وضع داكن
23-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 086 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(21-48) : صفات الشين والصاد والضاد.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أخواننا الكرام، مازلنا نتابع الحديث عن توزيع صفات الحروف على حروف الهجاء، ونتكلم اليوم إنشاء الله تعالى، على عدد منها بما يتسع له الوقت، وقفنا في المرة الماضية وأنهينا الكلام على حرف السين، واليوم نتكلم على حرف الشين.
 الشين حرف يخرج من وسط اللسان كما مر معنا في بحث المخارج، والشين لها صفات عديدة، هي بالنسبه للصفات التي لها ضد تتصف بأنها مهموسة يعني يجري معها النفس لأنها من حروف، (سكت فحثه شخص)، شخص فيه حرف الشين، فلما نقول: أَششش، نجد بأن الهواء يتدفق مع حرف الشين، فالشين يجرى معها النفس، كذلك الشين حرف رخو يعني يجري معه الصوت كما مر معنا أيضاً، في صفات الحروف، فلما نقول أش، نجد بأن الصوت يمتد، فالشين يجري معها النفس ويجري معها الصوت فهي مهموسة رخوة.
 والشين أيضاً مستفلة لأنها ليست من حروف الاستعلاء السبعة، ( خص ضغط قظ)، كما أن الشين منفتحة لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة، أما الصفات التي لا ضد لها فقد أتصفت الشين بواحدة منها وهي صفة التفشي، صفة التفشي وكنا قد شرحنها في درس خاص، ونقول التفشي هو انتشار صوت الشين من مخرجه، يعنى من وسط اللسان حتى يصطدم الصوت الخارج بالصفحة الداخلية للأسنان العليا.
 أش، نقول أش، يبدأ صوت الشين من مخرجه، يعني من وسط اللسان ثم يتابع الصوت خروجه فيصطدم بالصفحة الداخلية للأسنان العليا فينشأ عن هذا العمل كله انتشار لصوت الشين في أرجاء الفم، ويتابع خروجه خارج الفم هكذا، (أش،الشيطان)،
 فهذا الانتشار للصوت انفرد به صوت الشين أي أنفرد بهذه الصفة حرف الشين من بين سائر الحروف العربية كما استقر عليه العمل عند علماء اللغة والتجويد.
هذه هي الصفات الخمسة التي لحرف الشين، نراها ملخصة على اللوحة التعليمية الأولى في درس اليوم، هذه بالنسبة لحرف الشين، ننتقل إلى الحرف الذي بعده وهو حرف الصاد، الصاد يا أخوة، بالنسبة لصفات المخرج، قلنا تخرج كما ذكرنا عن السين لأنهما من مخرج واحد، تخرج من طرف اللسان ومن فوق الثنايا السفلى، وإن شئنا نقول تخرج من بين الثنايا العليا والسفلى، والمطلوب من القارئ أن يضع رأس لسانه، منتهى الطرف، عند الصفحة الداخلية للأسنان السفلية، (أَص)، تماماً كما السين، (صْ، صَ، صُ، صِِ)، هذا مكان وضع رأس اللسان، لا كما نجده كما في بعض رأس اللسان عند الصفحة الداخلية للأسنان السفلية، لا كما نجد في بعض كتب المحدثين -هداهم الله -الذين يسألون القارئ من وضع رأس اللسان عاليًا هكذا على الأسنان العليا، وقد أخذوا هذا من فهمٍ غير صحيح لعبارات بعض المتقدمين أنها تخرج من طرف اللسان ومن فوق الثنايا العليا.
القدامى كانوا يتكلمون عن المكان الذي يصطدم فيه الصوت، فلما نقول: أص نلاحظ أن الصوت يصطدم بالصفحة الداخلية للثنايا العليا ولكن لا نضع رأس اللسان هناك، فهذا خطأ قبيح جداً ويسمونه في العامية الأقرط، هذا عنده نقص في نطق بعض الحروف فلا يصح هذا أبدًا، الصواب أن نضع رأس اللسان على الصفحة الداخلية للأسنان العليا.هذا من حيث مكان الخروج، وأما بالنسبة للصفات فإن الصاد من حروف الهمس لأنها من حروف "سكت فحثه شخص" شخص فيها صاد. كما أنها من حروف الرخاوة لأن الصوت يمتد معها ويجري أص، أص يجرى معها الصوت والنفس كلاهما.
 بالنسبة للاستعلاء والاستفال هي حرف مستعل لأنها من حروف(خص ضغط قظ)، فالصاد فيها صفة الاستعلاء و الذي يترتب على ذلك هو التفخيم. فالتفخيم ناتج من نواتج الاستعلاء، (صَ،صَ)، نجد بأن صوت الصاد يتصعد إلى أعلى الفم، لأن هذا هو الاستعلاء، فالاستعلاء هو تصعد الصوت إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف المستعلي.
 أما بالنسبة للانفتاح والإطباق فإن الصاد حرف مطبق، هي واحدة من الأحرف الأربعة، الصاد والضاد والطاء والظاء المطبقة في اللغة العربية، وسبق أن قلنا بأن الإطباق هو انحصار الصوت عند النطق بالحرف المطبق بين اللسان والحنك الأعلى، فلما ينحصر الصوت في هذا المكان أص، أص، ينحصر وينضغط فهذا يعطي الحرف قوة، فالصاد حرف مطبق.إذاً الصاد مليئة بالصفات القوية.
 و أما بالنسبة للصفات التي لا ضد لها فقد اتصفت الصاد بالصفير وهي صفة مرت معنا سابقاً، ومرت معنا في حرف السين. الصفير هو حدةٌ في الصوت تنشأ عن انحصار صوت الحرف في مخرجه، أي حدة في صوت الحرف تنشأ عن مرور صوت الحرف في مجرى ضيق، (صْ، صَ، صُ، صِ).
 ِهناك أمر انتشر في السنوات الأخيرة وأقصد بالسنوات الأخيرة الثلاثين الأخيرة أو الخمسة والثلاثين الأخيرة، وهو شاع للأسف، وهو استعمال الشفتين في نطق الصاد.يقول البعض أَصْ هكذا يضمون الشفتين إلى الأمام ويستعملونهما في الصاد مضمومة و ساكنة و مفتوحة و مكسورة، لماذ ا تفعل هكذا؟ يجيب البعض يقول: من أجل الصفير. إذاً السين فيها صفير هل تقول: أسْ؟ سَ سُ سِ، لا أحد يفعل ذلك.
الزاي فيها صفير لماذا لم تقل: أزْ؟ زَ، زُ، زِ، لا أحد يفعل هذا.إذاً استعمال الشفتين في حرف الصاد إعمال لعضو بلا داعٍ، وإضافة وزيادة على صوت الصاد المنقول إلينا، ابن الجزرى رحمه الله لما بيَّن ما تُستعمل الشفتين فيه قال: للشفتين الواو، باء، ميم
ولم يقل صاد.
 فالصاد لا عمل للشفتين فيها لا من حيث المخرج ولا من حيث الصفات، فالذي عليه الأئمة والذي عليه شيوخنا وكان ينبهون على هذا جداً ويحذرون منه عدم استعمال الشفتين عند النطق بالصاد وهو لحن طارئ على التلاوة، من أين جاء؟ لعله من التساهل، لعلى أنا أتوقع من الأخوة المكفوفين لأن المكفوفين يعتمدون على السماع ولا يعتمد على حاسة البصر فلعله ينطق هكذا خطأ أمام الشيخ أو بالعكس يكون الشيخ مكفوف والتلميذ مبصراً وأحياناً يكون كلاهما مكفوفين، فهذا مما يزيد احتمال الخطأ، إذاً استعمال الشفتين في الصاد وإعمالهما خطأ أرجو التخلص منه كما ذكرت، (أص، صَ، صُ، صِ)، هكذا لا تستعمل الشفتين إلا في الواو والباء والميم كما نص على ذلك الأئمة، نلاحظ على اللوحة التعليمية التالية وهي صفات حرف الصاد.
 الحرف الثالث والأخير من أحرف اليوم حرف الضاد، والضاد سبق وتحدثنا عن مخرجها وقلنا أنها من حافة اللسان اليمنى أو اليسرى أو منهما معاً، مع ما يحازيه من الأضراس العليا, (ضَ،ضَ)، كان العرب إذا نطق الضاد ضغط على طرفه الأيسر وبعضهم يضغط على الطرف الأيمن فيقول: ( ضَ، ضِ،ضُ)، وبعضهم كان يوزع الضغط توزيعاً متساوياً بين حافتي اللسان فيقول: ( ضَ)، فيضغط هنا وهنا، وهذا ما أحب أن نفعله كلنا، أن نوزع الصوت توزيعاً معتدلاً لا أن نضغط على اليمين ولا أن نضغط على الشمال، هي عادة نطقية ليس أكثر.
 فالضاد حرف مجهور ليس فيه جريان للنفس لأنه ليس من حروف،(سكت فحثه شخص)، فلما نقول: ( أض، أض )، نجد بأنه لا يجرى معه نفس، ولكن الصوت يمتد، (أضْ أضْ)، هل تسمعون صوتها؟ (أضْ )، فهذا الامتداد للصوت هو رخاوة، فالضاد مجهورة يعنى لا يجرى معها نفس لكنها رخوة، يعنى يجرى معها الصوت.
بالنسبة للاستعلاء هي حرف مستعلي لأنها من حروف، (خص ضغط قظ)، فهي حرف مستعلي في كلمة ضغط، وينتج عن ذلك التفخيم كما نعلم.
 أما الصفة الرابعة والأخيرة من الصفات التي لا ضد لها، فهي الإطباق ومر معنا منذ قليل تعريف الإطباق، وهو انحصار الصوت بين اللسان والحنك الأعلى، (أضْ أضْ)، وهذا يتجلى في الضاد جداً، الإطباق في الضاد هو أشد وضوحاً، لأن نجد بأن الصوت قد أنحصر تماماً بين اللسان وغار الحنك الأعلى.
 أما الصفات التي لا ضد لها فقد انفردت الضاد بصفة لم يشاركها فيها حرف أخر وهي صفة الاستطالة، وكنا قد شرحنها وأعيدها الآن بتلخيص أرجو الانتباه، لأن الأمر داخل الفم، هذا اللسان يا أخوتي وهذا غار الحنك الأعلى فلما يقول الإنسان: (أضْ)، يكون الضغط والاتكاء على هاتين الحافتي، ولكن طرف اللسان مشارك يعنى منغلق،
 هذا المكان كله قد نغلق على غار الحنك الأعلى، ولكن ليس الضغط هنا، من يضغط هنا ينطق دالاً مفخمة، لابد أن يكون الضغط هنا على هاتين الحافتين، (أضْ أضْ)، فلما ينقفل المخرج والهواء الخارج يضغط فتحت تأثير هذا الضغط القوى يحدث ما يلي، اللسان قد قرع المخرج قرعاً، ثم انحصر الصوت خلفه، فتحت تأثير هذا الضغط يندفع اللسان قليلاً إلى الأمام (ملمترات بسيطة)، يندفع قليلاً إلى أن يلامس رأسه منطقة التقاء اللحم بالأسنان من الداخل (أضْ)، وكأن الهواء الذي في هذه المنطقة المحصورة قد انتفخ، سماه سيباويه النفخ من حروف النفخ، وكأن هذا المكان مثل البالون وانتفخ، (أضْ أضْ)، هذا الفراغ في داخل الفم تحت تأثير الضغط يزداد ويربو وينتفخ، هذا الجريان في المخرج انفردت به الضاد، لا يوجد حرف أثناء نطقه يتحرك المخرج، الحروف تخرج إما بالقرع أو بالقلع، كما قال ابن سينا رحمه الله في رسالته، أسباب حدوث الحروف، أما بالقرع أو نسميه التصادم أما بالقلع أو نسميه التباعد، أما أن يتحرك المخرج أثناء نطق حرف من الحروف هذا أمر لا يحدث إلا في الضاد ويكون واضحاً جداً، عند ما تكون الضاد ساكنة، أما في الضاد المتحركة فهو موجود لكنه سريع وضئيل، لما نقول فضْل (فضل الله)، مثلاً،
 (ولا الضَّالين)، في الفاتحة، نجد بأن الاستطالة واضحة لكن لما نقول: (ضَ، ضَرَبَ)، َفموجودة ولكنها سريعة، كذلك في المضموم (ضُرِب)، ( غير المغضُوب عليهم)، فيها استطالة لكنها سريعة.
هذه هي الاستطالة، فالاستطالة كما ذكرنا هي اندفاع اللسان إلى الأمام بعد اصطدامه بمخرج الضاد حتى يلامس رأس اللسان أوصول الثنيتين العليين وذلك تحت تأثير الهواء المضغوط خلف اللسان، نلاحظ على اللوحة التعليمية الأخيرة صفات حرف الضاد.
 نلاحظ بأن الضاد مليئة بالصفات القوية، الاستعلاء و الإطباق والاستطالة والجهر، هذه كله صفات قوة، فالضاد من أقوى الحروف حتى أنها تميز اللغة العربية فيقولون لغة الضاد، بعض العاميات المعاصرة تجعل الضاد دالاً أو قريبة من الدال نقول ولا الدالين، غير الغضوب عليهم ولا الدالين هذا لا يصح، بعضهم يقلبها ظاء وهذا الأمر قد انتشر وللأسف، هناك من يقعد لهذا الأمر، حتى من بعض الشيوخ لا أريد أن أتكلم بأسماء ولكن بعض الشيوخ وأغلبهم من غير العرب، الذين لا يُجِيدون هذا النطق اعتادوا، تجد الشيخ وشيخه وشيخه، كلهم يقرؤون بخلط صوت هذا الحرف بالظاء، هذا لا يصح يا أخوة، الظاء حرف والضاد حرف أخر، الظاء تخرج من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، أما الضاد فتخرج كما ذكرت منذ قليل، فهما حرفان يختلفان مخرجاً ويختلفان سمعاً، الصوت الذي تدركه الأذن لكل منهما مختلف، وكذلك انفردت الضاد بصفة الاستطالة، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور