وضع داكن
30-03-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 076 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(11-48) : النبر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، النبر في تلاوة القرآن نلاحظها على اللوحة التعليمية الأولى في حلقة اليوم، نرى على الشاشة، النبر، لغة: الهمز وشدة الصياح وفي علم الأصوات: هو الضغط على مقطع أو حرف معين بحيث يكون صوته أعلى بقليل مما جاوره من الحروف.
النبر في تلاوة القرآن الكريم، يكون النبر في تلاوة القرآن الكريم على ما يلي:
 أولاً: الوقف على الحرف المشدد والأمثلة كما نراها على الشاشة ( الحيّْ )، فلا نقف عليها خفيفة بل نقول ( الحيّْ )، وكذلك ( وبثّْْ )، نقف عليها بالضغط على الثاء، وكذلك كلمة ( مستقرّْ )، كذلك لا بد من الضغط على حرف الراء، هذه هي الحالة الأولى من حالات النبر في تلاوة القرآن الكريم مع ما يستثنى منها.
 الأمر الثاني الذي لمسناه مما تلقيناه من شيوخنا، أنهم عندما ننطق أمامهم واواً مشددة أو ياءً مشددة، سواء كان قبل الواو أو الياء حركة من جنسها يعني ضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء أو كانت فتحة، يعني كان حرفاً ليناً، إن لم نضغط ينبهوننا يعني مثلاً قوله تعالى:

﴿ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ﴾

[ سورة القصص: 76 ]

 لو نقف عليها ( أولي القوَّة )، المشايخ على طول يقولون بين التشديد في حرف الواو ( القوَّة )، لا يقولون ائت بالنبر لأنه كما قلت مصطلح حادث، لكنهم ينتبهون ( قوَّة ) هنا الواو مطها القارئ، والمط مد، وهذه الواو لا تمد لأن التشديد والمد لا يجتمعان، إن كانت الواو مشددة فلا مد وإن كانت الواو ممدودة فلا إدغام، فلما نقول ( القوَّة )، هكذا ممطوطة على طول يقول المشايخ شدد الواو أظهر التشديد، هذا قعدناه بعبارة عصرية فقلنا هو الحالة الثانية من الحالات التي وجدناها في تلاوة القرآن الكريم من النبر.
نلاحظ ذلك على الشاشة في اللوحة التعليمية، ويستثنى من الوقف على الحرف المشدد:
 أولاً، الوقف على النون والميم المشددتين نحو ( ولكنّْ، جانّْ، وفي اليمّْ )، كذلك الوقف على حرف القلقلة المشدد نحو: ( وتبّْ، الحقّْْ ).
 الحالة الثانية من حالات النبر في تلاوة القرآن الكريم عند نطق الواو والياء المشددتين، نحو ( القوَّة، قوَّامين، شرقيَّا، سيَّارة، حيِّيتم )، عند نطق هذه الأمثلة لا بد من بيان التشديد كما أسلفت ولا نمط حروف الواو والياء.
كذلك عندنا أمر ثالث لاحظناه فيما تلقيناه من شيوخنا، عند تلاوة القرآن الكريم، وهو عندما ينتقل القارئ من حرف مد إلى حرف مشدد، مثلاً خذوا في الفاتحة قوله تعالى: (والضالِّين )، عند الانتقال من الألف إلى اللام ننتقل بقوة لِمَ؟ لبيان التصادم الذي يؤدي إلى خروج اللام الساكنة وهي اللام الأولى من اللام المشددة، أما إذا قلنا ( والضالين )، وكأن اللام الساكنة ظلمت ولم تأت صفاتها كاملةً لأنها لم تظهر بالقرع، سبق أن قلنا عند حدوث الحروف أن الحروف الساكنة تخرج بالتصادم أو بالقرع بين طرفي عضو النطق، فإذاً هنا أيضاً لا بد من الضغط تقول: ( الحاقَّة )، أما إذا قلنا ( الحاقَّة ما الحاقَّة)، القاف الساكنة ما خرجت كما ينبغي هذه هي الحالة الثالثة من حالات النبر نلاحظها على اللوحة التعليمية التالية التي تبين ذلك.
 النبر في تلاوة القرآن الكريم، الحالة الثالثة: عند الانتقال من حرف مد إلى الحرف الأول من المشدد وذلك في نحو قوله تعالى: ( دابّة، الحاقَّة، والضالِّين )، أيضاً هنا لا بد من هذا الضغط، عندنا أيضاً من حالات النبر عندما نقف على مد متصل، يعني حرف مد وبعده همزة عندما نقف عليه، الهمزة تخرج بتصادم طرفي الحلقوم عند مخرجها أقصى الحلق، يعني لما نقول نريد أن نقف على قوله تعالى: ( من السماء ).
 عند ما نقف نقول ( من السماء )، لا بد من الضغط ولكن لو قلنا: ( من السماء)، ما كأنه خرجت همزة، الصوت تخامد وتلاشى ولم تظهر الهمزة، فلا بد من تلك الضغطة والمشايخ ينبهون عليها، سواء إن كان حرف المد ألفاً كالمثال الذي ذكرته، أو واواً مثلاً: (من سوء)، هذه الحالة الرابعة من حالات النبر التي لاحظناها في تلاوة القرآن الكريم، نراها أمامنا على الشاشة على اللوحة التعليمية التي تبين ذلك، النبر في تلاوة القرآن الكريم.
الحالة الرابعة: عند الوقف على همزة مسبوقة بحرف مد أو لين نحو، ( السماء، سوء، وجيء، شيء، السوء).
 بقي عندنا حالة أخيرة من حالات النبر التي لاحظناها مما تلقيناه من شيوخنا وهو عندما يقرأ القارئ كلمة فعلاً مثلاً في آخره ألف تثنية، تدل على المثنى ولكن هذه الألف تسقط في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين، في سورة يوسف عن يوسف وامرأة العزيز:

﴿ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ ﴾

[ سورة يوسف: 25 ]

 لما نصل ألف استبقا تسقط للتخلص من التقاء الساكنين فيصير النطق ( واستبقَ الباب )، إن لم تضغط قد يظن السامع ( واستبق الباب )، أن الذي استبق هو شخص واحد ولا نستطيع أن نثبت الألف يعني نسمع من بعض المثقفين عندما يتكلمون يقولون ( واستبقا الباب)، لا يصح هذا لا بد من سقوط الألف هنا للتخلص من التقاء الساكنين، وهذا عندما قلت يصح لست أعني بالقرآن وحده بل في اللغة العربية أيضاً، لذلك علماءنا عندما كنا نقرأ عليهم ينبهوننا على الضغط على الحرف قبل الألف الساقطة، يعني هكذا ( واستبقَ الباب )، هذه الضغطة، فهذه الضغطة تشعر السامع أن هناك ألفاً قد سقطت، كذلك في كلام سليمان وداود:

﴿ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا ﴾

[ سورة النمل: 15 ]

 لما نصل ( وقالَ الحمد لله الذي )، في قصة آدم عليه السلام وحواء:

﴿ ذَاقَا الشَّجَرَةَ ﴾

[ سورة الأعراف: 22 ]

 فأيضاً نقول ( ذاقَ الشجرة )، لولا هذه الضغطة لتوهم السامع أن الذي ذاقَ الشجرة هو آدم، هذا الأمر سببه اللبس أما إن رفع اللبس كقوله تعالى:

﴿ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا ﴾

[ سورة الأعراف: 189 ]

 دعوا مثنى ولكن لو وصلنا نقول ( دعوَ الله ربهما )، هل التبست بالمفرد؟ لم تلتبس لأن المفرد دعا الله ربه، أما لما نقول: دعوا الواو هنا بينت بأن هناك مثنى في الكلام، لذلك في ( دعوا الله ربهما )، لا داعي للنبر لا وظيفة له لا داعي أن نقول: ( دعوَ الله )، بالنبر ما في داعي ننطقها عادي.
 نلاحظ ذلك وهي الحالة الخامسة والخيرة مما وجدناه في ما تلقيناه عن شيوخنا من النبر في درسنا اليوم، النبر في تلاوة القرآن الكريم والحالة الخامسة عند سقوط ألف التثنية للتخلص من التقاء الساكنين، متى؟ إذا التبس بالمفرد وذلك في: ( واستبقا الباب، وقالا الحمد لله، ذاقا الشجرة)، بخلاف ( دعوا الله ربهما )، فلا داعي للنبر في هذا المثال.
 لعلي أطلت علكم قليلاً سامحوني لكنني لم أستطع أن أجزأ البحث إلى حلقتين لأنه كما ترون مترابط، وكما قلت لكم هذا من البحوث التكميلية في التلاوة يعني مشايخنا ينبهون عليه دائماً وهو من البحوث التكميلية التي تعطي القراءة رونقاً وجمالاً، أما عامة الناس إذا فوتوا هذا البحث فلا شيء إن شاء الله، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور