- أسماء الله الحسنى
- /
- ٠2أسماء الله الحسنى 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من أسماء الله الحسنى: ( الآخر):
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم "الآخر".
ورود اسم الآخر في القرآن و السنة:
ورد هذا الاسم في قوله تعالى:
﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
وقد ورد أيضاً في السنة الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول:
(( اللهم أَنت الأولُ فليس قبلك شيء، وأنت الآخِرُ فليس بَعدَك شيء، وأنت الظَّاهِرُ فليس فوْقَك شيء، وأنت الباطِنُ فليس دُونَك شيء، اقْضِ عنا الديْنَ وأغْنِنا من الفقرِ ))
مرة الإمام علي رضي الله عنه قال: " واللهِ والله مرتين، لحفر بئرين بإبرتين مستحيل ! وكنس أرض الحجاز في يوم عاصف بريشتين، مستحيل أيضاً ! ونقل بحرين زاخرين بمنخلين، مستحيل ! وغسل عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين، مستحيل ! أهون عليّ من طلب حاجة من لئيم لوفاء دين.
اللغة العربية تعدّ من أرقى اللغات الإنسانية من حيث التصريف:
"الآخر" اسم فاعل، لمن اتصف بالآخرية، اللغة العربية لغة التصريف، لغة الاشتقاق، وهي في رأي العلماء الكبار الأجانب من أرقى اللغات الإنسانية، يعني في فعل ماضي، فعل مضارع، فعل أمر، اسم فاعل، اسم مفعول، اسم مكان، اسم زمان، اسم آلة، اسم تفضيل، صفة مشبهة باسم الفاعل، كل هذه المشتقات من أصل واحد، باللغة العربية، كتب، يكتب، اكتب، كتابة، مكتب، كاتب، مكتوب، أما باللغة الأجنبية الطاولة تيبل، وكتب رايت، والكتاب بوك، من ثلاث مواد، أما اللغة العربية تعدّ من أرقى اللغات الإنسانية من حيث التصريف.
بل إن اللغة العربية تتمتع بسعة في التعبير، ففي اللغة نظر لها أحوال كثيرة تقول مثلاً: شخص، هذا نظر مع الخوف.
﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾
هناك رنا أي نظر مع المتعة، رنوت إلى المنظر الجميل، حدج: نظر مع المحبة، حدث القوم ما حدجوك بأبصارهم، هناك لمح، لمح: نظر وأعرض، ماشٍ في الطريق يوجد باب مفتوح، نظرت فإذا امرأة، أنت مؤمن غضضت عنها البصر، لاح شيء: ظهر واختفى، لاح بين الغيوم طائرة، حدق: نظر بدهشة حتى اتسعت حدقة عينه، حملق: نظر بحدة حتى ظهر حملاق عينه، استشف: نظر، وفحص الثوب بيديه، استشف، استشرف: نظر وتمطى.
اللغة العربية من أوسع اللغات اشتقاقاً، لكن اللغة تضعف بضعف أهلها، وتقوى بقوة أهلها.
تعريف الآخر من حيث اللغة:
على كلٍ: "الآخر" اسم فاعل لمن اتصف بالآخرية، و "الآخر" يقابل الأول
﴿ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ﴾
و "الآخر" لما بقي من المدة الزمنية، جاء في آخر الوقت، والرقم الذي يلي الأول "الآخر" في الأرقام العددية، أو ما يلي الأول في البعدية والنوعية، أو لما بقي في المواضع الأرضية، هذه كلها معاني عليها شواهد من كتاب الله، ولكن نكتفي بشاهدين "الآخر" الذي يقابل الأول قال تعالى:
﴿ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا ﴾
و "الآخر" لما بقي من المدة الزمنية في قوله تعالى:
﴿ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
وهناك شواهد كثيرة على المعاني الدقيقة لكلمة الآخر.
لكن الذي يعنينا، يعنينا اسم الله "الآخر"، الله "الآخر" المتصف بالبقاء، والآخرية هو "الآخر" الذي ليس بعده شيء، و "الآخر" الباقي بعد فناء خلقه.
﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾
الفرق الكبير بين أن الله باقٍ ببقائه الذاتي وبين أن يكون المؤمنون في الجنة إلى الأبد:
لكن هناك سؤال دقيق يعد إشكالية في الموضوع آيات كثيرة تؤكد أن المؤمنين في الجنة:
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ﴾
المؤمنون في الجنة خالدون في الجنة أبداً، فكيف نجمع ونوفق بين أن الله هو الآخر وليس بعده شيء، وبين أن المؤمنين في الجنة خالدين فيها أبداً ؟ الإجابة سهلة جداً الله عز وجل باقٍ وليس بعده شيء، ببقائه هو، من أسمائه أنه باقٍ، من أسمائه أنه "الآخر" لكن إذا أراد الله للمؤمنين أن ينعموا في جنة إلى أبد الآبدين هؤلاء باقون بإبقاء الله لهم، فرق كبير بين أن نفهم أن الله باقٍ ببقائه الذاتي، وبين أن يكون المؤمنون في الجنة إلى أبد الآبدين، نقول: المؤمنون باقون بإبقاء الله لهم، هذه الإشكالية إن صحّ التعبير تتوضح بشكل جلي إذا ضربنا المثال التالي:
الله عز وجل يصف النبي عليه الصلاة والسلام فيقول، يعني قل لهم:
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
النبي على عظم شأنه، وعلى علو مقامه، وعلى أنه سيد الخلق، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم، لا يعلم الغيب، لا يعلم الغيب إلا الله، وأي إنسان، وأية جهة، تدعي أنها تعلم الغيب، قل لها بملء فمك أنتم كاذبون، لا يعلم الغيب إلا الله، وعلى الرغم من أن هذا العصر عصر علم، وعصر تنوير، هناك خرافات، وهناك مشعوذون، وهناك دجل لا يعلمه إلا الله، الغيب لا يعلمه إلا الله.
النبي الكريم لا يعلم الغيب لكن إذا تحدث عن المستقبل فبإعلام الله له:
شيء آخر: أحاديث كثيرة تتحدث عن أشراط الساعة، كيف نوفق بين أن النبي الكريم لا يعلم الغيب، وبين أنه نطق بأحاديث صحيحة عن أشراط الساعة، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه، ألم ندرك هذا الزمان ؟ مما يرى، ولا يستطيع أن يغير، إن تكلم قتلوه وإن سكت استباحوه، موت كعقاص الغنم.
قبل يومين بلغني أن مذبحة راوندا قتل فيها ثمانمئة ألف بأيام، موت كعقاص الغنم، لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيما قُتل.
عندنا مصطلح جديد اسمه التطهير العرقي، هذا الذي تقتله ماذا فعل ؟ أسلب مالاً ؟ انتهك عرضاً ؟ أسفك دماً ؟.
موت كعقاص الغنم، لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيما قُتل.
من علامات قيام الساعة:
(( يكون الولد غيظاً وأن يكون المطر فيظاً وأن تفيض الأشرار فيضاً، ويغيض الكرام غيضاً ))
(( إذا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غير أهله فانتظر السَّاعة ))
من علامات قيام الساعة:
(( أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتُها ))
أم مؤمنة، طاهرة، عفيفة، مربية، تنجب بنتاً تدرس، تقول لك أمي دقة قديمة
(( أنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتُها ))
أحاديث كثيرة هذا موضوع مستقل، فكيف نوفق أن الله عز وجل في القرآن الكريم يقول عليه الصلاة والسلام:
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
والنبي تكلم أحاديث كثيرة عن أشراط قيام الساعة، أيضاً الإشكالية تحلّ بهذه الجملة، النبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم الغيب لكن إذا تحدث عن المستقبل فبإعلام الله له.
الحقائق التي علّمها الله تعالى لسيدنا محمد تجعل الإنسان يرفض مئات التأويلات:
لكن بالمناسبة: من أجل أن نعلم حقيقة هذا النبي العظيم، أول صفة:
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
الصفة الثانية قل:
﴿ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً ﴾
الصفة الثالثة:
﴿ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً ﴾
لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، و
﴿ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً ﴾
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
أية جهة في الأرض من آدم إلى يوم القيامة تدعي أنها تعلم الغيب، أو تملك أن تضر إنساناً، أو أن تنفعه اركل أفكارها بقدمك، هذه حقيقة النبوة،
﴿ لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً ﴾
﴿ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً ﴾
﴿ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ﴾
﴿ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ﴾
هذا حجم سيد الخلق، وحبيب الحق، هذا الحجم لا يستطيع إنسان في الأرض أن يتجاوزه.
لذلك بهذه الحقائق تركل بقدمك آلاف القصص الخرافية، والشطحات ، والتأويلات، والتخرصات، والدجل، والشعوذة.
التجديد في الدين أن ننزع عنه كل ما علق به مما ليس منه:
أيها الأخوة، شخص سألني عن إيمانك بضرورة التجديد في الدين، قلت له: الدين توقيفي، الدين ليس منتجاً أرضياً، خاضعاً للتجديد، والتطوير، والتعديل، والحذف ، والإضافة، هذا دين توقيفي من عند الله، ولكن إذا سمحت لنفسي أن أقول تجديد في الدين فالتجديد في الدين لا يعني إلا أن ننزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، يعني حجر صار أسود، ضربناه بالرمل فعاد أبيضاً، أرجعت حجر هذا البناء إلى نصاعته، أن أنزع عن الدين كل ما علق به مما ليس منه، هذا هو التجديد، التجديد في الدين لا يزيد عن هذا لأنه من عند الله، لأنه من عند المطلق.
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾
من توغل في الماضي أو الحاضر أو المستقبل وصل إلى الله أما الإنسان فله وضع آخر:
أيها الأخوة، لو تحركت نحو الماضي، نحن في القرن الواحد والعشرين ، القرن العشرين، التاسع عشر، العاشر، الثامن، السابع، السادس، الأول، ما قبل الميلاد ستة آلاف سنة قبل الميلاد الفراعنة، لو توغلنا في الماضي، في النهاية نصل إلى الله، هو الأول.
لو تحدثنا عن المستقبل، القرن الحادي والعشرون، الثاني والعشرون، القرن الثلاثون، في النهاية نصل إلى الله هو "الآخر"، لو توغلنا في الماضي نصل إلى الله، وإذا استشرفنا المستقبل نصل إلى الله،
﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ﴾
لذلك أما الإنسان وضع آخر، قال تعالى:
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ﴾
الإنسان يولد يفرح أهل البيت، ويزغردون، يفرحون أنه ولد سليماً، أكبر فرحة عند الولادة أنه جاء سليماً، كامل الأوصاف، الآن بعد حين تظهر أسنانه، يحتفلون، بعد حين يمشي يحتفلون، بعد حين يصبح نظيفاً يحتفلون، بعد حين يأخذونه إلى المدرسة، يتعلم الفاتحة، كل ما جاء ضيف، بابا تعال أسمعنا الفاتحة، أي الأب اختل توازنه لما ابنه قرأ له الفاتحة، كبر الابن، دخل المدرسة، يعني القصة طويلة، من ابتدائي، للإعدادي، للثانوي، دخل جامعة، في مشكلة العمل الآن، يا ترى وظيفة ؟ تجارة ؟ هذه مشكلة، هيأ عملاً، الزواج، طويلة ؟ قصيرة ؟ مناسبة غير مناسبة ؟ عندنا مشكلة الزواج، مشكلة العمل، بعد ذلك ما أنجب ولداً، يا ترى السبب هو أو هي ؟ كل مرحلة بالحياة لها هموم، تزوج، وأنجب أولاداً، ابنه في معه تشوه خلقي، يا ترى ماذا نعمل ؟ مراحل نمشي بها جميعاً، بعدها صار بالأربعين، بالخمسين يجب الآن أن يلعب رياضة، ويجب تخفيف وزنه، ويجب أن يأكل خضار وفواكه، وأن يأكل خبز نخالة، تجد حديث الذي بالخمسينات والستينات، كله بهذا الموضوع، تمشي كل يوم ؟ نعم الحمد لله، عندما كان شاباً كان يطحن الحجر، الآن يهمه الرياضة، يهمه المشي، بعد ذلك معه كيس أدوية، عشرة حبات كل يوم، بعد ذلك تأتي النعوة، أليس كذلك ؟
﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ﴾
بطولة الإنسان معرفة الله عز وجل:
الإنسان ليس باقياً، وكل مرحلة في اهتمام، يكون بالجامعة، الأساتذة والامتحانات، والمادة الصعبة، والأستاذ جاء بأسئلة غير متوقعة، وتدخل بمتاهة، تخطب يا ترى أنا الله وفقني بهذه الزوجة، ما وفقني ؟ مليحة غير مليحة ؟ تسرعت ما تسرعت تعمل شراكة مع شخص، كل مرحلة لها هموم.
(( من جَعَلَ الْهُمُومَ هَمّاً وَاحِداً هَمَّ الْمَعَادِ كَفَاهُ اللَّهُ هَمَّ دُنْيَاهُ ))
اعمل لوجه واحد، يكفيك الهموم كلها،
﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ﴾
الله عز وجل باقٍ، أما أنت متطور.
مرة قال لي أستاذ (رحمه الله)، قال لي مداعباً: سبحان الله أنا من خمسين سنة أنشط من الآن، قلت له: طبعاً، لا يبقى على هو إلا هو، فالبطولة أن أجعل همي أن أعرف الله.
هناك كلمة لسيدنا عمر بن عبد العزيز: الليل والنهار يعملان فيك، كل واحد منا عنده صورة قديمة، صورته هو وبالعشرين، والخامسة عشر، بالثلاثين، في وضع آخر، يعني بالستين في صورة ثانية، بالخامسة والستين، بالسبعين، كلما تقدم به السن يصبح وجهه تضاريس، فيه خطوط، وتجاعيد،...إلخ.
الليل والنهار يعملان فيك، ردك على الليل والنهار: فاعمل فيهما، اعمل عملاً صالحاً.
العاقل من عمل لآخرته:
(( بادِرُوا بالأعمال سبعا: هل تُنْظَرون إلا فَقْرا مُنْسيا ))
(( وكاد الفقر أن يكون كفراً ))
(( أو غِني مُطغيا ))
زوجته محجبة، سافر إلى بلد نفطي، جاءه دخل كبير، بعث لها برسالة، إن لم تأتِ بأحدث صرعات الأزياء أنت لست زوجتي، غنى مطغي، والغنى المطغي مصيبة لأن الله عز وجل علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون، أما الرابعة، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، الغنى المطغي مصيبة.
(( أو مَرَضا مُفسِدا ))
هناك أمراض تجعل حياة الإنسان جحيماً لا يطاق، فشل كلوي، تشمع كبد، خثرة في الدماغ.
(( أو هَرَما مُفنِدا ))
نشأ لا على طاعة الله، فلما تقدمت به السن أصابه الخرف، وقد ورد في الأثر أنه:
(( من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت ))
في هذا البلد الطيب منذ سنوات أقيم حفل تكريم لعلماء القرآن الكريم، كانوا سبعة فيما أذكر، كلهم فوق التسعين:
(( من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت ))
العاقل من أعدّ العدة قبل أن يلقى الله عز وجل:
أيها الأخوة:
(( بادِرُوا بالأعمال سبعا: هل تُنْظَرون إلا فَقْرا مُنْسيا، أو غِني مُطغيا، أو مَرَضا مُفسِدا، أو هَرَما مُفنِدا، أو موتا مُجْهِزا، والدجالَ ))
عمله بعكس أقواله، أتينا إليكم من أجل حريتكم، من أجلكم، الحقيقة من أجل نهب ثرواتكم، وقتل شبابكم، وقهركم.
(( والدجال ؟ والدَّجَّالُ شَرُّ غائب يُنَتظَرُ، والساعةَ ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرّ ))
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾
هناك مدينة عربية أصابها زلزال، لي قريب هناك يقسم لي بالله أن زوجته من شدة الرعب حملت وليدها الصغير الرضيع، وانطلقت إلى الشارع، وفي الشارع فوجئت أنها تحمل حذاء زوجها وليس وليدها، أقسم لي بالله،
﴿ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾
إخوانا الكرام، بشكل علمي واضح، ممكن أن نستيقظ نحن جميعاً وأنا معكم كل يوم كاليوم السابق ؟ في يوم من الأيام ينشأ تطور بالجسم، إذا كان هذا بوابة الخروج يتفاقم إلى أن تعلق النعوة، كل بطولتك، وكل ذكائك، وكل عقلك أن تعدّ لهذه الساعة التي لا بد منها، كل مخلوق يموت، ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت:
و الليل مهما طال فلا بد من طلوع من الفجر
والعمر مهما طال فلا بد من نزول القبــر
***
و كل ابن أنثى و إن طالت سلامته يومـاً على آلة حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبـور جنــازة فاعلم بأنك بعدهــا محمول
***