وضع داكن
19-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 078 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(13-48) : صفات الألف والياء.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، اليوم نتكلم يا اخوة، عن آخر حرفين من حروف اللغة العربية من حيث توزيع الصفات على هذين الحرفين، الحرف الأول هو حرف الألف، والألف لما نقول الألف نقصد بها الألف في نحو ( قال، ومال، ومالك )، هذه هي الألف، أما التي نراها في أول حروف الهجاء ونقول ألف، باء، تاء، فهي ليست الألف التي نتكلم عنها اليوم وإنما هي الهمزة، ويسميها العلماء ألفاً مجازاً.
 إذاً لما نقول ألف باء تاء لا تظنوا بأن هذه الألف التي في الأول هي الألف في نحو (قال)، في نحو (مالك)، وإنما هي الهمزة في نحو ( أنْ، وإنْ، وأمور )، فتلك الهمزة صورتها في الخط ألف، لذلك يسمونها مجازاً الألف وليست هي الألف المنطوقة، أما الألف المنطوقة فتأتي هنا في آخر حروف الهجاء مع الواو والياء.
 تكلمنا عن الواو في الحلقة الماضية واليوم نتكلم عن الألف التي يسميها العلماء في حروف الهجاء ( لام ألف )، أيضاً هذه شرحتها في السابق وأعيدها سريعاً فأقول: الألف يا أخوة، انتبهوا هذا بحث دقيق الألف حرف ساكن دائماً ولا بد أن يتقدمه حرف مفتوح، لا تتصدر الألف في كلمة، هي مفتقرة دائماً إلى حرف مفتوح يتقدم عليها، فلو طلب إنسان من آخر أن ينطق له ألف لا يستطيع إلا أن يضع قبلها حرفاً، فهل نقول مثلاً إذا طلب منا أن ننطق ألف هل نقول (ما)، أو نقول (خا)، أو نقول (عا)، ماذا نفعل؟ العلماء اختاروا حرف اللام فقالوا ( لا )، إذا طلب منا أن ننطق ألف فنقول لا ولذلك يكتبونها في الخط ( لام ألف ).
 لماذا اختاروا اللام؟ قالوا إن لام التعريف الساكنة، لام التعريف في نحو البيت، المسجد هذه اللام ساكنة والعرب لا تبدأ بساكن، فهي مفتقرة إلى حرف متحرك يتقدم عليها فتقدمت الهمزة عليها في نحو المسجد، مفتوحة وصورتها في الخط ألف، لما افتقرت اللام إلى حرف يتقدم عليها خدمتها الهمزة على صورة ألف.
 الآن الألف مفتقرة إلى حرف يتقدم عليها فأولى الحروف برد الجميل هو اللام، لذلك يقولون ( لام ألف )، وليست هذه اللام ألف في نحو كلمة لا تفعل أو لا تكتب أو الإنسان لام ألف، هنا معناها الألف، الألف كما نعلم وكما مر معنا في مخارج الحروف تخرج من جوف الفم، يعني من الفراغ الذي في الحلق والذي في الفم ( مالك، ما )، هذا الفراغ الفموي والحلقي هو مجرى ومخرج الألف، هذا معنى أنها تخرج من الجوف.
 الألف يا اخوة، حرف مجهور يعني لا يجري معه النفس، لأنه ليس من حروف (سكت فحثه شخص)، وهي حرف رخو، لأنها قابلة للمط والتطويل صوتها قابل للمط فهي حرف رخو، والألف حرف مرقق، لأنها مستفلة ليست من حروف (خص ضغط قظ)، ليست من حروف الاستعلاء فهي مستفلة ومرققة، هذا الحرف بالذات الألف مرقق إن سبقت بمرقق في نحو ( مالك )، وتفخم إن سبقت بمفخم نحو ( قال، والضالين ).
 إذاً الألف من حيث التفخيم والترقيق تبع للحرف الذي قبلها، والألف حرف منفتح لا إطباق فيها يعني لا ينحصر صوتها بين طرف اللسان وأقصاه مع قبة غار الحنك، أما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الألف بصفة منها، ما قلته عن صفات الألف نلاحظه على الشاشة، نلاحظ على الشاشة أن صفات ( اللام، الألف )، وهي الألف يعني، أولاً مجهورة، ثانياً رخوة، ثالثاً مستفلة، رابعاً، منفتحة، كما أنها منفتحة، أما الصفات التي لا ضد لها فلم تتصف الألف بواحدة منها لا يوجد.
ننتقل إلى الحرف العربي الأخير في حروف الهجاء وهو حرف الياء، الياء حرف يخرج من وسط اللسان ( أيْ، يا )، وكما ذكرنا في الحلقة الماضية عن الواو إن بعض العلماء يفرقون بين الواو المدية والواو غير المدية، هنا أيضاً بعض العلماء يفرقون بين الياء المدية والياء غير المدية، فيقولون الياء المدية من الجوف يعني يتذبذب فيهما الوتران الصوتيان والياء غير المدية من وسط اللسان، وكما قلنا في الحلقة الماضية عن الواو ينطبق على الياء في حديثنا اليوم لا يمكن إخراج الياء من الوترين الصوتيين إلا باستعمال وسط اللسان ولا يمكن إخراجها من وسط اللسان إلا بالتذبذب الوتري والصوتي، وما قاله العلماء القول السابق مبني على التغليب، يعني في حالته المد ( وجيء )، لاحظ العلماء هنا بأن الدور الأكبر هو للوترين الصوتي، فاعتبروا أنها من الجوف لما يقولون ( يا، يو )، يعني ياء متحركة، لاحظوا بأن الدور الأكبر هو لوسط اللسان، فقالوا هي من وسط اللسان وإلا فلا بد من إعمال العضوين معاً، لا بد من تذبذب الوترين الصوتيين مع مخرج الياء الذي هو من وسط اللسان.
 الياء حرف مجهور يعني لا يجري معه النفس لأنه ليس من حروف (سكت فحثه شخص)، والياء حرف رخو كما قلنا على الألف، هي رخوة قابلة للتطويل وللمط، فهي حرف رخو، كما أن الياء العربية مرققة دائماً فهي مستفلة، فلا نقول (يا)، لا بد من أن نرققها، فنقول (يَ، يُ،يِ)، لا تفخم العرب الياء مطلقاً والياء العربية أيضاً منفتحة يعني لا ينحصر صوتها بين طرف اللسان وأقصاه مع قبة غار الحنك.
إذاً هي حرف منفتح وليس مطبقاً، أما الصفات التي لا ضد لها فقد اتصفت الياء إن كانت ساكنة وقبلها مفتوح بصفة يسميها علماءنا صفة اللين، قال ابن الجزري رحمه الله: واللين واو وياء سكنا وانفتح قبلهما.
لذلك الياء إن سكنت وانفتح ما قبلها في نحو ( بيت، الصيف، غير، خير، لاضير)، كل هذه الأمثلة الياء فيها تعتبر حرفاً لينياً، إن سكنت وانفتح ما قبلها، نلاحظ على الشاشة من خلال اللوحة التعليمية الأخيرة، صفات الياء: الصفات ذوات الضد، الياء مجهورة، والياء رخوة، كما أنها مستفلة، وهي أيضاً منفتحة.
أما الصفات التي لا ضد لها فقد اتصفت بصفة واحدة وهي صفة اللينية، أنها حرف فيه لين إن سكنت وانفتح ما قبلها.
 هذه هي صفات الياء لا بد أن نلاحظ بأن الياء كما ذكرت هو حرف رخو لا يصح أن نحصرم ونحبس صوته، بعض إخواننا لما يشدد الياء يحبس الصوت فيقول: (إياك نعبد وإياك )، يحبس الصوت ويبتره بتراً هذا لا يصح لأن الياء حرف رخو، التشديد شيء والشدة شيء آخر، التشديد هو أن يكون الحرف مضاعفاً أما الشدة هي انحباس الصوت، فالياء لا ينحبس صوتها بل تكون مضاعفة، فيها شَدَّة وليس فيها شِدة فصوتها مستمر لا انقطاع فيه، وكم من ياء مرت معنا في سورة مريم بهذه الصفة (مرضيّا، مأتيّا)، كل هذه الياءات لا بد من بيانها، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور