وضع داكن
26-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 079 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(14-48) : صفات التاء والجيم.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أخواننا الكرام، نتابع حديثنا على توزيع صفات الحروف على حروف الهجاء، تكلمنا في المرة الماضية عن صفات الهمزة وعن صفات الباء وعن صفات التاء، ونتكلم اليوم عن صفات حرف الثاء، الثاء كما مر معنا عندما تكلمنا على مخارج الحروف، حرف يخرج من طرف اللسان ومن أطراف الثنايا العليا، هذه أطراف الثنايا العليا وهذا طرف اللسان نضع الطرف على الطرف، فهذا مخرج الثاء كيف تخرج الثاء العربية؟ ( أَثْ، ثَ، ثُ، ثِ )، هذه الثاء لو لاحظتم يتدفق معها هواء فهي حرف مهموس لأنها من حروف (سكت فحثه شخص)، وهي حرف رخو، يعني يجري معه الصوت، ( أَثْ )، قابلة للمط فهذه الصفة من صفات الثاء وهي الرخاوة لأنها ليست من حروف الشدة (من أجد قط بكت) , ولا وهي من حروف بين الرخاوة والشدة من ( لن عمر ).
الثاء حرف مستفل لأنها ليست من حروف (خص ضغط قظ)، فليست مستعلية، الثاء حرف منفتح لأنها ليست صاداً أو ضاداً أو طاءً أو ظاءً، لذلك حوت الثاء هذه الصفات وأما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الثاء بحرف منها، نلاحظ ذلك على اللوحة التعليمية التالية التي تبين لنا صفات حرف الثاء.
 الصفة الأولى صفة الهمس، والصفة الثانية أنها رخوة، و الصفة الثالثة أنها مستفلة، والصفة الرابعة أنها منفتحة، أما الصفات التي لا ضد لها فلا يوجد للثاء صفة منها.
الثاء حرف عربي نطقه كما ذكرته الآن كما ننطقه أثناء التلاوة، بعض العاميات العربية تحرفه إلى حرف السين، فيقولون بدل ثلاثة يقولون سلاسة، والسلاسة في اللغة العربية الأمر السلس الأمر السهل اليسير الذي فيه يسر، ويقولون كسير بدل كثير والكسير في اللغة العربية فعيل بمعنى مفعول يعني مكسور، فهذه علينا أن ننتبه لها في تلاوة القرآن، بعض البيئات العربية المعاصرة العامية تحرف هذا الحرف إلى التاء أو قريباً منه، فأيضاً ننتبه إلى هذا ما نقول تلاتة، ما يصح، فلا بد أن نقول ثلاثة بالثاء، فالننتبه إلى عدم تغيير وتبديل هذا الحرف.
 ننتقل إلى الحرف الذي يليه وهو حرف الجيم، الجيم حرف عربي يخرج من وسط اللسان كما مر معنا، ومن صفاته أنه مجهور، يعني لا يجري معه نفس، ومن صفاته أنه شديد يعني لا يجري معه صوت، ( أجْ )، فلو قلنا ( أجْ )، نجد بأن المخرج ينقفل تماماً مخرج الجيم من هنا من وسط اللسان وليس من طرف اللسان من وسطه، من صفات الجيم أنها مستفلة ومن صفاتها أنها منفتحة، أما الصفات التي لا ضد لها فالجيم إن سكنت مقلقلة، لأنها من حروف (قطب جد)، ما معنى مقلقلة؟ يعني يهتز مخرجها إن سكنت بدلاً من أن تخرج بالتصادم والقرع بين طرفي عضو النطق تخرج بالتباعد بين هذين الطرفين، بدل أن نقول (يجعلون)، نقول (يجْعلون).
إذاً الجيم هذا مكانها وهذا صوتها ( أَجْ، جَ، جُ، جِ )، هذه الجيم كانت العرب في القديم في بعض القبائل يحرفون صوتها ولا يزال هذا التحريف سارياً في العاميات إلى الآن، فبعض العرب يجعلون مكان الجيم صوت ( غا ) فيقولون ( الغِيم، يأغوغ ومأغوغ )، هذا لا يصح أبداً في تلاوة القرآن الكريم، بعض العرب يحرفون هذا الحرف إلى حرف الياء أو قريباً منه فيقولون (اليِّيْم)، بدل الجيم ويقولون علم التيويد بدل علم التجويد، فهذا أيضاً لا يصح التلاوة به أبداً، بعض البيئات العربية تجعل هذا الحرف رخواً فيقولو( أَجْ )، يعني لا يحبسون صوت الجيم، لا بد من حبس الصوت وهو الذي يعبر عنه القراء المحدثون بكلمة تعطيش الجيم، لأن عطَّشَ فلانٌ فلاناً يعني جعله يعطش، كيف يُعَطش إنسان آخر؟ بأن يمنع عنه الماء إذا منعنا الماء عن الإنسان عطش، فإذاً عطِّش الجيم بمعنى امنع جريان الصوت فيها، وإن كانت صفة التعطيش هذه لم ترد في الكتب والذي ورد بدلاً منها هو صفة الشدة، فهو تعبير معاصر ( التعطيش )، المقصود به حبس الصوت عند النطق بهذا الحرف.
 أنبه إلى أمر أخير وهو بعض إخواننا حتى من طلاب القرآن بدلاً من أن يخرج الجيم من وسط اللسان كما أسلفت، يخرجونها من طرف اللسان قريباً من الدال فيكاد السامع أن يسمع الجيم دال، فالننتبه إلى هذه التحريفات لحرف الجيم العربي الفصيح، فهو حرف شديد مجهور نلاحظ صفاته على اللوحة التالية التي تبين صفات الجيم.
الصفة الأولى الجيم مجهورة، وهي أيضاً شديدة، وهي مستفلة، وهي أيضاً منفتحة، وإذا سكنت فإن لها من الصفات التي لا ضد لها صفة القلقة.
 حرف الحاء يا أخوة، حرف عربي يخرج من وسط الحلق كما نعلم والحاء فيها جريان للنفس وجريان للصوت ( أَحْ، حَ، حُ، حِ )، لا بد من بيان هذه الصفات والحاء مستفلة ليست مستعلية فلا تفخيم فيها وهي أيضاً منفتحة لا إطباق فيها وليس لها حظ من الصفات التي لا ضد لها، لا بد من بيان الحاء وعدم خلط صوتها بصوت حروف أخرى عند غير العرب قد يغيرون فبعضهم يجعلونها هاءً يقول ( الرهمن الرهيم )، أو بعض اليونان يقولون (الرخمن الرخيم )، هذا أيضاً لا يصح لا إبدالها بالخاء ولا بالهاء، لا بد من أن نقول ( أَحْ )، (الرحمن الرحيم).
 نلاحظ صفات حرف الحاء على اللوحة التعليمية الأخيرة في درسنا اليوم، الحاء مهموسة والحاء رخوة وهي أيضاً مستفلة ومنفتحة وأما الصفات التي لا ضد لها فلا يوجد لها صفة من تلك الصفات، هذا درسنا اليوم ونتابع بإذن الله تعالى في الدرس القادم الصفات موزعة على بقية حروف الهجاء، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور