- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم، إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( الخبير ):
أيها الأخوة الكرام، لازلنا في اسم الخبير ولكن قبل أن نمضي في متابعة هذا الاسم العظيم لا بد من مقدمة كي أوضح لكم أين موقع أسماء الله الحسنى من العلوم الإسلامية ؟
هناك علم بخلق الله تعالى و علم بأمره و علم به:
قال بعض العلماء هناك علم بخلقه، وهناك علم بأمره، وهناك علم به، أما العلم بخلقه اختصاص الجامعات في الأرض ؛ الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الطب، الهندسة، التاريخ والجغرافيا، علم النفس وعلم الاجتماع، علم الجيولوجيا وعلم الطبيعيات وعلم الأحياء، اختصاص الجامعات في العالم هو العلم بخلقه، في ظواهر، في ظاهرة فيزيائية موضوع علم الفيزياء، في ظاهرة كيميائية موضوع علم الكيمياء، في ظاهرة نفسية كالغضب موضوع علم النفس، في ظاهرة اجتماعية كالعصيان موضوع علم الاجتماع، في ظاهرة فلكية موضوع علم الفلك وهدف هذه العلوم البحث عن القوانين، والقانون علاقة ثابتة بين متغيرين مقطوع بصحتها يؤيدها الواقع عليها دليل، هذا اختصاص الجامعات في الأرض.
أما العلم بأمره هذا اختصاص كليات الشريعة في العالم الإسلامي، الأمر والنهي، الفرائض والواجبات والمستحبات والمباحات والمكروهات والمحرمات، أحكام الزواج، أحكام الطلاق، أحكام الإرث، أحكام الكفالة، الحوالة، القرض، الآجار، الاستئجار، المضاربة، المزارعة، المساقات، كتب الفقه يعني تملأ العالم الإسلامي هذا علم بأمره.
قبل أن أمضي في الحديث عن العلم به، العلم بخلقه والعلم بأمره يقتضيان المدارسة، معنى المدارسة في طالب ومعلم وفي كتاب وفي دوام وامتحان في مذاكرة وفي أطروحة وفي مناقشة وفي نجاح وفي رسوب وفي شهادة، هذه النشاطات كلها تعني المدارسة والنبي الكريم يقول: إنما العلم بالتعلم.
العلم بخلقه أصل صلاح الدنيا، و العلم بأمره أصل صلاح الآخرة:
ما في إنسان صار عالماً إلا تتلمذ على يد عالم ودرس وفتح كتاباً وقرأ وراجع وذاكر وقدم امتحانات ونحج ورسب وأخذ شهادة وتعين وأكل وشرب ثم مات، هذا علم بأمره، العلم بخلقه والعلم بأمره يقتضيان المدارسة إلا أن العلم به شيء آخر، ممكن أن يكون الإنسان في أعلى درجة من العلم بخلقه معه بورد ويكون ما فيه دين وأنت لا يعنيك من أعلى طبيب في الأرض دينه، يعنيك علمه فقط، يقول لك أول جراح قلب، فالعلم بأمره وبخلقه معلومات حقائق قوانين دقائق مودعة في الدماغ فقط أما النفس شيء آخر، في بالعالم علماء كبار غير ملتزمين إطلاقاً، مرة لمحت أستاذاً جامعياً كبيراً في رمضان لا يصوم، العلم بأمره وبخلقه شيء والتدين شيء آخر.
العلم بخلقه أصل في صلاح الدنيا والغربيون تفوقوا تفوقاً مذهلاً سيطروا على الطبيعة بمفهومهم، والعلم بأمره أصل في صلاح العبادة، أنت إذا عرفت الله كيف تعبده لا بد من معرفة أمره، فالعلم بخلقه أصل في صلاح الدنيا والعلم بأمره أصل في صحة العبادة أما العلم به فشيء آخر.
أصل الدين معرفة الله:
أيها الأخوة، دروس أسماء الله الحسنى من العلم الثالث علم به، من هو الله ؟ وكنت أقول دائماً أصل الدين معرفة الله إنك إن عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الله وإن عرف الأمر و لم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر، وهذا واقع العالم الإسلامي مليار وخمسمئة مليون ليس لهم وزن في العالم، مليار وخمسمئة مليون وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل، مع أن الله يقول:
﴿ وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ﴾
لهم علينا ألف سبيل وسبيل.
﴿ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾
هم ليسوا غالبين الآن.
العلم بخلقه والعلم بأمره يقتضيان المدارسة بينما العلم به يقتضي المجاهدة:
لذلك أيها الأخوة، العلم به شيء آخر، العلم به لا يقتضي المدارسة يقتضي المجاهدة، أنت حينما تجاهد يكشف لك الله بعض الحقائق، العلم به مسعد، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ... ))
حلاوة الإيمان شيء وحقائق الإيمان شيء آخر، حقائق الإيمان معلومات، أفكار، أحكام، فتاوى، نصوص، تحليل نصوص، تفسير، هذه حقائق الإيمان أما حلاوة الإيمان إن لم تقل أنا أسعد الناس، عندئذ نقول لم تذق حلاوة الإيمان، إن لم تكن غنياً بالمعنى النفسي، إن أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك، إن أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، إن أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله.
من عرف الله ألقى في قلبه السكينة و السعادة:
العلم به شيء آخر، العلم به أن تعرفه إن عرفته عرفت كل شيء وإن فاتتك معرفته فاتك كل شيء، إن عرفته ألقى الله في قلبك السكينة، وبالسكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، إن عرفته شعرت بالأمن الذي لا يعرفه إلا المؤمن والدليل:
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾
(( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ... ))
طريق أن تذوق حلاوة الإيمان، طريق أن تقول أنا أسعد الناس، طريق أن يؤتيك الله الحكمة، طريق أن يؤتيك الله السعادة، طريق أن يؤتيك الله الرضا، طريق أن تكون عالماً:
(( أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ))
من ذاق حلاوة الإيمان سعد بها وإن فقد كل شيء وشقي بفقدها ولو ملك كل شيء:
أنا أقول لكم لو سألت مليار وخمسمئة مليون إنسان هذا السؤال أليس الله ورسوله أحب إليك مما سواهما ؟ أنا لا أصدق أن واحداً يقول لا، نعم ليس هذا هو المعنى، المعنى أن يكون الله في قرآنه في الأمر في القرآن والنهي في القرآن، ورسوله في سنته أحب إليك مما سواهما عند التعارض، حينما تتعارض مصلحتك المتوهمة مع حكم شرعي تركل مصلحتك بقدمك، تضعها تحت قدمك وتقول إني أخاف الله رب العالمين، الآن تذوق حلاوة الإيمان، ثمنها باهظ، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله غالية، إذا وضعت مصالحك المتوهمة المادية في الدنيا تحت قدمك وقفت على جانب الحكم الشرعي والأمر الإلهي والنهي الإلهي، الآن يسمح الله لك أن تذوق حلاوة الإيمان هذه الحلاوة تسعد بها وإن فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء.
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا(124) ﴾
حلاوة الإيمان ثمنها باهظ تحتاج إلى مجاهدة و ضبط و أمانة و عفة:
قد يكون أغنى الأغنياء قارون غني جداً، وفرعون قوي جداً ومع ذلك فإن له معيشة ضنكا، أما المؤمن:
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
حلاوة الإيمان تحتاج إلى مجاهدة، تحتاج إلى ضبط، تحتاج إلى صدق رسالة، تحتاج إلى أمانة، تحتاج إلى غض بصر، تحتاج إلى عفة، تحتاج إلى وفاء، تحتاج إلى عدل، تحتاج إلى إنصاف، هذا الذي أتمنى أن يكون واضحاً لدى أخوتنا الكرام.
العلم به ليس معلومات في الدماغ، لا، العلم به تسري ثمار هذا العلم إلى كيانك كله، كل كيانك كتلة تواضع، كتلة علم، كتلة فهم، كتلة رحمة، كتلة عدل، كتلة إنصاف، العلم به يتغلغل إلى كيانك كله، المؤمن يلفت النظر بتواضعه، بإنصافه، إذا ما تعامل الموظف الصغير في محلك كما تعامل ابنك لا تعرف الله، إذا عندك خادمة إن لم تعاملها كما تعامل ابنتك بالضبط لم تذق حلاوة الإيمان، إن لم تقل الحق ولو كان مراً، والله ما رأينا خيراً منك بعد رسول الله (يا لطيف غلط غلطة كبيرة) فأحدّ فيهم النظر، حتى كاد يقطعهم، إلى أن قال أحدهم: لا والله لقد رأينا من هو خير منك، قال له: من ؟ قال: أبو بكر الصديق، قال سيدنا عمر: لقد كذبتم جميعاً وصدق (عدّ سكوتهم كذباً)، قال: والله كنت أضل من بعيري، وكان أبو بكر أطيب من ريح المسك.
هذا الإنصاف، عندك إمكان تكون منصفاً ؟ إذا مدح أمامك إنسان أو إذا ذم أمامك إنسان وهو طيب أن تدافع عنه إن كان ميتاً.
ألم يبدلك الله خيراً منها السيدة عائشة ؟ لا ؛ والله صدقتني حينما كذبني الناس وآمنت بي حينما كفر بي الناس، وأعطتني مالها وواستني، وما أبدلني الله خيراً منها، وكانت بعمر والدته، عمرها أربعون سنة عندما تزوجها، هذا الوفاء.
معرفة أسماء الله الحسنى من باب العلم به:
حلاوة الإيمان شيء آخر، حلاوة الإيمان يجعلك أسعد إنسان، حلاوة الإيمان يجعلك حكيماً، يجعلك مندفعاً إلى العمل الصالح، يجعلك جريئاً، شجاعاً، منصفاً، تقول كلمة الحق ولو كانت على نفسك، هذه حلاوة الإيمان، لذلك معرفة أسماء الله الحسنى من باب العلم به، في فرق العلم به شيء، والعلم بخلقه شيء آخر، والعلم بأمره شيء آخر، العلم بأمره وبخلقه يحتاجان إلى مدارسة، أما العلم به يحتاج إلى مجاهدة لذلك قالوا جاهد تشاهد.
الله عز وجل خبير ببواعث كل إنسان:
أيها الأخوة، ورد اسم الخبير في القرآن الكريم في أكثر من أربعين آية والآيات الكثيرة جداً هذه صياغتها والله بما تعملون خبير، يعني الإنسان أحياناً يعمل عملاً لا يشك أحد من الخلق أنه عمل سيئ بل طيب، شخص تبرع بخمسين دونماً لإنشاء مسجد والأراضي غالية جداً لو سمع هذا الخبر مليون إنسان يثني عليه ما شاء الله هذا محسن كبير، أما هذا الذي تبرع جاء من يهمس في أذنه أنك إذا تبرعت بهذه المساحة تضطر البلدية أن تنظم لك الأرض، أرضه كبيرة جداً فإذا نظمتها إلى محاضر ارتفع سعرها عشرة أضعاف، هو في الأصل لا يصلي، من يعرف هذه الحقيقة ؟ الله جل جلاله:
﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) ﴾
قد تعمل عملاً لا يشك أحد من الخلق إلا أنه عمل طيب لكن النية ليست كذلك فالله عز وجل خبير ببواعثك، وقد تدّعي شيئاً وأنت على خلافه من يعلم الحقيقة ؟ وقد تريد شيئاً في الظاهر ولكنك في الباطن لا تريد، والله اشتقنا لك وأنت ما اشتقت له أبداً ولا تستطيع أن تراه ولكن هذه مجاملة، قد تريد شيئاً بالظاهر لكنك في الباطن تريد غيره، وقد ترحب وأنت تبغض من يعلم الحقيقة وقد تغضب وأنت تحب، إنسان قريب منك جداً وأخطأ تغضب أشد الغضب ويرتفع صوتك لكنك تحبه.
حقيقة العمل لا يكشفها إلا الخبير سبحانه:
حقيقة العمل، مؤدى العمل يكشفه الخبير هو الذي يعلم ذلك، الخبرة علم بدقائق الأمور، ببواطنها، ببواعثها، بأهدافها البعيدة، بما يخامر فاعلها من مشاعر، هو الخبير لذلك الناقد بصير.
يا أبا ذر جدد السفينة فإن البحر عميق وأكثر الزاد فإن السفر طويل وأصلح النية فإن الناقد بصير وخفف الأثقال فإن في الطريق عقبة كؤود لا يجتازها إلا المخفون.
قد تجد إنساناً يعمل عملاً طيباً ويسوق الله له مصائب كثيرة تحتار، يا أخي مستقيم يصلي ويصوم ويؤدي زكاة ماله وله سمعة طيبة والمصائب تترا عليه أنت لا تعلم لكن الله يعلم.
والله أيها الأخوة، في قصة أرويها كثيراً لأنني تأثرت بها، كنت أمشي في بعض أسواق دمشق، خرج من أحد المحلات رجل، واعترضني، وقال: أنت تخطب في المسجد ؟ قلت: نعم، قال لي: البارحة إنسان بأحد أسواق دمشق المغطاة بائع أقمشة سمع إطلاق رصاص، فمدّ رأسه ليرى ما الخبر، فإذا رصاصة تستقر في نخاعه الشوكي فشُلَّ فوراً، قال لي: ما ذنبه ؟! أليس العمل عبادة ؟ إنسان عنده عيال، عنده أولاد جاء لمحله التجاري وفتحه حتى يسترزق أين الخطأ ؟ أين الذنب ؟ هو في عمل في بيع وشراء ؟ عمل مباح، قلت: والله أنا لا أعلم، أنا أثق أن الله عادل لكن لا أعلم هذا الجواب.
لحكمة بالغة بالغة بالغة في عندي في المسجد مدير معهد بعد عشرين يوماً قال لي أنا ساكن في الميدان أحد أحياء دمشق قال لي: لنا جار فوقنا مغتصب بيت لأولاد أخيه الأيتام وخلال ثماني سنوات رفض أن يعطيهم إياه، فشكوه إلى عالم جليل هو شيخ قراء الشام توفي رحمه الله فاستدعاه ورفض أن يعطيهم البيت بوقاحة، هذا العالم حكيم خاطب أبناء أخوته وقال لهم: يا أولادي هذا عمكم، لا يليق بكم أن تشكوه إلى القضاء، اشكوه إلى الله، هذا الكلام كان الساعة التاسعة مساءً الساعة التاسعة صباحاً هو نفسه الذي أطلّ برأسه ليرى ما الخبر فجاءت رصاصة لا تقول طائشة قل مصيبة، رصاصة مصيبة فاستقرت في عموده الفقري فشل.
أيها الأخوة، الله خبير أنت لا تعلم لا تعتب على الله.
على كل إنسان ألا يسيء الظن بالله عز وجل:
مرة أحد أخوانا الكرام يستمع إلى حوار باللغة الإنكليزية في إذاعة في أوربا فكان الحوار بين مفتي بلد إسلامي في أوربا وأصابه ما أصابه من قهر وقتل والآن استقال وبين طبيب، يقول هذا المفتي في هذا البلد الإسلامي الأوربي: أخوتنا في الشرق لا يعتبوا على الله من أجلنا، نحن لسنا مسلمين ننتمي إلى الإسلام لكن نحن نأكل الشيء الحرام ونضع أموالنا في المصارف ونأكل الربا، نأكل ونشرب الخمر، قال هكذا واقع المسلمين.
حدثني خطيب من فمه إلى أذني ما في وسيط توفي رحمه الله من أصل أوربي قال لي: أذهب كل سنة إلى بلدي في أوربا وألقي خطبة في أكبر جامع أمامي عشرة آلاف، من شدة التأثر بخطبتي كل واحد معه قارورة خمر يشربها في الجامع لأنه تأثر ما هذا الكلام الرائع، فقال: أخوتنا هناك في الشرق لا يعتبوا على الله من أجلنا نحن لسنا مسلمين لكن بعد هذه المحنة الشديدة أصبحنا مسلمين. كلام دقيق فأنت لا تعلم كن أديباً مع الله، الله عز وجل يعلم السر وأخفى، أنت لك الظاهر، ترى إنساناً يوم الجمعة يلبس روب أبيض، متعطر بعطر مسك غالٍ جداً، ومعه مسبحة تركواز يطقطق بها، ويأتي إلى الجامع ويجلس أول صف، هل تعرف ماذا فعل يوم الخميس في الليل ؟ لا تعرف أنت، أنت تراه بوضع رائع جداً، الله عز وجل يعلم الباطن، يعلم الخلفيات، يعلم ما لا تعلم، فأنت استسلم لله عز وجل، وأنا أنصح أخوتنا الكرام أكثر القصص التي نعرفها، نعرفها من آخر فصل فقط، مالها معنى بصراحة، أما هذه القصة الذي قال لي ماذا فعل هذا ؟ لا أعلم، أما لما جاء من يخبرني ماذا فعل مع أبناء أخوته وكيف رفض أن يعطيهم حقهم وكيف قال العالم الجليل اشكوه إلى الله، أنت لا تعلم لذلك عود نفسك ألا تسيء الظن بالله، عود نفسك أن تقول لا أعلم حتى كان السلف الصالح إن أراد أن يكتب تزكية يقول هذا علمي به فإن غيّر وبدّل فلا علم لي بالغيب.
من عرف الله تأدب معه:
سيدنا الصديق لما اختار سيدنا عمر ليكون من بعده خليفة هناك من خوفه بالله، قال: أتخوفونني بالله لو أن الله سألني يوم القيامة أقول يا رب وليت عليهم أرحمهم، هذا علمي به فإن بدّل وغير فلا علمي لي بالغيب.
لذلك السلف الصالح يقول أحسبه صالحاً ولا أزكي على الله أحداً. الله خبير الموضوع عميق يا أيها الأخوة، والله أتمنى أن يكون لكل اسم خمسة دروس أو عشرة دروس في قصص في حقائق في أدلة في آيات يجب أن نعرف الله كلما عرفته تأدبت معه، كلما عرفته لزمت جانب الصمت، أبلغ موقف أن تكون صامتاً لا تعرف لك الظاهر والله يتولى السرائر.
من عرف الله اتجه إليه و تقرب منه:
أيها الأخوة، مرة ثانية:
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ﴾
دققوا:
﴿ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
تعرف إلى اسم الخبير عندئذ لا تسيء الظن بالله، تعرف اسم الرحيم، اسم القوي، اسم الغني، إن عرفت أسماءه دعوته، توجهت إليه، شاب خاطب ومضى على عقد القران سنة ونصف ما وجد بيتاً و الأمر على وشك أن تفسخ هذه الخطبة بلغه أن في إنسان محسن كبير ويحب الله كثيراً وعنده بيتين ثلاثة ليس بحاجة لهم، لما بلغه هذه الخبر توجه إليه، لما بلغك أن في محسن كبير يحب العمل الصالح وعنده بيتين ثلاثة وهو يحب أن يقدمهم لطالب زواج مؤمن وأنت مؤمن هذه المعلومات تدفعك إليه لذلك:
﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾
اعرفه من أجل أن تتجه إليه، اتجهت إليه كيف تتقرب منه ؟ بكمال مشتق من كماله، حتى الرحيم يحبك ارحم عباد الله، حتى العدل يحبك كن منصفاً، جاءتك ابنتك تشكو زوجها اتصل مع زوجها وقل له ما القصة، لعلها أزعجتك اسأله، لا يسأله أبداً رأساً يحجزها ويحاول ينتقم من صهره، طول بالك وكن منصفاً.
لذلك أيها الأخوة، أسماء الله الحسنى تصنف مع العلم به والعلم به شيء آخر.