- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( القيوم ):
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم القيوم، هذا الاسم ورد في القرآن الكريم مقترناً باسم الحي كما قوله تعالى:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ (255) ﴾
﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) ﴾
وهذا الاسم أيضاً ورد في السنة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
((...أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي ثُمَّ دَعَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى...))
شأن آية الكرسي في القرآن الكريم شأن كبير:
الحقيقة آية الكرسي لها شأن كبير في القرآن الكريم:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ (255) ﴾
الآن بالمعنى اللغوي من هو القيم ؟ القيم هو السيد، القيم هو المدير، قيم المكتبة أمينها وسيدها ومن بيده أمرها، القيوم مبالغة من القائم بالأمر، في إنسان مدير مستشفى، مدير معمل، مدير مؤسسة، مدير جامعة، قد يكون محبة عمله تغلغلت في أعماقه فهيأ في مكتبه سريراً ليعمل على مدار اليوم والليلة، يتابع كل قضية، يسأل عن كل جزئية، يعالج أية مشكلة، يتابع أي موظف، يدير شؤون هذه المؤسسة برعاية وعلو وحكمة واختصاص ورحمة، يعني يقال أحياناً محبة هذا العمل سارية في دمه، هذا لا يقال له قائم على هذه المستشفى يقال له قيوم، أحياناً إنسان يتفانى في خدمة من حوله، يتابع كل قضية، يقيم كل أمر، يحاسب كل إنسان، يعطي حوافز، يعطي مكافآت، يعطي عقوبات، يبدل، يغير، لأن هدفه أن تكون هذه المؤسسة صاعدة في نمو هذا لا يسمى قيّم المؤسسة قيّم المستشفى قيّم الجامعة نسميه بصيغة المبالغة قيوم.
تطابق الدين مع الفطرة تطابقاً تاماً:
أيها الأخوة، دين القيمة:
﴿ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) ﴾
أي دين الفطرة، يتطابق هذا الدين مع الفطرة تطابقاً تاماً، أي شيء أمرك الله به أنت مجبول عليه، مفطور عليه، مولف عليه، مبرمج عليه، لذلك لمجرد أن تطيع الله عز وجل تشعر براحة لأنك وجدت فطرتك، لأنك انسجمت مع فطرتك، لأنك قبضت ثمن طاعتك في الدنيا قبل الآخرة.
تصور مركبة مصممة لطريق معبد سرت بها على طريق وعر، أحجار وحفر وأكمات، أصوات تعثر، شيء ينكسر، فلما انتقلت بها إلى الطريق المعبد سارت بسلاسة ونعومة وبلا صوت وبسرعة، نقول هذه السيارة المصممة على الطريق المعبد حينما سرت بها على الطريق المعبد ارتاحت وانسجمت أعطتك كل إمكاناتها، أنت ارتحت معها وأراحتك هي.
فلذلك الإنسان سلامته وسعادته بطاعة ربه لأنه مبرمج كذلك، لذلك قالوا دين الإسلام دين الفطرة، الدليل:
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه﴾
من معاني القيوم:
1 ـ القيام بالذات والبقاء على الصفات:
الآن القيوم في اللغة من صيغ المبالغة، قد تكون المبالغة مبالغة كم أو نوع من فعل قام يقوم قوماً وقياماً، ويأتي الفعل على معنيين الأول القيام بالذات والبقاء على الوصف، نحن جميعاً قيامنا لله، الله عز وجل يمدنا بالحياة، الكبد يقوم بخمسة آلاف وظيفة فإذا قطع الله عنه الإمداد أصبح مجرد نسيج لحمي يباع في الأسواق كبد الأنعام (يقال لها سوداء)، كان جهازاً بالغ التعقيد.
الله عز وجل قيوم السماوات والأرض موجود بذاته:
العين لا شيء يعدلها فإذا مات الإنسان لا شيء، في بعض المسالخ عين البقر تلقى في المهملات، العين لا قيمة لها من دون إمداد، فعينك تحتاج إلى إمداد، أذنك تحتاج إلى إمداد، لسانك يحتاج إلى إمداد، قلبك يحتاج إلى إمداد، رئتاك تحتاج إلى إمداد، فإذا قطع الله الإمداد عن هذه الأعضاء فقد الإنسان حواسه كلها، فقد عقله، فقد حركته، فقد وجوده، فالله عز وجل قيوم السماوات والأرض موجود بذاته.
مرة ثانية المعنى الأول القيام بالذات، لكن مع مرور الزمن يضعف بصر الإنسان يحتاج إلى نظارة، يضعف سمعه يحتاج إلى تقوية سمع، أحياناً ينحني ظهره، فالقيوم يعني القيام الذاتي دون إمداد خارجي والبقاء على الصفات، تبدل صفات ما، مرة أستاذ توفي ـ رحمه الله ـ قال يا بني أنا قبل خمسين سنة كنت أنشط من الآن، شيء طبيعي كل سن له ترتيب، قال قبل خمسين سنة أكثر نشاطاً من الآن، فالله عز وجل قيوم يعني قيامه ذاتي وصفاته ثابتة وباقية لا تتبدل لا تتأثر، لا يوجد ضعف بصر، لا يوجد خرف، أحياناً يخرف الإنسان يعيد القصة مئة مرة، أحياناً ينسى، أحياناً يضعف سمعه، أحياناً تبطئ حركته، فهذا فعل الزمن، سيدنا عمر بن عبد العزيز الليل والنهار يعملان فيك. لا يوجد إنسان ما عنده صورة قبل عشرين سنة أو قبل ثلاثين أو قبل خمسين، جلد مشدود وسامة رشاقة، الآن تجده الله يساعد كل واحد له ترتيب معين.
القيوم القيام بالذات والبقاء على الصفات.
2 ـ إقامة الغير والإبقاء عليه:
المعنى الثاني إقامة الغير والإبقاء عليه، لأن كل مخلوق ما سوى الله مفتقر إلى الله في وجوده وفي استمراره، فالقيوم بذاته الباقي على صفاته هذا من أسماء الذات، أما المقيم لغيره والمثبت لصفاتهم هذا من أسماء الأفعال، نحن كما تعلمون هناك اسم ذات، اسم صفات، اسم أفعال، اسم تنزيه.
وعلى هذين المعنيين القائم بذاته المقيم لغيره تدور كل عبارات القيوم.
الله عز وجل قائم بتدبير أمور الخلق وتدبير العالم بجميع أحواله:
كملخص القيوم القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره والباقي أزلاً وأبداً، والقيوم هو القائم بتدبير أمور الخلق وتدبير العالم بجميع أحواله، فهو القائم بأمور خلقه في إنشائهم وتولي أرزاقهم وتحديد آجالهم وأعمالهم وتربيتهم ومعالجتهم والاستجابة لهم ودفعهم إلى ما فيه خيرهم وتأديبهم، هو العليم بمستقرهم ومستودعهم.
﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا (6) ﴾
يعني ممكن بعض الحيوانات تعيش في رؤوس الجبال (الوعول)، هذه الحيوانات تجد ينابيع ماء في رؤوس الجبال، لو سألت أي إنسان على إلمام بالفيزياء يقول لك: لا بد لهذه الينابيع التي في رؤوس الجبال من مستودعات لها في جبال أعلى منها، في تمديد دقيق مستحيل، نبع ينبع في رأس جبل معنى مستودعه في جبل آخر أعلى من هذا الجبل هذا على مبدأ الأواني المستطرقة، أحياناً في أكبر بلد إسلامي في أرقام مختلفة لكن أقل رقم سمعته ثلاث عشرة ألف جزيرة وسمعت سبعين ألف جزيرة، لكل جزيرة نبع ماء والتمديد تحت سطح البحر، أرواد في بلدنا فيها نبع ماء، أمطار هذه الجزيرة الصغيرة القزمة لا تكفي لهذا النبع، لا بد من مستودع لهذا النبع في جبال في الساحل والتمديد تحت البحر، هذا معنى قيوم السماوات والأرض.
الله عز وجل مصدر حياتنا و قيامنا:
أيها الأخوة، القيوم هو الذي يقوم به كل موجود، ولا يتصور وجود مخلوق كائناً من كان إلا بالله عز وجل، ولا يتصور استمرار حياة مخلوق كائناً من كان إلا بالله عز وجل فإذا قرأت آية الكرسي قبل أن تنام وقبل أن تسافر وقبل أن تقوم بعمل:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ (255) ﴾
مصدر حياتنا وقيامنا.
الله تعالى قائم بنفسه كامل في وصفه:
مرة ثانية أحياناً في الإعادة إفادة، القيوم سبحانه وتعالى القائم بنفسه الذي بلغ مطلق الكمال في وصفه ؛ والباقي بكماله ووصفه على الدوام دون تغير أو تأثر أو تأثير، فقد يكون الحي سميعاً، أنا سميع، لكن هذا السمع يتأثر مع مضي الزمن يقول والله لا أسمع فيفتقر إلى وسيلة هي مقوية سمع أحياناً يضع سماعة أو آلة، فهذا الذي يتبدل سمعه مع مضي الزمن ليس قيوماً، يسمع لكن هذا السمع أصابه الضعف وكذلك البصر، الإنسان يحتاج إلى نظارة، هو كان من الممكن أن تبقى شاباً إلى ساعة الموت، القلب والأوعية لا في تصلب شرايين، ولا في اضطراب بنظم القلب، ولا في ضعف في القلب، ولا ضعف بصر، ولا ضعف سمع، ولا ضعف حركة، كان من الممكن لأن الله على كل شيء قدير، ولأن ما سوى الله ممكن، ومعنى ممكن أن يكون على ما هو كائن أو على خلاف ما هو كائن، لكن لحكمة بالغة بالغة بالغة جعل الله تبدلاً يجري على هذا الإنسان بعد سن معين، بعد الخمسين يقول والله معي آلام في الظهر، معي التهاب بالمفاصل، معي شحوم ثلاثية زيادة، في تبدل مستمر، هذا التبدل في الصحة، ضعف بصر، ضعف سمع، آلام في الظهر، آلام في المفاصل، يقول لك السكر مرتفع عندي، قال تجار السكر إذا كانوا مبتلين بمرض السكر فإذا انخفضت الأسعار يرتفع عندهم السكر، سكر دمهم يرتفع إذا انخفضت أسعار السكر، هذا شأن الإنسان ضعيف.
الأعراض السلبية في صحة الإنسان رسائل خفيفة من الله عن اقتراب الموت:
أنا أرى أن هذه التبدلات التي تطرأ على صحة الإنسان بعد سن معين هي رحمة من الله كبيرة، هي دروس لطيفة، هي رسالة من الله أن يا عبدي أن اقترب اللقاء هل أنت مستعد له ؟ لاحظ الإنسان بعد الخمسين، يحكي بالمشي، يحكي بالسلطة، يحكي بأكل خفيف، يحكي بمواد بروتينية، يحكي بضبط الغذاء، يحكي بالرياضة، ثم يصير معه مجموعة أدوية أينما مشي معه أدويته، هذه قبل الأكل وهذه بعد الأكل ثم تأتي النعوة، في غير ذلك ؟ الحديث عن الرياضة والصحة والأكل الخفيف والسلطات والخضار والفواكه بعد مجموعة أدوية ثم تطلع النعوة هذا الطريق الذي نمر به جميعاً بشكل إجباري.
أيها الأخوة الكرام، لذلك الإنسان هذه الأعراض السلبية في صحته هي في حقيقتها رسائل خفيفة من الله أن يا عبدي قد اقترب اللقاء بيننا، هل أنت مستعد له ؟
من أراد معرفة مقامه فلينظر فيما استعماله الله:
شيء آخر الله عز وجل أعطاك القيام، هو الذي أقامك فإذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما أقامك، وأنا أحياناً حينما أرى إنساناً له عمل صالح أهنئه بكلمة آثر أن أذكرها دائماً أقول له: إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك، أنت لك دعوة إلى الله نعمة كبيرة، لك عمل شريف، لك تجارة مشروعة، لك زوجة وأولاد، ما عرفت الحرام في حياتك، إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك.
كل مخلوق قيامه ليس ذاتياً فتأخذه سنة أو نوم:
أيها الأخوة، الآن إنسان قائم بالله وصفاته لا تزال كما هي لكن تأخذه سنة أو نوم يتعب، تذهب إلى حلب ترى مركبة كبيرة جداً ثمنها ملايين مملينة تدهورت، لأن السائق أصابه النوم، والطرقات المستقيمة والجيدة جداً لها سلبية واحدة أن الإنسان إذا سار فيها صار في صوت رتيب، والصوت الرتيب يدعو إلى النوم، أكبر خطر ينتظر السائقين في الطرقات العالية المستوى أن ينام، وفي إنسان ألهمه الله شيئاً من الحكمة يكتشف الإيجابيات في كل السلبيات، الطرق الوعرة لها إيجابية واحدة لا تنام فيها، انتبه كل شيء سلبي فيه إيجابي، الطرق الممهدة جيداً لها سلبية النوم أما المخلوق لأن قيامه ليس ذاتياً تأخذه سنة أو نوم.
أما الله عز وجل:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ (255) ﴾
أكبر خطأ يرتكبه الإنسان أن يقول أنا لأنه دائماً في قبضة الله:
شيء آخر إذا لقيت إنساناً أمامك يحدثك قائم بالله، يتحرك حركته بالله، يرى رؤيته بالله، يسمع سمعه بالله، فكل صفات هذا الإنسان من الله عز وجل، أكبر خطأ يرتكبه الإنسان أن يقول أنا، أنت قائم بالله، أنت في قبضة الله، أنت في ثانية واحدة تصبح خبراً بعد أن كنت رجلاً، من هنا كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من نومه يقول الحمد لله الذي ردّ إليّ روحي.
أعرف أناساً كثيرين نام فلم يستيقظ مست يد زوجته جسمه فإذا هو بارد فقامت وقد صعقت ميت، في حالات كثيرة ينام لا يستيقظ.
إذاً النقطة الدقيقة كما قال عليه الصلاة والسلام: الحمد لله الذي ردّ إليّ روحي وعافاني في بدني.
استيقظت ترى، تسمع، تتحرك، تتوضأ، هذه نعمة كبيرة جداً سمح لك أن تعيش يوماً جديداً، وأمدك بالصحة، وأذن لك بذكره.
(( وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ))
يوجد إنسانة تعمل في الفن وتابت، عملت محاضرة ببلدة غربية سمعت أنا المحاضرة تقول: بعد أن تبت إلى الله صرت أستيقظ على صلاة الفجر بعد أن كنت آتي إلى بيتي بعد الفجر، بعد الفجر بالمعاصي أما قبل الفجر بالطاعات.
(( من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ))
في صلاة الفجر ضمان من الله أن يسلمك وأن يحفظك طوال النهار، وصلاة العشاء في المسجد ضمان لك أيضاً أن يحفظك وأن يسلمك طوال النهار.
المؤمن من يرى أن قيامه و حياته كلها بيد الله سبحانه:
المؤمن يرى أن قيامه بالله دائماً، ذكاءه، عقله، حكمته، سمعه، بصره، دسامات قلبه، شريانه التاجي، نمو الخلايا المنضبط لو كان نمواً عشوائياً ورم خبيث، الدم سيولة مناسبة جداً ما صار جلطة، فما دام الإنسان معافى سليم في عناية إلهية فائقة جداً، الإنسان أحياناً تأتيه المصيبة فجأة خثرة في الدماغ فَقَد حركته وفقد نطقه، من هنا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أعوذ بك يا رب من فجأة نقمتك، و تحول عافيتك، و جميع سخطك ))
عدم تصور وجود شيء ولا دوام شيء إلا بالله:
العلماء قالوا لا يتصور وجود شيء ولا دوام شيء إلا به (إلا بالله)، لذلك أحمق إنسان، أغبى إنسان هو الذي يقول أنا قالها إبليس:
﴿ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ ﴾
فأهلكه الله.
و لي قالها فرعون:
﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ﴾
أغرقه الله.
و عندي قالها قارون:
﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾
ونحن قوم بلقيس:
﴿ قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ ﴾
أهلكهم الله عز وجل، لا تقل أنا أو لا تقل أنا تواضعاً، أنت كذلك أنت لا شيء.
كن مع الله ترى الله معك واترك الكل وحاذر طـمعك
وإذا أعطــاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعـك
* * *
ملك الله للكون خلقاً وتصرفاً ومصيراً:
أيها الأخوة، كأن كلمة القيوم حاسمة في آية الكرسي:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) ﴾
الحياة به، ودوامها به، وانتهاؤها به، والقيام به، والدوام به، والانتهاء به.
﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ (255) ﴾
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) ﴾
﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ (255) ﴾
ملك الله لهذا الكون خلقاً وتصرفاً ومصيراً.
التوحيد ألا ترى مع الله أحداً:
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (255) ﴾
من يستطيع أن يجمع شيئين إلا بإذن الله، الدواء تشربه من سمح له أن يشفيك من مرضك ؟ الله عز وجل، فلان وصل إليك نال منك من سمح له ؟ الله عز وجل، فلان أكرمك من ألهمه ؟ الله عز وجل، هذا التوحيد ألا ترى مع الله أحد، هو الرافع هو الخافض هو المعز هو المذل هو المعطي هو المانع هو الممد، كل حياتك قائمة به.
﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (255) ﴾
في ملكه.
﴿ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) ﴾