وضع داكن
24-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 096 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(31-48) : تسهيل الهمزة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، أخواننا الكرام بعد أن من الله تعالى علينا بالكلام عن مخارج الحروف وعن صفاتها الذاتية وعن صفاتها العرضية وهى الأمور التي يدخل دورها في القرآن الكريم بقيت لنا أشياء تأتي نادراً في القرآن العظيم فلابد لنا من أن نتكلم على هذه النوادر حتى نبين أيضاً كيف يكون نطقها الصحيح.
 من جملة ذلك أمر كانت العرب تفعله وهو أن العرب كانوا يستثقلون صوت الهمزة، الهمزة كما نعلم يا أخوتي من أقصى الحلق، (يأتون)، مثلاً، (أتى)، هذه الهمزة شديدة وفيها انحباس للصوت فلذلك كانت العرب تستثقل نطقها، فإذا ما تجاورت همزتان في النطق كان الثقل أكبر وأكبر، في قوله تعالى مثلاً، (ءأنذرتهم)، فهنا، بعض القبائل العربية كانت تبقى هذه الأمر على حاله، فيقولون، (ءأنذرتهم)، ينطقون الهمزتين هكذا، وبعض العرب كان يُدخل بين الهمزتين ألفا فيقول، (ءاأنذرتهم)، يبعد بينهما بأن يدخل بينهما ألفاً، فيقول الواحد (ءاأنذرتهم)، وبعضهم من القبائل كان يسهل الهمزة الثانية وهو ما سنتحدث عنه اليوم فيقول مثلاً، (ءانذرتهم)، هذا العمل، هذا الصوت، (ءانذرتهم)، في الهمزة الثانية طبعاً ليست في الأولى، الأولى محققة، هذا العمل يكون بأن ينطق الإنسان الهمزة من غير إقفال لمخرجها تماماً، عبر عنه علماؤنا بقولهم: هو أن ينطق القارئ الهمزة المسهلة بين الهمزة المحققة، التي مخرجها منغلق وبين حرف المد المجانس لحركتها، إذ إن تسهيل الهمزة لا يكون إلا في همزات متحركات مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة.
 إذن الهمزة المسهلة هي همزة وفي نفس الوقت معها حركة، فإن كانت حركة الهمزة الفتحة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والألف، كقوله تعالى مثلاً كما أسلفت وليس هذا على رواية حفص، (ءأنذرتهم)، إن كانت الهمزة مضمومة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والواو، كقوله تعالى: (أأ ُنزل عليه الذكر)، وأيضاً هذا ليس على رواية حفص، إن كانت الهمزة الثانية مكسورة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والياء كقوله تعالى: (أإذا كنا)، أيذا، هكذا نطق الهمزة المسهلة.
 حفص رحمه الله يفعل هذا الأمر في همزة واحدة، قولاً واحداً يعني من كل طرقه، لم يروي حفص عن عاصم هذه الكلمة إلا بالتسهيل الذي وصفته لكم، وهو قوله تعالى في سورة فصلت، (ءاعجمي وعربي)، أصل هذه الكلمة، (أَعجمي)، أولها همزة قطع مفتوحة دخلت عليها همزة الاستفهام وهي أيضاً همزة قطع مفتوحة فالتقى في النطق همزتان، (أَأَعجمي)، هكذا الأصل، الأصل أن يقول، (أَأ َعجمي وعربي)، لكن حفصاً رحمه الله رواها عن شيخه عاصم، (ءَاعجمي وعربي)، بتسهيل هذه الهمزة بالذات، ليس غيرها في القرآن مع أن القرآن ملئ بالهمزات المتتاليات مثل المثال الذي أتينا به في أول الكلام الآن، (ءأنذرتهم)، في أول سورة البقرة، (إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم )، حفص يقرأها، (ءأنذرتهم)، أما هذه في سورة فصلت، (ءاعجمي)، فيقرأها بتسهيل الهمزة الثانية لا بتحقيقها، مع أن التحقيق هو الأصل، لماذا؟ هكذا رواها عن شيخه عاصم والأصل في الأشياء الرواية،
 لكن يمكن أن يقال إن كلمة، (ءاعجمي)، تتالى فيها همزة ثم همزة ثم عين والعين أخت الهمزة لأنها قريبة منها في المخرج، فتوالى في هذه الكلمة شبه ثلاث همزات، لعل هذا هو الذي جعل حفصاً يرويها عن شيخه عاصم أو بعض العرب يفعل يقول، (ءأعجمى)، ولا يقول، (ءأنذرتهم)، بل يقول، (ءانذرتهم)، خصوها بالتسهيل دون مثيلاتها لهذه النقطة والله أعلم، نلاحظ على اللوحة التعليمية في حلقة اليوم.
 تعريف التسهيل في هذه الكلمة، نلاحظ على الشاشة تسهيل الهمزة هو النطق بالهمزة المسهلة بين الهمزة المحققة وحرف المد المجانس لحركتها، وذلك في قوله تعالى في سورة فصلت الآية الرابعة والأربعين، (أاعجمى وعربي)، لاحظوا على الشاشة بارك الله فيكم أن علمائنا جعلوا مكان الهمزة الثانية هذه الدائرة السوداء المطموسة الوسط، المغلقة الوسط، التي فوق الألف الثانية دلالة على أن هذه الهمزة مسهلة، (أاعجمي وعربي)، ولم يضعوا فوقها همزة صحيحة وإنما هذه الدائرة اصطلحوا في آخر المصحف افتحوا على آخر المصحف تجدون بأنهم يعنون بها تسهيل الهمزة والتسهيل هو كما ذكرت لكم.
 أعود فأقول إن هذا التسهيل المروي عن حفص في هذه الكلمة هو في هذه الكلمة لا غير، هناك ثلاث كلمات أخرى ستأتي معنا بإذن الله وهى قوله تعالى، (ءالآن،ءالذكرين،ءالله)، أيضاً فيها تسهيل في أحد الوجهين ولها وجه أخر وهو الإبدال، سنتحدث عنها بإذن الله تعالى عند كلامناعلى دخول همزة القطع على همزة الوصل في درس قادم بإذن الله.
 أما هذه الهمزة همزة (أاعجمى)، فإن حفص ينطقها كما ذكرت لكم، لاحظوا بأن التسهيل أمر لم نعتده في كثير من عامياتنا ولا كلامنا الفصيح فلذلك فهو بحاجة إلى تلقين وبحاجة إلى دُربه وبحاجة إلى تلقى من أفواه المشايخ المتقنين لهذا الصوت، هناك أحد خطئين يقع بهما الناس عند النطق بالهمزة المسهلة، الخطأ الأول هو أن ينطقها محققة، فيقول (أأعجمى وعربي)، هذا خطأ من جهة الرواية لا من جهة اللغة، ففي اللغة هذا النطق صحيح.
 الخطأ الثاني أن يقلب الإنسان الهمزة الثانية هاءً، فيقول: (أهعجمي)، ونسمعها أحياناً من بعض إخواننا غير المتقنين فيقولون (أهعجمي)، هذا لا يصح لأنه قد أبدل الهمزة هاء أي حولها إلى حرف أخر، فالتسهيل شيء والإبدال شيء آخر، نلاحظ هذين الخطئين على اللوحة الثانية والأخيرة في حلقة اليوم.
 نلاحظ على الشاشة الأخطاء التي تقع عند النطق بالهمزة المسهلة، أولاً هو تحقيقها أي نطقها همزة خالصة، ثانياً ابدالها هاء، إذاً هذان هما الخطأن اللذان يمكن أن يقع القارئ فيهما عند النطق بهذه الكلمة و نسأل الله أن يتقبل من الجميع، نحن ندقق دائماً على النطق الصحيح وخاصة في مقام التعليم، والله يتقبل من الجميع إنشاء الله، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور