وضع داكن
28-03-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 083 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(18-48) : صفات الطاء والظاء والعين.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أخواننا الكرام، مازلنا نتابع الحديث عن توزيع صفات الحروف على حروف الهجاء، ووقفنا عند حرف الطاء، حرف الطاء يا أخوة، اتصف بعدة صفات من الصفات التي لا ضد لها، بالنسبة للهمس و للجهر فالطاء مجهورة، يعني لا يجري معها النفس، فهي حرف ليس من حروف، (سكت فحثه شخص)، إذاً هي حرف مجهور لا يجري معه النفس، كما أن الطاء حرف شديد يعني لا يجري معه الصوت، لأنه من حروف،(أجد قط بكت)، فالطاء لا يجري معها لا نفس ولا صوت،(أط ْ)، تجدون بأن المخرج ينقفل إنقفالاً تاماً.
الطاء حرف مستعل يعني عندما ننطقه يضغط صوته إلى قبة الحنك، إلى سقف الحلق، فيتصعد الصوت و يصطدم بسقف الحلق و يعود الصوت و له رنين مفخماً، فإذاً الطاء مستعلية و من نواتج الاستعلاء التفخيم، كما أن الطاء حرف مطبق يعني ينحصر الصوت عند النطق بها بين اللسان و غار الحنك.
 هذه هي صفات الطاء التي لا ضد لها، أما الصفات التي لها ضد فقد اتصفت الطاء بصفة واحدة منها حال سكونها فقط وهي صفة القلقلة، فإذا سكنت الطاء اهتزت في مخرجها و خرجت بالتباعد بين طرفي عضو النطق ولم تخرج بالقرع أو بالتصادم بين طرفي عضو النطق كبقية الحروف الساكنة، فنقول في السكون،(أط ْ، محيطْ)، ولا نقول محيط، فهكذا نخرجها بالتباعد بين طرفي عضو النطق شديدة، مهجورة، مستعلية،مطبقة، نلاحظ صفات الطاء علي اللوحة التعليمية، التي تظهر أمامنا على الشاشة إنشاء الله.
 أنبه على أمر يا أخوة، بالنسبة لحرف الطاء، بعض أخواننا متأثراً باللهجات العامية ينطقها مهموسة، مثلاً يقول:(فطال عليهم الأمد)، (فط)، هل سمعتم هذا الهواء الذي يخرج مع الطاء؟ (إنك لن تستطيع)، هذا الهواء المتدفق مع الطاء،هذا لحن و هذا خطأ.الطاء الفصيحة مجهورة يعني لا يجري معها النفس، لا بد من حبس نفسها، نقول، (طَ)، اسمعوني جيداً و تأملوا الصوت، (طَ،طُ،طِ،طْ)، و لا نتبع صوتها بنفس، هذا ما يتعلق بحرف الطاء.
ننتقل إلى الحرف الذي يليه وهو حرف الظاء، الظاء أيها الأخوة حرف مجهور،يعني ليس من حروف، (سكت فحثه شخص)، لا يجري معه النفس، يجري نفس ضئيل لا يعتد به العلماء، جربوا هكذا، (أظْ)، انطقوا حرف الظاء تجدون بأن هناك هواء قليلاً لم يعتد به العلماء لأنه ضئيل فجعلوا الظاء من الحروف المجهورة التي لا يجري معها النفس، كما أن الظاء حرف قابل للمط، ( أظظظ)، فهو حرف رخو لأنه ليس من حروف، (أجد قط بكت)، ولا من حروف، (لن عمر)، الظاء حرف مستعل لأنه من حروف، (خص ضغط قظ)، فعند نطقه يتصعد الصوت إلى الحنك الأعلى كما ذكرنا في حرف الطاء، كما أن حرف الظاء حرف مطبق كالطاء التي مرت معنا منذ قليل، نعني بالإطباق انحصار صوتها بين اللسان و بين سقف الحلق وبين غار الحنك الأعلى، فهذا الانحصار يعطي صوت الظاء قوة، أما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الظاء بواحدة منها، هذه هي صفات الظاء نلاحظها في اللوحة التعليمية التي نراه الآن.
 ننبه بالنسبة لحرف الظاء على ما اعتاده بعض الناس في العاميات المعاصرة من إخراجها صوتاً قريباً من الزاي، عند القراء يسميها الصاد المشماة صوت الزاي، الزالمين هذا الصوت ليس صوت الظاء، الظاء لابد من أن نضع طرف اللسان على أطراف أسناننا العليا، الطرف على الطرف، ( ظْ، ظَ، ظُ، ظِ )، بالنسبة للعاميات التي اعتادت أن تغير هذا الصوت الفصيح إلى صوت: ( زْ، زَ، زُ، زِ )، هذا في التلاوة القرآنية لا يصح و لا بد من أن نتخلى عنه و ننطق الظاء نطقاً عربياً فصيحاً صحيحاً.
 الحرف الثالث والأخير، هو حرف العين، العين كما نعلم يا أخوتي، تخرج من وسط الحلق، والعين حرف مجهور لأنه ليس من حروف، ( سكت فحثه شخص)، يعني لا يجري معه النفس، ( أعْ)، العين حرف بين الرخو و الشديد بالنسبة لجريان الصوت، هل الصوت يجري مع العين أم ينحبس؟ جربوا، ( أعْ)، تجدون أنه يجري قليلاً و يقف لوحده هكذا يتضاءل، يتخامد صوت العين، ( أعْ)، ثم يقف الصوت، فلذلك علماؤنا اعتبروه العين حرفاً بين الرخو والشديد، لا ينحبس الصوت انحباساً تاماً عنده ولا يجري جرياناً كاملاً.
 والعين حرفٌ، مستفل لأنها ليست من حروف، (خص ضغط قظ)، فالعين مستفلة لا تفخمها العرب، لا يصح أن نقول: (عَ)، لا بد أن نقول: (عَ)، (ووجدك عَائلاً)، (عَ)، مرققة، كما أن العين حرفٌ منفتح فليست من حروف الإطباق الأربعة: (الصاد، الضاد،الطاء، و الظاء)، هذه أحرف الإطباق الأربعة.
أما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف العين بصفةٍ منها، ما قلته عن حرف العين نستطيع مشاهدته على اللوحة التعليمية في حلقة اليوم.
 من الأخطاء التي تحدث عند نطق حرف العين تمييع صوتها و جعله صوتاً عائماً لا معنى له، مثلاً نسمع من بعض إخواننا مثلاً: (نابُد)، هكذا صوت لا معنى له، أو بعض أخواننا يقلبونها همزة أو قريباً من الهمزة، (إياك نأبد)، لا يصلح نقول: (نأبد)، لا بد أن نبينها، (إياك نعبد)، من وسط الحلق، بالمقابل نجد بعض إخواننا يبالغون في صوتها إلى درجةٍ تمجها الأسماع، (أعوذ)، يضغطون ضغطاً شديداً على مخرج العين فيجد السامع، إيش هذا الصوت المزعج؟ فإذا كل الأمور تخرج بحالة وسطى سلسة لا نبالغ في الضغط علي مخرج العين بشكل تمجه الأسماع ولا أيضاً نترك صوتها صوتاً عائماً و نقلبها همزة، بل نخرجها عينا متوسطة من مخرجها الصحيح بصفاتها الصحيحة، ( عْ، عَ، عُ، عِ )،(نعبد)، (عائلاً)، (تعلمُونَ)، و نقيس عليها بقية الكلمات القرآنية، هذا ما أردنا أن نتحدث عنه اليوم من توزيع الصفات على حروف الهجاء و نتابع بإذن الله تعالى في الحلقات القادمة بقية حروف الهجاء و نوزع عليها صفاتها الموافقة لها، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور