وضع داكن
20-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 093 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(28-48) : همزة الوصل في الأسماء والحروف.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إخواننا الكرام، كنا في الحلقة الماضية قد تكلمنا عن همزة الوصل وبينا بأن هذه الهمزة تأتي بها العرب في بداية نطق الكلمة إن كان الحرف الأول من الكلمة ساكنا, لأن العرب لا يبدؤون في نطقهم بساكن، فهذه الهمزة، همزة الوصل، تأتي أحياناً في الأفعال, وتأتي أحياناً في الأسماء, وتأتي أحياناً في الحروف، و تكلمنا في الحلقة الماضية عن إتيانها في الأفعال، و بينا بأن الفعل الذي أوله حرف ساكن, يُؤتى بأوله عند البدء به بهمزة وصل، تكون مضمومة إن كان الحرف الثالث من الفعل مضموماً ضماً لازما, وتكون مكسورة إن كان الحرف الثالث من الفعل مكسوراً، أو مفتوحاً, أو مضموماً ضماً غير لازم، وأتينا في الحلقة الماضية بأمثلة على ذلك كله, هذا من باب التذكير.
 وقف بنا الحديث عند مجيء همزة الوصل في أول الأسماء، عندما يأتينا اسم و أوله همزة وصل ككلمة، ابن، مثلاً أو كلمة، اسم، أو كلمة، استغفار، أو كلمة استكبارا، كما في القرآن الكريم, هذا الحرف الأول الساكن وهو السين في كلمة، استكباراً، نأتي قبله بهمزة الوصل عندما نبدأ بهذه الكلمة, كذلك كلمة، ابن, ابنة, اثنين, اثنتين, امرؤ، امرؤ أيضاً جاءت في القرآن مرات عديدة, و سنفردها بالكلام بعد قليل، كل هذه الأسماء عندما نبدأ بها نضع قبلها في النطق همزة مكسورة، إذاً همزة الوصل عند البدء بالأسماء التي أولها حرف ساكن تكون مكسورة دائماً، نلاحظ ذلك على الشاشة من خلال اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم.
 حركة همزة الوصل عند البدء بالأسماء، تكون همزة الوصل في الأسماء مكسورة دائماً نحو، ابن مريم، اسمه المسيح، امرأة، استكبارا، استغفار، هذه الأمثلة التي وردت على الشاشة، لاحظنا بأن الحرف الأول فيها ساكن و لذلك بدأنا بهمزة الوصل فيها مكسورة.
هناك كلمة في القرآن العظيم وهي في اللغة، غريبة يعني عادة حرف الإعراب، الحرف الأخير من الكلمة، هو الحرف الذي تظهر عليه حركة الإعراب و إن كانت فتحة أو ضمة أو كسرة، أما أن يكون الحرف ما قبل الأخير أن يكون تابعاً لحركة الحرف الأخير من حيث الإعراب و من حيث التبعية في الضم و الفتح و الكسر، فهذا أمر نادر جداً، هذه الكلمة التي أعنيها هي كلمة، (امرؤ)، جاءت في القرآن تارة منصوبة، و جاءت في القرآن تارة مضمومة، و جاءت في القرآن تارة مكسورة، هذه الكلمة إخواننا، حرف الراء فيها، حركته تابعة لحركة الهمزة في آخره، الحرف الأخير من الكلمة هو همزة قطع وهو اسم, إذاً همزة الوصل في أوله مكسورة, و لكن الراء التي قبل الحرف الأخير تتبع في حركتها حركة الهمزة في آخر الكلمة من حيث الإعراب.
 هناك مثال من سورة مريم، قال قوم مريم لمريم، (مَا كَان أَبُوكِ امْرَأََ سَوْء)، لو بدأنا بها نقول: (اِمْرَأَََ سَوْء)، الهمزة مكسورة في أول الكلمة لأنها وقعت في اسم, و همزة الوصل في الأسماء مكسورة دائماً، لكن لا حظوا بأن هذه الكلمة، (اِمْرَأ،َ)، الراء جاءت مفتوحة لان الهمزة الأخيرة مفتوحة بسبب أنها خبر كان، (ما كان أبوك امرأ سوء).
 أيضاً عندنا في القرآن، (إِن امْرُؤٌ هَلَكَ)، لو وقفنا على، (إِن)، كيف نبدأ ؟ (اِمرُؤ)، نبدأ بهمزة مكسورة لأنها همزة وصل وقعت في اسم, و لكن لاحظوا أيضاً حركة الراء, تجدون بأنها جاءت مضمومة لأن كلمة، (امرُؤ)، مرفوعة, (إِن امْرُؤٌ هَلَكَ)، فجاءت الراء مضمومة، بينما هناك، ( اِمْرَأَََ سَوْء)، الراء هنا تتبع حركة ما بعدها.
 المثال المجرور قال تعالى: (لِكُلِ امْرِيءٍ مِنْهُم يَوْمَئِذٍ شَأنٌ يُغْنِيه)، لو وقفنا على كلمة لكل،نبدأ، (اِمْرِيء)، لاحظوا بأن الراء جاءت هنا مكسورة لأن المثال(امْر ِيءٍ مِنْهُم)، الهمزة الأخيرة من الفعل مجرورة، فلذلك جاءت الراء تبعتها في الكسر.
إذاً كلمة، (امريء)، همزة الوصل التي في أولها، لو بدأنا بها دائماً مكسورة، و لكن حركة حرف الراء تتبع إعراب هذه الكلمة نصباً ورفعاً و جراً، اللوحة القادمة، نرى عليها المثال الذي يتعلق بكلمة، (امرؤ).
نلاحظ على الشاشة تنبيه حول حركة الراء من كلمة، (امرؤ)، تتبع الراء حركة ما بعدها، أي حركة الإعراب، في هذه الكلمة فقط، و يُبدأ بهمزتها مكسورة نحو: (امْرَأَََ سَوْءٍ)، (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ)، نبدأ بها، (اِمْرُؤ، لِكُلِ امْرِيءٍ مِنْهُم)، نبدأ بها، (اِمْرِيء)، إذاً الأولى: (امْرَأَََ)، الثانية: (اِمْرُؤ)، الثالثة: (اِمْرِيء).
 إذاً لاحظنا أن همزة الوصل مكسورة دائماً في الأسماء، ولكن في كلمة،(امريء)، هذه الراء تتبع ما بعدها و هذه حالة فريدة في اللغة العربية، إذاً خلاصة ما قلته الآن كلمة واحدة، همزة الوصل في أول الأسماء مكسورة، احفظوا هذه القاعدة، إن جاءك اسم، كلمة، اسم، همزة الوصل في أولها مكسورة، ابن، مكسورة، ابنة، مكسورة، اثنين، مكسورة، اثنتين، كذلك، (اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَ مَكْرَ السّّييء)، (وَ مَاكَانَ اسْتِغْفََارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ)، )استغفار)، أيضاً هذه الهمزة عند البدء بها مكسورة، قاعدة سهلة وبسيطة.
 ننتقل إلى الحالة الأخيرة و هي دخول همزة الوصل على الحروف، نحن نعلم أن اللغة العربية تتألف من، أفعال و أسماء و حروف، الحروف كثيرة، لا تدخل همزة الوصل على حرف في اللغة العربية إلا على حرف واحد هو، لام التعريف، عند العرب لام يجعلونها في أول الأسماء لتعريفها، فيقولون: (الكتاب، المسجد، الرجل)، هذه اللام، لام التعريف ساكنة، و العرب لا تبدأ بساكن، لذلك يجلبون قبل هذه اللام الساكنة همزة، و تكون في هذا الحرف، وهو لام التعريف، تكون همزة الوصل مفتوحة دائماً، فيقولون: (اَلْمَسْجِد)، و لا يقولون، (اِلْمَسْجِد)، و لا يقولون، (اِلرَّجُل)، يقولون: (اَلرَّجُل)، و لا يضمونها أيضاً، إذاً صار عندنا، همزة الوصل في لام التعريف مفتوحة، همزة الوصل في الأسماء مكسورة، همزة الوصل في الأفعال إما مضمومة و إما مكسورة، هذا خلاصة بحث همزة الوصل في اللغة العربية وفي القرآن العظيم وإن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة نتكلم عن دخول همزة الوصل على همزة القطع,و من دخول همزة القطع على همزة الوصل في الحلقات التي بعدها حتى ننهي هذا الموضوع، اللوحة الأخيرة في حلقة اليوم تبين لنا حكم همزة الوصل في لام التعريف، نلاحظ على الشاشة.
 دخول همزة الوصل على الحروف، تدخل همزة الوصل على حرف واحد هو لام التعريف و تكون مفتوحة دائما، نحو: (اَلأَرْض،اَلْكِتَاب، اَلله)، وهكذا تكون همزة الوصل دائماً مفتوحة، هذا درسنا و نسأل الله عز و جل أن يكون سهلاً بسيطاً، ونرجئ الباقي إلى الحلقة القادمة، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه وسلم.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور