وضع داكن
25-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 112 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(47-48) : السكت والاستعلاء والاستفال مكرر بحجمين مختلفين2.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، تكلمنا يا أخوة في الحلقة الماضية عن الحروف العربية من حيث جريان الصوت وعدم جريانه وقسمناها إلى شديدة ورخوة، وبين الرخوة والشديدة، وبينا الفائدة من ذلك أو الثمرة العملية من ذلك، وهو ضبط أزمنة الحروف السواكن، فبين بأن الحرف الرخو الساكن زمنه أطول بقليل من زمن الحرف البيني، والبيني زمنه أطول بقليل من الحرف الشديد.
 اليوم نتكلم عن الحروف العربية ذاتها ولكن من زاوية ثلاثة، عندما تنطق العرب الحروف كيف يتجه الصوت؟ كيف يضغطون الصوت؟ هل يضغطونه إلى أعلى أفواههم أم يضغطونه إلى الخارج؟ هل يتجه ضغط هذا الصوت إلى سقف الحلق أم لا ؟ تأمل علماؤنا النطق المنقول عن العرب وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن، فوجدوا بأن العرب يجعلون سبعة أحرف يتصعد صوتها عند النطق بها إلى قبة الحنك، إلى سقف الحلق، لكل إنسان في أعلى فمه سقف على شكل قبة، هذا المكان كانت العرب إذا تكلموا ضغطوا سبعة أحرف إلى هذا الاتجاه، هذه الأحرف السبعة جمعها علماؤنا بقولهم، (خُصَ ضَغْطٍ قِظ)، الخاء والصاد و الضاد و الغين و الطاء و القاف والظاء، هذه السبعة يضغطونها إلى أعلى أفواههم فيصطدم الصوت عند نطقها بقبة الحنك.
 بينما الحروف الأخرى إذا نطقوها لا يجعلون هذا الأمر، يعنى لا يجعلون الصوت يتصعد إلى الحنك الأعلى، وهي بقية الحروف، نشاهد ذلك على اللوحة التعليمية لنرى الحروف المستعلية السبعة التي ذكرتها، والحروف البقية وهي اثنان وعشرون حرفاً وتعتبر الحروف المستفلة التي لا يتصعد الصوت عند النطق بها إلى الحنك.
 نلاحظ على الشاشة الحروف العربية من حيث اتجاه الصوت، المجموعة الأولى على اليمين مستعلية، يتصعد الصوت عند النطق بها إلى الحنك الأعلى وهي سبعة مجموعة في قول العلماء، (خُصَ ضَغْطٍ قِظ).
لاحظوا بأن الصاد والضاد و الطاء والظاء قد لونت باللون الأحمر، وهذا لحكمة سأذكرها بعد قليل إنشاء الله، القسم الأيسر من اللوحة وهو يشكل الحروف المستفلة لا يتصعد الصوت عند النطق بها إلى الحنك وهي باقي حروف الهجاء، لاحظوا على اللوحة التالية شكل الفم عند النطق بحرف مستعل وبحرف مستفل، عنوان اللوحة المستعلي والمستفل من حيث اتجاه الصوت.
 لاحظوا على اليمين حرف القاف، وهو من حروف الاستعلاء، وعلى اليسار حرف الكاف، وهو من حروف الاستفال، عندما ننطق القاف لاحظوا المنطقة الزرقاء في أقصى اللسان وهي المنطقة التي تخرج منها القاف، (قَ)، لاحظوا الأسهم الثالثة التي في الصورة، هي تمثل لنا اتجاه الصوت وتصعده عند النطق بحرف مستعل، القاف هي مثلٌ للأحرف السبعة المستعلية، بينما على اليسار، (كَ)، لاحظوا منطقة خروج الكاف التي هي من أقصى اللسان وقد لونت باللون الأزرق، ولاحظوا السهم الذي يشير إلى خروج الصوت إلى خارج الفم من غير تصعد، يعني بانحدار فالصوت ينحدر عند النطق بحرف مستفل، (كَ)، (مَ)، بينما على اليمين، (قَ)، (خَ)، إذاً هاتان اللوحتان تبينان لنا مثالاً على حرف مستعل وحرف مستفل.
تعالوا نتأمل الأحرف السبعه التي يتألف منها حروف الاستعلاء ونجرب أن ننطقها، (خَ)، لاحظوا أن صوت الخاء يصعد هكذا إلى سقف الحلق، ولا نقول، (خَ)، إذا قلنا (خَ)، فقد تسفل الصوت بالقارئ، وليس هذا نطقاً فصيحاً، (خَ)، الصاد، (صَ)، الضاد، (ضَ)، الغين، (غَ)، الطاء، (طَ)، القاف، (قَ)، الظاء، (ظَ)، هذه السبعه يتصعد الصوت عند النطق بها، لكن يا أخوة، إن نظرنا إلى أحرف الاستعلاء هذه وتأملناها وجدنا بأن أربعة منها وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، ينحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان والحنك، جربوا هكذا، (أصْ)، تجدون بأن الصوت قد انحصر بين اللسان وسقف الحلق والحنك، من المقدمة ومن المؤخرة، كذلك الضاد، (أض)، الطاء، (أط)، جربوا تجدون الصوت منحصر بين اللسان وبين الحنك الأعلى، كذلك الظاء، (أظ)، هذه الأربعة من بين حروف الاستعلاء السبعة فيها وصف زائد على الأحرف الباقية وهو ما سماه علماؤنا الإطباق، الإطباق هو انحصار الصوت بين اللسان والحنك، هذا الوصف لأربعة أحرف في اللغة العربية وهي الصاد، الضاد، الطاء والظاء، وهو من أوصاف القوة.
نلاحظ على الشاشة، اللوحة التالية والتي تبين لنا الأحرف التي ينحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان والحنك، اللوحة التالية تبين ذلك.
 الحروف العربية من حيث انحصار الصوت بين اللسان والحنك، على اليمين مطبقة وهي التي ينحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان والحنك، الصاد والضاد والطاء والظاء.
أما على يسار اللوحة فالحروف المنفتحة وهي التي لا ينحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان والحنك وتمثل باقي حروف الهجاء.
 في اللوحة التالية نجد مقارنة بين حرف مستعل مطبق وحرف مستعل منفتح، لاحظوا اللوحة وهي لوحة هامة، انتبهوا إليها وتأملوها لأن فيها تفريقًا دقيقاً بين الحرف المستعلي المطبق والمستعلي المتفتح، عنوان اللوحة يقول المطبق والمنفتح من حيث انحصار الصوت، على اليمين تمثيل لنطقنا لحرف الظاء، (أظ)، لاحظوا أن الصوت محصور بين طرف اللسان والأسنان العليا وبين مؤخرة اللسان وقد تصعد أقصى اللسان إلى الأعلى وأنحصر الصوت في هذه المنطقة.
إذاً ينحصر الصوت بالحرف المطبق بين اللسان والحنك الأعلى، بينما إذا تأملنا اللوحة التي على اليسار والتي تمثل حرف القاف، فنجد بأن الصوت لم ينحصر بين اللسان والحنك الأعلى، وإنما تصعد الصوت فقط إلى أعلى، (قَ)، إذاً كتب تحتها لا ينحصر الصوت بالحرف المنفتح بين اللسان والحنك الأعلى.
 إذاً يا أخوة، هناك صفتان من صفات الحروف متقابلتان، الاستعلاء والاستفال، وهناك صفتان أخريان أيضاً متقابلتان، الإطباق والانفتاح، الحروف المستعلية سبعة و هي، (خُصَ ضَغْطٍ قِظ)، وماعداها وهي اثنان وعشرون حرفاً منفتحاً، هذه، (خُصَ ضَغْطٍ قِظ)، منها أربعة مطبقة، فيها صفةٌ زائدة وهي الصاد، الضاد، الطاء، والظاء، والخمسة والعشرون الباقية حروف منفتحة، إذاً صار عندي الحروف المستعلية أربعة منها مطبقة وثلاثة منها منفتحة، أربعة منها فيها صفتا قوة، الاستعلاء و الإطباق، بينما القاف و الخاء والغين، هذه الثلاثة فيها صفة قوى واحدة وهي صفة الاستعلاء وليس فيها أطباق.
 ما أثر الاستعلاء و الإطباق عند نطق الحروف وما يترتب على ذلك من صوت تدركه الأذن؟ هذا بحول الله تعالى ما سنتكلم عنه في الحلقة القادمة بإذن الله وهو يتعلق بتفخيم الحروف وترقيقها وهو من المقاييس التي تدل على جودة القراءة وعدم جودتها، لأن الحرف العربي إما مخفم وإما مرقق، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور