط بكلمتين : إن الذي خلق الأكوان هو الذين أنزل هذا القرآن ، وهو متعلق بالمعجزة ، متعلق بشهادة الله للخلق أنه رسول .

تطور الإعجاز :

الأستاذ أيمن :
تطور هذا الإعجاز ، حين نزل القرآن الكريم على أهل قريش الذين كانوا يتقنون اللغة العربية وكان بينهم فصحاء اللغة والبلاغة فعلاً عجزوا وعرفوا أنه كلام معجز وتحداهم الله عز وجل أن يأتوا بمثل هذا القرآن الكريم ؛ ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ، فكان الإعجاز بلاغي وبنفس المنطق الذي عاش به العرب ، لكن كيف تطور إلى أن وصلنا أن نتحدث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟

عدم تحدث النبي الكريم إطلاقاً عن الآيات الكونية :


الدكتور راتب :
الحقيقة هناك شيء يلفت النظر ، النبي عليه الصلاة والسلام في أي موضوع تعبدي له مئات الأحاديث لكن شيء يلفت النظر أنه لم يتحدث إطلاقاً عن هذه الآيات الكونية ، لماذا ؟ لعله من اجتهاده أو لعله من توجيه الله له ، لأنه لو شرح هذه الآيات شرحاً مبسطاً يفهمه صحابته الكرام بحسب الثقافة التي لم تكن متنامية في عهدهم لكذبنا نحن شرحه ، ولو شرح هذه الآيات شرحاً بحسب ما أراه الله ، لقد رأى من آيات ربه الكبرى لاستغرب الصحابة هذا التفسير ، فلذلك بتوجيه من الله له أو باجتهاد منه لم يشرح هذه الآيات إطلاقاً بل جعل هذه الآيات دليل إعجاز القرآن فكلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة هذا القرآن الكريم ، من هنا قال الإمام علي رضي الله عنه في القرآن آيات لما تفسر بعد .

 

كلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة هذا القرآن الكريم :

تُقرأ الآية لألف عام فلما تأتي الحقيقة العلمية الصارخة وهي مطابقة تمام التطابق ، كمثل سريع قبل أن نخوض في الأمثلة ، حينما أُطلقت مركبة إلى الفضاء ، ولا زال يقطع الغلاف الجوي والغلاف الجوي سماكته خمسة وستين ألف كيلو متر لما تجاوز الغلاف الجوي إذا في رائد الفضاء يصيح فجأة لقد أصبحنا عميان ، وكان أحد علماء الفضاء فاروق الباز ، كان في القاعدة التي انطلقت منها المركبة ، قال : لقد أصبحنا عمياً ، ذلك لأن الضوء فيه ظاهرة الانتثار ، لأن أشعة الشمس حينما تسلط على الهواء ذرات الهواء تعكس بعض الأشعة على ذرات أخرى لم تصبها أشعة الشمس ، في الأرض شيء اسمه ضياء ، وشيء اسمه أشعة ، في مكان تجد أشعة الشمس ، فإذا تجاوزنا الغلاف الجوي تنعدم هذه الظاهرة ، تنعدم كلياً ، فصار الفضاء الخارجي ظلام الدامس ، فقال هذا الرائد لقد أصبحنا عمياً ، أما أن يكون في القرآن الكريم آية جاءت قبل ألف وأربعمئة عام تشير لهذه الحقيقة هذا هو الإعجاز .
الأستاذ أيمن :
ما هي الآية ؟

مثال عن الإعجاز في آيات القرآن الكريم :


الدكتور راتب : 

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) ﴾

[سورة الحجر]

أما أن تعرض إحدى أكبر وكالات الفضاء في أمريكا ناسا صورة لنجم اسمه عين القط ، هذا النجم يبعد عنا ثلاثة آلاف سنة ضوئية وكُتب تحت هذا النجم انفجار في نجم عين القط ، الصورة أنا عرضتها في بعض الفضائيات في سوريا وفي غير سوريا ، لا يمكن أن تكون إلا لمن رآها وردةً جورية أوراقها حمراء داكنة محاطة بوريقات خضراء زاهية فيها كأس أزرق بالوسط ، هذه الوردة ليست وردة إنما هذه صورة انفجار نجم اسمه عين القط أما أن نقرأ القرآن الذي نزل قبل ألف وأربعمئة عام يقول الله عز وجل :

 

﴿ فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) ﴾

[ سورة الرحمن]

الأستاذ أيمن :
الله الله الله .

القرآن الكريم كلام خالق البشر :

الدكتور راتب :
أنت تركب طائرة أحدث طائرة سبعمئة وسبع وسبعين مقاعد وثيرة وتأكل وتشرب تفتح القرآن الكريم :

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً (8) ﴾

[ سورة النحل]

لو أن الآية إلى هنا كلام بشر أما لأنه كلام خالق البشر .

 

﴿ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ﴾

[ سورة النحل]

الأستاذ أيمن :
إذاً فضيلتك ذكرت منذ قليل أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر في أحاديثه كلاماً قط عن هذه الآيات الكونية لحكمة بالغة ولكن هناك آيات قرآنية ذكر الله عز وجل يسألونك عن المحيض ، يسألونك عن ذي القرنين ، يسألونك عن الأهلة ، إذاً نطلب من فضيلتك التفسير ولكن بعد هذا الفاصل القصير فكونوا معنا .
أهلاً بكم أعزائي المشاهدين يقول فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله كيف يعرف روعة القدرة ودقة الحكمة وجلال الموجد الكبير امرأ مغلق الذهن مكفوف البصيرة يمشي على الأرض كما تمشي السائمة لا يتدبر صفحات العالم إنه درس في الطبيعة والكيمياء هو بمثابة صلاة خاشعة وإن سياحة في علم الأفلاك هي تسبيح وتحميد .

 

أرجح الناس عقلاً أشدهم حباً لله :

الدكتور راتب :
الأستاذ أيمن بارك الله بك ، حينما أسلم سيدنا خالد تأخر إسلامه قال له النبي عليه الصلاة والسلام كلمة رائعة قال له : عجبت لك يا خالد أرى لك فكراً . معنى ذلك أن الإنسان كلما ازداد عقله كان أقرب إلى الإيمان ولذلك ورد في بعض الآثار : " أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً " . إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم .
الأستاذ أيمن :
فضيلة الدكتور نحن نرى شعوباً متقدمة جداً وتعبد بقراً مثلاً ولا تهتدي إلى الله عز وجل .

من أراد الإيمان كلّ شيء في الكون يدلّه على الله عز وجل :

الدكتور راتب :
لها تفسير آخر ، آلة تصوير من أرقى الأنواع قد تلتقط أجمل المناظر إذا ما في فيلم لا قيمة لكل هذه الآلة ، فالإنسان حينما يريد الدنيا ويكون ذكياً جداً ، حينما يكون في محطة فضاء أو على مجهر إلكتروني يرى الخلية يرى آيات مدهشة لأنه أراد الشهرة والمال ما أراد الهدى كأن آلته بالغة الدقة ليس فيه شيء يأخذ هذه الصورة فلذلك :

﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 19 ]

﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) ﴾

[ سورة الإسراء ]

فالإنسان مهما يكن ذكياً في نقطة دقيقة جداً في هذا الموضوع ، أنا دائماً أتصور أن الإنسان يفكر في الكون حتى يؤمن بالقرآن بالعكس :

 

﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة البقرة ]

لماذا بالعكس ؟ أنت حينما تتخذ قراراً بالإيمان داخلياً كل شيء أمامك يدلك على الله ، الماء يدل على الغدير والأقدام تدل على المسير ، أي شيء في الكون يدلك على الله ، أما إن لم تتخذ هذا القرار الخطير المصيري لو كنت في محطة الفضاء وترى كل يوم مجرة جديدة ، لو كنت على مجهر إلكتروني ترى الخلية لا تعرف الله .

 

من طلب الحقيقة وصل إليها :

 

﴿ وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا. ﴾ 

[ سورة الإسراء الآية : 19]

﴿ مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ﴾

[ سورة الإسراء ]

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) ﴾

[ سورة الأنعام]

أبواب العلم والمعرفة ، فالقضية قضية طلب أنت حينما تبحث عن الحقيقة أقول لك من أعماق أعماقي والله من سابع المستحيلات أو مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن تطلب الحقيقة ثم لا تصل إليها .

 

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) ﴾

[ سورة العنكبوت]

الأستاذ أيمن :
دكتور فضيلتك بحر وأنا أخشى الوقت يداهمنا ثم لا نلحق بركب هذه القضية ، سألت فضيلتك سؤال قبل الفاصل وهو أن الله عز وجل أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى الإجابة إذا ما سأله الصحابة ، يسألونك عن المحيض ، يسألونك عن ذي القرنين ، يسألونك عن الأهلة .

الحكمة من تفسير بعض الآيات القرآنية و إغفال تفسير الآيات الكونية :

الدكتور راتب :

﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) ﴾

[سورة البقرة ]

استنبط العلماء أنه ليس بين العبد وربه وسيط ، والحقيقة النبي عليه الصلاة والسلام أجاب عن أي سؤال سئل عنه وقد لا يجيب بتوجيه من الله عز وجل ، لكن موضوع الإعجاز العلمي في عهد الصحابة ، أنا الذي أراه اجتهاداً مني أن الصحابة وصلوا إلى الله فاستغنوا عن الوسائل تماماً ؛ كما لو إنسان في البحر كل خلية بجسمه تحس بماء البحر ويرى البحر بعينيه ويشم رائحة الملح بأنفه هو في البحر ، الصحابة حينما وصولوا إلى الله وصلوا إلى كل شيء .

(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء))

[ ورد في الأثر ]

نحن هناك ضلالات وهناك شبهات وهناك طروحات تبعدنا عن الدين ، نحن نحتاج إلى أدلة وإلى آيات في الإعجاز وإلى حياة أخرى ، فيبدو أن الصحابة لهم وضع استثنائي لأن الله عز وجل حينما خص هؤلاء الصحابة بسيد الخلق وحبيب الحق أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى هذا فقال :

(( إن الله اختارني واختار لي أصحابي ))

[ الجامع الصغير عن أنس بسند ضعيف ]

الأستاذ أيمن :
كما قال عبد الله بن مسعود : أعمق الأمة إيماناً وأقلهم تكلفاً ، أخذوا الإيمان بالفطرة.

على الإنسان أن يُبَسّط دين الله و يعقلنه لا أن يعقده :

الدكتور راتب :
نعم نعم ، أستاذ أيمن الدين كالهواء يجب أن يستنشق ببساطة ، ولن تستطيع جهة في الأرض أن تحتكره لا إقليم ولا مصر ولا عصر ولا فئة ولا مذهب ولا طائفة ، هو دين الله ينبغي أن يكون بسيطاً وأنا أرى أن هذا الدين ينبغي أن نبسطه وأن نطبقه وأن نعقلنه.

الصحابة و التابعون أكثر الناس إيماناً ولم يتعرفوا بعد على الإعجاز العلمي في القرآن :

الأستاذ أيمن :
نبدأ بموقف المعارضين لهذه القضية قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يعني مثلاً من القدماء في القرن الثامن الهجري أبو إسحاق الشطبي قال : كان الصحابة والتابعون يعني هم أفقه وأعلم وهم أكثر القرون إيماناً ولم يتعرفوا على هذا العلم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، فهل هناك من الأجيال ما كان أعمق منهم إيماناً ومن المحدثين الدكتورة عائشة عبد الرحمن قالت : أخشى أن نتبع نهجاً غير ما اتبعه الصحابة والتابعون فنضل عن نهج محمد صلى الله عليه وسلم .

موقف المعارضين لقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :

الدكتور راتب :
أنا أرى أنه حينما يأتي إنسان يأخذ مقولة علمية ، ما أقول حقيقة ، حينما يأخذ مقولة علمية ويسارع إلى ربطها بآية قرآنية يكون الإعجاز معولاً لهدم الدين ، حينما يسارع إلى أخذ مقولة علمية لم تثبت بعد ويربطها بآية قرآنية يكون قد أعطى الطرف الآخر فرصة ذهبية لنقد القرآن الكريم ماذا يفعل الطرف الآخر ؟ ينقد هذه المقولة العلمية ثم ينتقل منها إلى نقد القرآن الكريم ، فلذلك كما أن الإعجاز من أقوى دعائم الإيمان ويحتاجه الإنسان في هذه الأيام هو إن لم نحسن إنجازه أو إن لم ننتبه إلى ضوابطه ربما كان معولاً ، فالذين رفضوا هذا المنهج معهم بعض الحق ، أما حينما (والآن سوف ندقق في كلام دقيق) حينما تكون الآية قطعية الدلالة لا يختلف على تفسيرها رجلان وحينما تكون القضية العلمية حقيقة مقطوعاً بها لا يختلف عليها اثنان في الأرض ، وحينما يأتي التطابق عفوياً وتاماً هذا من الإعجاز ، ذكرت قبل قليل أنت حينما تقرأ آيات الكون ألا ينبغي أن يكون لك موقف منها ؟ هذا الموقف هو الإعجاز ، الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم .
الأستاذ أيمن :
لكن مثلاً ما قال سيد قطب : دائماً النظريات العلمية متغيرة فكيف نربط متغيراً بثابت . كلام الله ثابت وربما هذه النظرية التي لا يختلف عليها اثنان اليوم ربما يختلف عليها الأرض غداً . أنا أعرض أسئلة الآخر .

صياغة القرآن الكريم تتسع لكل التطورات :

الدكتور راتب :
في جواب ، عظمة القرآن الكريم أن صياغته تتسع لكل التطورات آتيك بمثل قال تعالى :

﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) ﴾

[ سورة الطارق : الآية 11]

في عصر من العصور فهمت الآية أن البحار تتبخر يصعد بخار الماء إلى السماء ويعود مطراً :

 

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) ﴾

ترجع بخار الماء مطراً ، تقدم العلم صار في الأثير كل البث التلفزيوني و الإذاعي أو الموجات الكهرطيسية حينما تنطلق إلى الفضاء الخارجي طبقة الأثير تردها إلى الأرض :

 

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) ﴾

تقدم العلم ظهر أن الكون كله كواكب ونجوم متحركة ، لو لم تكن متحركة لأصبح الكون كله كتلة واحدة بحسب قانون الجاذبية لأن الكتلة الأكبر تجذب الأصغر ، ولأن هناك توازن حركي في الكون إذاً كل نجم يدور حول نجم آخر بمسار مغلق يرجع إلى مكان انطلاقه الأول ، هذا المعنى الثالث ، فأنا أرى أن صياغة القرآن صياغة الواحد الديان ، ليست صياغة إنسان ، أما حينما تأتي آية كونية تستوعب كل الاحتمالات القادمة .
الأستاذ أيمن :
إذاً هناك فرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي ؟

 

الفرق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي :

الدكتور راتب :
فرق كبير بين التفسير العلمي و الإعجاز العلمي ، الصحابة الكرام من شدة محبتهم للنبي الكريم حينما توفي ابنه إبراهيم كسفت الشمس توهموا أنها كسفت من أجل إبراهيم فخطب النبي بأصحابه وقال : إن الشمس والقمر آيتان لا ينبغي أن تنكسفا لموت واحد من خلقه . إذاً فسر الكسوف تفسيراً علمياً ، النبي عليه الصلاة والسلام ما قبل أن تفسر .
الأستاذ أيمن :
تصحيح عقيدة .
الدكتور راتب :
فسر ظاهرة الكسوف تفسيراً علمياً فقط ، هذا التفسير العلمي أما الإعجاز خرق لنواميس الكون :

﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ﴾

[ سورة الإسراء الآية : 1 ]

إنسان ينتقل بقوانين الأرض من مكة إلى بيت المقدس ثم يعرض به إلى السماء بوقت قصير جداً هذا شيء بخلاف قوانين الأرض .

1 ـ معجزات الأنبياء خرق لنواميس الكون :

إذاً الآن أنا مضطر أن أفرق بين الإعجاز العلمي وبين المعجزة النبوية ، معجزات الأنبياء خرق لنواميس الكون هذه لها بحث آخر .

2 ـ الإعجاز العلمي سبق علمي :

أما الإعجاز العلمي سبق علمي ، يعني إشارات في القرآن الكريم إلى حقائق لم تكن معروفة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام قطعاً ولا في أي مكان في الأرض وكشفت ، فهذا الإعجاز العلمي يعني الذي خلق الأكوان هو الذي أنزل هذا القرآن ، يكاد يكون الإعجاز يحتل أكبر مكانة الآن من عقيدة المسلم ، والإعجاز عفواً أي موضوع ديني الآن إذا طرحته أمام الطرف الآخر هناك من يعترض أما الإعجاز لأنه متعلق بالعلم ولأن العلم مسكت ، لذلك أنا أرى أنه ما من طريقة أكثر فعالية ، ما من باب أوسع ، ولا من طريق أقصر إلى إقناع الطرف الآخر بأحقية ديننا من الإعجاز ، الطرف الآخر مؤمن بالعلم في قوانين .

 

إثبات أن القرآن الكريم هو الأصل :

الأستاذ أيمن :
فنحن نقنعه بما هو عليه حتى نأخذ بيده إلى ما نحن عليه ، لكن أيضاً هناك شبهة أخرى للمعارضين لهذه القضية ، وأنا أتحدث ليس بما أقتنع به ولكن بالأسئلة على لسان الآخر .
هناك من يقول كيف يكون النصرة للقرآن على أنه تابع ؟ يعني نقول إن العلم أثبت هكذا فالقرآن صحيح .
الدكتور راتب :
خطأ كبير .
الأستاذ أيمن :
نحن ننتظر الاكتشاف العلمي ثم نقول هذا ورد عندنا في القرآن الكريم ، وإذا كانت هذه الاكتشافات في القرآن الكريم ، حتى تكون الإجابة كاملة لا أحب أن أقاطع ، إذا كان هذا في القرآن الكريم من ألف و أربعمئة سنة فلماذا لم تتقدم الأمة الإسلامية بهذه العلوم ويكتشفوا من بين سطور القرآن هذه الاكتشافات القرآنية أم أننا اشتهرنا بسرقة هذه الإعجازات ثم إذا وجدناها ملائمة للقرآن نطابقها وربما نلوي عنق بعض الآيات ؟

1 ـ العقل مرتبط بالواقع أما الوحي مرتبط بالحقيقة المطلقة :

الدكتور راتب :

لا يمكن أن نثني على القرآن الكريم إذا وافق العلم ، لا يمكن ولا يصح ولا يقبل أن نثني على القرآن إذا وافق العلم ، لأننا أعددنا العلم هو الأصل ، بينما نحن نثني على العلم إذا وافق القرآن ، هذا أول جواب ، خطأ كبير وأنت تلقي درساً أو محاضرة أن توهم الحاضرين أن القرآن الآن يوافق العلم ، لا ، الأصل هو القرآن ، عفواً لو أيقظنا إنساناً افتراضاً من قبره قبل مئة عام وقلنا له هناك جهاز صغير تخاطب به أقصى إنسان في الأرض (الهاتف الجوال) ، لا يصدق ، لو قلنا له على هذا القرص يوجد خمسة آلاف كتاب ، لا يصدق ، فالعقل مرتبط بالواقع ، أما الوحي مرتبط بالحقيقة المطلقة ، أنا معي نقل ومعي عقل ، الأصل هو النقل ، أنا حينما أثني على القرآن الكريم إذا وافق العلم جعلت العلم من دون أن أشعر هو الأصل ، أما القرآن الكريم هو الأصل ، أما أنا أثني على العلم إذا وافق القرآن الكريم ، وكلما تقدم العلم كشف عن جانب من عظمة هذا القرآن الكريم ، الطرح في الأساس في خطأ ، أنت توهم المستمع العلم هو الأصل .

2 ـ تقصيرنا في كشف حقائق الكون من خلال آيات القرآن الكريم :

أما الشيء الثاني الله عز وجل قال :

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ ﴾

[ سورة فصلت الآية : 53 ]

يوجد متكلم ، سنريهم السين للاستقبال ، يعني الإشارات القرآنية إلى قضايا علمية لم تكن معروفة عند أصحاب رسول الله ولا بعد عصور عديدة ، جاءت الآية سنريهم السين للاستقبال ، هم من هم ؟ الطرف الآخر ، يوجد متكلم هو الله عز وجل و يوجد مخاطب المؤمنين الطرف الآخر هم الذين تعنيهم هذه الآيات ، أما لماذا نحن قصرنا طبعاً الأجانب والغربيون يخرجون من جلودهم كلما كشفوا شيئاً نقول هذا عندنا موجود ، لذلك مرة في عالم من مصر حينما قرأ الآية الكريمة : 

﴿ فَارْتَدَّ بَصِيرًا (96) ﴾

[سورة يوسف ]

فجاء بقميص وحلله فيه عرق والعرق حلله ظهر به أربعة وستين مادة هذه المواد وضعها على عدسة مصابة بالبياض يعني الماء الأزرق ، ففي مادة واحدة البولين أعادتها شفافة ، و هو الآن في طور تصنيع قطرة مستنبطة من هذه الآية ، نحن قصرنا في كشف حقائق الكون من خلال آيات القرآن الكريم ، لكن كأن الله سبحانه وتعالى قال :

 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا ﴾

[ سورة فصلت الآية : 53 ]

من أسئلة المستمعين :

الأستاذ أيمن :
نحن معنا كثير من الاتصالات من أول ما بدأت الحوار مع فضيلتك لكن نستقبل الآن الاتصالات قدر الإمكان أعزائي المشاهدين نبدأ بالاتصال الأول .

تعريف الاستنساخ و تقنيته :

الأخ علي وعليكم السلام خطرت في بالي قبل الحلقة قلت أين أنت في إجازة خارج الدولة أو .
لي سؤال من شقين على كل حال : هناك من العلماء الدكتور النابلسي من علماء المسلمين يقول بفائدة تقنية الاستنساخ لتفسير السر البيولوجي في امتداد عمر نوح عليه السلام إلى ألف سنة أو يزيد ، وأيضاً يوجد سؤال هل في تقنية الاستنساخ تحدي للقدرة الإلهية ، لأن التحدي الذي ورد في القرآن الكريم إنما هو تحدي للناس أن يخلقوا كخلق الله أي يوجدوا شيء من العدم ، والله أعلم شكراً جزيلاً .
الأستاذ أيمن :
اتصال آخر الأخ طارق من الشارقة .

التعريف بعرض الجنة :

أنا أشكرك على البرنامج الطيب الجميل وحقيقة أنا أشعر أنك أمام هرم كبير وعالم من أعلام الأمة أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بعلمه إن شاء الله .
والله الحقيقة يا أخي حينما نجلس أمام العلماء نشعر بهذه المهابة وهذه القدسية لأنهم شرف هذه الأمة .
نسأل الله أن يبارك لنا في أعمارهم وينفعنا بهم ، حقيقة سؤال تبادر إلى ذهني الحين الله عز وجل يقول يعد المؤمنين بالجنة فعندما أراد أن يشبهها في القرآن الكريم قال جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين ، هذا العرض فما هو الطول ؟
يعني إذا كانت هذه الجنة بعرض السماء والأرض فأين النار مثلاً وأين الطول ؟

تعريف العلماء للإعجاز بأنه :

الأستاذ أيمن :
اتصال آخر ، الأخ محمد من رأس الخيمة ، السلام عليكم تحية طيبة أنا عرفت الشيخ راتب في مسجد الطاغوسية في دمشق كان شيخاً ما شاء الله دعوياً حركياً على أرض الواقع ، وله أثر طيب في الجمهورية السورية وحتى عبر العالم ، وكان من الذين يشجعون الدعاة الجدد الصغار أن ينهضوا بهذه الأمة ، فله فضل كبير على هذه الأمة ولكن أريد أن ألفت العناية في هذا الموضوع وهو الإعجاز .

1 ـ عجز القدرة البشرية عن الإتيان بمثل القرآن الكريم :

العلماء كأنهم عرفوا الإعجاز بتعريفين الأول أنه من طرف الإعجاز هو عجز القدرة البشرية عن الإتيان بمثل القرآن الكريم سواء كان هذا العلو هذا في بلاغة القرآن ، تشريع القرآن ، مغيبات القرآن .

2 ـ الله عز وجل صرف قدرات العباد و حبس ألسنتهم عن الإتيان بمثل هذا القرآن :

في تعريف ثان : هو أن الله عز وجل قد صرف قدرات العباد وسلب همتهم وحبس ألسنتهم عن الإتيان بمثل القرآن الكريم ، لكن الذي أريد أن أصل إليه وهو أن هذين التعريفين يقولون الغاية من كل إعجاز القرآن هو ألا يصرفنا عن هداية البشر ، فعندما أعلن للناس بأن القرآن معجز بتشريعه ، ببلاغته ، بمغيباته ، بكل شيء من هذا أريد أن أقول لهم إن الله يدعوكم إلى رحابه ، إن الله عز وجل يدعوكم إلى أن تتمسكوا بهذا الدين ، إلى أن تقتنعوا بهذا الدين عن طريق الإعجاز العلمي للقرآن وشكراً لكم .
الأستاذ أيمن :
الأخ أحمد من أبو ظبي ، السلام عليكم نشكركم على هذا البرنامج الطيب ونتمنى لكم التوفيق .

 

دوران الأرض :

سؤال عن قوله تعالى :

﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾

هل نفهم من هذه الآية أن الكرة الأرضية تدور لأن بعض المفسرين يفسر بأن الشمس قول الله عز وجل :

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾

فسرها بأن الكرة الأرضية ثابتة والشمس هي التي تدور ، وشكراً .
الأستاذ أيمن :
معنا منى ، معذرة حتى نجيب على هذه الأسئلة ، ولكن أرجو من يتصل بنا ألا نُسأل عن آيات فنحن لسنا بهذا الصدد ، نحن محور قضيتنا اليوم على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كعلم يعني بين مؤيد ومعارض أيهما الطريق الذي يجب أن يسلكه المؤمن ويؤمن به ، هذا هو محور القضية الذي نفتحه مع فضيلة الدكتور .

 

البعوضة أهون مخلوق على الإنسان :

الدكتور راتب :
سآتي بمثل الله عز وجل حينما قال :

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

[ سورة البقرة الآية : 26]

ما من مخلوق أهون على الإنسان من بعوضة هذا المعنى أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام قال :

(( لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ))

[ الترمذي ]

بعد أن اخترع المجهر الإلكتروني الذي يُكبر أربعة آلاف أربعين ألف أربعمئة ألف مرة ، وضعت البعوضة تحت هذا المجهر تبين أن في رأسها مئة عين ، و في فمها ثمان و أربعون سناً ، وفي صدرها ثلاثة قلوب قلب مركزي وقلب لكل جناح .
الأستاذ أيمن :
البعوضة ؟

 

إعجاز الله عز وجل في خلق البعوضة :

الدكتور راتب :
البعوضة ، وفي كل قلب أذينان وبطينان ودسامان ، والبعوضة تملك جهازاً لا تملكه الطائرات تملك جهاز استقبال حراري ، أي إنها ترى الأشياء لا بأشكالها ولا بألوانها ولا بأحجامها بل بحرارتها ، وحساسية هذا الجهاز واحد على ألف من الدرجة المئوية ، والبعوضة تملك جهازاً لتحليل الدم فما كل دم يناسبها ، ينام أخوان على سرير واحد يستيقظ الأول وقد ملأ بلسع البعوض والثاني لم يصب بشيء ، معها جهاز تحليل دم ومعها جهاز تمييع للدم ، أحياناً الإنسان دمه لزج وسمج فلا يسري في خرطومها تميع الدم ، ومعها جهاز تخدير لئلا تقتل أثناء مص الدم تخدر الإنسان أما متى يضربها ؟ حينما ينتهي مفعول التخدير وتكون هي في سماء الغرفة ، أما في خرطومها ست سكاكين أربع سكاكين لإحداث جرح مربع وسكينان تلتئمان على شكل أنبوب لامتصاص الدم ، في أرجل البعوضة مخالب لتقف على سطح خشن ، و لها محاجم لتقف على سطح أملس ، الآن بعد أن تقرأ هذا البحث كما قال الإمام الغزالي كما ذكرت ، وأنا عرضت الصور بالفضائية السورية ، بعد أن تقرأ هذا البحث ثم تقرأ قوله تعالى :

﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ﴾

[ سورة البقرة الآية : 26 ]

إعجاز الله عز وجل في خلق الحوت :

أما فما فوقها الحوت الأزرق مئة وخمسين طناً ، خمسين طناً دهن وخمسين طناً لحم وخمسين طناً عظام ، وفي ستعين برميل زيت ، وجبته المعتدلة أربعة طن ، المعتدلة ، يرضع وليده ثلاثمئة كيلو ، ثلاثة رضعات طن حليب ، فما فوقها .

﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ﴾

[ سورة الملك : 3]

إعجاز الله عز وجل في خلق العنكبوت :

الأستاذ أيمن :
حتى ما بعدها من تكملة الآية :

﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾

[ سورة البقرة الآية : 26 ]

كان يتوقع رد الفعل على هذه الآية ، الشيء بالشيء يذكر ، هذه الصور من صور الإعجاز في الآية الكريمة :

 

﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾

[ سورة العنكبوت : 41]

من إعجاز القرآن الكريم قول الله تعالى بيت العنكبوت و ليس خيط العنكبوت :

أنا قرأت في الإنترنيت شبهة حول هذه الآية أن خيوط العنكبوت جاء بها علماء العصر الحديث وأثبتوا أنها أشد من الفولاذ فإذاً أين الإعجاز في هذه الآية ؟
الدكتور راتب :
هنا الوهن اجتماعي ، لأن الزوجة تأكل زوجها وتأكل أولادها ، أحياناً تكون الأسرة ضعيفة اجتماعياً .
الأستاذ أيمن :
بيت وليس خيط .
الدكتور راتب :
إن أوهن البيوت كتماسك أسرة غير موجود .
الأستاذ أيمن :
ما قال أوهن الخيوط ، أوهن البيوت .
الدكتور راتب :
خيط العنكبوت أمتن من الفولاذ بخمسة أضعاف ، لكن البيت لا يحمي وفيه تفلت وفيه تنافر وفيه عدوان أسري داخلي .
الأستاذ أيمن :
حتى الشبهة التي جاؤوا بها ارتدت عليهم ، صدق والله توماس بيكر الذي قال إنني اندهشت من الآيات العلمية في القرآن الكريم فأسلمت على الفور .

إعجاز الله عز وجل في الكون :

الدكتور راتب :
سيدي ، بين الأرض وبين أقرب نجم ملتهب إلى الأرض أربع سنوات ضوئية ، وابنك الصغير اليوم بإجراء على الآلة الحاسبة يحسب كم هي المسافة ، الضوء يقطع في الثانية الواحدة ثلاثمئة ألف كيلو متر كم يقطع بالدقيقة ؟ ضرب ستين ، كم يقطع بالساعة ؟ أيضاً ضرب ستين ، كم يقطع في اليوم ؟ ضرب أربع وعشرين ، كم يقطع في السنة ؟ ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ، كم يقطع في أربع سنوات ؟ ضرب أربعة ، هذا الرقم الكبير يعني افتراضاً إن أردنا أن نصل إليه بمركبة أرضية ، هل تصدقون أننا لو ركبنا مركبة أرضية حتى نصل إلى هذا النجم الذي هو أقرب نجم ملتهب إلى الأرض نحتاج إلى أن نصل إلى هذا الكوكب الذي هو أقرب نجم ملتهب إلى الأرض خمسين مليون عام ، نقسم الرقم على مئة سرعتنا ، نحتاج إلى كم ساعة ؟ الأربع وعشرين كم يوم ؟ على ثلاثمئة وخمسة وستين كم سنة ؟ من أجل أن نصل إلى أقرب نجم ملتهب نحتاج إلى خمسين مليون عام ، الآن متى نصل إلى نجم القطب بعده عنا أربعة آلاف سنة ؟ متى نصل للمرأة المسلسلة ؟ مليونا سنة ضوئية ، متى نصل إلى أحدث نجم اكتشف حديثاً ؟ أربعة وعشرين مليار سنة ضوئية ، أربع سنوات ضوئية تحتاج إلى سير بمركبة أرضية خمسين مليون سنة والعشرين مليار سنة متى نصل إلى هذا النجم ؟ الآن الآية الكريمة ، قال تعالى :

﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) ﴾

[ سورة الواقعة ]

﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾

[ سورة فاطر : الآية 28]

فلذلك لو قرأ الآية عالم فلك لخرّ ساجداً من كلمة واحدة هي مواقع ، من كلمة مواقع ، ماذا تعني كلمة موقع ؟ تعني كلمة موقع أن صاحب الموقع ليس في الموقع ، هذا النجم كان هنا وأطلق هذا الضوء وبقي الضوء يمشي في الفضاء الخارجي أربعة وعشرين مليار سنة ، النجم هذا سرعته مئتين وأربعين ألف بالثانية قطع مسافة أربعة وعشرين مليار سنة أين هو الآن ؟ فهذا المكان ليس نجم بل موقع .

 

مجالات الإعجاز العلمي واسعة جداً :

الأستاذ أيمن :
يعني في الحقيقة هذه الحقائق في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لها مجال واسع وفضيلتك ألفت كتباً كثيرة في هذا المجال .
الدكتور راتب :
ألفت موسوعة في الإعجاز العلمي وهو كتاب مقرر في الجامعات .
الأستاذ أيمن :
موسوعة كبيرة لا تكفي فيها حلقات ولكن هنا ، نسمح من فضيلتك أن ندور حول القضية نفسها ولكن بعد هذا الفاصل سنجيب عن أسئلة الذين اتصلوا بنا وسنكمل الحوار حول قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين مؤيد ومعارض .
الأستاذ أيمن :
أهلاً بكم أعزائي المشاهدين ، يقول أحد العلماء كر الإعصار يكشف عن جديد الأسرار ، فهو سابق لزمانه ولكل زمان ، يقصد القرآن الكريم كما أنه فوق حدود الزمان والمكان ، سنجيب الآن عن أسئلة المشاهدين الذين اتصلوا بنا .
الأخ علي كبوش يسأل عن الاستنساخ هل هو تحدي للقدرة الإلهية ؟

تفسير عملية الاستنساخ و أضرارها :

الدكتور راتب :
إن تصورنا أن نظام الإنجاب عن طريق الزواج ؛ فالتصميم الإلهي هو الكمال المطلق وأي خروج عنه نحو الأسوأ لماذا ؟ لأن الله عز وجل يقول :

﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ ﴾

[ سورة الإنسان : 2]

فحينما تلحق البويضة بالحوين في ثلاثة وعشرين جيناً وثلاثة وعشرين جيناً بكل جين في مئات بل ألوف الخصائص الخلقية فدائماً حينما يتحد جينان يأتي الجنين بصفات أقوى الأبوين ، لذلك الحديث الشريف : اغتربوا لا تضووا .
أما حينما نأخذ خلية من حيوان واحد وننميها في رحم الأنثى ، لا يبقى في اختيار الأقوى ، الضعف يزداد ، لذلل الاستنساخ لم ينجح في حوله ضجة إعلامية كبيرة جداً من قبل إنسان هو المتأله الآن يريد أن يأتي بخلق آخر غير خلق الله عز وجل ، لو كان استخدمنا الاستنساخ لأجل المعالجة ما في مانع يكون الله عز وجل سمح ، أما هو الطريق سالك ما في داعي نحن نستنسخ في عندنا أنثى وذكر والولادة قائمة وثابتة هذا النظام هو الأمثل .
الأستاذ أيمن :
هناك من قال نحن سوف نستنسخ السيد المسيح مرة أخرى لننقذ العالم لأن هناك نقطة دم .
الدكتور راتب :
نخاف من الطغاة يستنسخوا أيضاً في عندنا مشكلة ثانية .
الأستاذ أيمن :
الأخ طارق من الشارقة جنة عرضها السماوات والأرض ، إذا كان هذا العرض فأين الطول ؟

 

تفسير عرض السماوات و الأرض :

الدكتور راتب :
الحقيقة ، البضاعة نعرضها في واجهة المحل للعرض ، الله عز وجل جعل أماكن جميلة ، جعل فواكه طيبة ، ما في الدنيا مثل مبسط لما في الآخرة من نعيم ، عرضها كعرض السماوات والأرض ، السماوات فيها جمال فيها حكمة هذه بعض المعاني من هذه الآية .
الأستاذ أيمن :
الأخ محمد من رأس الخيمة فسر تفسيرات للإعجاز العلمي عجز القدرة البشرية أو صرف قدرات العباد .
الدكتور راتب :
هذا نتعلق بالإعجاز البلاغي .
الأستاذ أيمن :
نشكره على هذه المعلومة .
الأخ أحمد من أبو ظبي وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب .

دوران الأرض حول الشمس :

الدكتور راتب :
إشارة إلى دوران الأرض . هذا الجبل تراه جامداً هو يمر مرّ السحاب وبلا صوت.
الأستاذ أيمن :
هو قال نفهم منها أن الشمس تدور والأرض ثابتة .
الدكتور راتب :

﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) ﴾

[ سورة يس]

الشمس مع المجموعة الشمسية بأكملها تجري ، هذه الآية واضحة وحقيقية ، الحقيقة أن الأرض تدور حول الشمس ، هذا شيء يرى بالعين ، حقيقة مقطوع بها .
الأستاذ أيمن :

في الحقيقة هو نحن لو أن هناك أسئلة متصلة بموضوع القضية كنا سنبحر بها أكثر وأكثر ولكن .

الدكتور راتب :

لو أنا من دمشق وسافرت إلى أمريكا وجدت أطلس دمشق فوق بيروت هل أصدق ؟ الواقع أقوى بكثير. 


صور أخرى من صور الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :


الأستاذ أيمن :

نعود إلى موضوع هام جداً وهو موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأن المعارضين له يقولون: إن هذا يعرض القرآن الكريم للإسرائيليات وبعرض القرآن الكريم تنتزع منه القدسية والمهابة ، أنا سأعرض على حضرتك صورة أخذناها من الإنترنيت علماء جزائريون يكشفون على أدلة جديدة على الإعجاز القرآني ، هذه الصورة التي نراها الآن كلمة الله لفظ الجلالة ، قرر ثلاثة علماء جزائريين لقاء البابا الفاتيكان بندكت الثالث عشر سعياً لتحقيق أو لتحقيق الاحترام المتبادل بين الأديان وإبلاغ الغرب بالاكتشافات الجيدة التي تثبت مصداقية القرآن الكريم والإسلام ، وقال العالم الفلكي لوط بنوطيرو في تصريح الجزيرة نت أنه ما يحدث في العالم من حروب ودمار ناتج عن تنافر الحضارات مما دفعنا للعمل على طرح البراهين العلمية المعجزة في القرآن الكريم لتبديد آثار العداء بين الإسلام والآخر .

هذا النص أنا أخذته تماماً من الإنترنيت ، الاكتشاف هذا الذي نراه يتعلق بعلم الأشكال والاقتران بعلم الأعداد في طريقة ترتيب سور وآيات القرآن الكريم لتشكل في نهاية المطاف كلمتي الله ومحمد ، معنا صورة تجمع لفظ الجلالة ومحمد ، يعني هذا الرسم البياني استخدم فيه علم الأشكال واقترانه بعلم الأعداد ، نطرح هذه الصورة على فضيلتك ، يقولون إنها من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .


التحقق من كل موقف علمي قبل عرضه :


الدكتور راتب :

أنا شخصياً لا أحتفل كثيراً بمثل هذه الصور ، أحياناً رأيت صورة الله فوق خلية نحل ، أو الله على قلب بشري ، أو الله أثناء موج البحر ، أو غابة في ألمانيا فيها لا إله إلا الله من أغصان الأشجار ، أنا أتصور أن هذه الصور لا تقدم ولا تؤخر ، بل يستغلون بعض الساذجة عندنا ، لكن هذه إذا كانت صح مبني على علم ، أنا جوابي الدقيق ما معي دليل إثبات ولا دليل نفي ، هذا موقف علمي حتى أتحقق بنفسي لأنه أحياناً قد تأتي مقولة تحتاج إلى تحقق فإذا تحققت بها وجدت فيها خللاً ، فأنا أرجئ الجواب عن هذا الموضوع إلى مناسبة أخرى .

الأستاذ أيمن :

أين الصواب فضيلة الدكتور ؟ نحن في أحداث الحادي عشر من سبتمبر قالوا : في سورة التوبة .

الدكتور راتب :

نحن لم نفعلها أصلاً فكيف بنا نؤكد للناس أننا فعلناها من خلال هذه الآيات ، لا أقبلها إطلاقاً .


ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :


الأستاذ أيمن :

أين الضوابط حينما نتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟

الدكتور راتب :

الضوابط حينما نأتي بحقيقة علمية ، أستاذ أيمن الحقيقة العلمية هي الوصف المطابق للواقع مع الدليل ، فإذا ألغي الدليل كان تقليداً ، إذا ألغي الواقع كان جهلاً ، هي علاقة علمية بين متغيرين مقطوع بصحتها تؤيد الواقع عليها دليل ، فنحن حينما نأتي بحقيقة علمية بهذا الوصف وبهذا المعيار ، حقيقة علمية ، المعادن تتمدد بالحرارة ، هذا القانون ، قانون متفق عليه مقطوع بصحته لا يختلف عليه اثنان ، ثم يتطابق تطابقاً عفوياً مع آية بمعناها القطعي لا الظني ، آية لها معنى قطعي الدلالة لا ظني الدلالة ، وحقيقة مقطوع بصحتها تطابق الواقع عليها دليل ، حينما يكون التطابق عفوياً وتاماً ندرج هذه القضية في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .

يتناقض القرآن الكريم مع العلم حينما لا يكون أحدهما حدّياً :

متى يتناقض القرآن الكريم مع العلم سؤال ؟ بحالتين حينما لا يكون أحدهما حدياً ، يعني الآية ظنية الدلالة أو المقولة العلمية ليست حقيقة ، فضوابط الإعجاز حقيقة علمية مقطوعة بصحتها تطابق الواقع عليها دليل مع آية قطعية الدلالة والتطابق عفوي وتام ، هذه قضية تدرج ، وكنت قلت قبل قليل كما أن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أحد دعائم الإيمان بطريقة مبتسرة وسريعة وغير متريثة قد يكون معولاً لهدم الإيمان ، والذين رفضوا الإعجاز من هذه الزاوية أنا معهم .

الأستاذ أيمن :

ولكن هناك من كبار الأئمة فضيلة الدكتور من وقع في تفسير بعض الآيات على سبيل الخطأ مثلاً تفسير الكواكب السيارة أو السبع سموات ، كان على مرّ العصور اختلف في التفسير ، يعني قال فيه سعيد بن المسيب شيئاً وقال سعيد بن جبير شيئاً وقال فيه ابن عباس شيئاً ، والحسن البصري شيئاً آخر ، إذاً هذه الاختلافات في التفاسير ألا تعرض القرآن الكريم لعدم القدسية كما يقولون ؟


القرآن الكريم حمّال أوجه :


الدكتور راتب :

ألم تسأل نفسك سؤالاً لماذا لم يفسر النبي عليه الصلاة والسلام القرآن تفسيراً قطعياً وانتهى الأمر ؟ أقول لك لو فسره لانتهى القرآن الكريم لأنه كلام خالق الأكوان ، ما في إنسان بإمكانه أن يستوعب القرآن الكريم ، القرآن حمال أوجه لو أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم وهو سيد الخلق وحبيب الحق فسره لانتهى ، القرآن لا تنقضي عجائبه وأنا أقول لك كلمة : الآن نقرأ مئات الآيات بعد خمسين سنة أو مئة عام قد يستجد في الحياة شيء يكشف الضوء على عظمة هذه الآيات هو كتاب معجز إعجازه مستمر إعجازه مستمر ومتنامي والنبي كما قلت قبل قليل لم يفسر الآيات الكونية ترك التقدم العلمي وحده يكشف عظمة القرآن الكريم .

الأستاذ أيمن :

قبل نهاية اللقاء يعني كان الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو حديث عن علاقة الإسلام بالعلم ، في حين يُتهم الإسلام بأنه لا يدعو إلى العلم أرن سترينيرن مثلاً المستشرق الذي زعم أن الإسلام يكره العلم ويسد أمام الإنسان الطرق المؤدية للفكر الحر.


العلاقة الوثيقة بين القرآن و العلم :


الدكتور راتب :

القرآن من ألف و أربعمئة عام وصار في مستجدات في العلم مذهلة هل وجدنا شيئاً علمياً يناقض القرآن؟ أبداً ، بل إن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى يرى حتمية توافق العقل مع النقل . أنا أقول لك الحق دائرة تتقاطع فيها أربعة خطوط ، خط النقل الصحيح ، و خط العقل الصريح ، و خط الفطرة السليمة ، و خط الواقع الموضوعي ، الحق : ما جاء به الوحي النقل الصحيح و قبله العقل الصريح لا التبريري و ارتاحت إليه الفطرة السليمة لا المنطمسة و أكده الواقع الموضوعي لا المزور ، فالتوافق العقلي و النقلي حتمي ، لأن العقل جهاز أودعه الله فينا و النقل كلامه ، و الواقع خلقه ، و الفطرة مقياس أودعه الله فينا ، الأصل واحد فالتوافق بين فروع الأصل واحد .

الأستاذ أيمن :

دكتور في الحقيقة هناك أسئلة كثيرة كانت في هذه القضية و لكن طبعاً لم نستطع اللحاق بالوقت ، ففي النهاية فضيلتك تذكر بعض الكلمات الموجزة عن هذه القضية و كيف نكون كمسلمين نحن لسنا كعلماء نقف في الموقف الصحيح و الموقع الصحيح لهذه القضية ؟


موقف المسلم الصحيح من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم :


الدكتور راتب :

هل تتصور أن في القرآن آية لا علاقة لك بها ، أو لا ينتج عنها موقف لك ؟ الجواب لا طبعاً ، كلام الله عز وجل هادف إذاً ماذا نفعل بألف و ثلاثمئة آية في القرآن الكريم تتحدث عن الكون ؟

الأستاذ أيمن :

مع العلم أن علوم الفقه مئة و خمسين آية و سردوا فيها عشرات الآلاف من الكتب .

الدكتور راتب :

سدس القرآن الكريم يتحدث عن الكون لماذا ؟

﴿ ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) ﴾ ﴾

[ [ سورة الشمس] ]

﴿ ﴿ وَالْفَجْرِ * ولَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ ﴾

[ [ سورة الفجر] ]

﴿ ﴿ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ﴾ ﴾

[ [ سورة يونس الآية : 101 ] ]

أمر إلهي ، و كل أمر في القرآن يقتضي الوجوب ، ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك ، هذا في علم الأصول .


آيات الله عز وجل منهج للإنسان في التفكر :


إذا كان الله يأمرنا : 

﴿ ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾ ﴾

[ [ سورة الطارق] ]

﴿ ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) ﴾ ﴾

[ [سورة عبس ] ]

آيات كثيرة تدعو إلى التفكر ، و النبي الكريم حينما قرأ : 

﴿ ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ(190) ﴾ ﴾

[ [ سورة آل عمران ] ]

هناك أحاديث صحيحة و هناك آيات كثيرة و هي سدس القرآن موقفنا منها التفكر و أنا أراها منهج لنا في التفكر ، موضوعات .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور