الروائع العلمية : الرائعة 058 - من أعاجيب خلايا النحل.
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠1الروائع العلمية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
من أعاجيب خلايا النحل:
تعيش النحل على شكل مستعمرات ، وتنتج العسل الذي هو واحد من أكبر الأغذية على وجه الأرض ، أما العسل الذي تنتجه فتخبئه في الخلايا التي تبنيها في نفسها بأشكال سداسية ، هل فكرنا لماذا أنشأ النحل الخلايا بشكل سداسي حصراً ؟

بحث علماء الرياضيات عن جواب هذا السؤال ، ووصلوا إلى نهاية عجيبة بعد حسابات طويلة ، الطريقة المثلى لإنشاء خزان يستهلك أقل المواد ، ويستوعب أكبر حجم تخزيني ، هو أن تبنى جدرانه بشكل سداسي ليقاوم بالأشكال الأخرى ،

لو أنشأنا خلايا بدلاً عن السداسي بشكل أسطواني أو خماسي لظهرت فراغات بينية ، ولو أردنا أن نلغي الفراغات البينية فأنشأنا مربعات المسدسات ، ما الذي يحصل ؟ تخزين العسل في أقراص مثلثة أو مربعة يمكن دون أن يبقى فراغ بينها ، لكن هناك مغزى أدركه علماء الرياضيات ، فالشكل المسدس أقصر محيطاً من بين أشكال الهندسية المحيطة ولذلك رغم كونها بالأحجام نفسها ستكون المواد الأساسية المطلوبة في الأقراص المسدية أقلّ من المطلوب من المسدس والمربع ،

وباختصار الخليلة السداسية الشكل تؤمن أكبر مكان لتخزين ، وبأقل شمع ، فالنحلة تستخدم أمثل شكل ممكن .
لكن هناك شيء لا يصدق : أما الخصائص المحيرة الأخرى للنحلات تتجسد في ذلك التعاون الرائع في أثناء بناء الخلايا ، 

عندما يرى الإنسان خلية أُنهي بناؤها ، يظن أنها أنشأت كقطعة واحدة ، نحن في عالمنا ليس هناك إنسان يبدأ بتبليط غرفة من جهة ، وإنسان من جهة ، ثم يلتقيان على بطاقة نظامية ، هذا مستحيل ، أما عند النحل فهناك مجموعة من النحلات تبدأ من كل الجهات ، وتصل إلى الوسط بمسدس ، لا يزيد ولا ينقص ميليمترا ، هذا شيء فوق طاقة البشر .

تبدأ النحلة ببناء الخلايا من زوايا مختلفة ، تبدأ مئات النحل من ثلاثة أو أربعة أماكن متفرقة لإنشاء الخلية ، وباستمرار بناء الخلية تجتمع في النهاية في الوسط ، ليس هناك أي خطأ أو عدم تناسق في نقطة الالتقاط ، تحسب النحل في أثناء نسج الخلايا الزوايا بين فتحات الخلية أيضاً ، فتحات الخلية التي تبقى ظهراً لظهر تنشأ حتماً بزاوية مائلة 13 درجة نحو الأرض ، هذا الميل يمنع سيلان العسل وانزلاقه على الأرض ،

مع أن هذه الخلايا تبنى غالياً في أماكن مظلمة لا يدخل إليها الضوء إطلاقاً هناك حقيقة مدهشة أيضاً تظهر أن النحل بهذه الخصائص الفائقة تعرفها منذ ولادتها ، ولا تتعلم صنع الخلية أو تعيين الجهة تدريجاً بل تكون على استعداد للقيام بهذه الأعمال بمجرد ولادتها ، لذلك الله عز وجل يقول :
﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
من الدرس الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 43 - الشهوة ـ المال - الوضع الصحي للمال - النحل وإبداعاته الهندسية