وضع داكن
19-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 106 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(41-48) : حكم الراء.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، كنا قد ذكرنا يا أيها الأخوة، في درسنا الماضي الحروف الثلاثة من الأحرف المستفلة التي قد تفخم في بعض أحوالها وهي، الألف واللام والراء، تحدثنا في الحلقة الماضية عن الألف وقلنا بأن العرب تفخم الألف إن كان قبلها مفخم، وتحدثنا عن اللام وقلنا بأن العرب تفخم اللام في كلمة الله لفظ الجلالة إذا كان مسبوقاً بفتحةٍ أو بضمة، أما إذا كان مسبوقاً بكسرة فإن العرب ترقق تلك اللام.
بقي لدينا الحرف الثالث والأخير من الأحرف المستفلة التي تفخمها العرب أحياناً وهو حرف الراء، أرجو من الأخوة أن ينتبهوا قليلاً البحث سهل وبسيط ولكنه فيه شيء من الطول، ما في داعي من الخوف منه، لكن حالات الراء كما تعلمون متعددة، إذا انتبه الإنسان إلى ما سأقوله الآن سوف يجد البحث سهلاً إنشاء الله تعالى.
 الراء يا أخوة، إما متحركة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، وإما ساكنة، إن كانت الراء متحركة لا ننظر إلى ما إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها، المتحركة إن كانت متحركة بفتح أو بضم مفخمة، متحركة بكسر مرققة، دائماً يا أخوة، الكسر يعني فيه خفض للفك السفلي، لأن الكسرة بنت الياء، (بِ، بِـِسم)، انظروا إلى فكِ السفلي، تلاحظون عند النطق بالكسرة الفك السفلي ينخفض، فالكسرُ يجرُ الحرف إلى أسفل والتفخيم يجره إلى قبة الحنك الأعلى كما ذكرنا في درس سابق، (رَ)، الراء فيها تنازع بين التفخيم والكسر، فلا يتمكن الإنسان أن يقول، (رِ)، لو قالها يقولها بتكلف وبطريقة لا تتقبلها الأذن السليمة، (رَ، رُ)، هذا هو النطق الصحيح للراء المفتوحة والمضمومة، (رمضان، رُ، كفروا)، إذاً الفتح والضم موجب للتفخيم، الكسر موجب للترقيق، هل في هذا شيء من الصعوبة؟
 بقي لدينا الحالة الثانية أن تكون الراء ساكنة، عندما تكون الراء ساكنة عندئذٍ نضطر أن ننظر إلى ما قبلها وما بعدها، أما عندما تكون متحركة لا تنظروا إلى ما قبلها ولا ما بعدها، هي وفقط، مفتوحة أو مضمومة نفخم، مكسورة نرقق، إن كانت ساكنة؟ ننظر إلى الحرف الذي قبلها إن كان مفتوحاً أو مضموماً نفخمها، وإن كان مكسوراً نرققها، يعني نعتبرها كأنها مَشكُولَة بحركة الحرف الذي قبلها، ساكنة قبلها مفتوح مثل، (مَرْقدنا):

﴿ قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾

[ سورة يس: 52]

 نلاحظ هنا الراء ساكنة وقبلها مفتوح، فنفخمها وكأنها مفتوحة، (رَ)، ساكنة وقبلها مضموم نعاملها معاملة المضمومة، مثلاً، (القـُرْآن)، نعاملها معاملة، (رُ)، ساكنة وقبلها مكسور نعاملها معاملة، (رِ)، مثالاً، (رِيح)، هذه الراء مكسورة، إذا جاءنا راء ساكنة وقبلها مكسور مثل، ( فِرْعون)، نعاملها نفس المعاملة.
إذاً أعود فأقول الفتح والضم موجب للتفخيم، الكسر موجب للترقيق، الراء ساكنة ننظر إلى ما قبلها، إن كان مفتوحاً أو مضموم نفخمها، مكسوراً نرققها، إذا كانت ساكنة ننظر إلى الذي قبلها، إن كان مفتوحاً أو مضموماً نفخمها، مكسوراً نرققها.
إذاً دائماً نحن مع الفتحة والضمة والكسرة، فتحة أو ضمة توجب التفخيم، كسرة توجب الترقيق، مثال، الراء الساكنة التي قبلها ساكن وقبلها مفتوح، قوله تعالى:

﴿ وَالْعَصْرِ ﴾

[ سورة العصر: 1]

 عند الوقف عليها، تأملوا كلمة والعصر، تجدون بأن الراء عند الوقف عليها ساكنة و قبلها صاد ساكنة وقبلها عين مفتوحة، إذاً نفخمها، ولا نقول والعصر، ( بالترقيق)، بل نقول والعصر، بالتفخيم، نعاملها معاملة، ( رَ).
إذا كان مضموم، الآية التي بعدها:

﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾

[ سورة العصر: 2]

 لاحظوا كلمة، (خُسْر)، راء ساكنة قبلها سين ساكنة قبلها خاء مضمومة، إذاً أيضاً نفخمها، إذا كان الذي قبل قبلها مكسور، نرقق كما قلنا:

﴿ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ﴾

[ سورة الفجر: 5]

كلمة، (حِجْر)، الراء ساكنة وقبلها الجيم ساكنة وقبلها الحاء مكسورة، إذاً نرقق هذه الراء وكأنها، (ر ِ)، كأنها مكسورة.
 الكلام الذي قلته الآن فيه حالات متعددة لكن ما أظنكم وجدتموه صعباً لأننا ذكرناه ببساطة وربطنها بأمرين، فتحة وضمة وكسرة، الفتحة والضمة توجب تفخيم الراء، الكسرة توجب ترقيق الراء، بقي هناك حالات نادراً ما تأتي في القرآن لكن لابد من ذكرها لأنها تأتي، مثلاً نحن قلنا قبل قليل أن الراء إذا كانت ساكنة و قبلها كسرة نرققها مثل، (فرعون)، نرققها، إلا إذا كانت هذه الكسرة كسرة همزة الوصل، مثل، (ارْجعوا إلى أبيكم)، عندما نرى راء ساكنة وقبلها همزة وصل نفخم الراء، ولا تغرنا هذه الكسرة، لا يقول أحد، (ارْجعوا إلى أبيكم)، محتجاً بأن هذه الراء قبلها كسرة، نقول له أن هذه الكسرة ليست أصلية، كسرة عارضة لأنها كسرة همزة الوصل، وهمزة الوصل كلها عارضة لا تكون إلا في البدء للتمكن من البدء بالساكن، أما في درج الكلام فهي تسقط، إذاً إذا رأينا راء ساكنة وقبلها همزة وصل سواء كانت همزة الوصل منطوقة أو مقدرة، منطوقة مثل، (ارْجعوا إلى أبيكم)، مقدرة مثل، (دينهم الذي ارْتضى لهم)، في همزة وصل في كلمة ارتضى مقدرة لو بدئنا بهذه الكلمة، أيضاً نفخم هذه الراء.
أيضاً قلنا يا أخوة، إن الراء الساكنة إذا كان قبلها كسرة مثل كلمة، (فِـرْعون)، ترقق هي ساكنة وقبلها مكسور، عندنا حالة مستثنى، وهي أن يكون بعد الراء حرف استعلاء غير مكسور، قلنا الكسرة تَشِد الحرف إلى أسفل لأن فيها خفضاً للفك، وحرف الاستعلاء الذي بعد الراء اتجاهه إلى سقف الحلق وقبة الحنك، إذاً صارت الراء لو أحببنا أن نتكلم بالفيزياء تقع تحت تأثير قوتين، قوة تشدها إلى أسفل وهي الكسرة التي قبلها، وحرف الاستعلاء الذي بعدها يشدها إلى أعلى، فتتجه مع حرف الاستعلاء إلى أعلى، مثلاً، خذوا قوله تعالى:

﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾

[ سورة الفجر: 14]

 وقد مرت معنا هذه الآية الكريمة، في جزء عم

﴿ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾

 تأملوا هذه الراء تجدونها راء ساكنة قبلها ميم مكسورة وبعدها صاد مفتوحة، كما مر معنا الصاد من حروف، (خص ضغط قظ)، فالراء تتفخم تأثراً بجارتها الصاد المفخمة، ولا نقول لبالمرصاد.
مثلاً في سورة التوبة:

﴿ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾

[ سورة التوبة: 107]

 (وارْصَاداً)، نفخم الراء، مع أن الراء قبلها مكسور، لكن الذي بعدها صاد مفتوحة.

﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ ﴾

[ سورة التوبة: 122]

 (فِـرْقـَة)، راء ساكنة وقبلها مكسور لكن بعدها قاف مفتوحة، فأيضاً هذه الراء مفخمة لأن بعدها حرف استعلاء غير مكسور.

﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ ﴾

[ سورة الأنعام: 7]

 (قـِرْطـَاس)، لاحظوا الراء ساكنة قبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء وهو الطاء غير مكسور، فلذلك نفخمها تأثراً بجارتها الطاء المفتوحة، إذاً هذه هي الحالات التي تفخم فيها الراء.
دائماً نضع في أذهاننا يا أخوة، فتح الراء وضمها موجب للتفخيم، كسرها موجب للترقيق، بعض الحالات النادرة التي في المصحف وسوف نشير لها، كلما مررنا على واحدة منها نشير إليها ننبه عليها ولماذا فخمت أو رققت.
 نستطيع أن ننظر على الشاشة الحالات التي تفخيم الراء فيها، وهي أولاً أن تكون مفتوحة، الراء من كلمة، (رمضان)، ثانياً أن تكون ساكنة وقبلها مفتوح، (مرقدنا)، الحالة الثالثة أن تكون ساكنة وقبلها ساكن وقبله مفتوح، مثل، ( العصر)، الحالة الأولى والثانية والثالثة كلها متداخلة، الحالة الثالثة والثانية كلها مستمدة من الحالة الأولى، الآن الحالة الرابعة أن تكون الراء مضمومة كقوله تعالى، (كفروا)، الحالة الخامسة والسادسة أيضاً مستمدة من الحالة الرابعة، أن تكون الراء ساكنة وقبلها مضموم، (القرآن)، الحالة السادسة أن تكون ساكنة وقبلها ساكن وقبلها مضموم، (خسر)، الراء ساكنة وقبلها ساكن وقبلها فاء مضمومة.
 هي نظرياً ست حالات لكن نحن حاولنا أن نسهلها بقدر الإمكان، الحالة السابعة أن تكون الراء ساكنة وقبلها همزة وصل كما تكلمت منذ قليل، (ارتضى)، وكقوله تعالى، (اركض برجلك)، الحالة الثامنة أن تكون الراء الثامنة أن تكون الراء ساكنة وقبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء غير مكسور كما تكلمت كقوله تعالى، (لَبِالْمِرْصَادِ)، وشرحناها وقوله تعالى، (في قـِرْطـَاس)، أيضاً نلاحظ هذه الراء ساكنة وقبلها مكسور وبعدها طاء مفتوحة، يعني حرف استعلاء غير مكسور، وكلمة (فرقة)، أيضاً هذه الكلمة الراء ساكنة وقبلها مكسور وبعدها حرف استعلاء غير مكسور.
إذاً حالات تفخيم الراء ثمانية، لكن بسطناها وقلنا أن الفتح والضم موجب للتفخيم والكسر موجب للترقيق، الحرف الاستعلاء المجاور موجب للتفخيم أيضاً، بينما حالات ترقيق الراء كما سنرى على الشاشة أربعة حالات تحدثنا عنها منذ قليل.
 الراء المكسورة مرققة دائماً، الراء التي قبلها كسرة أيضاً مرققة، ترقق الراء إذا كانت أولاً مكسورة، (ريح، الكريم، ما غرك بربك الكريم)، الحالة الثانية تكون ساكنة وقبلها مكسور، (فرعون)، الحالة الثالثة أن تكون ساكنة وقبلها ساكن وقبله مكسور مثل، (حجر، السحر)، الحالة الرابعة والأخيرة أن تكون ساكنة وقبلها ياء ساكنة، كلما رأينا يا أخوة، راء ساكنة وقبلها ياء ساكنة نرقق هذه الراء، لماذا؟ قد يقول قائل لماذا؟ نقول انظر إلى الحالة الأولى إذا كانت الراء مكسورة رققناها، الحالة الثانية ساكنة وقبلها مكسور، الحالة الرابعة جاءت الراء ساكنة وقبلها ياء ساكنة، (فرعون)، الكسرة التي في كلمة فرعون، الكسرة ما هي إلا ياء صغيرة، فالكسرة كما يقول علماء اللغة بنت الياء، فإذا من أجل البنت رققنا الراء فمن أجل الأم من باب أولى، (خبير)، هذه الراء مرققة لأن قبلها ياء ساكنة، (خير)، هذه الراء مرققة لأن قبلها ياء ساكنة.
إذاً إذا رأينا راء ساكنة وقبلها ياء ساكنة نرقق الراء بغض النظر عن حركة الحرف الذي قبل الياء، ما في داعي أن نرى الموضوع صعب.
 نلخصه يا أخوة، تفخم الراء في ثمان حالات ذكرناها منذ قليل، وترقق في أربعة حالات، نصف الثمانية، وبقي حالتين يجوز فيهما الوجهان نرجئهما إلى الدرس القادم، حتى لا نكثر عليكم من المعلومات، ولكن أعود وأقول الأمر سهل وبسيط، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور