وضع داكن
26-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 084 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(19-48) : صفات الغين والفاء والقاف.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، إخواننا الكرام، نتكلم اليوم على توزيع الحروف على ثلاثة حروف من حروف اللغة العربية، والحرف الأول الذي نتكلم عنه اليوم هو حرف الغين، والغين كما مر معنا هو حرف حلقي يخرج من أدنى الحلق، يعني من أقرب منطقة من الحلق إلى الشفتين، (غْ،غَ،غُ،غِ )، هذا هو حرف الغين، الغين تتصف بأنها مجهورة، يعني لا يجري معها النفس، لذلك ليست من حروف، (سكت فحثه شخص)، وهي أيضا صوت رخو، يعني قابل للمط، (غْ)، فصوتها قابل للتطويل، فلذلك ليست من حروف، (أجد قط بكت)، والحروف الشديدة، وليست من حروف، (لن عمر)، الحروف بين الرخوة و الشديدة.
 الغين حرف مستعل عندما ننطقه ينضغط صوته إلى قبة الحنك فيعود الصوت وله رنين، هذا الرنين يسميه علماؤنا التفخيم، (غَ)، (و ما من غـَائبة في السماوات)، فالغين مستعل وبالتالي هو مفخم لأنه من حروف، (خص ضغط قظ)، والغين حرف منفتح لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة.
أما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الغين بصفة منها، ما قلته عن صفات الغين نلاحظه على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم، نرى على الشاشة.
 من الأخطاء التي توجد في نطقنا لحرف الغين بعض المناطق في الجزيرة العربية وخاصة في شرق الجزيرة العربية، يخلطون صوت الغين بصوت القاف، يعني مثلاً أهل تلك المناطق يقولون: (قير المقضوب)، في الفاتحة بدلاً من: (غير المغضوب)، يشوبون صوت الغين بشيء من القاف، فهذه عادة لهجية في الكلام العادي، يعني كل قوم على ما اعتادوه من ظواهر نطقية، وأما في تلاوة القران العظيم علينا أن نتخلى عن ما اعتدناه من ظواهر صوتية، بيئية لهجية، ونعود نقرأ كما كان يقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما نطقه العرب في زمان نزول القرآن الكريم، (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه)، إذا نقول: (غْ،غَ،غُ،غِ )، هكذا هو نطق حرف الغين.
ننتقل إلى الحرف الثاني، و هو حرف الفاء، الفاء يا أخوة، كما نعلم حرف يخرج من بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا، ولما نقول بطن الشفة، يعني الجزء الذي لا يظهر من الشفة إذا أطبق الإنسان فمه إطباقاً عادياً، لما يكون الإنسان هكذا، مطبقاً شفتيه إطباقاً عادياً، الذي نراه من شفتيه اسمه ظاهر الشفتين، والذي لا نراه اسمه باطن الشفة، فالفاء لا تخرج من ظاهر الشفة بل من باطنها، (فْ،فَ،فُ،فِ)، هذه هي الفاء، الفاء كما تلاحظون صوت مهموس يتدفق معه الهواء، لأنها من حروف، (سكت فحثه شخص)، وهي حرف رخو، صوتها قابل للتطويل لأنها من الحروف الرخوة، والفاء ليست مستعلية بل مستفلة فلا تفخم أبداً فالعرب لا تقول: فا(مفخمة) بل:فا (مرققة)، مثلاً، (فقال)، لابد من ترقيق حرف الفاء.
 كما أن الفاء حرف منفتح ليست من حروف الإطباق الأربعة، أما الصفات التي لا ضد لها فالفاء لم تتصف بشيء منها، نلاحظ على اللوحة التعليمية الثانية اليوم صفات الفاء.
الحرف الثالث و الأخير هو حرف القاف، القاف كما نعلم من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ( قْ،قَ)، هذا مكان حرف لقاف من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى، ( قَ،قُ،قِ)، ( قْ)، هكذا إن كانت ساكنة، وهكذا إذا كانت متحركة، القاف، لما نقول: ( قْ)، جربوا هكذا لو سمحتم تجدون أنه لا يمر نفس أبداً، و لا يمر صوت أبداً، ( قْ)، ينقفل مخرجها انقفالاً تاماً، فهي حرف مجهور ليس من حروف الهمس، وهي حرف شديد لأنها ليست من حروف، (أجد قط بكت)، والقاف مستعلية لأنها من حروف، (خص ضغط قظ)، والقاف منفتحة لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة.
 أما الصفات التي لا ضد لها فقد اتصفت القاف بصفة واحدة منها إذا سكنت وهي صفة القلقلة التي تكلمنا عليها عدة مرات في السابق، فعند سكون القاف بدلاً من أن تخرج القاف بتصادم طرفي المخرج هكذا، (أق)، تخرج هكذا، (ق)، بتباعد الطرفين، مثلاً نقول:(فإنه فسق)، فطرفا المخرج يبتعدان عن بعضهما.
 هذا الحرف: القاف يُظلم أحياناً من بعض قراء القرآن الكريم، بعض القراء يجعلونه قريباً من الكاف وخاصة إن كان مكسوراً، مثلاً يقولون: (و إذا كيل لهم)، يبالغون في كسر القاف إلى درجة تجعل الصوت كأنه كاف، فالكاف حرف والقاف حرف آخر، والبعض بالعكس يا أخوة، يبالغون في تفخيم القاف المكسورة، هذه مبالغة ممجوجة، تمجها الأسماع، لو أن إنساناً لم يدرس علم التجويد يقول: يا أخي لماذا هكذا يفعل هذا الإنسان؟ الأذن تحب الأصوات المعتدلة، (قِ)، (وإذا قيل لهم)، قاف مكسورة، سهلة لا شيء فيها من المبالغة ولا شيء من إنقاص الحق، من الأخطاء التي نقع فيها أحياناً في بعض العاميات المعاصرة، همس القاف، القاف مر معنا منذ قليل أنها حرف مجهور، يعني ينحبس نفسه تماماً.
 ففي بعض العاميات المعاصرة، اعتاد بعض الناس أن يقولوا: (قَ)، ( فقال لهم)، (وإذا قيل)، يجعلون كمية من الهواء تتدفق مع الصوت القاف المتحركة، ( قَ،قُ)، هذا لا يصح لأن القاف حرف مجهور، أسمعوا جيداً، ( قَ،قُ)، (قيل)، لا نجعل هواء يتدفق مع صوت القاف.
 أيضاً من الأخطاء الشائعة في حرف القاف، بعض المناطق في الجزيرة العربية، نحن نعلم أن أغلب الجزيرة العربية ينطقون القاف في العاميات، (غ)، غال، يغول، غلتلوا، هذا في أغلب المناطق الجزيرة العربية إلا في بعض مناطق اليمن فإنهم مازالوا يحافظوا على القاف الفصيحة، ينطقونها قافاً فصيحة عربية، فبعض أخواننا الذين اعتادوا على الغا، يقرأون القرآن الكريم بهذا الصوت، لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم، ما هذا يا أخي؟ كيف تقرأ القرآن الكريم خلافاً للمنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أعندك سند بهذا الكلام هل أقرأك ذو اسناد متصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ بهذا الصوت، كيف تتجرأ أن تقرأ القرآن الكريم بصوت عامي؟ هذا الصوت موجود من القدم من زمن النبوة ولكنه في العاميات، بعض القبائل العربية يجعلون هذا الصوت(غا) بدل الجيم، وتلك في بعض مناطق اليمن ومناطق جنوب الجزيرة العربية يقولون مثلاً كزاك الله خيراً، والقبائل التي كانت مع عمرو بن العاص، كانت كثير منها من تلك المناطق ثم استوطنوا منطقة الفسطاط وصارت القاهرة فيما بعد، ومن هنا صار وجد بالجيم القاهرية، بسبب تلك القبائل، وبعض القبائل العربية الأخرى يجعلون نفس الصوت، (غا) مقابل القاف، لما نقول غليل، بعض الناس يظنون بمعنى قليل، وبعض الناس يظنونها بمعنى جليل، هذا أمر جليل بمعنى عظيم، فكيف نقرأ القرآن الكريم بصوت عامي، أنصح لوجه الله أخواتنا الذين اعتادوا أن يقرءوا القرآن الكريم (بالغا)، هذه أن يتخلوا عن هذه العادية اللهجية وأن يعودوا إلى المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق الأئمة القراء الذين ضبطوا لنا كل شيء، ضبطوا لنا مخارج الحروف وصفاتها كاملة بما فيها حرف القاف، فلا نقول إلا، (قَ)، ( لقد خلقنا الإنسانفي أحسن تقويم)، ولا ننطق إلا كذلك ونتخلى في قراءة القرآن عن الظواهر العامية في نطق الحروف القرآنية، بهذا نكون قد انتهينا من حرف القاف، نرى صفاته على اللوحة التعليمية الأخيرة في حلقة اليوم، نرى على الشاشة.
 بهذا ننتهي من حروف هذه الحلقة، ونتابع بإذن الله في الحلقات القادمة إنشاء الله بقية الحروف العربية ونوزع عليها صفات الحروف، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور