- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
النمل الأبيض :
1 – ما هو النمل الأبيض ؟
نحن أمام النمل الأبيض ، النمل الأبيض حشرات صغيرة تعيش على شكل مستعمرات ،وتقيم المساكن الضخمة .
2 – كيف ينشئ النمل الأبيض مساكنه ؟
من لوازم إنشاء المسكن الذي جهزته النملات العاملات من الطين المتكون من التراب ، وإفرازات أفواهها ، تصل مساحة مسكن النمل البيض إلى 3 أو 4 أمتار أحياناً ، وعند مقارنة هذا البيت مع حجم النملة يبدو لنا المسكن كناطحة سحاب ضخمة جداً ،مساكن النملة هذه مليئة بالممرات العميقة ، وعلى طول هذه الممرات يعمل مليون ونصف المليون نملة بتناسق تام ، وعند التدقيق في مقطع عرضي لهذا المسكن يبدو داخل هذه الممرات بهو خاص للملكة ، وأقسام زراعية ، ومخازن ، وأقنية تهوية هذا مقطع كبير .
3 – الجانب الأمني والصحي في مساكن النمل الأبيض :
يقوم النمل الأبيض ببناء مسكنة وإصلاحه من جهة أخرى ،ويتهيأ لصد أي عدوان محتمل من جهة ثانية ، ويقوم بزراعة الفطر داخله من جهة أخرى ، وحياة السكان المزدحمين إلى هذا الحد متوقف على شرط مهم جداً هو تأمين التوازن بين الرطوبة والحرارة داخل المسكن ، ولدى النمل الأبيض حل رائع لهذه المشكلة ، فهناك في سقف المسكن هذه نوافذ موازية لبعضها ، هذه النوافذ المصنوعة من الطين تمتص الرطوبة من النمل ، وتتبخر هذه الرطوبة بحرارة جو المكان ، وتعلو عبر أقنية التهوية ، مما يؤدي إلى تخفيض حرارة المسكن من جهة ، وتأمين جريان الهواء الدائم من جهة أخرى ،فهذه النوافذ تقوم بمهمة التكييف الطبيعي بشكل تام .
4 – بناء النمل الأبيض مساكنها حسب الظروف :
للنمل أمثلة محيرة في علم الإنشاءات ، ونوع آخر من النمل يعيش في سهول استراليا الشمالية ، حيث تبنى مساكنها هناك بعرض واسع جداً ، إلا أن جوانبها رفيعة كالخنجر ،سر هذه المساكن في زاويتها التي تواجه الشمس ، تبني هذه النمل مساكنها بزاوية إلى حد أنها عندما تكون الشمس مستوية وقت الظهيرة لا تدخل إلا إلى قسم صغير من هذا المسكن ، وهكذا تخفف الحرارة إلى أقل ما يمكن ، هذا النوع من النمل جميعه يستخدم الزاوية نفسها دون أي تحيز ،أما الجانب المثير في الأمر فهو أن هذه النملة القائمة بجميع الإنشاءات عمياء لا ترى ، هذه الكائنات الصغيرة التي لا ترى أمامها قدر سنتمتر واحد ،كيف تنشئ هذا البرج الضخم مستندة إلى الحسابات الهندسية الدقيقة ، الحقيقة تسير كل نملة عاملة بتناسق ضمن خطة كبيرة تنجز كل هذا ، لم نبدأ بعد ، كما قال بعض العلماء ، وهذا الذي أمانا لم نبدأ بعد لاستيعاب ذلك حتى الآن ، هذه الخطة الكبيرة لم يستوعبها الإنسان ، بل كل نملة هُديت دون أي قيد أو شرط إلى إلهام الله تعالى .
وكل شيء له آية تدل على أنه واحد .