وضع داكن
16-04-2024
Logo
الدرس : 01 - سورة الزخرف - تفسير الآية 32 الرحمة الالهية.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد:
الآية الكريمة في قوله تعالى:

﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)﴾

 سأسمعكم تفسيراً لهذه الآية، وسأسمعكم تفسيراً آخر.
الأول:
 معنى قوله تعالى، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات. أي أن الله جعل غنياً وفقيراً، قوياً وضعيفاً، صحيحاً ومريضاً، وسيماً ودميماً الوسامة تتفاوت، والغنى يتفاوت، والقوة تتفاوت، والصحة تتفاوت والشأن يتفاوت، والسلطان يتفاوت، قال لماذا ؟ ليتخذ بعضهم بعضا سخريا. من السخرية، كي يسخر الغني من الفقير، والقوي من الضعيف، والصحيح من السقيم، هذا معنى ورد، لكنا وجوهكم لم ترتح لهذا المعنى !.
المعنى الآخر:
 ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات. يعني الله عز وجل أعطى كل إنسان ميزة بالحياة، وقد يكون عمله ميزةً اختصاص، هذا الإنسان يسر الله له طريق الطب، وهذا يسر له طريق الهندسة، وهذا المحامة وهذا التجارة، وهذا الصناعة، وهذا الخدمات العامة، وهذا التعليم وهذا الخطابة، وهذا التصليح.
هذه الميزة، الإنسان صاحب الاختصاص، مفضل على إنسان آخر، كيف؟
 قد تكون أنت أعظم إنسان، أكبر غني أكبر تاجر، بتعطل آله عندك بالبيت، تتعطل الغسالة، سبعة أيام ما في غسيل، تقف أمام المختص بتصليحها آديب هو الآن أعلى منك، رفع عنك درجة درجة الاختصاص، فكل إنسان باختصاصه، مفضل، كل إنسان بما يتقن، رفع الله عز وجل، فإذا أنت أتقنت شيء، أتقنت عمل، يسر الله لك سبيل التجارة، الصناعة، الزراعة، الطب، الهندسة، مثلاً المحامة، التدريس، الخدمات العامة طلب العلم، تعليم العلم اختصاص، فأنت في اختصاصك، قد رفعت على بقية الناس درجة طيب لماذا ؟ !
 قال: ليتخذ بعضهم بعضا سخريا، من السخرة، لتخدم أخاك الإنسان أعطاك الميزة، من أجل أن تخدمه، فإذا خدمته ارتقيت عند الله فاستحقت الجنة، الجنة سبيلها العمل الصالح، أعطاك الله عز وجل ميزة تعمل بها صالحاً، كيف تدخل الجنة ؟ الجنة بالعمل، أعطاك اختصاص، أعطاك ميزة، أعطاك قدرة، أعطاك جاه، أعطاك مال أعطاك علم، أعطاك طلاقة لسان، أعطاك حظ من حظوظ الدنيا أنت بهذا الحظ فضلت على بقية الخلق، من أجل ماذا ؟ من أجل أن تخدم أخاك الإنسان، فإذا خدمته، استحققت دخول الجنة، وأنت في الأصل مخلوقٌ للجنة.
يعني يا عبدي: أنت خلقت من أجل أن تكون في جنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، هذه الجنة ثمنها العمل الصالح والعمل الصالح من خلال ما ميزك الله به، بقلك ضربت المعلم بألف ولو شلفها شلف، هذا الله يسره فك هالمحرك، هذا الله يسره نقب الجبل، أنت عندك رخام بالبيت، من أين هذا الرخام ؟ في أشخاص مختصون بقلع الرخام، فكل إنسان بعمله قد رفع درجة، على بقية الناس، من أجل أن يقدم خدماتٍ لأخي الإنسان، خدمات مخلصة صادقة، ما في غش، ما في تدليس، ما في كذب، ما في احتيال، ما في إيهام، ما في احتكار، عما تقدم خدمة خالصة، طبعاً مقابل أجرة والأجر مشروع، بس ما في كذب، ما في غش، ما في تدليس، ما في كذب، ما في إيهام، ما في احتكار، ليتخذ بعضهم بعضا سخريا.
 من السخرة لا من السخرية، طيب هذا الذي يتخذ اختصاصه وسيلة لابتزاز أموال الناس، طبيب أسنان جاءه مريض من دولة نفطية فاثقب له أربعة أسنان، بالمثقب، وأوهمه أن كلن بحاجة إلى تحشاية طيب هذا أستخدم اختصاصه، لابتزاز أموال الناس، جمع ثروة طائلة فربنا عز وجل أبلغه، قال له: ورحمة ربك خير مما يجمعون.
 يعني الآية مترابطة، يعني أنا أعطيتك اختصاص، صرت طبيب، أنت محامي، أنت مهندس، أنت مدرس، أنت تاجر، أنت صانع، أنت صاحب أرض زراعية، أنت معقب معاملات، إذا أخلصت وصدقت، وخدمت المسلمين، وما غشيتهم، وما أبتزيت أموالهم، ما ألعبت عليهن، ما أحتلت عليهن، ما أحتكرت، ما أوهمت، ما دلست، ما أرتكبت غلط، وخدمت خدمة خالصة، تستحق الجنة عندي.
أما إذا أبتزيت أموالهم، اضحكت عليهم، غشيتهم، كذبت عليهن، احتلت عليهن، وجمعت أموال طائلة، بيجي الموت ينهلك ياها كلياتها، بتصف بالكفن، والكفن ماله جيبة سمعت، ما في جيبة، ولا في دفتر شيكات يوضع بالداخل، ورحمة ربك خير مما يجمعون.
 فأنت بين خيارين، بين أن تصل إلى رحمة الله، وبين أن تصل إلى ثروةٍ طائلة، الله طمأنك قال لك: رحمتي أحسن لك من الثروة الطائلة لأن الثروة الطائلة، تنتهي عند الموت، لكن رحمتي تبد_أ منذ أن عرفتني وحتى أبد الأبدين، أحسن لك، فهل الآية، آية بسموها مفصلية، كل واحد باختصاصه، ممكن يدخل الجنة، بالصدق، أنت محامي على عين وراسي، أنت على العين والرأس، أخي هذه الدعوة ما بقبلها، لأنه أنت ظالم، الدعوة أنت محق لكن ما منها آمل لأن القانون ليس معك، لا تغلب حالك، لا تقول له: بلعنلك أبوه، هات أول دفعه، لا تقل شئ، قل له: هي ما بتشتغل.
 كون صادق، بتأكل مال حلال، أشتري به طعام صار الطعام طيب، إذا دعوة الله يستجيب لك الدعاء، شغلة مثل الشمس واضحة بسيطة جداً، يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، الطعام الطيب مو يلي في سمن بلدي، لا ! يلي ثمنه حلال، والثمن الحلال يعني عمل شريف، ما في ابتزاز، ما بتبيع أشياء تثير الفتن، في ملابس نسائية بيعها والله ما يجوز، أنت عما تساهم بترويج هل الفتنه هي، ما بتبيع شيء بسبب فتنه، عملك مو مبني على ابتزاز أموال الناس.
لذلك، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات.
 كل إنسان باختصاصه رفع درجة، أحيان الواحد، يضطر يصلح آله بالبيت، بتلاقي هو طبيب وشخصية مهمة، يقف أمام المختص بهل آله متأدب، بتصير يقول له بتصير، يقول له بتصير، شو بتكلف سيدي، يقول له سيدي أحياناً، لأن هو الآن أعلى منك، أعلى منك باختصاصه، هي معنى، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات.
هي فيها عدالة، كل واحد باختصاصه سيد، كل واحد باختصاصه مرفوع درجة عند الله، قال له يا عبدي: أنا رفعت الدرجة من أجل أن تخدم عبادي، حتى حبك أنا، بتقرب إلي بخدمت عبادي.
طيب واحد بشوف أب وابنه، بكون الأب مهم جداً، يبحث عن شغلة في بجيبه عن نوكايه عن شكولاته، بعطيها للابن، هي مو للابن الحقيقة للأب هي، بس عن طريق الإبن.
 فالمؤمن الصادق، بترقى عند الله عز وجل بخدمة عباده، فكل إنسان باختصاصه يخدم الناس، لا يغش، لا يكذب، لا يقول هذا غشيم لبسته هل البيعة، لا تقول لبست ياها، أنت لبسها، لبس الإثم تبعها . لا تكتم عيب، لا تخوفه، لا توهمه، أنه ما في منها البضاعة، انتهى انتهت هي، حلق حالك، إذا قال لك: نقي لي أنت، بتعطي أسوء لون، بقلك هذا ما فهمان، مادام قلي نقيلي أنا حأعطيه اللون الكاسد لا.
أنا رفعت درجة باختصاصك، بخبرتك، بذوقك، بجاهك، بمالك بسلطانك، بعلمك، طبيب، مهندس، محامي.
 رفعت درجة، من أجل أن تخدم عبادي، حتى أحبك وحتى أدخلك الجنة، أما إذا استخدمت اختصاصك، وما رفعتك به لابتزازي أموال الناس، عن طريق الغش والتدليس والكذب والاحتيال والاحتكار والاستغلال، وجمعت ثروة طائلة، بطمنك ما بتفيدك.
ورحمة ربك خير مما يجمعون.
 إذا الإنسان، يعني واحد شاف جنازة وأتبعها شوفي مانع شوف لحظة برفعه الغطاء الخشب عن النعش، بيحملوا بالشرشف الأبيض مربوط ربطتين من تحت من فوق ، بنزلوا بها الجورة، كان بيته بالمالكي، حقه ثلاثين مليون، وين صفي البيت، وين السيارة يلي حقه 18 مليون، وين صفيت، بباب الصغير، هذا المثوى الأخير ورحمة ربك خير مما يجمعون.
 بطولتك أن تضحك حينما يبكي الناس عليك، أن تكون ممن رضي الله عنه، والقبر صندوق العمل، وكل إنسان، سألوا مرة طالب نجح الأولي على القطر، بالبكلوريا، ساوا معه بالصحيفة محاورة، أنا تأثرت بكلمة قالها هذا الطالب: قال أنا: سبب نجاحي الأول، أن لحظة الامتحان لم تفارق مخيلتي طوال العام.
 أن أكل الامتحان، أن نام الامتحان ، والمؤمن الصادق، لحظة دخول القبر، لا تفارق مخليته طوال حياته، معناها هو بفكر بالموت لكن يعمل، ويتاجر، ويدرس، لكن الموت له معنى إيجابي، معنى سلبي، ما بيبرك الموت بحرك، الموت بحرك على طريق الإيمان، وبيقيك الزلال.
 سيارة ماشية على طريق أوتوستراد، على الأيمن وادي، وعلى اليسار وادي، في عنا مشكلتين، أول مشكلة تمشي ما تم واقفه والثاني ما تقع هون أو هون، مهمة الموت، مهمة التفكر بالموت، أن يدفعك في الطريق إلى الله، والمهمة الثانية، أن يقيك أن تنحرف يميناً أو شمالاً، هي مهمته الموت، فكل إنسان إذا فكر بالموت، معناه يستقيم.
 ورحمة ربك خير مما يجمعون. هي شعار المؤمن، أطلب رحمة الله أطلب رضوانه، لأنه إذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان عليك فمن معك، يا رب ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك، ما وجد شيء.

تحميل النص

إخفاء الصور