الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، إنشاء الله اليوم الصفحتان اللتان قرأناهما فيهما مواد علمية قوية من جملة ذلك ما مر معنا في هذه الصفحة من قوله تعالى، (ءَالأن)، هذه الكلمة كما تفضل أخي الدكتور محمد جاءت في القرآن العظيم مرتين، المرة الأولى هذه والمرة الثانية ستأتي في آخر السورة إنشاء الله كلمة (ءَالأن).
هذه الكلمة أيها الأخوة، أصلها، (أََنْ)، انبهوا إلى أصلها، بمعنى وقت، الآن بمعنى الوقت، أو هذا الحين، ( اَلأن)، ( اَلأن)، الألف واللام التي في أولها هي لام التعريف، ولام التعريف كما نعلم ساكنة قبلها همزة وصلٍ مفتوحة تنطق في بدء الكلام، نقول،( اَلأن)، لكن لو وضعنا قبلها أي حرف، نقول والأن، فتسقط الهمزة، هذه الكلمة، (الأن)، دخلت عليها همزة الاستفهام، وهمزة الاستفهام يا أخوة، هي همزة قطع مفتوحة، لو أسقطنا همزة الوصل بعد دخول همزة الاستفهام، يعني لو أسقطنا همزة مفتوحة بعد دخول همزة مفتوحة ثم نطقنا لصار النطق، (اَلأن)، يعني النطق قبل دخول همزة الاستفهام هو عينه بعد دخول همزة الاستفهام، من أجل أن لا تلتبس صيغة الاستفهام بصيغة الإخبار، خالف العرب القاعدة الأصلية في همزة الوصل أنها تسقط في درج الكلام، فأبقوها في هذا الموضع، عند دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل، ولكنهم لم يبقوها هكذا صريحةً، يعني لم يقولوا، (ءَا َلأن)، لم يفعلوا ذلك، أبقوها ولكن غيروها، فبعض القبائل كانوا يبدلونها ألِفًا فيقولون، (ءَالأن)، ولماذا هذا المد الطويل؟ لأننا عندما أبدلنا همزة الوصل ألِفًا، صار عندنا حرف مد بعده ساكن سكون أصلياً وهو لام التعريف، فنشأ ما يسمى في علم التجويد مد لازم كلمي مخفف، لماذا مخفف؟ لأن اللام ساكنة غير مشددة، (ءَالأن).
نلاحظ هذه القاعدة وهي قاعدة لغوية على الشاشة من خلال اللوحة التعليمية، كيف تفعل العرب عند دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل.
 إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل فإن العرب تبقي همزة الوصل ولكن تغيرها إلى طريقتين إما بالإبدال أو التسهيل، الإبدال هو الذي تكلمت عنه يا أخوة، والتسهيل أرجو أن تنتبهوا إلي، التسهيل مخالف للإبدال، ويكون بإبقاء الهمزة منطوقة ولكن بتغيير صوتها، يتغير صوتها بأن تصبح بين الهمزة المحققة وبين حرف المد المجانس لحركتها.
إذاً نلاحظ على الشاشة القاعدة التالية، التسهيل هو النطق بالهمزة المسهلة بين الهمزة المحققة وحرف المد المجانس لحركتها.
أيضاً نلاحظ على اللوحة التي تليها خطوات التغيير التي تمت في كلمة الآن.
 لاحظوا معي على الشاشة، أن همزة الاستفهام المفتوحة دخلت على قوله تعالى، الآن، وهذا رسمها في المصحف كما ترونها على الشاشة، أما رسمها في الإملاء الحديث، فأنتم تعرفونه، بعد دخول همزة الاستفهام، يعني بعد يساوي، صار اللفظ إن أبدلنا الهمزة ألف صار اللفظ، (ءَآلأن)، لذلك نلاحظ فوق الألف وجود علامة المد:

﴿ أَالْآنَ﴾

[ سورة يونس: 51 ]

 السطر الثاني يبين لنا حالة التسهيل، دخلت همزة الاستفهام على قوله تعالى:

﴿ أَالْآنَ﴾

[ سورة يونس: 51 ]

 فصار النطق بعد دخول همزة الاستفهام تغيرت همزة الوصل فصارت مُسَهَّلة وعلامتها كما ترون على الشاشة، فوق الألف نضع دائرة مصمتة سوداء تدل على أن الهمزة مسهلة، ويكون النطق هكذا:

﴿ أَالْآنَ﴾

[ سورة يونس: 51 ]

 الخطأُ الذي يمكن أن يقع فيه القارئ أحد شيئين، الأول أن يحقق همزة الوصل فيقول، ( ءَاَلأن)، هذا لا يصح، الخطأ الثاني أن يبدلها هاءً فيقول، ( ءَهَلأن)، لا هذا يصح ولا هذا يصح، والصواب تسهيلها كما ذكرت والأمر بحاجة إلى تلقيٍ ومشافهة:

﴿ أَالْآنَ﴾

[ سورة يونس: 51 ]

﴿ أَالْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾

[ سورة يونس: 51 ]

 بارك الله فيكم، هذه من الكلمات النوادر، أرجو أن تكونوا قد استوعبت كيفية قراءتها، إن شاء الله في الدرس القادم هناك كلمة تشبهها شيئاً كبيراً وهي قوله تعالى:

﴿ أَاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ﴾

[ سورة يونس: 59 ]

 إنشاء الله سنعرضها في حينها، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.