- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: (القوي):
أيها الأخوة الأكارم، لازلنا في اسم "القوي".
من عزا فضل الله عز وجل إليه أخطأ خطأ فاحشاً:
هناك حقائق دقيقة وخطيرة تتعلق بعلاقة الإنسان باسم "القوي"، أنت ضعيف هذا سبب قوتك، وأنت قوي مع الله هذا سبب ضعفك، حينما تشعر أنك تملك خبرات، أنك تملك قوى معينة، حينما تقول أنا، حينما تعزو فضل الله إليك لا إلى الله عز وجل، هذا سبب ضعفك، وحينما تعزو فضل الله إلى الله وحينما تُعرب عن افتقارك، هذا سر قوتك.
الآن علاقة المؤمن بهذا الاسم، متى يكون المؤمن قوياً ؟ ومتى يكون المؤمن ضعيفاً ؟ حينما يعزو الفضل إلى الله، وهذه حقيقة وليست تواضعاً، الله عز وجل تفضل عليك، منحك نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى والرشاد، منحك اختصاصاً، مكنك من شهادة عالية، مكنك من نسب تعتز به أحياناً، مكنك من قدرة فائقة ترتزق بها، حينما تعزو الفضل إلى الله يتولاك الله، وتكون قوياً، وحينما تخطئ خطأ فاحشاً، فتعزو فضل الله إليك:
﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾
أهلكه الله.
﴿ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ﴾
أهلكه الله.
﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾
أهلكهم الله.
﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ﴾
سرّ قوة المؤمن بافتقاره إلى الله وسبب ضعفه أن يعزو فضل الله إلى ذاته:
حينما تعزو فضل الله إلى الله تكون قوياً، وحين تعزو فضل الله إلى ذاتك، وهذا خطأ كبير، تكون ضعيفاً، سرّ قوتك أن تفتقر إلى الله، سر قوتك أن تكون موضوعياً في هذا الموضوع، لولا أن الله تفضل عليك، لولا أن الله مكنك، لولا أن الله أعطاك، لولا أن الله سمح لك، لولا أن الله وفقك، لولا أن الله نصرك، لولا أن الله حفظك، لولا أن الله أمدك لست شيئاً مذكوراً، فسر قوة المؤمن بافتقاره إلى الله، وسبب ضعفه أن يعزو فضل الله إلى ذاته.
طبعاً كشاهد قرآني، أصحاب رسول الله هم قمم البشر في بدر:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾
يعني مفتقرون إلى الله، هم هم، ومعهم سيد الخلق، وحبيب الحق في حنين:
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
فتخلى الله عنهم.
﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾
والله أيها الأخوة الأكارم، هذا الدرس نحتاجه كل ساعة، لا كل يوم، قبل أن تلقي درساً، قبل أن تجري عملية جراحية، حينما تفتقر إلى الله، يا رب وفقني، يا رب أنا ضعيف قوني، يا رب أنا جاهل علمني، يا رب أنا لست حكيماً ألهمني الحكمة، أنت حينما تفتقر إلى الله يأتي المدد الإلهي، تكون أقوى الناس، تكون أحكم الناس، تكون أقدر الناس.
من عزا فضل الله عز وجل إلى الله أتاه المدد الإلهي و أصبح قوياً متفوقاً:
هذا اللقاء الطيب علاقة المؤمن باسم "القوي"، قوة الله معك إذا كنت مفتقراً إليه، قوة الله معك إذا أعلنت أن كل ما تملك من خصائص من فضل الله عليك، تجد المؤمن في حديث لطيف، والله عز وجل أكرمني، الله مكني، الله سمح لي، سمح لي أن أدعو إليه هذا فضل الله عز وجل، سمح لي أن يكون عندي زوجة و أولاد، منحني أولاد، منحني أولاد في الأصل كاملي الخلق، هذه نعمة كبيرة، يقول لك عنده ولد منغولي، ما بيده شيء، عنده ابن فيه عاهة خلقية، تصبح حياة الأسرة جحيماً لا تطاق، أي غلطة بجسم ابنك يصبح البيت جحيماً لا يطاق، فإذا كنت تنعم بأولاد أصحاء، بزوجة وفية، طاهرة، هذا من فضل الله عليك، عقلك في رأسك هذه نعمة كبرى.
أيها الأخوة، الموضوع واسع جداً، حينما تعزو فضل الله إلى الله، وتعترف بفضل الله عليك، يأتي المدد الإلهي، تكون قوياً، متفوقاً، أما إذا عزوت فضل الله إلى جهدك، ودأبك، وسهرك، وذكائك، وخبراتك المتراكمة، وأنك ابن فلان، وأن تعتز بغير الله، يتخلى الله عنك، هذا الدرس يحتاجه المؤمن كل ساعة.
أنا أرى أنه قبل أن تدخل إلى عيادتك، إلى مكتبك الهندسي، إلى مكتب المحاماة إلى دكانك: اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي وعلمي، والتجأت إلى حولك وقوتك وعلمك يا ذا القوة المتين.
إن أردت أن تكون قوياً فافتقر إلى الله، إن أردت أن تكون ضعيفاً فاعتز بذاتك، وباختصاصك، وبعلمك، وبطاقتك، وبخبراتك المتراكمة، هذه واحدة.
من أقام عمله على منهج الله عز وجل كان قوياً في عمله:
الآن إذا كنت مطيعاً لله، هذا سبب قوتك، وإذا كان هناك معصية هذا سبب ضعفك.
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
إنسان بأعلى درجات الذكاء، له عمل تجاري أكل المال الحرام، وهو في أعلى درجات الذكاء غش المسلمين، وهو بأعلى درجات الاحتياط، يؤتى الحذر من مأمنه يرتكب حماقة ما بعدها حماقة، يسبب دمار نفسه، المعاصي تسبب الضعف، والطاعة تسبب القوة، والتقوى أقوى.
هناك صفقة فيها شبهة، المؤمن يركلها، لكن غير المؤمن يغرى بها، على أنها فيها شبهة، وفيها معصية يأخذها، فقد تكون هذه الصفقة سبب خسارته، أو سبب إفلاسه.
أنا أضع يدي على خصائص يحتاجها كل مؤمن، الطاعة سبب التوفيق والطاعة سبب النمو، والطاعة سبب التألق، والطاعة سبب القوة، والطاعة سبب الحفظ ، والطاعة سبب التأييد، والطاعة سبب التوفيق، إن أردت أن تكون قوياً في عملك أقم هذا العمل على منهج الله، لا تعبأ بشيء يغريك، أو بتهديد يخيفك، المؤمن لا يتأثر لا بسبائك الذهب اللامعة، ولا بسياط الجلادين اللاذعة، يرى أن الله هو كل شيء، وأنه مع الله، وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإن كان الله عليك فمن معك ؟ ويا رب ما فقد من وجدك ؟ وماذا وجد من فقدك ؟.
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر:
دائما اتهم نفسك، لا تحابي نفسك، وقعت في أشكال أين المعصية ؟ أين المخالفة ؟ أين الدخل الحرام ؟ بلا سبب لا يوجد مصيبة:
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾
من لم تحدث المصيبة في نفسه موعظة فمصيبته في نفسه أكبر, أكبر مصيبة ألا تتعظ بالمصيبة.
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾
(( ما من عثرة، ولا اختلاج عرق، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يغفر الله أكثر ))
سبب قوتك أن تعزو الفضل إلى الله، وأن تفتقر إليه، سبب ضعفك أن تعزو فضل الله إليك، وهذا سبب ضعفك، سبب قوتك أن تكون مطيعاً لله، مطبقاً لمنهج الله لأن الله سبحانه وتعالى إذا رآك في طاعة أمدك، أمدك بالقوة، أمدك بالهيبة، أمدك بالتوفيق ، أمدك بالحفظ، أمدك بالتأييد، أمدك بالنصر، إذا وجدت المعصية وجد العقاب.
التوحيد سبب قوة المؤمن:
الآن أنت موحد هذا سبب قوتك، وقعت في شرك خفي هذا سبب ضعفك، هذه البنود تلتقي مع بعضها بعضاً، لكن للتوضيح، التوحيد سبب قوتك، عدم التوحيد سبب الضعف، أنت حينما ترى أن الله وحده هو الفعال.
﴿ فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾
﴿ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ﴾
الله عز وجل:
﴿ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾
من كان موحداً رأى أن الأمر كله بيد الخالق سبحانه:
أنت حينما ترى الله فعالاً، أنت حينما ترى كما في قوله تعالى:
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
ما سلمك إلى غيره، ولو سلمك إلى غيره كيف تعبده ؟ قال لك:
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾
متى أمرك أن تعبده ؟ حينما طمأنك، قال لك: كل قضاياك عندي، صحتك ، بيتك، زوجتك، أولادك، عملك، من هو فوقك في العمل بيدي، من هو دونك بالعمل بيدي، من حولك، كل شيء يؤثر بوجودك، وبسلامة وجودك، وبكمال وجودك، وباستمرار وجودك بيدي.
أنت إذا لك معاملة بدائرة، قال لك الموافقة على هذا الطلب من اختصاص المدير العام، ولا شخص في كل هذه الدائرة من عشرة طوابق، في كل طابق فيه خمسين موظفاً، لا يستطيع واحد في كل هذه الدائرة أن يوقع لك بالموافقة إلا المدير العام، هل يعقل أن تبذل ماء وجهك لموظف ؟ لا، لا تستطيع، تتجه إلى المدير العام، هذا مثل.
الموحد إنسان قوي و متفوق:
أنت حينما تؤمن أن كل سلامتك، وسعادتك، وتوفيقك، وقوتك، وحفظك ، وتأييدك، ونصرك بيد الله، هل تتجه إلى غيره ؟ مستحيل، إذا شعرت بافتقارك إلى الله هذا سرّ قوتك، إن اعتززت بما وهبك الله إياه، وعزوته إلى نفسك هذا سر ضعفك، إن كنت مطيعاً لله، هذا سرّ قوتك، إن عصيته من أجل شيء دنيوي.من ابتغى أمر بمعصية كان أبعد مما رجا، وأقرب مما اتقى.
هذا سر ضعفك، إن كنت موحداً ترى أن الله بيده كل شيء، وأن الله سبحانه وتعالى إله في السماء، وإله في الأرض، والأمر بيده، هو المعطي، وهو المانع، هو الرافع، هو الخافض، هو المعز، هو المذل، عندما توحد تكون قوياً، لأنك أصبحت قوياً بالله، أصبحت غنياً بالله، أصبحت حكيماً بالله، أصبحت متفوقاً بالله عز وجل.
بطولة الإنسان لا أن يصل إلى القمة بطولته أن يبقى فيها:
هناك فكرة دقيقة جداً: الإنسان طموح أودع الله فيه حاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على وجوده، وأودع فيه حاجة إلى الطرف الآخر حفاظاً على بقاء النوع فيتزوج، بعد أن أكل فشبع، وتزوج فقضى هذه الحاجة، عنده حاجة ثالثة، هي تأكيد الذات، التفوق،الآن أراد التفوق، فسلك طريق القمة، الطريق صعب، بعد جهد جهيد، ومحاولات مضنية، ويقول لك معركة بالتفوق، هناك منافسون، هناك أعداء، هناك معترضون، هناك من يخذلون، بعد جهد جهيد وصل إلى القمة، اسمعوا هذا الكلام: ليست البطولة أن تصل إليها البطولة أن تبقى فيها، أما النزول من القمة تصور طريقاً من بلاط ثقيل مع صابون الصعود متعب جداً، أما النزول يتم بثانية، عند الاغترار أحد أسباب ضعف الأقوياء الغرور، القوي حينما يغتر بقوته يرتكب حماقة لا يرتكبها طفل.
المتواضع لله يُلهم الحكمة:
لذلك ليست البطولة أن تصل إلى القمة، البطولة أن تبقى في القمة، لما النبي عليه الصلاة والسلام دخل مكة فاتحاً بعد عشرين سنة من المعاناة، بعد عشرين سنة من الحروب مع قريش، بعد عشرين سنة من تنكيل قريش لأصحابه، والتآمر عليه، ومحاولة قتله، وعشرين سنة من التعامل مع اليهود، بعد هذه الحقبة دخل مكة فاتحاً، كيف دخلها ؟ دخلها مطأطئ الرأس، حتى كادت ذؤابة عمامته تلاصق عنق بعيره تواضعاً لله.
البطولة لا أن تبلغ القمة، باختصاصك، هناك طبيب بمدينة عربية طبيب نسائي له صديق طبيب، زوجته حامل، بالحمل إشكال كبير، فقال له: أنا اختصاصي، وأنا أول طبيب بهذه المنطقة، بكبر، هو طلب منه يشترك معه طبيب آخر، فغضب، وقال له: أفهم مني لا يوجد بهذه المدينة كلها، فكلامه فيه كبر، ببلد عربي أول حالة بتاريخ هذه البلد تسحب شهادة طبيب، ارتكب حماقة أثناء الولادة أودى بحياتها، ارتكب حماقة لا يرتكبها ممرض فأول إنسان تسحب شهادته لأنه تكبر.
يا أيها الأخوة، القضية دقيقة جداً، لا تقل أنا، قل بفضل الله عز وجل.
الآن الصعود للقمة صعب جداً، أما النزول منها سهل جداً، بالغرور، فالمغتر يرتكب حماقات لا يرتكبها الأطفال، والمتواضع لله يلهم الحكمة.
﴿ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ﴾
الإنسان ضعيف لا يملك شيئاً لكن يملك أن يسأل الله عز وجل:
الآن هناك فكرة دقيقة، أنت ضعيف، بالأساس ضعيف.
﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً ﴾
ولا تملك شيئاً، ضعيف، سامحوني بهذا الكلام، على جاهل، على أخرق، هذا الإنسان، الإنسان إذا كان مع الله يكون قوياً، وإذا كان مع الحكيم يكون حكيماً، إذا كان مع الرحيم يكون رحيماً، فأنت ضعيف لا تملك شيئاً، لكن تملك أن تسأل الله، بصدق.
﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُوماً مَدْحُوراً * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ﴾
الله تعالى لا يتعامل مع التمنيات فالتمنيات بضائع الحمقى:
الآن اسمعوا القانون:
﴿ كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾
اطلب شيئاً شبه مستحيل بصدق تصل إليه، اطلب أن تكون أول طبيب في العالم تصل إلى هدفك، اطلب أن تكون أكبر غني كي تحسن للفقراء، تصل لهذا، أنا هذا إيماني ما أنت فيه هو صدقك، وما لست فيه تمنياتك، الذي لم تصل إليه لست صادقاً في بلوغه والذي وصلت إليه أنت صادق فيه، كلام دقيق، ما وصلت إليه هذا طلبك، وما لم تصل إليه هذه تمنياتك.
﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾
الله عز وجل لا يتعامل مع التمنيات، التمنيات بضائع الحمقى.
ما عند الله عز وجل لا يُنال إلا بالصدق و التواضع :
لكن:
﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ﴾
فالله عز وجل ما عنده ينال بالصدق، وليكن طلبك غير معقول، اطلب ما شئت من الله، قد يجري الله على يديك خيراً لا تملك واحداً من المليون من أسبابه، بفضل الله وصلت إليه، بصدقك، اصدق الله
﴿ كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ﴾
الأحدية، لا حول ولا قوة إلا بالله، من أجمل تفسيراتها: لا حول عن معصية الله إلا بالله، ولا قوة على طاعته إلا به، حتى لو الإنسان قال أنا إرادتي قوية يمتحنه الله عز وجل.
قال لي شخص مرة: أنا لا ألتفت للنساء إطلاقاً، ولا أتأثر، ولو نظرت إليهن ولو بالغت في النظر لا أتأثر، قلت له: والله سيدنا يوسف كلامه أصحّ من كلامك، قال:
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾
انظر إلى التواضع، نبي عظيم، سيدنا إبراهيم:
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾
من اعتزّ بنفسه وقع في شرك كبير:
إذا شخص اعتز بنفسه يقع في شرك كبير،
﴿ وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾
﴿ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ﴾
عندنا بالفيزياء ما يسمى بقوى الشد، وعندنا ما يسمى بقوى الضغط، الألماس أقسى عنصر في الأرض، يتحمل قوى الضغط، أما الفولاذ المضفور أمتن عنصر في الأرض يتحمل قوى الشد، التل فريك يعلق بالحبال الفولاذية، والجسور المعلقة تعلق بالحبال الفولاذية، والمصاعد والبيوت تعلق بالحبال الفولاذية، أمتن عنصر.
ما سرّ قوله تعالى:
﴿ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
الإنسان مربوط بحبل، مهما كان ذكياً، الحبل لا ينقطع،
﴿ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
في قبضة الله، بلمحة خثرة بالدماغ شُلّ، بلمحة حادث سير، بلمحة
﴿ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾
لا تقل أنا، قل الله.
علاقة أي إنسان مع الله عز وجل لا مع أي قوي:
أيها الأخوة، بضوء هذه المعلومات الحرب بين حقين لا تكون، لأن الحق لا يتعدد، والحرب بين حق وباطل لا تطول، لأن الله مع الحق، أما الحرب بين باطلين لا تنتهي، عندنا حرب لا تكون أصلاً، عندنا حرب لا تطول، عندنا حرب لا تنتهي، مادام في طرف مؤمن الحرب تنتهي لصالح المؤمنين، مادام في طرفين غارقين في المعاصي والآثام الحرب لا تنتهي، عرفت الله من نقض العزائم.
بالتاريخ الحديث: أي جهة تألهت قصمها الله، باخرة قالوا عنها إن القدر لا يستطيع إغراقها، غرقت في أول رحلة، قالوا عن هذه المركبة المتحدي، بعد سبعين ثانية أصبحت كتلة من اللهب، عرفت الله من نقض العزائم، أي إنسان يؤله نفسه:
((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني في واحد منهما قصمته ثم قذفته في النار))
أيها الأخوة،هناك رافعة كهربائية بمعامل الحديد أساسها وشيعة كهربائية تحمل الرافعة عشرين ثلاثين طناً، وما في قوة تزيح عنها قطعة، أما العامل على هذه الرافعة في عنده مفتاح إذا ضغطه عشرة ميلي، وقطع الكهرباء عن هذه الوشيعة كل شيء يسقط.
أنا إيماني أن الأقوياء حينما يشاء الله أن ينتهوا كبسة زر، مادام قوياً الله عز وجل سمح له أن يبقى قوياً، أنت علاقتك مع الله لا مع هذا القوي، والدليل:
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾