- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى:(الصمد):
أيها الأخوة الأكارم، لا زلنا في اسم الله "الصمد"، الله "الصمد"، فالصمد هو المقصود في الرغائب، والمستغاث به عند الشدائد، الإنسان يتمنى صحة، يتمنى زوجة صالحة، يتمنى رزقاً وفيراً، يتمنى مكانة اجتماعية، يسأل الله الرزق الحلال، الزوجة الصالحة، الأولاد الأبرار.
الله عز وجل صمد يقصد في الرغائب ويستغاث به عند الشدائد:
إذاً الله يقصد في خير الدنيا والآخرة، والمستغاث به عند المصائب، في أمراض عضالة، كان عليه الصلاة والسلام يقول:
(( اللهم إنا نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السلب بعد العطاء ))
فالله عز وجل صمد أي يقصد في الرغائب، ويستغاث به عند الشدائد.
"الصمد" هو الذي تقدست ذاته عن إدراك الأبصار والأعيان، وتنزهت جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان، مهما تكن عاقلاً، مهما تكن متألقاً، لن تستطيع أن تحيط بذات الله العلية، لا يعرف الله إلا الله، تقدست ذاته عن إدراك الأبصار.
لذلك قال سيدنا الصديق: العجز عن إدراك الإدراك إدراك.
شخص سألك البحر المتوسط كم لتراً ؟ أي رقم تعطيه إياه فأنت جاهل، إذا قلت لا أدري فأنت عاقل.
وتنزه جلاله عن أن يدخل تحت الشرح والبيان.
"الصمد" الذي يصمد إليه، أي يقصد في الحوائج، و يقصد إليه أيضاً في الرغائب.
على المؤمن أن يقيم اتصالاً مع الله عز وجل:
لا أعتقد أنه يوجد حديث صحيح يشرح هذا الاسم كقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( إنَّ الله عز وجل يمهل حتى يذهب ثلث الليل، فينزل فيقول: هل من سائل هل من تائب، هل من مستغفر من ذنب ؟ فقال له رجل: حتى مطلع الفجر ))
من هو أعجز الناس ؟ من عجز عن أن يسأل الله.
ذكرت لكم: إن الله يحب:
(( ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع ))
إن الله يحب من عبده أن يسأله ملح طعامه، إن الله يحب الملحين بالدعاء والعبادة دعاء.
(( الدُّعاءُ مُخُّ العبادةِ ))
و "الصمد" الذي ينتظرك أن تسأله.
لا تسألــن بني آدم حاجة واسأل الذي أبوابه لا تغـلق
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يُسأل يغضب
* * *
عود نفسك أن تقيم اتصالاً مع الله، عود نفسك أن تناجيه، عود نفسك أن تتجه إليه، عود نفسك أن تسأله، أن تدعوه، أعرب عن ثقتك به، توكل عليه، كن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك.
اختيار الله جلّ جلاله هذا الاسم بذاته ليقصده عباده في المهمات في دنياهم ودينهم:
أيها الأخوة، الإمام الغزالي رحمه الله تعالى قال: الله جلّ جلاله اختار هذا الاسم بذاته ليقصده عباده في المهمات في دنياهم، وفي دينهم.
أيها الأخوة، أنا لا أرى أن هناك ما يسمى بدنيا وآخرة، أنت موجود في هذه الدنيا، أنت بحاجة إلى خيري الدنيا والآخرة، الدليل الدعاء النبوي الشريف:
(( اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ))
انظر إلى التوازن، الواقعية، الوسطية
(( أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ))
أن تعرف الحقيقة، أن تعرف العقيدة الصحيحة، أن تفهم كتاب الله فهماً عميقاً، أن تفهم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أن تعرف الأحكام الفقهية، أن تتأسى بسيد البرية، أن تجعل الصحابة قدوة لك
(( أصلح لنا ديننا ))
أن تحمل نفسك على طاعته، أن تحمل نفسك على عمل صالح تتقرب به إليه
(( أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ))
ولم ينسَ الدنيا
(( وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ))
المال قوام الحياة، اطلب من الله رزقاً حلالاً، رزقاً طيباً، رزقاً وفيراً، رزقاً من طريق مشروع، رزقاً من تجارة شرعية لا من مواد محرمة لا تطلب رزقاً بُني على إيذاء الناس، إلقاء الرعب في قلوبهم، لا تطلب رزقاً تبني به مجدك على أنقاض الآخرين، اطلب رزقاً طيباً حلالاً،
(( وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ))
يروى أن إنساناً قال: يا رب امتحنِ، أنزل بي المصائب، أنا أحبك، أنا أصبر على حكمك، أرسل له أقل مرض فلم يتحمل، فصار يقول للناس: استغفروا لهذا الكذاب أما النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان في الطائف ماذا قال ؟ قال:
(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي ))
كل إنسان بحاجة إلى خيري الدنيا والآخرة:
تأدب مع الله، و لكن
(( عافيتك أوسع لي ))
من أخبرك أنك تستطيع أن تتحمل ؟ اسأل الله السلامة.
لذلك الدنيا ضرورية مال وفير، أو مال يغطي حاجاتك، زوجة صالحة تتحصن بها، أولاد أبرار يملؤون البيت بهجة، سمعة طيبة
(( أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ))
الآخرة هي الأبد فيها:
(( ما لا عين رأتْ ـ الجنة ـ ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ ))
من خسر الآخرة خسر كل شيء:
الحقيقة أكبر خسارة، أو الخسارة الحقيقية الذي يخسر الآخرة.
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
بطولتك أن تنقل اهتماماتك للآخرة
يعني إذا تفضل الله علينا، وأوصلنا إلى شفير القبر طاهرين فهذا مكسب عظيم.
(( أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ))
النبي عليه الصلاة والسلام رأى جنازة، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( مستريح، أو مُسْتَراح منه، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ، وما المستَراح منه ؟ فقال: العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا، والعبد الفاجرُ: يستريح منه العبادُ والبلادُ، والشجر والدواب ))
فالبطولة أن يكون المرء عند الموت مستريحاً، لا مستراح منه.
علاقة الإنسان باسم الصمد:
الآن كنت أقول دائماً: أيها المؤمن لابدّ لك من موقف مع كل اسم من أسماء الله الحسنى، لك موقف، أو في تدقيق عملي يخصك، فما علاقتك باسم "الصمد" ؟ لأن الله عز وجل يقول:
﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
أنت حينما تعرف أسماء الله الحسنى تقبل عليه، تدعوه، تتجه إليه، تعلق عليه الآمال، والله عز وجل كما أقول دائماً: ينتظر منا أن نتخلق بكمال من كمالات الله، يكون هذا الكمال، قربة إلى الله، يعني الله رحيم، يمكن أن تتقرب إليه بأن ترحم خلقه، الله عز وجل عدل، يمكن أن تتقرب إليه إذا كنت منصفاً.
فلذلك من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه غير الله، أن يكون موحداً، وألا يعول إلا على الله، ثقته بالله، أمله بالله، اعتماده على الله، توكله على الله، لا يخاف إلا الله، من أدب المؤمن مع هذا الاسم ألا يقصد بحوائجه، برغائبه، إلا الله، وألا يعتمد إلا على الله، هذا من أدب المؤمن مع هذا الاسم.
أكبر أسباب العذاب الذي يصيب الإنسان أن يدعو مع الله إلهاً آخر:
لذلك هناك قول أنا أراه من أدق الأقوال، قول جامع مانع: لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه، لا تخف من أحد، لا تخف من الطغاة، خف من أن تذنب عندئذٍ يسمح لهؤلاء الطغاة أن يصلوا إليك، فإذا أرضيته، واستقمت على أمره أبعدها عنك وإذا قصرت في حق من حولك، ولم تؤدِِ ما عليك سمح لها أن تصل إليك، هذا ملخص الملخص، الحقيقة هذه وردت في هذه الآية:
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
لا يخافن العبد إلا ذنبه، لا تخف من الأقوياء، خف أن تخطئ، أو أن تظلم فالأقوياء يصلون إليك.
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
فالمؤمن لا يخاف إلا ذنبه، وعندما يقع في مشكلة لا يرجو إلا ربه، لا يخاف إلا ذنبه إذا وقع في مشكلة، لا يرجو إلا ربه، هو المعول عليه، لذلك قال تعالى:
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾
أحد أكبر أسباب العذاب أن تدعو مع الله إلهاً آخر.
من تطبيقات الصمد أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس:
من تطبيقات هذا الاسم أن يتخلق الإنسان بهذا الاسم، دقق الآن بمعنى آخر: فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس، يعني يفتح بابه لهم، يصغي إليهم، يسعى لحل مشكلاتهم، يحمل همومهم، يعين فقيرهم، ينصف مظلومهم، هذا الإنسان خرج من ذاته لخدمة الخلق، هذا الإنسان حمل هم الناس.
فلذلك التطبيق الأكبر لهذا الاسم الله عز وجل يُقصد في الحوائج والرغائب ، وأنت كمؤمن ينبغي أن تخدم الناس خدمة يجعلونك مقصوداً في حوائجهم، وفي رغائبهم ، وهذا هو الغنى الحقيقي، هذا هو النجاح، هذا هو الفلاح، أن يزداد عملك الصالح، الغنى والفقر بعد العرض على الله، بل إن الغنى الحقيقي هو غنى العمل الصالح.
﴿ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
إذاً من تطبيقات أن يتخلق الإنسان بهذا الكمال فيجعل نفسه مقصوداً من قبل الناس للخير، معيناً لهم على حوائجهم، إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه، إذا أحب الله عبداً جعله مقصوداً، وقد يزداد الضغط عليه، وقد يُسأل ليلاً نهاراً، هذا فضل من الله عز وجل، سمح لك أن تنفق، سمح لك أن تكون مقصوداً، هذا فضل كبير، أنت تعطي وغيرك يأخذ، جعلك قوياً ولم يجعلك ضعيفاً، جعلك صحيحاً، ولم يجعلك مريضاً، جعلك غنياً ولم يجعلك فقيراً.
من هنا قيل كما ورد في الحديث الصحيح:
(( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس ))
طبعاً هناك معنى مخالف، معنى عكسي: وأبغضهم إلى الله الذي يوقع الأذى بالعباد، يلقي في قلوبهم الرعب، يبتز أموالهم، يغشهم، يحتال عليهم،
(( أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس ))
أعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موت الإنسان:
هناك حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام:
(( إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله، فقيل له: كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : يُوَفِّقُهُ لعل صالح قبل الموت ))
يعني بعد أن تعرف الله الذكاء كل الذكاء، العقل كل العقل، النجاح كل النجاح الفلاح كل الفلاح، التوفيق كل التوفيق، أن يكون لك عمل صالح كبير، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، بل إن أعظم الأعمال الصالحة ما استمر بعد موتك، أنشأت ميتماً ، أنشأت ثانوية شرعية، ألفت كتاباً نافعاً، تركت ولداً صالحاً، تركت صدقة جارية، طبعاً بالمقابل: وأسوأ عمل، شرير، سيء، مفسد، أن يستمر من بعدك، أنشأ ملهى، ومات والملهى مستمر في إفساد الناس، أحياناً تقرأ آية كريمة لا شك أنها تهز مشاعرك، حينما قال الله عز وجل لسيدنا موسى:
﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾
أي كلام قاله بعض علماء القلوب، سألوا أحد الطلاب: كم الزكاة سيدي ؟ طبعاً الإجابة، قال له: عندكم أم عندنا ؟ قال له: عجيب ! ما عندنا وما عندكم ؟ قال له: عندكم اثنان ونصف في المئة، أما عندنا العبد وماله لسيده.
﴿ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾
يعني وقتك، مالك، ذكاؤك، طلاقة لسانك، خبراتك كلها في خدمة الخلق، هذه حالة اسمها:
﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾
هناك درجات عالية عند الله، هذا الذي خرج من ذاته كلياً، وجعل كل وقته، وكل ماله، وكل صحته، وكل قدراته، وكل خبراته، وكل طاقاته، في سبيل الله، هذا إنسان تنطبق عليه الآية الكريمة:
﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾
من كان الله تعالى هو المقصود في أهدافه فهو في سعادة لا يعرفها إلا من فقدها:
أيها الأخوة، انطلاقاً من هذا الاسم كما ورد في الحديث الشريف الصحيح:
(( الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ))
كما أن "الصمد" هو المقصود في الحوائج كلها، كذلك أنت أيها المؤمن بحبك للخير، بحبك لخدمة الخلق، ينبغي أن تكون مقصوداً في الشدائد كلها.
لذلك أقول لكم هذه الكلمة قرأتها مرة في مجلة: إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، فأنت أسعدهم، اخرج من ذاتك لخدمة الخلق، عندئذٍ يتولى الله شؤونك كلها، هم في مساجدهم، والله في حوائجهم.
(( مَن شَغَلَهُ قراءةُ القرآن عن مسألتي: أعطيتُهُ أفضلَ مَا أُعْطِي السائلين ))
أنت مهتم بعبادة ؟ مهتم بأحوالهم ؟ بهدايتهم ؟ مهتم بصحتهم ؟ تعتني بفقيرهم ؟ تعتني بمريضهم ؟ تعتني بامرأة أرملة تعينها على أداء ما هي مكلفة به من أيتام ؟ تهتم بالآخرين ؟ فأنت الأمور كلها ميسرة لك، إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين، هل تحمل همّ المسلمين ؟ هل يؤلمك ما يؤلمهم ؟ هل يسعدك ما يسعدهم ؟ هل تحاول أن تخفف عنهم ؟ هل لك رسالة في الحياة ؟ هل تعيش لأهداف صغيرة محدودة ؟ أم أنك تحمل رسالة تحب أن تؤديها ؟ هل تختار هدفاً ؟ لك هدف ؟.
سافرت شرقاً وغرباً لفت نظري أن الناس هناك وهناك ليس لهم أهداف إلا المتعة، الاستمتاع والرخاء، أن يأكل ويشرب، يشاهد فيلماً، أن يستمتع بالحياة فقط.
تأتي إلى بلاد المسلمين ما في مسلم ما عنده هم، هم مقدس إنه يعين إخوانه يهدي الآخرين، يقدم عملاً صالحاً.
فلذلك ينبغي أن يكون لك رسالة، وينبغي أن يكون لك هدف، فإذا كان الله سبحانه وتعالى هو المقصود فأنت في سعادة لا يعرفها إلا من فقدها، إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوب.