وضع داكن
23-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 095 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(30-48) : دخول همزة القطع على همزة الوصل.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين و الآخرين وعلى آله و صحبه أجمعين، إخواننا الكرام تكلمنا في المرة الماضية على دخول همزة الوصل على همزة القطع، ومثلنا لذلك بالبدء قوله تعالى: (اُوتُمِنَ أَمَانَتَه)، وبالبدء بقوله تعالى: (اِيتُونِي بِكِتَاب)، واليوم نتكلم على عكس هذه القضية و هو دخول همزة القطع على همزة الوصل، كيف تدخل همزة القطع على همزة الوصل؟
تدخل إن كانت الهمزة، أي همزة القطع، همزة استفهام لأن العرب عندهم أدوات يستعملونها إذا أرادوا أن يستفهموا من الآخر، من جملة تلك الأدوات الهمزة، عندهم، هل، ومتى، وأين،...، من أدوات الاستفهام من جملة ذلك عندهم الهمزة فيقولون، (أَ)، أَفَعَلْتَ كَذَا؟ هذه الهمزة تستعملها العرب للاستفهام وهي همزة قطع مفتوحة، إن دخلت هذه الهمزة، وهي همزة قطع مفتوحة، على فعل أوله همزة وصل، عندنا مثلاً في اللغة فعل، (اِطـَّلـَعَ, يَطـَّلِعُ)، لو أراد إنسان أن يستفهم فيقول، (أََطـَّلـََع؟)، أصلها، (أََاِطَّلَعَ؟)، فأََطـَّلـََع، همزة وصل مكسورة لأن الثالث من الفعل مفتوح، لمّا دخلت همزة الاستفهام و هي همزة قطع مفتوحة, ماذا يحدث لهمزة الوصل ؟ تسقط من اللفظ ومن الخط أيضاً، فيصير البدء هكذا، (أَطـَّلـَعَ الغَيْب)، مثلاً كما في القرآن الكريم بمعنى، (هل اِطـَّلـَع على الغيب).
 هل تشتبه هذه المسألة بهمزة الوصل؟ لا تشتبه أبداً, لأن همزة الوصل يا إخواننا في الأفعال قلت لكم و أذكِّركم دائرة حركتها بين الضم و الكسر، همزة الوصل في الأفعال حركتها تدور بين الضم و الكسر و لا تأتي مفتوحة أبداً، فلما نرى فعلاً أوله همزة مفتوحة
 كقوله تعالى: (أَ َطـَّلـَعَ الغَيْب)، (أ َسْتَكْبَرْتَ أَم كُنْتَ منَ العَالِين)، نعلم بأن هذه، (أَ)، ليست همزة وصل لأنها لو كانت همزة وصل لكانت إما مضمومة أو مكسورة, فلما نراها مفتوحة نعلم بأنها همزة استفهام، ما قلته عن ذلك نراه على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم التي تبين لنا هذه القاعدة.
 نلاحظ على الشاشة، دخول همزة القطع على همزة الوصل في الأفعال، إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في فعل تسقط همزة الوصل خطاً و لفظاً نحو، (أَ + اِطَّلَعَ)، فلما تدخل عليها تسقط همزة الوصل فيصير النطق، ( أَطَّلَع)، كذلك عندنا، (أَصْطَفَى البَنَاتِ عَنِ البَنِين)، أصلها، (أََ اِصْطَفَى)، الفعل، ( اِصْطَفَى)، و دخلت عليه همزة الاستفهام فصار النطق، ( أَصْطَفَى).
 اللوحة التي بعدها تبين لنا أيضا بعض الأمثلة، قوله تعالى، (أَفْتَرَى عَلَى الله كَذِباً)، أصلها، ( أَ اِفْتَرَى)، فدخلت الهمزة على فعل، ( اِفْتَرَى)، فحُدفت همزة الوصل كما ترون خطاً و لفظاً فيصير النطق، (أَفْتَرَى)، كذلك، (أَ اِسْتَكْبَرْتَ)، يصير نطقها، ( أَسْتَكْبَرْتَ)، ( أَ اِسْتَغْفَرْتَ)، يصير نطقها، ( أَسْتَغْفَرْتَ )، هذا هو حال همزة القطع، همزة الاستفهام، عندما تدخل على فعل أوله همزة وصل.
 عندنا حالة ثانية، بارك الله فيكم، و هو دخول همزة الاستفهام هذه، أي همزة القطع، على همزة وصل و لكن في لام التعريف، كما ذكرنا في الحلقة الماضية أن من جملة حالات همزة الوصل أنها تكون في لام التعريف، كقوله، ( البيت, الرجل, المسجد..إلخ)، فإن دخلت همزة الاستفهام على هذه الهمزة، همزة الوصل، هنا أرجو أن تركزوا معي قليلاً، همزة الوصل في لام التعريف مفتوحة كما قلت الآن، (اََلْمَسْجِد، اَلرَّجُل)، وهمزة الاستفهام التي ستدخل أيضاً مفتوحة، فلما تدخل همزة قطع مفتوحة على همزة وصل مفتوحة, لو أسقطنا هذه الهمزة، همزة الوصل المفتوحة، على القاعدة الأم التي تقول بأن همزة الوصل تسقط في درج الكلام, لو فعلنا ذلك لصار النطق أيضا بهمزة مفتوحة, يعني قبل الاستفهام كان النطق بهمزة فتوحة، و بعد دخول همزة الاستفهام بقي النطق بهمزة واحدة مفتوحة، عندئذٍ تلتبس صيغتا الاستفهام بالإخبار، عندما يقول واحد لآخر مثلاً، (اَلأن)، لا تفهم هل هو يستفهم أم يُخبر؟ لأنه نطق همزة واحدة هل هذه الهمزة، (اَلأن)، هل هي همزة لام التعريف؟ أم هي همزة الاستفهام؟ حدث لبس، من أجل هذا كانت القبائل العربية في زمن النبوة لا يسقطون همزة الوصل في هذه الحالة الفريدة, بل يُبقونها مع أنها في درج الكلام, ولكن لا يبقونها صريحة هكذا، ( أَا)، بل يغيرون همزة الوصل بإحدى الطريقتين: بعض القبائل كانت تبدل هذه الهمزة الثانية، التي هي همزة الوصل، ألفاً, فبدل من أن يقول مثلاً، (أَ اللهُ أَمَرَكُم )، يقول مثلاً، (ءَآلله أََمَرَكُم)، كما قال ذلك الأعرابي للرسول صلى الله عليه وسلم، (ءَآلله أَرْسَلَك؟)، فَقَالَ: اللَّهُم نَعَم صلى الله عليه وسلم، فقوله، (ءَآلله )، هذا استفهام, فلو قال له، (اَلله أرسلك)، لا يُدرى هل هو يُخبر؟ أم هو يستفهم؟ إذا الوسيلة الأولى التي تخلصت بعض القبائل العربية في زمن النبوة من بقاء همزة الوصل في النطق هكذا، إبدالها ألفاً كما نطقت الآن، (ءَآ الله)، لابد من مدّها و إلا تسقط الألف للتخلص من التقاء الساكنين, فيعود الإشكال واقعاً, فلابد من تطويلها، (ءآلله)، مِثل، (وَلاَ الضَّالِّين)، نفس الموضوع.
الطريقة الثانية التي كانت تفعلها بعض القبائل العربية أنهم كانوا يُسهِّلون الهمزة الثانية التي هي همزة الوصل، و أذكركم بمعنى التسهيل، التسهيل هو نطق الهمزة بين الهمزة المحققة وحرف المد المُجانس لحركتها, بِمعنى عدم جعلها شديدة مجهورة, (أَ ا )، بدل أن يقول، (أَا َ)، مثلاً، (أَ اَلله أَذِنَ لَكُم)، يقول، (أَ َالله أَذِنَ لَكُم)، هذا النطق، ( أَ َالله)، لم نعتده في العاميات، لذلك يكثُر الخطأ به، فبعض إخواننا يقلبونها هاءً خالصة, فيقول، (أَ هَللّهُ)، وهذا خطأ شنيع، التسهيل شيء و الإبدال شيء آخر, فلابد من العناية بهذا و الأمر الثاني أن يبقيها صريحة فيقول، ( أَ اَلله )، أيضاً هذا لا يصح.
 أنا نصيحتي لإخواننا, عليكم بالإبدال يا إخواني, الإبدال أسهل و التسهيل الذي نطقته أمامكم الآن, لابد من تلقّيه من أفواه المشايخ أصحاب الأسانيد المتصلة، التسهيل صعب، فالتسهيل هذا أمرٌ تفعله العرب, و منقولٌ إلينا قرآناً و لكن لابد من تلقّيه من أهله من أصحاب الأسانيد المتصلة، فنصيحتي لعامة إخواننا القراء, اقرؤوا يا أخي بالإبدال, إذا مرت معكم هذه الكلمة فقولوا، (ءآلله أَذِنَ لَكُم)، (ءآلآن)،.. إلخ، من الأمثلة، إبدالها ألفاً أسهل, لكن لابد من تطويل هذه الألف ست حركات, يعني ثلاثة أضعاف المد الطبيعي، نلاحظ ذلك على الشاشة من خلال اللوحة التعليمية التالية.
إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل من لام التعريف فإن العرب تبقي همزة الوصل وتغيرها بالإبدال أو التسهيل، تنظروا الشاشة.
 انظروا إلى الشاشة قوله تعالى، ( أ + الله )، لفظ الجلالة دخلت عليه همزة الاستفهام فإما أن ننطقها بالإبدال كما في السطر الأول، (ءآلله)، و إما أن ننطقها بالتسهيل كما ترون في السطر الثاني وعلامته كما ترون باللون الأحمر كما علماؤنا يفعلون, أنهم يضعون فوق همزة الوصل يضعون دائرة حمراء مسدودة الوسط دلالة على أن هذه الهمزة مسهلة، الهمزة التي فوقها النقطة الكبيرة باللون الأحمر.
 نرى هنا المثال الثاني وهو قوله تعالى، (ءآلذَّكَرَيْنِ)، أصلها، ( أَ + الذَّكَرَيْنِ)، لام التعريف دخلت عليها همزة الاستفهام, ففي السطر الأول أُبدلت ألفاً فصار النطق، (ءآلذَّكَرَيْنِ)، و في السطر الثاني سهلت فصار النطق، (أ الذَّكَرَيْنِ)، تماماً كما مر معنا في الحالة الأولى.
 نلاحظ المثال الثالث، و هو قوله تعالى، (ءآلآنَ)، وقد مر مرتين في سورة يونس، (الآن)، بمعنى هذا الوقت الذي نحن فيه, دخلت عليها همزة الاستفهام، فأُبدلت همزة الوصل ألفاً، فصار النطق، (ءآلآن)، والسطر الثاني كما ذكرت نسهل الهمزة, هذه الحالة الثانية، التي القارئ مخير فيها أن يقول، (ءَالآن).
في رواية ورش, التسهيل موجود كثيراً، عند اجتماع همزتين، ليس في رواية حفص.
 بقي حالة يا إخواننا، إذاً، تكلمنا على دخول همزة القطع على همزة الوصل في الأفعال، كقوله، (أَطَّلَع, أَسْتَغْفَرْتَ)، إلخ، تكلمنا على دخول همزة القطع، وهي همزة الاستفهام، على لام التعريف في الأمثلة التي مرت معنا الآن، (ءآلله, ءآلآن, ءآلذكرين)، بقي عندنا حالة ثالثة و هي دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل في الأسماء, لم ترد في القرآن العظيم, ولكن مثالها من الكلام العادي, لو أنا أخدانا كلمة، (ابن)، فدخلت عليها همزة الاستفهام، فنقول مثلاً، ( أَبْنًا وَاحِدًا ؟)، أي الواحد سأل الثاني، (أَبْنًا وَاحِدًا عِنْدَك؟)، أَبْناً، و ليس، (إِبْنًا)، لو كان مُخبِراً لقال، (إِبْناً)، أما إذا استفهم فيقول، (أَبْناً)، نلاحظ ذلك على اللوحة التعليمية في هذا الموضوع.
دخول همزة القطع على همزة الوصل في الأسماء إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل في اسم, تسقط همزة الوصل خطاً و لفظاً و لم يرد ذلك في القرآن الكريم , نحو، (أَ)، دخلت على ابناً، فيصير النطق، ( أَبْنأً)، (أَ)، دخلت على اسماً فيصير، (أَسْماً)، اللوحة الأخيرة تلخص لنا القضية.
 دخول همزة القطع على همزة الوصل، لها حالتان، إما أن يكون ذلك في الأسماء و الأفعال، كما نرى على الشاشة، ما الحال؟ تسقط همزة الوصل خطاً ولفظاً، والحال الثاني هو دخول همزة القطع في لام التعريف، ماذا نفعل؟ تبقى همزة الوصل مع تغييرها, كيف يكون التغيير؟ بالإبدال أو التسهيل كما ذكرت منذ قليل.
 إذاً هذا هو مجمل درسنا اليوم دخول همزة القطع على همزة الوصل، أي همزة الاستفهام على همزة الوصل، شرحناه بأبعاده الثلاثة، بدخولها على، الأفعال وعلى لام التعريف وعلى الأسماء و بهذا نكون قد أنهينا هذا الموضوع، وصلى الله على سيدنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور