وضع داكن
18-04-2024
Logo
أسماء الله الحسنى - إصدار 2008 - الدرس : 054 ب - اسم الله القيوم 2
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

من أسماء الله الحسنى: ( القيوم ):

 أيها الأخوة الكرام: لازلنا في اسم القيوم.

من معاني القيوم:

1 ـ القيوم هو الذي يحتاجه كل شيء في كل شيء ولا يحتاج هو إلى شيء:

  القيوم هو الذي يحتاجه كل شيء في كل شيء ولا يحتاج هو إلى شيء. إذا أيقنت بهذه الحقيقة هل يعقل أن تلتفت إلى مخلوق ضعيف في قبضة الله وتنسى من بيده كل شيء، أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً، منبع الكمال والنوال والجمال، بيده كل شيء وما سواه في قبضة ربه، فأنت إذا أرضيت مخلوقاً وعصيت الخالق فقد وقعت في خسارة كبيرة:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾

( سورة الكهف )

2 ـ القيوم هو الباقي الذي لا يزول:

  والقيوم هو الباقي الذي لا يزول، هو المقيم للعدل القائم بالقسط، القيوم هو القائم بنفسه الغني عن غيره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، هذا معنى:

﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) ﴾

(سورة البقرة)

 آية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم، القيوم هو القائم بتدبير خلقه، الله عز وجل قيوم بمعنى وجود أي مخلوق قائم به، واستمرار أي مخلوق قائم به، في الوجود قائم به، وفي استمرار الوجود قائم به.

 

3 ـ القيوم هو القائم برزق العباد:

  أيها الأخوة، يوجد معنى ثالث القيوم هو القائم برزق العباد، يا ترى في اليوم كم دابة تذبح ليأكلها الإنسان ؟ بالملايين المملينة، كم غنمة ؟ كم بقرة في اليوم ؟ المحاصيل الزراعية، تصميم من، قدرة من، صنع من، فضل من ؟ يعني بكل ثانية في رقم ستة عشر مليار طن من الماء تهبط من السماء .

الله عز وجل  قائم بتدبير خلقه:

 أيها الأخوة، وأنت نائم الأمطار تهطل، الرشيم يتحرك، المعادن تنحل في التربة، الجذر ينمو، القلنسوة في أول الجذر تحفر الصخر أحياناً، الماء تذاب فيه المعادن، هذا الماء يصعد في عروق الشجر، ينعقد الزهر، تنمو الأوراق، ينعقد الثمر تأكل أنت هذه الفاكهة، صنع من ؟ أنت نائم يوجد بالدماغ مركز التنبيه النوبي للرئتين، أنت نائم تتنفس، في تنفس إرادي الشهيق والزفير هذا تنفس إرادي، لكن في تنفس لا إرادي نوبي لو أن هذا التنفس اللاإرادي النوبي ليس موجوداً ما في إنسان ينام دقيقة ينام يموت، من سمح لك أن تنام ساعات طويلة والرئتان تعملان ؟ مركز التنبيه النوبي لو تعطل هذا المركز لا يستطيع أن ينام صاحب المرض حتى اخترعوا دواء الآن يجب أن تأخذ حبة كل ساعة يضع المنبه نام عشرة استيقظ الحادية عشرة، أخذ حبة نام ساعة استيقظ الثانية عشرة أخذ حبة، واحدة، اثنتين، ثلاثة، أربعة، حياة لا تطاق، فإذا لم يستيقظ على المنبه مات، من صمم هذا الإنسان بأن تتحرك الرئتان آلياً و هو نائم ؟

من عظمة خلق الإنسان أن ملايين الأنشطة الذكية تتم آلياً :

 أنت تأكل لو أن الله أوكل الهضم إليك تحتاج خمس ساعات بعد الأكل، الآن البنكرياس، الآن الصفراء، الآن الأمعاء الدقيقة، الغليظة، من أراحك من هضم الطعام ؟
وأنت نائم يتجمع اللعاب في فمك تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ كثر اللعاب يأتي أمر من الدماغ إلى لسان المزمار يغلق، تغلق القصبة الهوائية يفتح المري، تدفع بلعابك إلى المعدة وأنت مستغرق في النوم هذه تتم كل فترة، لسان المزمار يغلق القصبة الهوائية يفتح المري الإنسان يدفع لعابه إلى المري، غارق في النوم، وأنت نائم في مراكز الإحساس بالضغط الهيكل العظمي وما فوقه من عضلات تضغط على ما تحته من عضلات هذا الضغط يؤدي إلى أن تضيق لمعة الأوعية فالإنسان يحس بخدر أو بتنميل، تذهب رسالة من القسم الذي تحت الهيكل العظمي إلى الدماغ صار في ضغط قلّت التروية، الدماغ يعطي أمراً وأنت نائم تقلب.

﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾

( سورة الكهف )

  فالإنسان النائم يتقلب ثمان وثلاثين مرة لأربعين مرة، وأنت غارق في النوم، هو قيوم السماوات والأرض، من عظمة خلق الإنسان أن ملايين الأنشطة الذكية تتم آلياً، فرغك كُلْ ونم، وأنت نائم كل شيء يعمل، لو أن القلب بيدنا لا تنام، القلب يعمل آلياً يضخ الدم، يضخ بكل يوم ثمانية أمتار مكعبة، القلب مضخة يبدأ عملها وأنت في رحم أمك إلى أن يحين الحين إلى أن تكتب النعوة لا يكلّ ولا يملّ، تعقد مؤتمرات لأطباء القلب، يقول لك اختصاصات القلب لا تعدّ ولا تحصى، قسم عضلة القلب، قسم الدسامات، قسم نظم القلب، قسم كهرباء القلب، يا الله يوجد تقدم علمي مذهل كل حياتنا منوطة بهذه العضلة، لذلك القيوم هو الذي يقوم بتدبير أمر خلقه.

 

من رفض منهج الله عز وجل احتقر نفسه:

 إذا أنت أرضيت إنساناً وقيامه بيد الله وعصيت الخالق وهو القيوم، عصيت الذي إذا أراد الفناء لمخلوق فني فوراً، أرضيت الضعيف الفاني أنت في ضياع، لذلك لا يليق بك أن تكون لغير الله، بل إنك إن كنت لغير الله تحتقر نفسك وقد ترفض آلاف الأشياء لأنك تحتقرها لا يعجبك هذا العمل دخله قليل وجهده كبير، لا تعجبك هذه السفرة تعويضات أقل من طموحك، لا تعجبك هذه الفتاة لم ترضَ عن أخلاقها رفضت الزواج منها، فأنت ترفض في اليوم آلاف الأشياء لأنك تحتقرها إلا أنك إذا رفضت منهج الله عز وجل فأنت تحتقر نفسك.

﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ (130) ﴾

( سورة البقرة )

العاقل من عدّ عمره عدّاً تنازلياً لا عداً تصاعدياً:

 أيها الأخوة، وجود الإنسان ليس ذاتياً دققوا في هذه الكلمة: من عدّ غداً من أجَله فقد أساء صحبة الموت. إذا أنت قلت في نفسك غداً أدفع فاتورة الهاتف، فقط، أنت لا تعرف ما هو الموت، الموت يأتي بغتةً، خلال ستة أشهر أو سنة أربع خمس حالات صلى الظهر إماماً في المسجد وهو أخ صالح جداً وكان بعد العصر تحت التراب، مرة أخوة كرام واحد من الحاضرين عنده روح دعابة ونشيط يعتني بصحته عناية تفوق حدّ الخيال وقال: أنا مطول أموت هكذا قال، سألوه ما السبب ؟ الحقيقة جاء بأسباب مقنعة أنا وزني معتدل، وكل يوم أمشي، قال له يا تمشي يا تمشي، وأكله خبز نخالة وسلطات الذي حكاه كله صحيح، الذي حكاه من أسباب طول العمر، هذا الكلام قاله يوم السبت، السبت القادم كان تحت الأرض.
  من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت، والإنسان الأولى به أن يعيش حياته يوماً بيوم، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ يقول: الحمد لله الذي ردّ إليّ روحي وعافاني في بدني وأذن لي بذكره.
 من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت.

الله عز وجل  هو القيوم القائم بنفسه لا بغيره:

 الله عز وجل هو القيوم القائم بنفسه لا بغيره، والقيوم الذي يقوم به كل موجود، كل موجود في الكون قائم بالله عز وجل لأن الله عز وجل أمره كن فيكون زل فيزول، إن رأيت الشمس ساطعة فاعلم أن سطوعها وطلوعها بإمداد الله، إن رأيتها باقية فاعلم أن بقاءها بإمداد الله، قيوم السماوات والأرض، المجرات، المذنبات، الكازارات، الشمس، القمر، النجوم، الأرض، الحيوانات، النباتات، المخلوقات، البشر، الأطيار، الأسماك كلها قائمة بالله عز وجل.

4 ـ القيوم هو المربي:

 الآن في معنى آخر: القيوم هو المربي دقق في هذه الآية:

﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾

( سورة الرعد)

  هنا اقتربنا من منطقة حساسة، يعني هذا دخله حرام الله عز وجل لا يؤخره إلى يوم القيامة يعالجه في الدنيا يتلف له ماله لعله يصحو، تأتيه ضربة قاصمة ماله حرام هذا الإنسان بار بوالديه يهيئ له أولاداً أبراراً مكافأة له، هذا إنسان ذكر الله فيمن حوله فذكره الله في ملائكته وذكره في ملأ خير منهم، لا يوجد عمل تفعله إلا الله عز وجل إما أن يكافئك عليه أو أن يؤدبك من أجله.

 

لا يوجد عمل تفعله إلا أن يكافئك الله عليه أو يؤدبك من أجله:

 أحياناً يكون أب بأعلى مستوى إذا ابنه تكلم كلمة غلط بابا هذه لا تعيدها الله يرضى عليك، في أب أو أم يربيان أولادهما تربية عالية جداً في متابعة، متابعة على الكلمة لو مدّ يده اليسار ليصافح وهو صغير بابا باليمين المصافحة، في تربية من قبل بعض الآباء والأمهات بأعلى مستوى لو خلع ثيابه و ألقاها هكذا الإنسان الجيد يضع ثيابه في مكان بعد أن يطويها، هذه المتابعة الدقيقة جداً من قبل الأب أو الأم ترينا ما معنى أن الله رب العالمين.

﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾

( سورة الرعد)

  للتقريب طبيب مرّ على مريض بالمستشفى وجد ضغطه مرتفعاً أوقفوا الملح أعطوه خافضاً للضغط، طبيب مرّ على مريض آخر ضغطه منخفض زيدوا له كمية الملح في الطعام كي يرتفع ضغطه، الطبيب كلما لاحظ ظاهرة في المريض يعطي توجيهاً لمعالجتها، هذا معنى قوله تعالى:

﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ (33) ﴾

( سورة الرعد)

 هذا مستقيم يكافئه، هذا أنفق من ماله الله يرسل له رزق استثنائي ما كان في حسبانه، هذا دعا الله صادقاً فاستجاب له، هذا أوقع بين إنسانين فعاقبه الله عز وجل، هذا روّج فكرة غير صحيحة هذا يؤدبه، يفضحه، هذا تتبع عورات المسلمين يفضحه في عقر داره، هذا يوفقه.

 

الله عز وجل  يتابع الإنسان في كل حركة و سكنة:

 يجب أن تعلم علم اليقين أن الله عز وجل يتابعك على كل حركة وسكنة، هذه متابعة تربية، متابعة رحمة، متابعة حكمة، متابعة إله عظيم، فأنا أقول هذه الكلمة إذا شعرت أن الله يتابعك فاسجد لله شاكراً، معنى ذلك أنه مطموع في شفائك من هذه الأمراض، تماماً كما لو أن إنساناً معه التهاب معدة حاد هذا مرض قابل للشفاء، الطبيب يفرض عليه حمية صارمة جداً، أما لو شخص معه ورم خبيث منتشر في أمعائه وسأل الطبيب ماذا آكل ؟ قال له: كُلْ ما شئت ما في أمل، أخطر شيء أن تخرج عن العناية المشددة وأعظم شيء أن تكون ضمن العناية المشددة، إذا الله يتابعك باستمرار أي خطأ تابعك نبهك، ساق لك بعض المصائب، يجب أن تذوب محبة لله لأنك ضمن العناية المشددة، لأنه مطموع من شفائك من هذه الأمراض، أما الذي شرد عن الله شرود البعير تنطبق عليه الآية الكريمة:

﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) ﴾

( سورة الأنعام)

من نعم الله الكبرى على الإنسان محاسبته في الدنيا قبل الآخرة:

 أريد أن أؤكد لكم أن الله إذا تابعك وحاسبك في الدنيا حساباً عسيراً فهذا من نعم الله الكبرى

 أيها الأخوة الكرام، إذا الواحد منا وصل إلى شفير القبر طاهر هذا أكبر عطاء إلهي، عالجك في الدنيا، مرة خفت، مرة طمأنك، مرة ضيّق عليك رزقك، مرة نشأت مشكلة مع زوجتك أنت أرضيتها بسخط الله ردت عليك بلؤم ما بعده لؤم، أرضيتها بسخط الله عز وجل توقعت أن تكون راضية عنك، أدبك الله عن طريقها، لذلك بعضهم يقول أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي، فإذا كنت مع الله أطاعتك وعاملتك معاملة طيبة، وينبغي أن تقول المرأة و أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجي، الله عز وجل يؤدبك عن طريق أقرب الناس لك، إذا أكرمك يُسخر عدوك لخدمتك، وإذا أراد التأديب القاسي يتطاول عليك أقرب الناس إليك، هناك رجال يبكون من شدة القهر.

 

على كل مؤمن أن يستقبل الشدائد في الدنيا على أنها تربية حانية من الخالق:

 أيها الأخوة، الذي أتمناه أن يستقبل المؤمن الشدائد في الدنيا على أنها أدوية من الله، على أنها تربية حانية رحيمة، عجب ربك من أقوام يساقون إلى الجنة بالسلاسل، الناس في معظمهم على الرخاء والدعاء والأمن والغنى تفتر همتهم فالله يسوق لهم بعض الشدائد.
 مثلاً في بلاد فيها نعيم فوق التصور يقابل هذا النعيم بعد عن الله عز وجل، في بلاد فيها شدائد فيها ضغوط تجد الناس ساقهم الله إلى بابه، المساجد ممتلئة، التوبة كثيرة، العمل الصالح كثير من شدة الضغوط، أساساً الألماس أصله فحم من شدة الضغط والحرارة صار ألماس، أنت خذ هذا مثل لك، إذا عليك ضغوط شديدة وفي أزمات صعبة جداً وأنت تمشي صح مستقيم أرادك الله أن تكون في أعلى مقام، يقول عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق وحبيب الحق:

(( لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ ))

[ أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة وابن حبان]

 وهو سيد الخلق وحبيب الحق فمعنى ذلك كل محنة للمؤمن المستقيم وراءها منحة وكل شدة وراءها شدة إلى الله عز وجل، هذا التفاؤل.

 

دعاء النبي في التهجد:

 كان عليه الصلاة والسلام إذا قام من الليل يتهجد ويقول: اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض، ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت لا إله غيرك.
 هذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في التهجد.

معرفة الله أكبر مهمة للإنسان في الدنيا:

 أيها الأخوة، لا تنسوا أن أحد أكبر مهمات الإنسان في الدنيا أن يعرف الله ومن أبرز ما في معرفته أن تعرف أسماءه الحسنى وصفاته الفضلى:

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) ﴾

( سورة الأعراف )

 وإذا عرفت اسم القيوم استغنيت عن الخلق وتوجهت إلى الحق.

 

وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا :

 أيها الأخوة، قال بعض العلماء: من معاني يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، الحياة متضمنة جميع صفات الكمال والقيومية متضمنة لجميع كمال الأفعال فأنت إذا قلت يا حي يا قيوم عبّرت عن تعظيمك لصفات الله التي كلها كمال، ولأفعال الله التي كلها كمال، يا حي يا قيوم هناك آثار تشير إلى أن الحي القيوم اسم الله الأعظم، وأنا ذكرت من قبل أن اسم الله الأعظم الله، اسم الله الأعظم الرحمن الرحيم، اسم الله الأعظم يا حي يا قيوم، وهذا لا يمنع أن يكون معنى آخر لاسم الله الأعظم، المعنى الآخر أنك إن كنت فقيراً اسم الله الأعظم المغني بالنسبة لك، وإذا كنت مظلوماً العدل، وإذا كنت جاهلاً اسم الله الأعظم العليم، وإذا كنت قاسي القلب اسم الله الأعظم الرحيم.
 يا أيها الأخوة:

﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) ﴾

( سورة الأعراف )

(( يا عبادي لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا في صَعيدٍ وَاحدٍ، فَسألُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسانٍ مِنْهُمْ ما سألَ لَمْ يَنْقُصْ ذلكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئاً إِلاَّ كما يَنْقُص البَحْرُ أنْ يُغْمَسَ المِخْيَطُ فِيه غَمْسةً وَاحدَةً ـ دققوا الآن ـ فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزّ َوَجَلّ،َ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ))

[ رواه مسلم عن أبي ذر ]

﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾

( سورة الشورى )

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور