وضع داكن
20-04-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 077 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(12-48) : الهمس والجهر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، تكلمنا في المرة الماضية عن صفات الحروف بشكل إجمالي وعرضنا لأهم هذه الصفات، فقسمنا صفات الحروف الرئيسة إلى قسمين، صفات لها ضد وصفات لا ضد لها، وقلنا بأن الصفات المتضادة منها صفة الجهر والهمس، ومنها صفة الشدة الرخاوة ومنها صفة الإطباق والانفتاح، ومنها صفة الاستعلاء والاستفال، أما الصفات السبع التي لا ضد لها فهي الصفير، وصفة القلقلة، وصفة اللين، وصفة الاستطالة، وصفة الانحراف، وصفة التكرير، وصفة التفشي، فهذه الصفات السبع لا ضد لها هذا ما ذكرناه في الحلقة الماضية.
نبدأ اليوم بطريق التسلسل الهادئ، الذي من يتابعنا لا يتعب فيه أبداً فإننا سنذكر هذه الصفات على حلقات عدة، بحيث لا يتعب المتلقي المشاهد لنا لا في هضمها من حيث الناحية النظرية ولا في تطبيقها من حيث الناحية العملية، نتكلم اليوم على صفة الهمس والجهر، قلنا سابقاً بأن حروف اللغة العربية تسعة وعشرون حرفاً، هذه الحروف لو تأملناها من حيث جريان النفس عند النطق بها وعدم جريانه، نجد بأنها ليست على درجة واحدة، تذوق علماءنا في القرن الأول والثاني الهجري أيام أبو الأسود الدؤلي، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه، وذلك الرعيل الأول تذوقوا الحروف العربية وذاقوها حرفاً حرفاً فصاروا يتأملونها مثلاً يقولون ( أَفْ )، فيجدون بأن مع الفاء يخرج هواء ويخرج نفس عند النطق بها.
 لذلك تستطيع أخي المشاهد في البيت أن تجرب بأن تضع يدك هكذا أمام فمك ثم تقول ( أَفْ )، فتجد بأن هناك هواء يتدفق مع خروج الفاء لما تقول ( أَقْ )، حرف القاف ضع يدك أمام فمك لا تجد بأن هناك هواء يتدفق، فصار العلماء يتذوقون هذه الحروف حرفاً حرفاً، فتبين لهم أنها تنقسم إلى مجموعتين، مجموعة يجري معها النفس، ومجموعة أخرى لا يجري النفس معها، فوجدوا بالسبر والاختبار أن الحروف التي يجري معها النفس عشرة، جمعوها بقولهم ( سكت فحثه شخص )، يعني حرضه على الكلام، حثه يعني حرضه لكن في الشعر لا تأتي معهم سكت فحثه شخص، فيغيرون ترتيبها فيقولون فحثه شخص سكت، انتبهنا الإمام ابن الجزري رحمه الله قال عن الحروف مهموسها ( فحثه شخص سكت )، لكن هي في النثر ( سكت فحث شخص )، تعالوا نتأمل هذه الحروف العشرة ( فحثه )، الفاء ضع يدك أمام فمك (أَفْ )، تجد بأن الهواء يتدفق معها، الحاء ( أحْ )، الثاء ( أَثْ )، الهاء ( أَهْ )، ( شخص )، الشين ( أَشْ )، الخاء ( أَخْ )، الصاد ( أَصْ )، كذلك نجد بأن الهواء والنفس يتدفق مع حرف الصاد، كذلك حروف كلمة ( سكت )، السين ( أَسْ )، والكاف ( أَكْ )، والتاء ( أَتْ )، فهكذا نجد بأن هذه الحروف العشرة يجري معها النفس جرياناً بيناً عند النطق بها.
 سمى العلماء رحمهم الله هذه الحروف العشرة حروف الهمس، وعرفوا الهمس بقولهم: جريان النفس عند النطق بحرف من حروف الهمس، وقد قمنا بمعيتكم بتجريب هذه الأصوات العشر وتبين لنا كيف يجري معها النفس، بمقابل الهمس يأتي صفة الجهر، الهمس في اللغة معناه الخفاء، تكلم في همس يعني تكلم في خفاء، والجهر في اللغة معناه الإعلان، جهر فلان برأيه يعني أعلن رأيه، فالجهر: هو انحباس النفس عند النطق بحرف من حروف الجهر.
 صار عندنا جريان نفس وانحباس نفس، جريان النفس همس وانحباس النفس جهر، حروف الهمس عشرة مجموعة في كلمة ( سكت فحثه شخص )، حروف الجهر تسعة عشر حرفاً مجموعة في بقية الحروف المعجم، عدا حروف الهمس العشرة المتقدمة.
 أريد أن أنبه إلى شيء صفات الحروف تكون أوضح ما تكون حالة سكون الحرف، وفي حالة الحركة لا تنعدم صفات الحرف بل تضعف قليلاً، تأملوا معي لو سمحتم لما نقول ( أفْ )، نجد هواء يتدقف بكمية معينة مع حرف الفاء لأنها ساكنة، لكن لما نقول (فَا )، هناك هواء يتدفق لكنه أقل من الهواء المتدفق في حالة السكون، كذلك الهواء المتدفق مع الفاء إن كانت مضمومة ( فُ )، كذلك المكسورة ( فِ )، إذاً الحركة تُضعف من وضوح الصفة ولا تعدمها، أوضح ما تكون صفات الحروف إذا كان الحرف ساكناً، بعد هذا الشرح النظري نحب أن نطبق الآن في السورة التي وصلنا إليها في درسنا الماضي مع الأخوة الشباب ونبدأ بتلاوة صورة الانفطار ونلاحظ، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور