وضع داكن
28-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 069 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(04-48) : الاشمام.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، الأخوة اللذين معهم مصحف يا ليتهم يفتحون على الصفحة (واو)، في آخر المصحف الشريف، في التعريف في المصحف الشريف المطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في المدينة المنورة، في هذه الصفحة الفقرة الأخيرة قالت اللجنة التي قامت على ضبط هذا المصحف: ووضع النقطة المذكورة، يعني التي مرت معنى في الفقرة التي قبلها في الحلقة الماضية، وهي الشكل المُعَيَّن الذي هو متوازي مستطيلات تقريباً رأسه إلى أعلى هذا الرمز اصطلحت اللجنة على أن وضعه عند الراء من ( مجريها )، يعني الإمالة نفس الشكل هذا إذا رأيناه في كلمة ( تأمنَّا )، في سورة يوسف فإنه يعني شيئاً آخر.
نقرأ الفقرة ثم نشرح، ووضع النقطة المذكورة فوق آخر الميم قبيل النون المشددة من قوله تعالى:

﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾

[ سورة يوسف: 11 ]

 يدل على الإشمام، وهو ضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمة من غير أن يظهر لذلك أثر في النطق، هذه الكلمة هي كلمة مالك لا تأمنّا على يوسف في سورة يوسف عليه السلام كنا قد تعرضنا لها بالتفصيل ونعيد الآن بإيجاز ( لا تأمنَّا )، هذه اللا هي لا نافية وليست ناهية ومعلوم في علم النحو أن ( لا )، النافية إذا دخلت على الفعل المضارع لا تغير من إعرابه شيئاً فتأمنَّا هذه أصلها تأمَنُنا تأمن فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، لكن (تأ مَ نُ نا)، ثلاثة أحرف غنة متوالية ليس فيها ساكن ( تأ مَ نُ نَا )، جربوها هكذا في البيت ( تأمننا )، تجدون بأن في ثقل لأنها ثلاثة أحرف كلها فيها غنة من الأنف وهي متحركة، لو كان فيها ساكن كان السكون يلطف الأمر، فهذا الثقل بسبب توالي ثلاثة أحرف مغنونة متحركة، جعل العرب يَمِيلون إلى التسكين للتخفيف، أو تغيير الحرف الأوسط من حيث الحركة للتخفيف من هذا الثقل، فبعض العرب كانوا يسكنون الأولى التي هي في آخر الفعل المضارع، تأمنُ تصبح تأمن، وبعدها النون من الضمير (نا)، فالتقى حرفان متماثلان، النون الساكنة والنون المتحركة فأدغمت النون الأولى في النون التي بعدها فصار النطق بنون مشددة، ونحن نعلم بأن النون المشددة لا بد فيها من غنة مطولة، ولكن هنا قد يلتبس الأمر بسبب وجود ( لا )، التي هي قبل هذا الفعل بين لا الناهية ولا النافية فقد يظن ظان أن لا هذه جزمت الفعل وأنها لا ناهية، فحتى يبان للسامع وللناظر بأن هذه النون إنما سكنت تخفيفاً وليس تسكيناً إعرابياً، رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا:

﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾

[ سورة يوسف: 11 ]

 يعني يسكن ولكن بعد أن يسكن مباشرة يضم شفتيه من غير أن يظهر أثر لذلك في السمع، الناظر فقط إلى فم القارئ يرى شكلاً هو شكل الضمة ولا يظهر لذلك أثر في السمع، هذه هي النكتة في الإشمام في هذه الكلمة بالذات في كتاب الله عز وجل، أعيد نطقها بالإشمام:

﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾

[ سورة يوسف: 11 ]

 إذاً أول شيء ننطق الميم، بعد الميم، نأتي بالنون الأولى بعد أن ننطق النون الأولى مباشرة نضم الشفتين، ويبقى هذا الشكل مستمراً إلى أن يبدأ نطق ( نا ) فإذا قلنا ( نا ) انتهى عمل الشفتين من حيث الإشمام، أعيدها للمرة الأخيرة:

﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾

[ سورة يوسف: 11 ]

 هذا الأمر الهيئة الأولى التي رويت لنا فيها هذه الكلمة على كل القراءات اللهم إلا قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وهي القراءة الثامنة من القراءات العشر، الهيئة الثانية هي أن لا ندغم النون الأولى بالنون الثانية وذلك لأن النون الأولى تبقى مضمومة ولكن نخفض صوتها ونسرع قليلاً، هذا العمل يسميه علماءنا القراء الاختلاس:

﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ﴾

[ سورة يوسف: 11 ]

 الاختلاس وبعض المصنفين يسمونه الروم، هذه العلامة التي هي الشكل المعين تدل على أن هنا حكم خاص وهذا الحكم الخاص إما هو الإشمام الذي شرحته منذ قليل.
نقلب الصفحة إلى الصفحة زاي، قالت اللجنة ووضع نقطة مدورة مسدودة الوسط، نقطة مسدودة، فوق الهمزة الثانية، من قوله تعالى:

﴿ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ﴾

[ سورة فصلت: 44 ]

 يدل على تسهيلها بين بين، أي بين الهمزة والألف، ما معنى هذا؟ عندنا كلمة أعجمي، أعجمي عند العرب تعني غير العربي، أياً كان من أي شعب كان يسمونه أعجمي، فهمزة أعجمي همزة قطع دخلت عليها همزة استفهام وهي همزة قطع، فصار في أول هذه الكلمة همزتا قطع، إلا أن حفص رحمه الله رواها عن شيخه عاصم بتسهيل الهمزة الثانية، هكذا:

﴿ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ﴾

[ سورة فصلت: 44 ]

 وقلنا سابقاً ونعيد الآن لمن لم يسمع الكلام الماضي إن تسهيل الهمزة هو أن ننطقها بين الهمزة المحققة وحرف المد المجانس لحركتها، ما حركة همز أعجمي؟ الفتحة إذاً ننطقها بين الهمزة والألف، أن يحقق الهمزة الثانية فيقول:

﴿ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ﴾

[ سورة فصلت: 44 ]

 وهو صحيح لغة لكن ليس على رواية حفص، الأمر الثاني أن يقلبها هاء فيقول أهعجمي، فلا قلبها هاء صحيح، ولا تحقيقها، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور