وضع داكن
26-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 082 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(17-48) : صفات الراء والزاي والسين.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 و صلى الله وسلم و بارك على سيدنا و نبينا محمد سيد الأولين و الآخرين
 وعلى آله و صحبه أجمعين، مازلنا إخواننا الكرام نتابع الحديث عن توزيع صفات الحروف على حروف الهجاء، و اليوم بإذن الله تعإلى نتكلم عن ثلاثة أحرف من حروف اللغة العربية، أولها ونبدأ به حرف الراء، الراء كما نعلم يا اخوتي، حرف يخرج من طرف اللسان مع ما يحاذيه من غار الحنك الأعلى، و يتقعر اللسان عند النطق به هكذا، ( ار)، فيتقعر اللسان عند النطق بالراء.
 حرف الراء حرف مجهورلأنه ليس من حروف، (سكت فحثه شخص)، يعنى لا يجرى معه النفس، وهو حرف بين الرخو و الشديد، يعنى لا ينحبس الصوت عند النطق به انحباساً كاملاً فلا نقول، ( ار)، بتراً، ولا يجري الصوت مع الراء جريانا بيناً، (.ارر)، هكذا صوت عائم كما نسمع من بعض إخواننا أحياناً، (الرررحمن الرررحيم)، فهذا عدم كمال صفة البينية، ولابد من بيانها.
الراء يا اخوة، حرف مستفل ليس من حروف، (خص ضغط قظ)، ولكنه يفخم
 لما تكلمنا يا أخوتي، و قسمنا الحروف إلى مستفلة و مستعلية، قلنا بان المستعلية سبعة، (خص ضغط قظ)، كلها مفخمة و الباقي مستفلة كلها مرققة إلا ثلاثة أحرف، الألف و اللام و الراء، في بعض أحوالها، فالراء هي أحد الأحرف الثلاثة المستفلة التي قد تفخم، وشرحنا في درس خاص أحكام الراء من حيث الترقيق و التفخيم و جواز الوجهين، فقلنا أنها تفخم في ثمانية أحوال، وترقق في أربعة، و يجوز الوجهان في حالتين، إذاً نحفظ ثلاثة أرقام، ثمانية أربعة اثنان، ثماني حالات تفخيم، أربع حالات ترقيق، حالتان يجوز فيهما الوجهان، شرحنا ذلك في ذلك الدرس ولا نستطيع أن نعيدها الآن لكثرة الصور التي تفخم فيها الراء و ترقق.
 إذا الراء مستفلة و لكنها تفخم في بعض أحوالها، وأخيراً نقول أن الراء حرف منفتح لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة، هذا بالنسبة للصفات التي لها ضد، أما الصفات التي ليس لها ضد فقد اتصفت الراء بأنها حرف منحرف، الانحراف يا أخوة هو ميل في صوت الحرف عند النطق به بسبب اعتراض اللسان طريق الصوت أثناء خروجه، ميل في الصوت أثناء خروجه بسبب اعتراض اللسان، قلت منذ قليل إن اللسان يتقعر هكذا عند نطق الراء، لما نجعل لساننا هكذا و نقول: ( ار)، إن هذا جزء من طرف اللسان، وهذا الجزء من طرف اللسان يلتصقان في مخرج الراء، ويبقى في الوسط فجوة بسيطة قليلة يمر منها صويت ضئيل، هذا الصويت، يسبب صفة البينية في الراء، يسبب عدم كمال الانحباس و عدم كمال الجريان، الصوت هنا كان يمشى هكذا، يملأ الفم، فلما وصل إلى مقدمة الفم وجد بأن الطريق قد صار ضيقاً أمامه، تماماً كطريق للسيارات فيه أربع مسارات ثم فجأة تحولت تلك المسارات الأربعة فصارت إلى مسار واحد في الوسط، فنجد بأن السيارات تزدحم و تبدأ بالتداخل بعضها ببعض إلى أن تمر واحدة تلو الأخرى في الطريق الأوسط، هذا ما يحدث للصوت، كي يكون صوت الراء يملأ الفم هكذا، ثم ينحرف الصوت هكذا و هكذا من اليمين ومن الشمال إلى أن يصبح في ذلك المجرى الضيق فيمر من تلك الفجوة أو الفتحة، سمى علماؤنا هذا العمل انحرافا لصوت الراء.
من صفات الراء التي لا ضد لها أيضاً صفة انفردت بها الراء و هي صفة التكرار، التكرار يا أخوة، هو ارتعاد طرف اللسان ارتعاداً خفياً عند نطق حرف الراء و ليحذر القارئ عند النطق بالراء من أن يبالغ في ذلك الارتعاد حتى لا يؤدي إلى ظهور أكثر من راء، فاذا نقول: ( أر)، نجد بأن اللسان فيه شئ من الارتجاف، لكن ذلك لا يؤدي إلى، ( ا رر)، هذا مبالغة في التكرار يؤدي إلى ظهور أكثر من راء و هذا لا يصح أبداً، أرجو أن ننتبه إلى هذه القصة، نسمع أحياناً من بعض الناس (الرررحمن الرررحيم)، فينطق بدل الراء رائين أو ثلاثة، نبه المشايخ على ذلك ومنهم شيخ الكل الإمام بن الجزري رحمه الله، بقوله: (وأخف تكريراً إذا تُشدَّدُ)، فلابد من إخفاء التكرير المؤدي إلى ظهور أكثر من راء، ما قلته من صفات الراء نستطيع أن نراه على اللوحة التعليمية الأولى في حلقتنا اليوم بإذن الله تعالى.
نرى على الشاشة بأن الراء تتصف بصفات ذات الضد بأنها مجهورة و بأنها بينية يعنى بين الرخوة و الشديدة و بأنها مستفلة و بأنها منفتحة، أما بالنسبة للصفات التي لا ضد لها فالراء منحرفة كما شرحت منذ قليل و الراء أيضا فيها تكرير فالراء متكررة، هذه هي صفات الراء الست التي اتصفت بها.
 ننتقل بعد ذلك إلى حرف الزاي حرف الزاي و يقال له الزاء، و يقال له حرف الزىّ، ولا يقال له الزين كما يقول كثير من العامة، ما في شئ اسمه حرف الزين، لم يذكر علماؤنا هذا الاسم للزاي، حرف الزاي يا أخوة، حرف مجهور لأنه ليس من حروف، (سكت فحثه شخص)، فلا يجري معه النفس بقوة وإنما يجرى معه نفس ضئيل لا يعتد به وهذا ظاهر بالتجربة والبرهان، (أز)، لما يضع الإنسان يده أمام فمه يجد أن هناك هواء خفيف يخرج، لم يعتد علماؤنا بهذا الهواء الضئيل ليجعلوا من الزاي حرفاً مهموساً، فهي حرف مجهور إذن لا يجرى معه نفس كثير.
 أما من حيث جريان الصوت (أزز)، فنجد بأن الزاي حرفٌ قابل للمط وصوته قابل للجريان،إذن الزاي حرفٌ رخوٌ، والزاي حرفٌ مستفلٌ ليست مستعلية فلا تفخم أبداً لأنها ليست من حروف، (خص ضغط قظ)، كما أن الزاي حرف منفتح لأنها ليست من حروف الإطباق الأربعة، فاتني أن أقول إن الزاي تخرج من طرف اللسان ومن الصفحة الداخلية للثنايا السفلى، يضع اللإنسان رأس لسانه على الصفحة الداخلية للأسنان السفلى وينطق، فيكون هنا الأسنان السفلى وهنا الأسنان العليا واللسان هكذا فحينما ينطق الإنسان الصوت الذي ينشء في هذا الجو، هذا الصوت يسميه العلماء حرف الزاي.
 الزاي فيها صفة لها ولحروف أُخرى تأتى معنا وهي صفة الصفير، الصفير صفة لحرف الزاي، ولصفير هو حدة في صوت الحرف تنشأ عن ضيق مجرى الصوت، الصفير هو حدة في صوت الحرف تنشأ بسبب مرور الصوت في مجرى ضيق لذلك اتصفت الزاي بهذه الصفة، والصفير صفة قوة تعطي الحرف قوة، لما نقول مثلاً: (قال تزرعون سبع سنين)، (تزرعون)، نجد بأن حرف الزاي صوته واضح، مثلاً: (والله عزيز حكيم)، (إذا زلزلت الأرض زلزالها)، نجد بأن حرف الزاي دائماً يقرع السمع بقوة لما فيه من صفة الصفير، نلاحظ على اللوحة التعليمية الثانية في حلقة اليوم صفات حرف الزاي التي تكلمنا عنها.
الحرف الثالث والأخير في حلقة اليوم هو حرف السين، و.السين يا أخوة، مخرجها من مخرج الزاي، يعنى من طرف اللسان كما ذكرت ومن الصفحة الداخلية للثنايا السفلى.
إذاً طرف اللسان يكون على الصفحة الداخلية للأسنان السفلى تماماً كما كان في حرف الزاي ولكن صوت السين مختلف لاختلاف صفاتها عن صفات الزاي، ليس كلها بل بعضها.
السين يا أخوة، حرف مهموس لأنها من حروف، (سكت فحثه شخص)، (أس)، فالسين إذاً حرف فيه جريان للهواء، جريان للنفس، كما أنه فيه جريان للصوت أيضاً، (أس).
 السين حرف مهموس رخو، وهو حرف منفتح لأنه ليس من حروف الاستعلاء السبعة، (خص ضغط قظ)، وهو حرف منفتح لأنه ليس من حروف الإطباق الأربعة، هذا بنسبه للصفات ذوات الضد، أما الصفات التي لا ضد لها، فقد اتصفت السين بأنها حرف فيه صفير تماماً كحرف الزاي الذي مر معنا منذ قليل.
 أذاً، لما يضع الإنسان رأس لسانه هنا، عند الأسنان السفلى وعندنا الأسنان العليا، الصوت يخرج من هذا المكان، يصطدم بعض الصوت بالثنايا العليا من الداخل ويصطدم بعضه بالثنايا العليا من الداخل أيضاً، ويجرى جزء من الصوت إلى الخارج، مجموع هذا العمل يسميه العلماء حرف السين.
 لذلك بعض علماؤنا لما وصف حرف السين قال: بأنها تخرج من طرف اللسان ومن الثنايا العليا فظن البعض سامحهم الله أن الإنسان يضع لسانه في الأعلى، وهذا خطأ بَيَّن، الإنسان عندما ينطق السين يضع رأس لسانه عند الأسنان السفلى ولا يضعه فوق، لما قال علماؤنا من الثنايا العليا قصدهم أن الصوت يصطدم بالجدار الدخلي للثنايا العليا فينشأ من هذا العمل صوت السين، ولا يعنون أبداً أن الإنسان يضع لسانه فوق وقد ظهرت وللأسف بعض الكتب التجويد التي فيها صور، رأيت في بعض الكتب صورة السان وقد أخذ شكله إلى الأعلى، وقريباً من الثنايا العليا اعتمادا على تلك العبارة التي أساء مؤلف هذا الكتاب المعاصر فهمها، إذاً يا اخوتي ليس من كل من قرأ كلمتين بالتجويد يستطيع أن يمسك القلم فيؤلف، أرجوكم من كان درس على أحد الشيوخ لا يؤلف إلا إذا كان متمكناً جداً وإلا أن يكون لتأليفه معناً، فإن السوق ولله الحمد مليء بكتب التجويد المعتبرين وغير المعتبرين، فعلينا أن ندرس ما تركه أمتنا المتقنون القدامى والمحدثون بدل أن يأتي إنسان مبتدئ تعلم كلمتين في التجويد فأراد أن يؤلف بحجة أنه يريد أن يترك أثراً بعده لكنه يخرج علينا بعجائب وقد يقرأ بها بعض المبتدئين فيظنونه كتاباً معتبراً وتؤدي إلى الخطأ في نطق كلام الله، لذلك علماؤنا سنوا لنا الإجازة في القرآن الكريم، يقول الواحد للآخر هل أنت مجاز؟ يعني سمح لك شيوخك أن تعلم، فإن الإجازة نوعان إجازة أن يقرأ ولا يقرئ وإجازة أن يقرأ ويقرء، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور