وضع داكن
19-05-2024
Logo
ندوات إذاعية - راديو صوت العرب من أمريكا - برنامج في رحاب رمضان : الحلقة 01 - المرأة في الإسلام
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
المقدم:
     بسم الله الرّحمن الرّحيم، الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصّلاة وأتم ّ التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    مستمعينا ومشاهدي قناة صوت العرب من أمريكا؛ أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (في رحاب رمضان) الذي نتشرف باستضافة فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، وهو قد شرفنا في زيارة إلى هنا في أمريكا، ونستفيد من علمه ونغتنم من فرصة وجوده بيننا من أجل أن نحصّل علماً ينفعنا في ديننا ودنيانا، أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم فضيلة الدكتور. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
بارك بكم ونفع بكم وأعلى قدركم. 
المقدم:
حفظكم الله سيدي، الله -تبارك وتعالى-يقول في كتابه الكريم:

﴿ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(35) ﴾

[ سورة الأحزاب ]

   هذا التزويج العطف ماذا يفيد؟ ونحن في شهر رمضان نريد أن نسلط الضوء على عبادة الذكر والأنثى. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
    لكن مئتا آية (ياأيها الذين آمنوا) وأجمع علماء اللغة على أن هذا تغليب أي(يا أيتها المؤمنات) ،إذا ذُكر
 المؤمنون فالمعنى قطعاً يفيد المؤمنات أيضاً، لكن هنا في الآية للتوضيح كان، لذلك المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية، مكلفة كما هو مكلف، مُشرّفة كما هو مُشرّف، مسؤولة كما هو مسؤول، ولكن حينما قال الله -عزّ وجلّ-:

﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) ﴾

[ سورة آل عمران ]

    كلام دقيق جداً يعني خصائص المرأة الجسمية والفكرية  والنفسية والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أُنيطت بها، والرجل صفاته الفكرية والجسمية والنفسية و الاجتماعية أيضاً كمال مطلق للمهمة التي أُنيطت به، هما يتبادلان الأدوار ، أحدهما معه القرار والثاني معه العاطفة،  فالرجل يميل إلى زوجته لافتقاره إلى عاطفتها الجياشة، والمرأة تميل إلى زوجها لافتقارها إلى قيادته الحكيمة فالزوجان متكاملان، إذاً هناك تناغم و تعاون بين الزوجين هذا هو الأصل، والحقيقة أن كليهما في الأجر سواء ، وهذا الذي يدعو إلى أن تحظى المرأة بمرتبة عالية (إنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ) كما تفضلت (وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ) تماماً، إلا أن المرأة لها خصائص، خصائصها متعلقة بأنوثتها من هنا كانت أحكام المرأة، الأحكام متعلقة بخصائصها التي ينبغي أن تكون بوضع معين .
المقدم:
     نعم، الغرب يتهم الإسلام دائماً بالانتقاص من مكانة المرأة، ويوجه الاتهام أن هذه المرأة في بلاد المسلمين قد وُظفت من أجل خدمة البيت، نحن في شهر الصيام في شهر رمضان ومهمة المرأة هي إعداد الطعام، وتكون مشغولة حتى تنسى عبادتها.
     الآن نريد أن نجيب على سؤالين: الغرب ينظر إلى المرأة، كيف نستطيع أن نغير هذه النظرة؟ ودور المرأة في الصيام في رمضان.
الدكتور محمد راتب النابلسي:
هناك نظر موضوعي ونظر استهلاكي، الموضوعي: الغرب يعلم يقيناً أنها مساوية تماماً؛ لأن الأحكام كلها متشابهة في الذكر والأنثى، كلها متشابهة لكن يريد أن ينتقص من قيمتنا عن طريق هذه المآخذ لكن المرأة عندنا مصونة، أنا كنت مرة في القاهرة وبالمتحف الفرعوني خرج وفد من بلد أجنبي بلد أوربي يكاد يكونوا 
عرايا في الطريق، رأيت امرأة ترتدي معطفاً ما وقعت عيني في حياتي على أجمل من هذه المرأة جمال الحشمة، الحشمة لها جمال، المرأة جوهرة مصونة، المرأة لها مكانة كبيرة جداً، يعني الرجل مهمته نوعية القيادة، المرأة الرعاية يتكاملان ولا يتنافسان إطلاقاً، هذا هو التصميم الإلهي.
المقدم:
في شهر رمضان دور المرأة ليس فقط في إعداد الطعام إنما يجب عليها ويجب على من حولها أن يكونوا عوناً لها في أن تجتهد وتحصّل من أجل الثواب والعبادة. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
    على الذكر والأنثى والتراويح على الذكر والأنثى، وكل عبادات ذكر وأنثى، والزكاة أيضاً والإنفاق والصدقات أبداً، هناك تساوٍ مطلق بين الذكر والأنثى في الإسلام، لكن كل تكليف تابع إلى خصائص المرأة تقريباً، ثم إني أقول كلمة أرجو منها الثواب، كل سنتيمتر بثياب المرأة تُعد جزءاً من دينها، هي محببة للرجل، فإذا سترت مفاتنها على العوام وكانت لزوجها ولمحارمها حققت الخطة الإلهية من ذلك. 
المقدم:
إذاً الإسلام يضع المرأة في مكانها المناسب بحسب خصائصها والمهمات التي أُنيطت بها. 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     الجسمية والفكرية والنفسية والاجتماعية، يعني عاطفتها تغلب، مُنطلقها النظري عاطفتها، لذلك في البيت يوجد أولاد يحتاجون لا إلى فكر نيّر ،لا إلى مناقشة دقيقة جداً، يحتاجان الأولاد إلى عاطفة جياشة، والأسرة تحتاج إلى قيادة فكرية إلى قائد لهذه الأسرة، إلى مصمم، إلى مبرمج، فكل دور يقابله مهمة، والحقيقة بالمكانة واحدة، وكلامي دقيق جداً المكانة واحدة الله قال المرأة -والاستنباط الدقيق- المرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف والتشريف والمسؤولية، لكن خصائص المرأة تقتضيها بعض الأحكام الخاصة.
المقدم: ماهي عبادة المرأة الأولى سيدي؟ 
الدكتور محمد راتب النابلسي:
والله:

﴿ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَٰهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَىْءٍ كُلُّ ٱمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ(21) ﴾

[ سورة الطور ]

     المرأة العبادة الأولى تربية أولادها، وراء كل عظيم امرأة، وأنا عملت في التعليم 40 عاماً، أحياناً أرى شاباً أو طالباً في أعلى درجة من الأناقة والذكاء والالتزام والاجتهاد، أنا أحكم بأن في البيت امرأة عظيمة تظهر عظمتها في تربية أولادها، أنا أقول: قد تنال المرأة الدكتوراة شيء جيد جداً، وقد تعلق الدكتوراة في جدار بغرفة الضيوف لكن الشهادة الحقيقية لها أولادها، أولادها شهادة لها، ابنها صادق أمين عفيف مؤدب أنيق نظيف مجتهد "أم"، وراء كل عظيم امرأة، وراء كل طالب متفوق امرأة.
المقدم:
     إذاً هي شهادة عملية لها تربية الأولاد، ماذا توجهون نصيحة للأخوات المسلمات الموجودات في أمريكا؟
الدكتور محمد راتب النابلسي:
     يعني أنا كأنني سمعت أن هنا يوجد في أمريكا المرأة تُصنف المتفرغة لأولادها بصفة عالية جداً متفرغة لتربية أولادها، هذا وسام شرف لها هنا في هذه البلاد فيما أعلم، المرأة حينما تقوم بواجبها الأساسي ترقى عند الله وعند من حولها، أما إذا خرجت إلى العمل هناك اختلاط، هناك أجانب، هناك ثياب حديثة غير محتشمة، وتركت أولادها للخدم هنا مشكلة كبيرة جداً، يعني المرأة مثل إذا قلنا لقائد السيارة: اجلس وراء في المقعد الخلفي. 
المقدم:
     نسأل الله -تبارك وتعالى-أن يبارك فيكم، أسأل الله – تبارك وتعالى-أن يجزيكم عنا خير الجزاء، وباسمكم جميعاً مستمعين ومشاهدي قناة صوت العرب من أمريكا نشكر فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي على هذه الكلمات الطيبة ونسأل الله -تبارك وتعالى-أن يجمعنا به إن شاء الله دائماً على الخير ونسأل الله -تبارك وتعالى-أن يجعلنا من الذين يتقبل أعمالهم في رمضان و في ما بعد رمضان، بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور