وضع داكن
28-03-2024
Logo
الندوة : 09 - مدلولات الآية الكريمة - وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

الأستاذ جمال شيخ بكري :
  الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على سيدنا محمد بن عبد الله، النبي الكريم، وعلى آله و أصحابه الطيبين الطاهرين.
 أيها الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم جميعاً بكل خير، نحييكم مع بداية هذه الحلقة الجديدة:" فيه هدى للناس"، والتي نستضيف فيها صاحب الفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، أستاذ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة، دكتور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور راتب:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أستاذ جمال جزاكم الله خيراً.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور الله عز وجل يقول في كتابه الحكيم:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 هذه الآية الكريمة لها مدلولات عظيمة حيث إن الإنسان يعيش حياته إذا ابتغى عملاً طيباً صالحاً في حياته يبتغي وجه الله عز وجل عاش سعيداً في دنياه، ووصل إلى المبتغى الحقيقي، ألا وهي جنة الله التي أعدت للذين عملوا عملاً صالحاً، كيف نقدم للأخ المستمع شرحاً موجزاً ثم سماحتكم تخوضون في التفاصيل الجميلة الرائعة التي تغني الموضوع.

 

لا تصح حركة الإنسان إلا إذا عرف سرّ وجوده :

الدكتور راتب:
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
 أستاذ جمال جزاكم الله خيراً على هذا السؤال، القصة دقيقة جداً وخطيرة ذلك أن الإنسان لا يصح عمله بل لا تصح حركته في الحياة، هو في الأصل كائن متحرك ما الذي يحركه؟ حاجته إلى الطعام والشراب، وحاجته إلى الطرف الآخر إلى الزواج، وحاجته إلى تأكيد ذاته، حاجات ثلاثة أودعها الله في الإنسان، هذه الحاجات الثلاثة تجعله كائناً متحركاً، هناك كائنات ساكنة لا تتحرك كهذه الطاولة، الإنسان أودع الله فيه الشهوات، أودع الله فيه الحاجات، هذه الشهوات والحاجات تجعله كائناً متحركاً، الآن السؤال متى تصح حركة الإنسان؟ حركة الإنسان قد تصح وقد لا تصح، قد تكون هذه الحركة وفق الهدف الذي خلق من أجله، وقد تكون هذه الحركة بعيدة عن الهدف الذي خلق من أجله، متى تصح الحركة؟ السؤال الدقيق إجابته إذا عرف سرّ وجوده، وغاية وجوده، أوضح مثل، إنسان سافر إلى باريس، نزل في أحد الفنادق، وفي صبيحة اليوم الأول سأل: إلى أين أذهب ؟ نسأله نحن: لماذا أتيت إلى هنا؟ إن جئت طالب علم اذهب إلى المعاهد والجامعات، وإن جئت سائحاً اذهب إلى المقاصف والمتنزهات، وإن جئت تاجراً اذهب إلى المعامل والمؤسسات، فالإنسان كائن متحرك هذه الحركة تصح فيسلم ويسعد، أو لا تصح فيشقى ويهلك، متى تصح هذه الحركة؟ إذا عرف سرّ وجوده.

العبادة علة وجود الإنسان في الدنيا :

 الحقيقة الدقيقة هو أن الإنسان خلق في الدنيا ليعبد الله بنص الآية الكريمة:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56 ]

 علة وجوده عبادة الله، فلذلك هذه العبادة هي حركة، هي عمل، هي سلوك، هي نشاط، فالإنسان أراده الله كائناً متحركاً، عن طريق هذه الحاجات التي أودعها فيه، وهذه الشهوات التي بثها في كيانه، إذاً هو كائن متحرك تصح الحركة إذا عرف سرّ وجوده، لماذا هو في الدنيا؟ من أجل أن يعبد الله لا بالمفهوم الضيق التي يتوهمه الناس، بالمفهوم العميق والواسع، العبادة خضوع كامل لمنهج الله، الإنسان أعقد آلة في الكون، ولهذه الآلة بالغة التعقيد صانع حكيم، ورب كريم، فتصح حركة الإنسان إذا عرف سرّ وجوده، وغاية وجوده، فلذلك الحركة من دون معرفة حركة عشوائية، حركية غير هادفة.
 أجري استفتاء لألف شاب الجواب كان ثلاثة بالمئة فقط يعلمون لماذا هم في الدنيا، هناك حالة عشوائية غير هادفة، فالإنسان الأولى به وقد خلقه الله إنساناً عاقلاً أن يسأل هذا السؤال الكبير لماذا أنا في الدنيا؟ إنسان سافر إلى بلد، إن كان طالب علم فهناك حركة، وإن كان تاجراً فهناك حركة، وإن كان سائحاً فهناك حركة، العمل الصالح يتأتى من سبب أيديولوجي، من سبب عقائدي، حينما يعلم الإنسان لما هو في الدنيا تأتي حركته موافقة لهدفه، هذا الذي يجعل الإنسان يتحرك بحركة صحيحة، لكن هؤلاء الذين غابت عنهم هويتهم، وغاب عنهم سبب وجودهم، وغاب عنهم غاية وجودهم، يتحركون:

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾

[ سورة محمد: 12]

الإنسان هو المخلوق الأول :

 لذلك الإنسان حينما يلغي سرّ وجوده، حينما يلغي غاية وجوده، حينما يغفل عن حقيقته، ما الإنسان؟ هو المخلوق الأول:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾

[ سورة الذاريات: 56 ]

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ﴾

[ سورة الأحزاب: 72 ]

 عندما يعرف سرّ وجوده ليس ظلوماً ولا جهولاً، أما إذا غفل عن سرّ وجوده، وعن غاية وجوده، هو في الحقيقة ظلوم جهول.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور كلام رائع جداً إذاً غاية الوجود وسرّ الوجود أن نعرف أننا خلقنا للعمل ولنعبد الله عز وجل، ما هي أهم الأعمال التي توصلنا إلى الله عز وجل؟

 

أهم الأعمال التي توصلنا إلى الله عز وجل :

الدكتور راتب:
 الحقيقة الأعمال تنقسم إلى قسمين، أعمال صالحة وأعمال سيئة، العمل الذي يتناغم مع سرّ الوجود وغاية الوجود هو عمل صالح، العمل الذي يتناغم مع الشهوات والغرائز هو عمل سيئ، مع أن هذه الشهوات التي أودعها الله فينا ما أودعها الله فينا إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، أنا أقول لك وأخاطب الأخوة المستمعين: إن الشهوات التي أودعها الله فينا ما أودعها فينا إلا لنرقى بها إلى رب الأرض والسماوات، أي لا يوجد بالإسلام حرمانٌ، ما من شهوة أودعها الله فينا إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، أنا أتمنى أن نبعد عن أذهاننا هذا الوهم الذي يسيطر على عقول عامة الناس من أن الدين قيود، الدين حدود، وفرق كبير بين أن نفهم الدين قيوداً وبين أن نفهمه حدوداً، الدليل أنك إذا كنت في أرض فلاة ورأيت لوحة كتب عليها: ممنوع التجاوز، حقل ألغام، هل يشعر هذا الإنسان المواطن الواعي أن الذي وضع هذه اللوحة أراد أن يحد من حريته؟ لكنك تشعر وتمتن منه لأنه أراد أن يحفظ لك سلامتك، في اللحظة التي أفهم فيها أن أوامر الدين حفظاً لسلامتي وليست قيداً لحريتي أكون فقيهاً.
 إذاً العمل الصالح هو الذي يرقى بك إلى الله، هو الذي يتناغم مع سر وجودك، العمل الصالح هو العمل الذي يفضي بك إلى جنة عرضها السماوات والأرض، العمل الصالح الذي يصلح للعرض على الله، العمل الصالح العمل الذي فيه الخير، فيه الحب، فيه العطاء، العمل الصالح الذي هو سر وجودك في الدنيا، والدليل الإنسان حينما يغادر الدنيا يقول:

﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99-100 ]

 معنى ذلك لا يندم من فارق الدنيا على شيء إلا على عمل صالح فاته.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور المطلوب أن نعمل صالحاً لنصل إلى جنة الله عز وجل، التي فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، السؤال هو: الأعمال الصالحة التي يجب أن نقوم بها في حياتنا؟ حقيقة يجب ألا يضيع الإنسان في حياته لحظة إلا ويستفيد منها.

 

الإنسان وقت فعليه استغلال كل لحظة من حياته بالأعمال الصالحة :

الدكتور راتب:
 جزاك الله خيراً على هذه الملاحظة، هذه ملاحظة جانبية، بمعنى أن الإنسان هو في الأصل وقت، ما من تعريف جامع مانع للإنسان كالتعريف التالي فهو بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه، أنا ,أنت زمن، لذلك الله عز وجل أقسم بمطلق الزمن لهذا المخلوق الأول الذي هو في حقيقته زمن، أقسم له فقال:

﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 1-2]

 أي جواب القسم أن الإنسان خاسر، وقد نتساءل لماذا هو خاسر؟ والجواب لأن مضي الزمن وحده يستهلكه، لذلك هذا الزمن الذي هو أنت وأنا، هذا الزمن الذي هو الإنسان، إما أن ينفق استهلاكاً أو أن ينفق استثماراً، وفرق كبير بين من ينفق وقته استهلاكاً وبين من ينفق وقته استثماراً، أن ننفق الوقت استهلاكاً هذا شأن معظم الناس، يأكلون، ويشربون، ويتمتعون، أما أن ينفق الإنسان وقته استثماراً، هذا كلام دقيق جداً وخطير أن يعمل الإنسان في الوقت الذي سينقضي عملاً ينفعه بعد انقضاء الوقت، فلذلك الله عز وجل قال:

﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 2]

 خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه، لكنه استثنى من هذه الخسارة:

﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

[ سورة العصر: 3]

 أنا حينما أمضي الوقت إما في معرفة الله عز وجل، أو في طاعة له، أو في عمل صالح أتقرب به إليه، عندئذ أكون ناجحاً ورابحاً ولست خاسراً.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 كم هو جميل فضيلة الدكتور هذا الإنسان الذي جمع المال، لنقل من مصدر حلال، وأن يجري حساباته لأنه صاحب الآلاف المؤلفة من الملايين، وكم هو أجمل عندما يقوم بعمل صالح، وكم هو أجمل عندما يرى كم هي نسبة المال التي عليها زكاة وخدمة المال، كم هو جميل أن يحصن المال بالزكاة والعمل الصالح.

 

الفرق بين المؤمن وغير المؤمن :

الدكتور راتب:
 أستاذ جمال الحقيقة الفرق بين المؤمن وغير المؤمن ليس فرقاً بين إنسان يصلي أو لا يصلي، الفرق أعمق، الفرق كبير في المنطلقات، في الإيديولوجيات، في العقائد، في الأهداف، الفرق في السلوك، الفرق في الانضباط، الفرق بالحركات، لا تجد إنساناً يعرف سر وجوده إلا ويستثمر وقته بعمل صالح يلقى الله به، فهذا المعنى للعمل الصالح ـ الذي هو محور هذا اللقاء الطيب ـ ينطلق من عقيدة، ينطلق من فهم عميق، ينطلق من أن إنساناً عرف لماذا خلق في الدنيا، أنا أتمنى أن كل أخ كريم يستمع لهذا اللقاء الطيب أن يبحث بحثاً عميقاً ودقيقاً عن سرّ وجوده وغاية وجوده، مثلاً لو إنسان ذهب إلى مدينة في أوربا، له في هذه المدينة هدف واحد أن ينال الدكتوراه، مدينة كبيرة عملاقة، فيها مبان، ومؤسسات، فيها ملاعب، وملاه، فيها دور سينما، هذا الذي ذهب لينال الدكتوراه علة وجوده في هذه المدينة علة واحدة، هدف وجوده في هذه المدينة هدف واحد، غاية وجوده في هذه المدينة غاية واحدة، أنا حينما أفهم سرّ وجودي في الدنيا، وغاية وجودي، أن الله عز وجل خلقني لجنة عرضها السماوات والأرض، وجاء بي إلى الدنيا لأدفع ثمن هذه الجنة استقامة على أمره، وعملاً صالحاً أتقرب به إليه.

الإنسان مقهور على أن يكون في جماعة :

 من هنا جاء الإنسان كما أراده الله كائناً اجتماعياً، كيف؟ أستاذ جمال الله عز وجل مكّن كل إنسان من إتقان عمل واحد، أو عدة أعمال، لكنه بحاجة إلى ملايين الحاجات، أنت بحاجة إلى قميص، إلى زر لهذا القميص، بحاجة إلى حذاء، بحاجة إلى كتاب، هذه الحاجات أنت تتقن واحدة منها، وأنا أتقن واحدة، بقية الحاجات يتقنها الآخرون، فكأن الله أرادني أن أكون في جماعة، أنت تشتري رغيف خبز وتأكله، لكن لو كلفت أن تصنعه لاحتجت إلى أرض، وزراعة، وسقاية، وسماد، وجني محصول، ومعالجة هذا القمح، درساً، و تصويلاً، وطحناً، وخبزاً، أعمال يقوم بها آلاف الأشخاص، فأنت مكنك الله أن تتقن حاجة واحدة أو حاجتين، وأنت محتاج إلى مليون مليون حاجة، هذا يدعونا إلى أن نكون مع بعضنا بعضاً، شئنا أم أبينا، وهذا يدعونا أن نتفاعل مع بعضنا بعضاً، فذلك الإنسان إن صحّ التعبير مقهور على أن يكون في جماعة، وهو في هذه الجماعة إما أن يحسن فيكون عمله صالحاً، أو أن يسيء فيكون عمله سيئاً، إن أحسن كان هذا العمل الصالح الحسن سبب سلامته وسعادته، وإن كان عمله سيئاً كان سبب شقائه وهلاكه في الدنيا والآخرة.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 نعود إلى أصحاب الأموال سيدي.

المؤمن مواطن صالح لأنه أعطى و لم يأخذ :

الدكتور راتب:
 قال: هؤلاء الذين مكنهم الله من جمع الأموال، المال قوة، أولاً: أنا أطمئن أخوتنا الكرام أن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير ))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]

 ما القوة؟ المال قوة، والعلم قوة، والمنصب قوة، والصحة قوة معينة، أما بالأساس أنت قوي حينما تحدث بعلمك أثراً في المجتمع، وأنت قوي حينما تحدث بمالك أثراً، وأنت قوي حينما تحدث بمنصبك أثراً، المنصب والمال والعلم قوة والنبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير ))

[أخرجه مسلم عن أبي هريرة ]

 أنا أقول دائماً وهذه الكلمة دقيقة جداً: إذا كان طريق القوة ـ العلم والمال والمنصب ـ سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً، لأن المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، أستاذ جمال حينما تكون الأكثرية تائهة، شاردة، بعيدة عن الله، لا تعرف سرّ وجودها، هي أكثرية ضعيفة، أما حينما يفهم الإنسان غاية وجوده، وسر وجوده، حقق الهدف من وجوده، صار قوة كبيرة جداً، والحياة الآن فيها تنازع للأقوى، والأقوى هو الذي ينتصر في النهاية، والمؤمن ينبغي أن يكون قوياً، القوة تأتي من عمل صالح، من عمل منضبط، من عمل وفق هدف معين، من عمل ينطلق من رغبة في خدمة الآخر، في خدمة المجموع، لذلك المؤمن بالتعبير المعاصر مواطن صالح لأنه أعطى، والحقيقة الإنسان يأخذ ويعطي لكن الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، والناس جميعاً تبعٌ لقوي أو نبي، فاسأل نفسك هذا السؤال وليسأل كل أخ مستمع هذا السؤال: أنا ما مهمتي في الدنيا أن أعطي أم أن آخذ؟ إن كنت أعطي فأنا من أتباع الأنبياء، وإن كنت آخذ فقط ولا أعطي فأنا من أتباع الأقوياء، وفرق كبير بين أن تكون تابعاً لقوي أو لنبي، التابع لنبي يحمده كل من حوله، فإذا انقلب إلى الآخرة انقلب إلى جنة عرضها السماوات والأرض، بينما التابع لجهة قاهرة ظالمة فرضاً هو يأخذ ولا يعطي، لكنه مذموم عند الله وعند الناس.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور لطالما نتحدث عن أصحاب المال الذين جمعوا المال من وجوه حلال، وقاموا بتوزيع هذا المال إلى أماكن مختلفة كما تفضلت، لكن نعمة الأخذ أقل لذة من نعمة العطاء.

 

لذة العطاء لذة مقدسة :

الدكتور راتب:
 لا شك لذة العطاء لذة مقدسة، الإنسان يرقى بعطائه، الإنسان يكون عند الله قريباً حينما يعطي ولا يأخذ، وقيمة العطاء أن تعطي من وقتك، وجهدك، وخبرتك، وعملك، كما تفضلت الإنسان المؤمن يعطي، حتى هذا الطالب الذي أدى امتحاناته، ودخل إلى فصل الصيف، هو إما أن يعطي أو أن يأخذ، لكننا إذا أقنعناه أنك إذا أعطيتك في هذا الوقت أعطيت أمتك من خبرتك، من مهاراتك، هذه الأمة تسعد بك.
 في الحقيقة عندنا قيمة أنا أظن أن الغرب أتقنها تماماً، الانتماء إلى المجموع، وهذه القيمة تضعف في الدول النامية، الانتماء يكون انتماء فردياً لا انتماء إلى المجموع، أنا حينما أنتمي إلى مجموع هذه الأمة أكون مواطناً صالحاً، أنا حينما أنتمي إلى مجموع هذه الأمة أبني علاقتي الاجتماعية على العطاء، لذلك أنا أرقى عند الله حينما أعطي، أما حينما آخذ وأعيش على أنقاض الآخرين، أنا إنسان بعيد عن الله بعد الأرض عن السماء.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور لطالما نتحدث عن طلابنا الأعزاء الذين أنهوا امتحاناتهم الدراسية بمختلف المراحل، هناك قضية هامة وهي الاستفادة من هذا الوقت في عطلة الصيف، أحياناً شاب يقول لك: ضاق خلقي، ماذا أفعل؟ أين أذهب؟ هناك معايير وأسس يجب أن تتبع ليكون هذا الإنسان مواطناً طيباً صالحاً في مجتمعه، ويسعى أولاً لملء فراغه ثم ينعكس هذا على المجتمع.

الشباب درع للأمة فعلى الأمة العناية بهم :

الدكتور راتب:
 والله أستاذ جمال هذه مشكلة كبيرة، أنا أرى أن حلها لا يكون من طرف الشباب فقط، من طرف الشباب والأمة، الأمة حينما تهيئ لهؤلاء الشباب مناشط تنمي قدراتهم، تنمي ملكاتهم، تنمي طاقاتهم، حينما تهيئ لهم مناشط منضبطة، مناشط خيرة، مناشط فيها عطاء، هذه الأمة انتبهت إلى أخطر فئة فيها إنهم الشباب، أنا أقول دائماً أستاذ جمال: الشباب هم المستقبل، والأمة التي ترعى شبابها، كيف ترعى شبابها؟ أنا أحمل الأمة مسؤولية كبيرة، حينما تهيئ لهم فرص عمل، تهيئ لهم مساكن، تهيئ لهم فرصاً للزواج، أنا أقول ببساطة: الشاب يريد أشياء ثلاث، يريد زوجة، ومسكن، وفرصة عمل، لو وفرت لهم هذه الأشياء الثلاث كان هؤلاء الشباب درعاً للأمة، حصناً للأمة، و أقول كلاماً مؤلماً لكنه واقعي، هؤلاء الشباب إما أن يجدوا لهم مكاناً في المجتمع، مكان يسكنون فيه، مكان يعملون فيه، مكان يؤون فيه إلى زوجاتهم، إما أن تحقق حاجاتهم الأساسية، أو أن يصبحوا عبئاً على الأمة، فهؤلاء الشباب ما لم نهتم بهم، ما لم نسعَ لتأمين فرص عمل، ما لم نسعى لتأمين حرفة يحترفونها، أو مهنة يمتهنونها، أو عمل يعملونه، وحينما نؤمن لهم أيضاً كل حاجاتهم، نكون قد حققنا أحد أكبر أهداف الأمة؛ أن هؤلاء الذين هم رمز المستقبل سيغدون عناصر بناءة، أما إذا أهملناهم فهناك مشكلة كبيرة تعاني منها المجتمعات النامية.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور خلال وجودنا في مجتمعنا السوري، نجد أن في مجتمعنا الجامعات في كل المحافظات، المراكز الثقافية المنتشرة في كل مدينة وقرية، نجد المشاريع القائمة الإنشائية البنائية في حرف مختلفة، أعود للآية الكريمة:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 تناقش هذه الآية الكريمة، المجتمع عني بالشباب، هناك مساكن للشباب، هناك آلاف الشقق تبنى للشباب، أعود لأقول للإنسان إنه يجب عليه أن يتعلم حرفة، لا أن يسعى باتجاه الوظيفة فقط، لكن من الأجمل أن يتعلم حرفة، أن يتعلم مجال عمل تجاري، أو صناعي، حتى يرقى بنفسه وبمجتمعه.

 

ترشيد الشباب إلى مناشط يبنون بها أمتهم عمل عظيم جداً :

الدكتور راتب:
 أنا معك فيما تفضلت به؛ هناك مشاريع رائعة جداً للشباب، وهذا أنا أعده وعياً كبيراً في الحكومة، وعي لهؤلاء الشباب الذين يبحثون عن عمل، وعن مسكن، وعن زواج مشروع، فهذا مما تفضلت به أنا معك به قطعاً، لكن نريد أن نرشد نشاط الشباب ترشيداً، فالشاب كائن متحرك ونشيط، والشاب هو قوة الأمة الحقيقية، لكن ترشيد هؤلاء الشباب إلى مناشط يبنون بها أمتهم، يقدمون لها كلما يستطيعون، هذا عمل عظيم جداً، وأنسب وقت له هو الصيف.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 أنا أقول بعض الطلبة إن كان طالب جامعة، أو إعدادي، أو ثانوي، نجد أن وقت الصيف بالنسبة له يُسار إلى تعلم مهنة معينة يعمل عند تاجر، عن صناعي، تجده شعلة نشاط، أحدهم يركن إلى أنه عطلة ويريح نفسه بالمواقع السياحية، ومنهم من يسعى إلى تعلم مهنة، يريد الشهادة الجامعية ويريد أن يتعلم مهنة.

الأمة لا تقاس إلا بمدى عنايتها بشبابها :

الدكتور راتب:
 الحقيقة أن الشاب حينما نرشده ونرشد نشاطاته نكون قد أخذناه إلى جانبنا، ونكون قد وظفناه لخدمة أمته، أما إذا أهملناه وهو بحث عن نشاط قد لا يرضي الله عز وجل، وقد لا يرضي أمته، نكون قد دفعناه بشكل أو بآخر إلى تحطيم ذاته، والشباب قوة، تصور أن هذه المناشط في الصيف، الإنسان أمضى تسعة أشهر في الدراسة، الآن هو أمام أشهر الصيف ينبغي أن تكون هذه الأشهر متنفساً له، متنفساً لحاجاته الشبابية، حينما تكون هناك مناشط للشباب منضبطة، وبريئة، وفعالة، وتنمي قدراته، نكون قد أحسنا العمل، هناك معسكرات الشاب يتدرب فيها على الحياة، على تحمل المسؤولية، على التعاون مع أخوته، على العطاء، فهؤلاء الشباب يحتاجون إلى مناهج، إلى برامج مبرمجة، يحتاجون إلى كوادر تقوم على مصالحهم، أنا أرى أن الأمة تقاس بمدى عنايتها بشبابها.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 وهذا قائم والحمد لله في مجتمعنا، أيها الأعزاء نتابع برنامج فيه هدى للناس، دكتور نعود إلى الآية الكريمة:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 كيف نختتم حديثنا لنجمل ما قلناه حول هذه الآية الكريمة التي هي فعلاً الغاية والهدف؟

 

ترشيد طاقة الشباب يعود على الأمة بالنفع الكبير :

الدكتور راتب:
 أستاذ جمال الإنسان يقيّم في النهاية من عمله، هذا العمل فيه عطاء إذاً ارتقى الإنسان، فيه أخذ غير مشروع سقط، فبين أن ترقى إلى أعلى عليين وبين أن تسقط إلى أسفل سافلين، من خلال العمل هناك أعمال خيرة، أعمال تعود على المجتمع بالخير، وهناك أعمال شريرة تعود على المجتمع بالسوء، فلذلك أنا حينما أرشد طاقات الشباب في الصيف على ما يمتعهم أولاً، وإلى ما ينمي قدراتهم ثانياً، إلى ما ينمي طاقاتهم، هذا عمل ذو هدفين، هدف أننا لبينا حاجة المتعة عند الشباب في الصيف، وحاجة تنمية القدرات، فلذلك البطولة دائماً في عمل مزدوج، كيف؟ له أهداف عديدة، أحياناً ألبي حاجة الشاب إلى رحلة بريئة، إلى علاقة طيبة، إلى مباراة، إلى تنمية قدراته، يحتاج إلى هذا، وأنا في النهاية هذه المشاريع التي أقوم بها من أجل الشباب تعود على الأمة بالنفع الكبير، فدائماً الأعمال الراقية تحتمل أكثر من هدف بالعبارة الدقيقة الإنسان بعمله يرقى، وبسوء عمله يسقط، والشباب درع الأمة، وقوام هذه الأمة، وأرجو الله عز وجل أن يرشدوا استهلاك وقتهم في الصيف، نقل دائماً عبارة حديثة ترشيد الاستهلاك، إما أن يكون هناك استهلاك مبذر، استهلاك مدمر، أو استهلاك مرشد، فحينما يستهلك الشاب وقته في الصيف استهلاكاً مرشداً، قد ينمي قدراته العضلية، بكرة، بهواية، قد ينمي قدراته الجمالية بفن رفيع مثلاً كالمطالعة، قد ينمي قدراته العقلية بنشاطات علمية، هذه قدرات عقلية، وجمالية، وأدبية، ورياضية، هذه إذا نميت وفق منهج صحيح، وضوابط صحيحة، نكون قد متعنا الشباب في الصيف، ونكون قد أخذنا منهم كل شيء.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 ماذا نقول في ختام لقائنا لسيدة المنزل التي عندها عدد من الأطفال من خلال قوله تعالى:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 وهي السيدة في المنزل، رب المنزل في عمله وهي السيدة في المنزل؟

 

تربية المرأة لأولادها أعظم عمل على الإطلاق :

الدكتور راتب:
 أقول لها حديثاً شريفاً إذا وعته تكاد تذوب محبة لله، ورد في بعض الأحاديث الشريفة: "أول من يمسك بحلق الجنة أنا، فإذا امرأة تنازعني تريد أن تدخل الجنة قبلي، قلت من هذه يا جبريل؟ قال: هي امرأة ربت أولادها"، معنى ذلك أن تربية المرأة لأولادها أعظم عمل على الإطلاق، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))

[ عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ]

 وكما نعلم أستاذ جمال أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وهو أرقى عمل على الإطلاق، هذه المرأة الصالحة التي أحسنت رعاية زوجها وأولادها، هي عند الله بمرتبة المجاهد في سبيل الله، وحينما نعلم من خلال الأحاديث الشريفة أن المرأة عند الله مكرمة أية تكريم لأن الله عز وجل ذكر المؤمنين والمؤمنات، الصادقين والصادقات، الذاكرين والذاكرات، هؤلاء الذين يفرقون بين المرأة والرجل ابتعدوا عن حقيقة الدين، لذلك المرأة ترقى في الإسلام إلى أعلى درجات الجنة، وقد تجد امرأة لتربيتها لأولادها، ورعايتها لزوجها، تصل إلى أعلى درجات القرب من الله عز وجل، وأعيد على أخواتنا الكريمات:

(( انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله ـ يعدل الجهاد في سبيل الله ـ ))

[ عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ]

 هذه المرأة حينما عرفت قيمتها أنها المربية، أنها الأم، أنها الموجهة، أنها الراعية لهذا البيت، والإنسان مسؤول عن رعيته، والمرأة مسؤولة عن رعيتها.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 دكتور هذه المرأة الصالحة هي مكتملة في تربية أولادها ورعاية زوجها، من خلال الآية الكريمة:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 هذا الزوج الذي عنده زوجة صالحة، مؤمنة، مربية، كيف الآلية المثلى في تعامله مع هذه الزوجة؟

 

الآلية المثلى في تعامل الزوج مع زوجته :

الدكتور راتب:
 الآلية التي أتمناها جاءت في حديث شريف:

(( أكرموا النساء فوالله ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم، ويغلبهن لئيم.....))

[ ابن عساكر عن علي]

 أكرموا النساء فو الله ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم، يغلبن كل كريم ويغلبهن لئيم،
 لهذا الحديث روايات متعددة، إحدى رواياته:

((.... وأنا أحب أن أكون كريماً مغلوباً، من أن أكون لئيماً غالباً ))

الأستاذ جمال شيخ بكري :
 قمة العظمة سيدي أن يكون هذا الزوج ليناً.
الدكتور راتب:
 كلامك دقيق جداً هناك أزواج خارج البيت قمة في اللطف، والنعومة، والتهذيب، والابتسامة، لأن هذه مصلحة، مصلحته أن يكون له مكانة في المجتمع، المصلحة تحقق من خلال ابتسامته، ولطفه ونعومته، لكن إذا دخل إلى البيت وحش كاسر، هذه مشكلة كبيرة جداً.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 هذا لا يندرج ضمن قوله الله اعملوا؟

 

أخلاق الرجل الحقيقية لا تكون إلا في بيته :

الدكتور راتب:
 لا هذا موضوع ثان، أنا أقول كلمة دقيقة: نحن حينما نفحص إنساناً في قيادة المركبة، نفحصه في أصعب قضية في القيادة، أن يرجع على طريق متعرج ضيق، وهناك شاخصات بلاستيكية، فإذا مس واحدة سقط، هذا أصعب شيء في القيادة، أن ترجع إلى الوراء بطريق متعرج ضيق، وهناك علامات، فإذا أتقن هذا العمل كل شيء بعده سهل، أنا أقول أصعب شيء الالتزام في البيت، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(( خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي ))

[أخرجه الترمذي عن عائشة أم المؤمنين ]

الدكتور راتب:
 أما خارج البيت فشيء طبيعي أن يكون لطيفاً، وأنيقاً، ومتعطراً، وعنده ابتسامة، هذه كلها أشياء تعود عليه بالخير.
الأستاذ جمال شيخ بكري :
 كم هو جميل هذا الإنسان الرائع، أو هذه الإنسانة الرائعة عندما تنفذ قول الله عز وجل:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾

[ سورة التوبة: 105 ]

 في الواقع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي وضع يده منذ بدء هذا الحديث على مكمن الموضوع تفصيلاً، وبحث في حيثياته، دكتور أسعدنا هذا اللقاء.

 

الأم حينما تنجب أولاداً أبراراً كل أعمال أولادها في صحيفتها :

الدكتور راتب:
 لكن أريد أن أنوه تنويهاً سريعاً أن الله عز وجل حينما قال:

﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى ﴾

[ سورة آل عمران: 36 ]

 لكن الله يقول :

﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾

[ سورة آل عمران: 36 ]

 هذه الأنثى أنجبت السيد المسيح، معنى ذلك أن الأم حينما تنجب أولاداً أبراراً كل أعمال أولادها في صحيفتها:

﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ﴾

[ سورة آل عمران: 36 ]

 هي أنثى لكنها ستنجب نبياً عظيماً.

 

خاتمة و توديع :

الأستاذ جمال شيخ بكري :
 أيها الأعزاء في ختام هذا اللقاء كل الشكر لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، شكراً لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، أيها الأعزاء لقاؤنا في الأسبوع القادم بعون الله.
 و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور