- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (043) سورة الزخرف
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيُّها الإخوة الكرام، الآية الثالثة والثلاثون من سورة الزخرف، وهي قوله تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)﴾
لولا أداة شرْط غير جازِمة، وهي حرف امتِناعٍ لِوُجود، أما لو فهي أداة شرْط غير جازمة، وهي حرف امتناع لامتناع، فما معنى حرف امتناع لامتناع ؟ لو جئتني لأكرمتك، فأنا لم أُكْرِمك لأنَّ لم تَجِئني ! امتَنَع إكرامي لك لامتناع مجيئك، قال تعالى
﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96)﴾
لماذا لم نفْتَح عليهم بركات من السماء والأرض ؟ لأنَّهم لم يؤمنوا ولم يتَّقوا وقال تعالى:
﴿ وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا(16)﴾
لماذا لم نُسْقِهِم ماءً غدقًا ؟ لأنَّهم ما استقاموا على الطريقة، أما لولا فلها معنى آخر فهي حرف امتناع لِوُجود ؛ إذا قلتَ: لولا المطر لهَلَكَ الزَّرع امْتَنَع هلاك الزَّرع لِوُجود المطر، حرف امتناع لوجود، قال تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)﴾
فما معنى لولا أن يكون الناس أمَّة واحِدَة ؟ أي أنَّ الناس جميعًا من دون اسْتِثناء خُلِقوا لِرَحمة الله، وخُلِقوا للجنَّة، فمن يزْعم أنَّ الله تعالى خلق الكافر كافِرًا، وقدَّر عليه الكُفْر قبل أن يولَد، وسيَضَعُهُ في جهنَّم إلى أبد الآبدين من دون إرادةٍ منه، ومن دون اختيار، فهذا خالف العقيدة الصحيحة التي جاء بها القرآن، فليس هناك إنسان خلق كافرًا، ولا إنسان خُلِقَ مؤمنًا، قال تعالى:
﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30)﴾
كلّ البشر مَخلوقون وِفْق فِطرة سليمة، قال تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(2)﴾
قال تعالى:
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا(3)﴾
وقال تعالى:
﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(148)﴾
فالناس جميعًا خُلقوا للجنَّة، والدليل القاطِع، قوله تعالى:
﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ(118)إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾
هل هناك آيةٌ أوْضَحُ من هذه الآية ؟! يعني خلقهم لِيَرْحمهم، فهل يمكن لأبٍ أن يقول لك: ولدي هذا أتْركُهُ يدْرس، وهذا صانِع ! إذا كان أيها الأب أردْتَ من أحد أولادك أن يكون جاهِلاً، لماذا تضْربُهُ على عدم الدِّراسة ؟!! هذا شيء غير منطقي ! فلو أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يخلق جميع الناس للجنَّة لأراح الكافر من عذاب الدنيا، قال تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)﴾
فهذا الذي يزْعمُ أنَّه خلقهُ كافِرًا، ومصيرُهُ إلى النار، فلماذا يُعَذِّبُهُ في الدنيا ؟! هذا ينبغي أن يجعل له بيتًا جميلاً، وسَقْفًا مُزخرف، ومعارِج من فِضَّة، ومُتَّكت مُريحة، وبيت جميل، لو أنَّ الله خلق الإنسان للنار، وخلقه كافرًا، وقدَّر عليه الكفر قبل أن يولد، ومصيرُهُ إلى النار، فلا داعي أن يُعَذِّبه، ولكن لأنَّ الله تعالى يُعالج كلّ الخلق، فمعنى ذلك أنَّ كلّ الخلق خلقهم لِيَرحمهم ومعنى ذلك أنَّ كلّ الخلق خلقهم للجنَّة، فهذه الآية دقيقة جدًّا، فالذي يقول: الله تعالى خلق الكافر كافرًا، والمؤمن مؤمنًا هي عقيدة الجَبر، والكافر ليس له ذَنب إلا أنَّه يُنَفِّذ قضاء الله، والمؤمن ليس له فضْل إلا أنَّه قدَّر عليه الإيمان ؛ هذه الفِكرة مرفوضة أصلاً، وهذه الآية تنْفيها قال تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)﴾
أي خُلِقوا لِيَؤُمُّوا إلى وِجهةٍ واحِدَة وخُلِقوا لِيَتَعَرَّفوا إلى الله تعالى، وخُلقوا لِيَكونوا من أهل الجنَّة، وجنَّة عرضها السماوات والأرض، وخُلقوا لِيُطيعوا، ويعْبدوا، والناس جميعًا سَواسِيَة كأسنان المِشْط، يُؤَكِّد هذا قوله تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ(189)﴾
من طبيعةٍ واحِدَة، ومن جِبِلّة واحدة، ومن خصائص واحدة فالكافر كفَر لأنَّه اختار الكُفر، والله سيُعالجهُ، والمؤمن اختار الإيمان قال تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(2)﴾
قال تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)﴾
قال تعالى :
﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا(77)﴾
ألا تُصَدِّقون الله عز وجل، قال تعالى :
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ(38)﴾
قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(61)﴾
عليّ الكفر ! والله كتب عليّ أن لا أُصلي ! هذا كلام العوام والجهلة، أحدهم جاء سيّدنا عمر، وكان شارِب خمرٍ، فقال: والله يا أمير المؤمنين إنَّ الله قدَّر عليّ ذلك، فقال عمر بن الخطاب، وهو عملاق الإسلام: أقيموا عليه الحد عليه مرَّتين ؛ مرَّةً لأنَّه شرب الخمر، ومرَّة لأنَّه افترى على الله تعالى !! قال له: وَيْحَكَ يا هذا إنَّ قضاء الله لن يُخْرِجْك من الاختيار إلى الاضْطرار !! لو أنَّ الله تعالى أجْبر عباده على الطاعة لبَطَل الثواب، ولو أجْبرهم على المعصيَة لبَطَل العقاب، ولو تركهم هملاً لكان عَجْزًا في القدرة، إنَّ الله أمرَ عبادهُ تَخييرًا ونهاهم تَحذيرًا، وكلَّف يسيرًا ولم يُكَلِّف عسيرًا، وأعطى على القليل كثيرًا، ولم يُعْصَ مَغلوبًا، ولم يطَع مُكْرهًا، ولم يُنَزِّل الكُتُب عبثًا، ولم يُرْسِل الأنبياء لعبًا.
فلذلك أنَّ القضيَّة مُقدَّرة، وكلّ إنسان خُلِق لِيَكون كافرًا أو مؤمنًا، من دون اختيار، لكان إرسال الأنبياء عبثًا، ولكان إنزال الكتب لعبًا، ولبَطَلت الجنّة والنار، والثَّواب والعقاب، ولتعطَّل لا اختيار، والتَّكليف، وأصْبحت الحياة تَمْثيليَّة ! فالإنسان مُخيَّر، ومخلوق للجنَّة، وأنت مطلوب إلى الله، وإلى رحمته أكثر ممَّا أنت طالب، والنبي عليه الصلاة والسلام أرْحم الخلق بالخلق قال: لو تعلمون ما أعلم لبكيتم..." لا يوجد إنسان على وَجه الأرض إلا ويتمنَّى السَّلامة والسَّعادة، ولكنَّ المؤمن أصابها، والكافر أخْطأها، فالكافر بَحَث عنها في المال فلم يَجِدها، وبحث عنها في النِّساء فلم يَجِدها، وبحثَ عنها في العلوّ في الأرض فلم يَجِدها، والمؤمن بحث عنها في طاعة الله فَوَجَدَها، أما مؤمن وكافر، وملْحِد، ومجوسي وعابد صنم، أو بقر، وأيّ إنسان على وَجه الأرض يبْحث عن شيئين عن سلامته، وعن سعادتهِ، والبطولة أن تبْحث عن اللُّؤلؤ في البحر، أما لو بَحثت عن اللّؤلؤ في الصَّحراء فلن تَجِدَهُ، فكلّ إنسان يبْحث عن السَّعادة بالمال فلن يَجِدها؛ لأنَّ السعادة لا تأتيك من الخارج بل تنْبُع من الداخل إن بَحَثْت عن السَّعادة في مضامنِّها تَجِدها، ومضامنُّها طاعة الله، وقال تعالى:
﴿ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)﴾
وقال تعالى:
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)﴾
وقال تعالى:
﴿قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1) الْذِينَ هُمْ فِيْ صَلاَتِهِم خَاشِعُوْن(2) ﴾
ابْحث في القرآن عن كلمة قد أفلح فإنَّك تجد معنى السَّعيد.
مُلخَّص الجلسة ؛ أنَّ كلّ إنسانٍ يبحث عن سلامته، وسعادته، فإما أن يبْحث عن سلامته وسعادته في مضانِّها، وهي طاعة الله والإقبال عليه وإما أن تبْحث عليها في غير مضانِّها، كما بحث عنها الكافر في المال فلم يَجِدها، وفي المرأة فلم يجِدها، وفي العلوّ فلم يَجدها، قال تعالى
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا(103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا(104)﴾
وقال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ(10)﴾
فإذا الإنسان دخل النار يتألَّم من نفسه أشدّ الألم لماذا أنا هنا ؟ فهذا الإنسان إذا ارتَكَب حماقةً في الدنيا وأوْدَتْ به إلى السِّجن تجدهُ يلْعَنُ نفْسَهُ كلّ يوم ! قال تعالى:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ(10)﴾
وأنتم في الدنيا حينما يدعوكم الله تعالى إلى طاعته والصلح معه وإلى التقرب منه، وإلى عبادته، ترفضون بِدَعاوى باطلة، ربُّنا عز وجل من ذاك الوقت يمْقتكم ! فلو أنَّ أبًا ترك ابنه الدِّراسة، فالابن فرحان وثاني ينام إلى الظهر، أما الأب يقطر قلبُهُ دمًا، أما الابن متى يتألَّم ؟ لمّا يكبر، لا بيت ولا زواج، ولا شهادة، ويشتغل عملاً شاقًّا، قال تعالى:
﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)﴾