وضع داكن
28-03-2024
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 067 - 113 ) - صفات الحروف - المحاضرة(02-48) : الاستطالة والغنة.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أيها الأخوة، ما زلنا نتابع الحديث عن صفات الحروف التي لا ضد لها واليوم إنشاء الله قد نختم الحديث على هذا الموضوع، اليوم نتناول من صفات الحروف صفة ذكرها علماءنا لحرف واحد في اللغة العربية وهو حرف الضاد، وهذه الصفة هي صفة الاستطالة، ما معنى هذه الاستطالة؟ لما نقول ( إضْ )، أرجوا أن تنتبهوا لأن حرف الضاد فيه شيء من الدقة، لا أقول صعوبة من الدقة وتنفرد به اللغة العربية، فأرجو الانتباه لما نقول ( أَضْ )، جربوا هكذا ( أَضْ )، ما الذي يحدث داخل الفم؟ الذي يحدث هو أن الضاد مكان اتكائها وضغطها هو هاتين المنطقتين حافتي اللسان اليمنى واليسرى، ولكن أيضاً بقية أطراف اللسان تشارك، لكن ليس عليها اتكاء وضغط، الاتكاء والضغط هو على هاتين المنطقتين مع كون المنطقة كلها قد انقفلت هكذا، بعد أن يقرع اللسان بحافتيه ما يوازيه من غار الحنك وينقفل المخرج تماماً، ينشأ خلف اللسان ضغط، هذا الضغط الهواء المضغوط يجعل اللسان يتقدم قليلاً إلى مقدمة الفم، هذا الهواء الناتج هنا الضغط، يجعل اللسان يتقدم قليلاً إلى مقدمة الفم يعني مليمترات بسيطة هذا الجريان للسان يصاحبه جريان للصوت، جريان الصوت كما نعلم يا أخوة،درسناه و سميناه الرخاوة، جريان صوت الحرف هو رخاوة، بينما جريان المخرج أثناء نطق الحرف هذا الأمر اسمه استطالة.
 لا يوجد حرف في اللغة العربية عند نطقه المخرج يتحرك هكذا إلا هذا الحرف هذه الحركة سماها علماءنا الاستطالة، من المؤخرة إلى المقدمة قليلاً، تحت تأثير الهواء المضغوط خلف اللسان، إذاً صار عندي أمران صوت يجري ولسان يجري، جريان الصوت اسمه رخاوة مثل ( أفْ، أّحْ، أشْ )، هذه الحروف الرخوة متساوية في الرخاوة وجريان اللسان في المخرج هذا استطالة أمر انفرد به حرف الضاد، وهو في الساكن أوضح منه في المتحرك، أرجو أن تنتبهوا إلى هذا، دائماً يا أخوة، صفات الحروف تكون واضحة أكثر في الحرف الساكن ويكون وضوحها أقل في الحرف المتحرك، يعني لما نقول، (ضَ)، فيها استطالة ولكن استطالتها سريعة و لا تكاد تلحظ مثل ( ضَ، ضُرِبَ مثل، ضِ، ضِيزى )، لكن لما نقول مثلاً:

﴿ فَاضْرِبْ لَهُمْ ﴾

[ سورة طه: 77 ]

 هذا الصوت، صوت الضاد صوت خفي، لذلك بعض إخواننا المبتدئين لا يسمعونه فيظنون الأمر فراغ صوتي، يقول أحدهم: (ولا الضالين)، فيجعل بين الضاد الساكنة والضاد المتحركة فراغاً صوتياً، ليس الأمر كذلك ليس في الضاد فراغ صوتي وإنما هو امتداد لصوتها لكن هذا الصوت ضعيف، فالصوت يجري واللسان يتقدم قليلاً إلى الأمام.
هذه هي صفة الاستطالة التي نستطيع أن نراها من خلال اللوحة التعليمية التالية التي تبين لنا تعريف الاستطالة ومنظر الحنك عند النطق بها، لاحظوا يا أخوة التعريف، الاستطالة هي اندفاع اللسان في مؤخرة الفم إلى مقدمته حتى يلامس رأس اللسان أصول الثنيتين العليين، وذلك تحت تأثير الهواء المضغوط خلف اللسان.
 الصورة التي أمامكم تبين المربعات الخضراء تبين منطقة الضغط والاتكاء في حرف الضاد، والمنطقة الصفراء تبين المنطقة التي لها مشاركة في إقفال المخرج ولكن لا ضغط عليها، الضغط على المنطقتين اللتين لونت المربعات فيها باللون الأخضر، و اللسان يندفع من الوراء قليلاً إلى الأمام قليلاً إلى أن يصل رأسه إلى أصول الثنيتين العليين، يعني مكان التقاء اللحم بالأسنان من الداخل، إذا زاد الأمر وتقدم اللسان إلى الأمام كثيراً ووصل رأسه إلى أطراف الأسنان العليا هذا مخرج الظاء، لذلك نرى في كثير من العاميات الخلط بين مخرج الضاد يقولون حرف الظاد ويقولون ( ظَرَبَ )، أو ( والظالمين )، فهذا لا يصح وسببه المبالغة في إخراج اللسان إلى أن يصل رأسه إلى أطراف الثنايا العليا ليس إلى أطراف الثنايا وإنما إلى منبت الثنايا إلى التقاء اللحم بالأسنان من الداخل، فقط هكذا، بارك الله فيكم، هذا بالنسبة لصفة الاستطالة.
 بقي عندنا الصفة الأخيرة وهي صفة الغنة، الغنة يا أخوتي، هي صوت يخرج من التجويف الأنفي الذي خلقه الله تعالى خلف الأنف وفوق غار الحنك الأعلى، هذا غار الحنك الأعلى فوقه خلق الله عز وجل تجويفاً من الخلف ينتهي إلى الحلق ومن الأمام ينتهي إلى الفتحتين الأنفيتين، وفيه غضاريف وتجاعيد له وظائف تنفسية وبالإضافة إلى ذلك يمكن للإنسان أن يخرج منه صوتاً هكذا، هذا الصوت هذا الرنين الأنفي كانت العرب تخرجه مع حرفين لا ثالث لهما، هما الميم والنون، ( أَمْ، أَنْ )، لو سددنا الأنف وقلنا ( أنْ )، نجد بأن الصوت قد اختل هذا دليل على أن الغنة جزء حرف النون وجزء حرف الميم مهما كان وضع النون ووضع الميم سواء كانت متحركة أو ساكنة سواء كانت مظهرة أو مدغمة أو مخفاة، لا تفارقها الغنة أبداً فهي صفة من صفاتها من صفة الميم والنون الذاتية، ولكنها تختلف بالطول والقصر بحسب الإظهار والإدغام والإخفاء، مما سيأتي معنا بإذن الله تعالى في الأبحاث القادمة.
 إذاً الغنة صفة من صفات النون والميم ولكنها تمتاز عن بقية الصفات بأن لها مخرجاً مستقلاً، الصفات الأخرى ليس لها مخارج من أين يخرج الإطباق من أين تخرج القلقلة؟ وإنما هي وصف للصوت أما الغنة فصفة لها مكان تخرج منه وهي جزء النون وجزء الميم كما أسلفت من خلال اللوحة التعليمية، نرى كيف أن الغنة جزء النون وجزء الميم فنرى على الشاشة اللوحة التي على اليمين كيف أن طرف اللسان يقرع مخرج النون عند المنطقة الزرقاء وأن الخيشوم الذي لون باللون الأزرق وفيه أسهم تدل على خروج الصوت من خلاله بعد أن قرع طرف اللسان مخرج النون، الأسهم تدل على خروج الصوت من فتحتي الأنف مقارناً لحرف الغنة والكلام نفسه يقال عن اللوحة التي على يسار الشاشة والتي تبين انطباق الشفتين عند المنطقة الزرقاء، فإذا انطبقت الشفتين تحول طريق خروج الصوت إلى هذا التجويف الأنفي عبر فتحتي الأنف وكانت الغنة في كلا الحالتين صفة للميم والنون كما نرى التعريف، الغنة: صوت يجري في مخرج الخيشوم وتكون تابعة للنون والميم، هذه هي صفات الحروف التي لا ضد لها.
 هذه هي صفات الحروف التي لا ضد لها، وإن أحيانا الله في المستقبل سنتكلم عن الصفات التي تنشئ حال تجاور الحروف، الذي تكلمنا عليه في الماضي من الصفات المتقابلة والتي لا ضد لها، صفات للحرف بغض النظر عن ما جاوره من حروف، لكن عند التجاور تنشأ أحكام جديدة كما تكلمنا اليوم على ( أردتم، حصدتم، راودته )، هذا الحكم نشأ بسبب التجاور، ما هي الأحكام التي تنشأ بسبب التجاور؟ سنتكلم عليها في الحلقات القادمة، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور