وضع داكن
29-03-2024
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 015 - القندس مهندس معماري بالفطرة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بيت القندس:

 سوف نرى الآن شيء لا يصدق عن حيوان اسمه القندس ، يقوم بأعمال بأعلى درجة من الذكاء والخبرة ، فالقندس معماري بارع ، بل يرقى إلى مستوى أكبر المهندسين ، هذا القندس يبني بيته في ماء راكد

 فإن وجد ماء جاري كهذا الماء الذي يجري أمامنا لا بد من أن ينشئ سداً ، يجعله بحيرة تمهيداً لبناء بيت بهذا الماء

 الآية الدقيقة :

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

( سورة طه )

 هداه على مصالح ، هداه إلى حاجاته ، هذا القندس يقطع الشجر ليجعل منه سداً

 يحول الجدول من الماء إلى بركة هادئة ساكنة ، وقد زوده الله وقبل أن يقطع الأشجار يتغذى على أوراق الأشجار كما نرى في هذا الفيلم

 بعدئذٍ يتجه إلى جذوع الأشجار ، ويقضمها بأسنان صممت خصيصى كي تقضم الأشجار كما نرى تماماً ، أسنان القندس تنمو باستمرار ، لأن أكثر شيء يستهلكه أسنانه

 لكن الشيء الذي لا يصدق أنه في أثناء قضم هذه الأشجار يجعل بطريقة معقدة جداً تنحدر نحو الماء باتجاه الماء ، كما انحدرت الشجرة ـ تهوي الشجرة باتجاه الماء لا باتجاه الآخر ، 

لأنه لا يستطيع أن يجرها ـ هو يجرها ، لكن هو يوفر الوقت والجهد ، الآن انحدرت نحو الماء ، القندس يسبح في الماء سباحة راقية جداً عنده قوائم ليس فيها فرق بين أصابعه كالبطة تماماً ، وعنده مجداف في ذيله ، مجداف كبير جداً

 هو الآن يأخذ هذه الشجرة ، أولاً يأخذ منها أغصانها ، وينقلها إلى مكان السد ، ثم يأخذ جذع الشجرة ، ويضعه هنا ، الشيء الذي نراه يفوق حد الخيال ، حيوان ليس عنده عقل ، ولكن لأن الله فطره هكذا ، الآن يضع هذه الجذوع في أماكنها ، ويتابع العمل

 أستاذ علاء ، القندس مع زوجته يقطعان في العام 400 شجرة ، في العام الواحد من أجل تشكيل سدود ، تحول الجداول إلى برك ساكنة ، تمهيداً لإنشاء البيت

 طبعاً هذه الشجرة بعيدة عن الماء ، مالت إلى الأرض ، الآن يقطع أغصانها ، ويأخذ هذه الأغصان لتعينه على تشكيل السد ، ثم يسحب جذعها ، هو وزوجته فقط

 بعد قليل نرى هذا الجدول أصبح بركة ماء ساكنة ، أما الشيء الذي يلفت النظر أن أسنان القندس تنمو باستمرار .

قد يفوق الحيوان ببعض خصائصه الإنسانَ :

 أنا لي ملاحظة : أحياناً الحيوان يفوق ببعض خصائصه الإنسان ، فقد يرى 8 أمثال الإنسان ، والكلب يشم مليون ضعف عن شم الإنسان :

﴿ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

التكليف أرقى خصائص الإنسان :

 الحقيقة أن خصائص المخلوقات شيء مدهش ، الله عز وجل خلق المخلوقات ، وأعطاها خصائص ، إلا أن الإنسان مكلف ، والتكليف أرقى هذه الخصائص ، مكلف أن يعرفه ، وأن يعرف منهجه ، وأن يستقيم على أمره ، وأن يسعد بقربه في الدنيا والآخرة .

 الحيوان له عالم آخر ، كما قال سيدنا علي كرم الله وجهه : " رُكِبَ المَلَك من عقل بلا شهوة ، ورُكِبَ الحيوان من شهوة بلا عقل ، ورُكِبَ الإنسان من كليهما ، فإذا سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة ، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان " .

 

 شيء آخر ، تسبح هذه القنادس في الماء سباحة بدقة بالغة ، وتعيش في البر لكن الشيء الغريب أن بيتها يجب أن يبنى في الماء الراكد وهو فوق الماء ، مدخله الوحيد من الماء ، وكأنها في حصن حصين ، مدخل البيت من الماء ، أما هو فوق الماء ، بعد قليل نرى هذا البيت .

شيء آخر : بعد نشاط يدوم أشهراً هذا السد قد يكلف القندس عدة شهور لبنائه ليأتي جذوع الأشجار ، مع أغصان الأشجار ويضعها فوق بعضها منسقاً ، من حين لآخر يصحح بعض ما فعله في الحين الماضي حتى يكون السد منيعاً ومحكماً ، وهو يفعل هذا بتصوير طبيعي .
المذيع :

 وهو يعرف أن ضغط الماء في الأسفل يكون أكثر من ضغط الماء في الأعلى لذلك تكون الكمية والسماكة في الأسفل أكبر .
الأستاذ راتب :
 لكن شيء آخر ـ لقد تعلم الإنسان بناء السدود من القندس ـ أما الآن فنرى سداً صنعه الإنسان متوافقا تماماً مع السد الذي صنعه القندس

 الإنسان يحمل دكتوراه بالهندسة ، وعنده علم مكانيك التربة ، وعنده خصائص المياه ، وضغوط المياه ، نظرة إلى هذا السد الذي صنعه القندس يطابق تماماً السد الذي صنعه الإنسان ، إذاً الآية مرة ثانية :

﴿ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ﴾

 هذه القنادس ملهمة منذ ولادتها على أن تبني هذه السدود ، مجهزة بأسنان تنمو باستمرار ، وهذا شيء ليس سهلاً ؛ أن تنمو الأسنان باستمرار .
 أستاذ علاء ، هناك مخلوقات لو قطعت يدها تنمو لها يد أخرى ، وهذا فوق طاقة البشر ، هناك بعض الديدان لو قطعتها نصفين ينمو نصفها الأول الذي فيه الرأس ذنباً ، وينمو الذنب الذي بغير الرأس رأساً .

 إذاً هذا يبين قدرة الله عز وجل ، هذا بيت القندس ، البيت فوق الماء لكن مدخله من تحت الماء ، ليكون في حماية ـ يعني الفوهة من تحت الماء ـ وعنده في البيت عدة غرف ، وحاجاته مؤمنة ، ويعيش حياة هادئة وديعة مع أهله

 لذلك مرة سأل ملك وزيره من الملك ؟ قال : أنت ، قال : لا الملك رجل لا نعرفه ولا يعرفنا ، له بيت يؤويه ، وزوجة ترضيه ، ومسكن يكفيه ، إنه إن عرفنا جهد في استرضائنا ، وإنا إن عرفناه جهدنا في إحراجه .
 الآن هذا السد مقعر من الداخل ، تماماً كما يفعل القندس ، هذا من آيات الله الدالة على عظمته ، وقد قال الله عز وجل :

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾

( سورة الذاريات )

 هذا الإله العظيم يعصى ؟ هذا الإله العظيم يُكفر ؟ ألا تبتغى جنته ؟ ألا تخشى ناره ؟

(( يا ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ ورد في الأثر ]

 الحقيقة أنه في الأرض آيات لمن أراد اليقين ، أنا أرى أن التفكر في خلق السماوات والأرض ، هو أوسع باب ندخل منه على الله ، وأقصر طريق إلى الله .

إن في خلق السموات والأرض آيات :

المذيع :
 هنا بعض مشاهد من هذا السد ؟
الأستاذ راتب :

نعم هذه بعض مشاهد من هذا السد الذي صنعه القندس .

المذيع :

 

 لاحظ سيدي حتى جعل له أماكن لتفريغ المياه ، وتخفيف ضغط المياه حتى لا تأخذ المياه هذا السد في طريقها نتيجة حالة الضغط والانجراف .

الأستاذ راتب :
 والآية الدقيقة في هذا الموضوع :

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

( سورة آل عمران الآية : 190 )

 هذا بيته من الداخل ، هنا يدخل من الماء إلى بيته ، وفي عنده عدة غرف في بيته طبعاً متى بنى هذا البيت ؟ بعد أن أقام هذا السد ، والسد يحتاج إلى أربعة أشهر ، ويحتاج إلى عدد كبير من الأشجار يقطعاها بأسنانه ، الله عز وجل يقول :

﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾

﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

( سورة يونس الآية : 1 )

 يدعونا الله إلى أن نعرفه ، هذا القندس .

 

 

المصدر
ندوات تلفزيونية \ قناة سوريا الفضائية - الإيمان هو الخلق - الندوة : 17 - مقومات التكليف : الفطرة - الفطرة وخصائص النفس ـ حيوان القندس

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور