الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، هناك ثلاثة أحرف يا أخوة، كان العرب إذا نطقوها خرج لها صوت فيه قوة شبهه العلماء بصوت صفير الطائر، وذلك في حرف الصاد، وحرف السين، وحرف الزاي، هذه الثلاثة هكذا صوتها ( أَصْ، صَ، صُ، صِ، أَسْ، سَ، سُ، سِ، أزْ، زَ، زُ، زِ )، هكذا تلاحظون أن هذه الأحرف صوتها قوي فالصفير صفة تدل على قوة الحرف في السمع، حتى إنني أريد أن أنبهكم إلى شيء لو أن واحداً منا دخل مسجداً ووجد الناس يصلون السنة القبلية أو البعدية وكان منهم طلبة علم متقنون للقراءة وهم يقرؤون صلاة سرية يسمع منهم يسمع صوت الصاد والسين في الفاتحة، فيسمع الصاد والسين ولا يسمع الميم ولا يسمع التاء لما في الصاد والسين والزاي من قوة الصفير.
 لذلك الصفير: هو خروج أحرف الصفير بصوت قوي يشبه صفير الطائر، هكذا قال علماؤنا، حروف الصفير: (ص، ز، س)، هذه هي صفة الصفير، أمر سهل بسيط، ما أظن أن تجدون فيه صعوبة.
أما الصفة الأخرى فهي صفة التفشي وهي صفة لحرف واحد في اللغة العربية حرف الشين العرب تقول هكذا: ( أشْ، شَ، شُ، شِ، شاكراً، شكوراً، لعلكم تشكرون )، تجدون بأن صوت حرف الشين ينتشر الصوت في الفم، ( أشْ)، سمى العلماء هذه الصفة التي تميز بها حرف الشين عن غيره من الحروف بصفة التفشي، والتفشي في اللغة العربية الانتشار.
 وعند علماء التجويد إذا قالوا التفشي فإنما يعنون: انتشار الريح في الفم عند النطق بحرف التفشي، ما هو حرف التفشي؟ حرف واحد هو حرف الشين سواء كان ساكناً أو متحركاً.
إذاً اليوم تكلمنا على صفتين سهلتين من الصفات الذاتية للحروف، صفة الصفير، ولها ثلاثة أحرف، صفة التفشي ولها حرف واحد، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.