وضع داكن
01-05-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 113 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(48-48) : صفحة من المصحف.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، أخواننا الكرام، ما زلنا نتابع الحديث عن هاء الضمير التي تكني العرب بها عن المفرد الغائب المذكر، قلنا إن العرب عندهم هذه الهاء (هُ)، إن وقعت بين متحركين، أي قبلها متحرك وبعدها متحرك، فإنهم يشبعون ضمتها أي يطولون ضمتها، حتى يتولد منها واو لفظية، وإن كانت مكسورة مثل، (هِ)، يشبعون كسرتها حتى يتولد منها ياء لفظية بشرط أن تقع الهاء بين متحركين، لما نقول بشرط أن تكون الهاء بين متحركين، هذه حالة من أربع حالات عقلية، بقي ثلاث حالات أن يكون قبلها ساكن وبعدها متحرك، وأن يكون بعدها ساكن وقبلها إما متحرك أو ساكن، الحالات الثلاثة الباقية لا صلة فيها، وهذا ما تقوله اللجنة في كلامنا اليوم، انظروا إلى الصفحة، (ح)، في آخر المصحف من السطر الرابع من أسفل.
 قالت اللجنة: وإذا سكن ما قبل هاء الضمير المذكورة وتحرك ما بعدها فإنه، يعني حفص، لا يصلها إلى في لفظ ( فيه)، في قوله تعالى: (يخلد فيه مهانا)، في سورة الفرقان، إذاً هذا الموضع بالذات فإن حفصاً روى عن شيخه عاصم صلة هذه الهاء بياء لفظية مع أن ما قبل الهاء ساكن، وهو حرف الياء، كان القاعدة أن يقول، (ويخلد فيهِمهانا)، بدون صلة، قال علماؤنا: هذه الصلة صلة معنوية، كناية والعياذ بالله عن الإهانة والخلود في النار، (ويخلد فيه مهانا)، كناية عن تأكيد المعنى، أي لها وظيفة دلالية معنوية.
 قالت اللجنة: أما إذا سكن ما بعد هذه الهاء سواء أكان ما قبلها متحركاً أم ساكناً، هذه فائدة لغوية خذوها على الهامش، إذا قلنا، سواء أ، هذه الهمزة يسمونها همزة التسوية لابد أن يأتي بعدها، أم، إذاً إذا قلنا: سواء أ، لا بد أن نقول أما إذا قلنا سواء كذا، لنا أن نقول أو كذا، أما إذا قلنا، سواء أ، وذكرنا هذه الهمزة همزة التسوية كقول الله عز وجل:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ ﴾

[ سورة البقرة: 6]

 وليس أو لم، انتبهوا إلى هذه الفائدة اللغوية، أما إذا سكن ما قبل هذه الهاء سواء أكان ما قبلها متحركاً أم ساكنا، فإن الهاء لا توصل مطلقا، لئلا يجتمع ساكنان، نحو قوله تعالى:

﴿ لَهُ الْمُلْكُ ﴾

[ سورة فاطر: 13]

 تأملوا قوله تعالى، (له الملك)، تجدون بأن الهاء قبلها متحرك، لكن بعدها ساكن وهي مضمومة، فلا نقول، (لهو الملك)، لذلك قالت اللجنة لئلا يجتمع ساكنان، هل عرفتم ما هما الساكنان؟ الساكن الأول هو الواو المتولدة من إشباع الضمة، والساكن الثاني هو لام كلمة الملك، لا نفعل ذلك بل نقول (له الملك)، من غير صلة، كذلك قوله تعالى: (وآتيناه الإنجيل)، هذه الهاء قبلها ساكن وهو الألف وبعدها ساكن وهو لام التعريف، فوقعت بين ساكنين من باب أولى أن لا توصل، (فأنزلنا به الماء)، به الماء، هذه هاء ضمير مكسورة وقبلها متحرك وبعدها ساكن وهو لام التعريف، فلم نقل، (بهي الماء)، لئلا يجتمع ساكنان كما أسلفت، (إليه المصير)، هذه هاء ضمير مكسورة وقعت بين ساكنين قبلها ياء ساكنة وبعدها لام التعريف وهي ساكنة فلا صلة فيها.
إذاً هذا ملخص بحث هاء الضمير وعلاماته في ضبط المصحف.
 قالت اللجنة: تنبيهات، أولاً، في سورة الروم ورد لفظ ضعف مجروراً في موضعين ومنصوباً في موضع واحد، وذلك في قوله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾

[سورة الروم:54 ]

 قالت اللجنة: يجوز لحفص في هذه المواضع الثلاثة وجهان: أحدهما فتح الضاد كما نطقتها أمامكم الآن، وثانيهما: ضمها هكذا، (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا وَشَيْبَةً)، إذاً هذان الوجهان صحيحان ولكن كما تعلمون لا يمكن ضبط كلمة بل لا يمكن ضبط حرف في القرآن العظيم بضبطين في آن واحد، لذلك اللجنة بارك الله فيها قامت بضبطها على الوجه الأول وهو الفتح، الأكثر شهرة، مع بيان أن الوجه الثاني أيضاً صحيح.
 قالت اللجنة والوجهان مقروء بهما والفتح مقدم في الأداء، يعني إذا الإنسان يقرأ على شيخه أو أستاذه حال التلقي يبدأ بوجه الفتح ثم يقرأ بعده وجه الضم، هذا معنى قولهم والفتح مقدم في الأداء، لكن ليس معنى هذا أن مسلماً من المسلمين يقرأ ختمة من الختمات لمن يصل إلى هذه الآية يقرأ بالوجهين، لا يكفي أن يأتي بها مرة واحدة، إما بفتح الضاد أو ضمها، إن قرأ الأولى بالفتح تابع الجميع بالفتح، وإن قرأ الأولى بالضم تابع الجميع بالضم، لا يخلط الضم مع الفتح.
قالت اللجنة: ثانياً، في لفظ، (آتني)، في سورة النمل وجهان لحفص، هذا في قوله تعالى على لسان سليمان عليه السلام:

﴿ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ ﴾

[سورة النمل: 36 ]

فما آتاني الله، هذافي الوصل ننطقها بياء مفتوحة،
 لكن لو أحببنا أن نقف عليها لنا في الوقف لحفص عليها وجهان لأنه ليس فيها في الرسم ياء متكلم، حفص قرؤوها بياء مفتوحة وصلاً، وليست الياء في أصل الرسم، له في الوقف وجهان، إما أن يقرأها كالوصل فيثبت الياء فيقول: (فَمَا آتَانِي)، أو أن يقرأها متبعا للرسم فيحذف الياء فيقول: ( فَمَا آتَان)، هذا صحيح وهذا صحيح.
 إذاً، قالت اللجنة: في لفظ آتاني في سورة النمل وجهان لحفص وقفا، ولاحظوا كلمة وقفا، أحدهما، إثبات الياء ساكنة، أي إثبات الياء حالة كونها ساكنة، ساكنة إعرابها حال، وثانيهما حذفها مع الوقف على النون، كما نطقتها أمامكم الآن، (فَمَا آتَانِي)، (فَمَا آتَان)، يكفي القارئ أن يأتي بأحد هاذين الوجهين، أما في حال الوصل فتثبت الياء مفتوحة كما ذكرنا.
ثالثاً: وفي لفظ، (سلاسل)، في سورة الإنسان مر هذا في قوله تعالى:

﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴾

[سورة الإنسان: 4 ]

 هذه الكلمة في اللفظ، (سلاسل وأغلالا )، بلام مفتوحة فقط، مع أنها في الخط فيها ألف بعد اللام، فحفص رواها في الوصل بلام مفتوحة وإذا وقف قال هكذا: (إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا)، بإثبات الرسم إتباعا للرسم، أو، (سلاسلْ)، كالوصل، كما وصلها بحذف اللام وصلاً يقف عليها بحذف اللام وقفاً.
 إذاً في الوصل وجه واحد وهو حذف الألف وفي الوقف وجهان، إثبات الألف وحذفها، قالت اللجنة: وفي لفظ، ( سلاسل)، في سورة الإنسان وجهان أيضاً وقفاً، دائماً انتبهوا لكلمة وقفاً، أحدهما، إثبات الألف الأخيرة، يعني، (سلاسلا)، وثانيهما، حذفها مع الوقوف على اللام ساكنة يعني، (سلاسلْ)، أما في حال الوصل فتُحذف الألف يعني نقول، (سلاسلَ وأغلالا)، وهذه الأوجه التي تقدمت لحفص عند عاصم ذكرها الإمام الشاطبي في نظمه المسمى حرز الأماني ووجه التهاني، يعني المنظومة الشاطبية في القراءات السبع التي تقرأ من رواية حفص من طريقها، هذا والمواضع التي تختلف فيها الطرق ضُبطت لحفص بما يوافق طريق النظم المذكور، النظم يعني المنظومة الشاطبية، نقف هنا ونبدأ في الحلقة القادمة بعلامات الوقف، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور